دولة الظلم لا تدوم

عبد الله صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3465 - 2011 / 8 / 23 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أثبتت الآيام والآحداث بأن الظلم لا يدوم , ولا يحق لآحد من الناس مهما كان جبروته وسطوته ووضعه الآجتماعى بأن يكون سببا فى ظلم انسان , أو يؤذيه أو يتجنى
عليه , أو يعتدى عليه أو على ممتلكاته ومصالحه , أو يمنعه من مزاولة حريته وحقوقه , أو أن يقصر فيا وكل به نحو الرعية إذا كان حاكما . الظلم والفساد متلازمان منذ نشأة الخليق , والذى يريد أن يتأكد من كلامى هذا فعليه أن يذهب الى المحاكم , ويرى ظلم الانسان لآخيه الآنسان , والمحاكم مليئة بالقضايا والخصومات , واعتداء الانسان على الآنسان , فنرى الحاكم الظالم يظلم رعيته ويكون سببا فى إفقار شعبه , ويعمل جاهدا الى إزلال وظلم وأحتقار الرعية , لآنه أستشعر الراحة والرفاهية وعاش حياة الاطمئنان بين شعبه الوديع المقهور بزبانيته , كما نرى الآب يظلم أبنائه , والمسؤول يظلم مسؤوليه والسائلين ويبخسهم أشيائهم , والمدير يظلم موظفيه , والزوج يظلم زوجته ويهدر حقوقها , والزوجة تظلم زوجها ولا تعطيه حقوقه الشرعية وتهمله ,
إن الظلم لا يدوم , ونحن نرى الآمثلة على ذلك كثيرة , فأين هم الحكام الظلمة الآن ؟ إنهم يحاكمون على ما أرتكبوه فى حق شعوبهم , إن أصل كل خير هو ميزان العدل , وأصل كل شر هو الظلم , إن الجبابرة والطواغيت لهم يوم يحاسبهم فيه شعوبهم , ونرى الان ما يحدث من المفسدين . أمس شاهدت بعضامن مقاطع مأساوية دموية , أقشعر لها بدنى , وكنت لم أتصور , أو أتخيل أن يصل الامر لهذا الحد , مناظر يندى لها الجبين لآفعال الشرطة مع المواطنين فى أقسام الشرطة , فى العهد البائد , وكان اليوتيوب حاكما وشاهدا على هذه الافعال الفظيعة , تعذيب لم أتخيله , ولم أتوقعه , لم أتمالك نفسى فانخرطت فى البكاء الشديد لفظاعة ما كنت أراه من تعذيب لآناس , مهما حدث من جرم ,فلا يصح أن يكون العقاب بهذه الصورة الوحشية , أدركت أن لازال يعيش بيننا وحوشا مستأنسة , العقاب شنيع , وأبشع ما تراه العين من أنتهاك لحقوق الانسان , وحرية البشر , هذه الاعمال لم تكن وليدة الصدفة , إ نما هى عمل كان مخططا له من قبل قيادات شرطية سابقة , كان على رأسهم وزير الداخلية السابق , لآنه هو الذى أباح بهذه الآعمال الشنيعة فى حق المواطنين , وأنا أعتقد بأن هذه الآعمال أرهابية , لآنى رأيت عملا تقشعر له الآبدان , عندما رأيت وحشا من وحوش رجال الشرطة يمد يده وبها عصاة ويضعها فى مكان حساس لرجل كان يعذب من قبل عشرة من الوحوش البشرية .. حقا أنها كانت مهزلة ضد الشرية , لقد سميت هذه الآعمال بالمعنى الصحيح ( جهاز أرهاب المواطنين الابرياء ) أو ( أرهاب دولة لمواطنيها ) , وكان زعيمها الفرعون الاكبر , الذى فقد الآحساس بالمواطن العادى الفقير , وعاش فى برج عاجى .
نحن نطالب بحرية المواطن , والحرية ليست معناها التسيب والانحلال , إنما الحرية التى ننشدها للمواطنين هى الالتزام , الحرية التى تحررنا من قيود الظلمة والتى تحررنا من الاغلال التى كانت مفروضه على شعبنا , طاقاتنا كانت مقيدة , نحن نريد حرية تخلصنا من عبودية الاله الزعيم سواء أكان شخصا حاكما , أو مجموعة من الآوغاد السفلة, الذين أباحوا لآنفسهم مقدرات شعب كامل , إن غياب الآكراه الذى عشناه وتعايشنا معه سنين طوال أفقد فينا الانتماء للوطن , , الاكراه الذى سجنا فى أوطاننا حطم فى الكبير والصغير العزة وجعلنا محتقرين فى أوطاننا من قبل الرعاع المفسدين , تخلصنا من هذا القهر والاكراه سوف يعبر بنا الى اليمقراطية والحرية التى ننشدها من سنين , سوف تجعلنا نقف كل من يسيئ للوطن وأخذ خقوقنا منه , وسوف يعطينا الحق فى أن نقف فى وجه أى ظالم , أو أى ناهب لمقدراتنا .
أبشع ما تقابله الشعوب هو مصادرة إرادة الأنسان وكبت حرياته التى أقرها القانون والاخلاق والمجتمع لكل أفراد المجتمع , نحن نريد حرية مسؤولة التى لا تنفك عن الآلتزام والآحساس بالمسؤولية , لآن الدول لا تنهض إلا بالحريات , لآننا فى حاجة لحرية الفكر , لان حرية الفكر تعطى المجال للأنطلاق حول أفاق أوسع , وحتى
نتحرر من حالة الآرهاب الفكرى الذى حطم كيان الامة , إننا فى حاجة ماساسة الى تحرر العقل , كى يفكر ويبدع ويكون هناك مجال للأنطلاق نحو أفاق العلم والآبداع والآبتكار , وأن يمارس دوره البناء فى مجال العلم والمعرفة , إن الظلم فيه كبت للحريات , وإن محنة شعوبنا العربية تكمن فى كبت ومصادرة الحريات , إن أصحاب الفكر النير ودعاة الآصلاح للأسف الشديد يعانون القتل والآعتقال والآعدام والتعذيب الوحشى , أو الطرد والبعد عن الآوطان .
الحرية الجديدة التى لم نتعودها ولم ننعم بها منذ مئات السنين لا تأخنا بعيدا عن الوطن والمحافظة عليها فى غمرة الفرحة من التخلص من الفراعنة والطواغيت , وأعوانهم الفاسدين , إننا من أجهزة الامن بأن تحاكم كل من كانوا مسؤولين عن تعذيب الابرياء على اليوتيوب , وأن يحاسبوا حساب عسير لآنتهاكهم حقوق الآنسان , وهتك عرضهم , لآنهم أعوان الشيطان الفرعون الذى . إن الطواغيت أما أن تحاسبهم شعوبهم أو أنيطردوا بمحض إرادتهم الى غير رجعة , وسوف يلعنهم التاريخ لآنهم أصبحوا فى مزبلة التاريخ .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل