أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فنزويلا الاشتراكية - ثورة بلا سلاح (1) الاستحالة















المزيد.....

ثورة بلا سلاح (1) الاستحالة


فنزويلا الاشتراكية

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك شبه نكتة تقال عن المناطق الريفية حول دمشق الشهيرة ببضائع التهريب القادمة من لبنان، أنك لو ذهبت لشراء قطعة سلاح فمن باعك إياها هو بنفسه "مخبر" فلن تكمل طريقك حتى يلقى القبض عليك، وذات الشيء في شوارع دمشق نفسها فستجد ما يعرف بـ"البسطات" تبيع سجائر وبطاقات يانصيب بالإضافة لسكاكين بالغة الحدية وكبيرة الحجم وبعضها بطبيعة عسكرية خالصة، بالتحديد بمحيط ساحة المرجة الشهيرة.

صعوبة الحصول على سلاح في بلاد الشام السورية، تجعل ممن يحمل مسدساً مرخصاً لعمله مع الدولة بطريقة أو بأخرى يسير كملك زمانه أو أسد في غابة نعاج، أما من حصل على البندقية السوفييتية الشهيرة الكلاشينكوف AK-47 المعروفة في سوريا بالروسية، فإنه عسكري لامحالة بطريقة أو بأخرى إما من الجناح البعثي المسلح في بعض المناطق-فهذا الجناح لا ينشط عادةً على الجغرافيا السورية كلها وهو شكلي أساساً-أو من الميليشيا المعروفة باسم "الشبيحة" التي تتبع لرجالات النظام نفسهم الذين يديرون الدولة الظل.

لا تنحصر صعوبة الحصول على السلاح بهذا، فحتى المهربين ينظمهم طرف ما، ففي كل منطقة حدودية لا يترك مجال إلا لـ"رأس" واحد يدير عمليات التهريب في المنطقة، فلا الدولة تقترب منه خشية إن اقتلعته يخرج من بعده مئة رأس ورأس فلا تدري من يهرّب ماذا وإلى أين و"الرأس" نفسه يخدم الدولة بذلك فيفرض نفوذه على المنطقة ليمنع أياً كان من التدخل في نطاق عمله.

ذكر قبل فترة التلفزيون الرسمي السوري أن المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون والمعادية للنظام تمتلك "أسلحة تقليدية متطورة" دون حرف عطف بين تقليدية ومتطورة، ولا أنصح أحداً بالتفكير بمعنى هكذا عبارة، والنظرية التي يروّج لها النظام تقوم على أساسين، الأول أن كل دول العالم باستثناء إيران ودول قليلة تعد على أصابع اليد هي مشتركة في مؤامرة عالمية ضد النظام، فحتي روسيا والصين يشكك بهما أحياناً خشية أن ينقلبا على النظام سعياً لتحقيق مصالح تخصهما فسبق للحليف الروسي أن باع حلفاؤه من قبل في مناسبات عدة، وهذا التحالف الذي يسميه البعض بالحرب الكونية، لا على سبيل النكتة، بل انطلاقاً من تحليل علمي يستند لأدلة وحدهم رأوها أو سمعوها أو لدليل نظري كون النظام يدعم قوى تدخل في إطار ما يسمى بالممانعة للتدخل الأجنبي، يعني أن إمكانيات التحالف المعادِ منقطعة النظير وقادر على فعل كل شيء، أما الأساس الثاني فهو وجود قوى دينية متطرفة تعود بحقدها الطائفي على النظام لثمانينيات القرن الماضي أو عادت من مواقع التطرف التي أرسلها النظام إليها من العراق خاصةً.

الربط بين الجهتين، القوى العالمية المتكبرة والقوى الدينية المتطرفة التي يشار إليها بكل جهل بتسمية السلفية دون تحديد أي نوع من السلفية هي، يعني كما يروجون أن الأولى تدعم الثانية بإرسال أسلحة عبر الحدود البرية غالباً، مفترضين التواطؤ الكامل من دول الجوار أو ضعفها عن تأدية مهامها، ولن أجادل بما يقوله النظام المستبد استناداً لمنطقه سواء بأدواته أو كيفية استخدامها، بل يحيرني تساؤل عمن يرددون هكذا نظرية ومن يصدقونها من السوريين تحديداً أو الفلسطينيين وجزء لا بأس به من العراقيين المقيمين في سوريا منذ سنوات عرفوا خلالها عن البلاد الكثير، أين كانوا أو أين أصبحوا الآن، ومن أين جاؤوا، وبالذات من أي مجرة أو كوكب حلّوا على هذه البلاد!

عندما تدخل سوريا، كغريب من أي نوع يأتيك التنبيه الأول، حذار من الباعة الجوالين، ومن ثم التنبيه الثاني فعليك بالحذر ممن يسمون بأصحاب البقاليات التي تبقي أبوابها مفتوحة للزبائن حتى ما بعد ساعات الإغلاق التي تفرضها البلديات ويتبع التحذيران السابقان لفت عناية لأخذ الحيطة من سائقي سيارات الأجرة وإياك أن تتحث بأي موضوع أمام البائع في كشك السجائر الموجود دوماً عند كل مفترق طرق رئيسي، ليقول لك مخبّرك أن هؤلاء إما "عواينية" للسلطة أو مشروع عواينية يبحثون عن فرصة لتبييض وجوههم أمام العاملين بفروع الأجهزة الأمنية بأي رتب كانوا.
"المخبر" أو "العوايني" يحفزه على أداء عمله على أكمل وجه أمران، الأول السعي كما ذكرت سابقاً لتحسين صورته ووضعه لعل وعسى أن يحصل على الرضا، والثاني الخوف من البطش به إذا ما حصل أمر ولم يبلغ عنه فوراً فيكون الملام الأول عن التقصير وقد يناله عقاب يطال قطع رزقه أو تسويد وجهه بعد سنوات طويلة من اللعق المستمر للأحذية العسكرية.

التركيبة الإخبارية السابقة، قد لا تتوافر في المناطق الريفية الزراعية التي تكون منازلها بعيدة عن بعضها بمسافات وأراضيها تملؤها الأشجاء ولا ينال من دروبها الكثيرة إضاءة الشارع الحكومية، فيمكن عندها أن يمر السلاح ويخبأ في الأراضي ويستخدمها "المسلحون" للتعدي على الدولة والمواطنين ليلاً، وأشدد على ليلاً لأنه لو كان في الصباح فإن الأعين العمياء ستراهم وسيحسم الأمر بساعات قليلة. إلا أن النظام يقول بأن المسلحين يتوغلون بين المتظاهرين السلميين الذين كانوا خلال الشهرين الأولين يخرجون في النهار حصراً وبعد صلاة الظهر يوم الجمعة غالباً، وحتى النظام ربط أعمال العصابات المسلحة بكل أوقات اليوم.

لم تدخل الدبابات إلى المناطق الزراعية في درعا فقط بل دخلت إلى المناطق المدنية فيها، وتكرر الأمر في كل المدن وأحياناً حصراً بالمدن مثل حماة مثلاً التي تحيط بها أعين السلطة من كل مكان، وريفها لأسباب طائفية صنعها النظام لا يمكن أن يتعاطف مع أي معادٍ له بل على النقيض تماماً.

فإذاً، لو نجح المسلحون أو أسلحتهم بالعبور في المناطق الريفية فمن المستحيل أن يخترقوا الحواجز الأمنية والعسكرية من جهة والشبكات "التعاونية" مع السلطة من جهة أخرى ليهربوا الاسلحة المتطورة *التي تحدث عنها رئيس السلطة، ولو استخدموا الطائرات لنقل السلاح، فكيف ستحط في قلب المدينة أو الاحياء المزدحمة، ولو حطت في الارياف فعندها نعود لنفس النقطة.. كيف سيدخل السلاح إلى قلب المدن؟!

----------------
السلطات السورية لا تتحدث عن استخدام أسلحة بيضاء أو بسيطة، بل يتم التركيز على أنها حديثة لترويج نظرية المؤامرة أكثر، وبكل حال فإن استخدام أسلحة بدائية متوافرة من نوع "بلطة" لن يكون مفيداً لقتل من يحتمي بسلاح ناري رشاش أو بمدرعة عسكرية.



#فنزويلا_الاشتراكية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة بلا ميدان
- لماذا هنا، لماذا الآن؟
- تعليق موجز على نتائج الانتخابات الفنزويلية التشريعية
- كلمة قبل الانتخابات التشريعية في فنزويلا
- يسعون لتحويل الثورة لإصلاح بالتخلص من قائدها
- رئيس الجامعة البوليفارية يتحدث لرسالة فنزويلا الاشتراكية عن ...
- سطور تشافيز: إلى الأمام نحو الدولة الكومونية!
- نيكاراغوا تبدأ بالتقدم بفضل الألبا رغم واقعها الفقير
- بوليفيا تقدم أنموذجاً للعالم
- النسخة العاشرة من -عالم آخر ممكن-
- كلينتون تجول أمريكا اللاتينية بحثاً عن شيء ما
- روسيا في معرض كتاب كوبي ونقد للماضي
- اليسار الحاكم في تشيلي يفشل أمام شقيقه اليمين
- انتخابات الأوروغواي توصل مغواراً سابقاً للرئاسة
- المؤتمر الاستثنائي الأول للحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا
- الرئيس تشافيز: الماركسية هي نظرية علمية متقدمة لتحليل التاري ...
- عن الإعلام البرجوازي المسيطر المتلاعب بالعقول
- -سلام بلا حدود-.. حفل في كوبا رغم تهديدات بالاغتيال
- حتى الآن.. نجح الانقلابيون بفرض واقعهم في الهندوراس
- لأنه ليس رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فنزويلا الاشتراكية - ثورة بلا سلاح (1) الاستحالة