أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهرة الشمس محمد - اثنان ثالثهما...... المخلوع!















المزيد.....

اثنان ثالثهما...... المخلوع!


زهرة الشمس محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثنان ثالثهما المخلوع، ثلاثة رابعهم الخوف والترقب من المجهول واللحظة الحاسمة التى تنتظرهم، اثنان يحملان المصحف بين أيديهم، بل ويضموه إلى صدرهم ضمة المتلهف إلى رحمة الله، وثالثهم عليل فى سريرعفاه وعافاكم الله، لا يستطيع أن يحرك ساكنا، وقلم يكتب بحبر أسود أفضل من أن يبكى أو تنفجر به العين، أعتصر قلمى عندما رأيت الأثنين وثالثهم المخلوع، لا أتعاطف معهم ولكن أعتصر القلم خشية من تقلبات الزمن، وفي هذا السياق قال الشاعر العربي في شعر هو الحكمة بعينها:
اذا اقبلت الدنيا على امرئ ألبسته محاسن غيره .... وان أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

وفي قول يتسم بالسخرية قال الشاعر العربي:
ان الدنيا اذا اقبلت باضت الحمامة على الوتد .... واذا ادبرت بال ( ال ح م ا ر ) على الاسد
بعد أن رأيت المخلوع فى القفص انتبانى الصمت ، ومكثت أفكر فى ما يحدث لهذا الرجل، أعرف أن الكل يَدعى عليه (ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك.... لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك...
لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك....لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك...فاروق جويدة)، وربما عاش هذا الرجل إلى الآن ليرى من ظلمهم المخلوع القصاص فيه وتقر أعينهم، ألم يقل الله عز وجل:
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (الحج 39-40، مع أحترامى لتفسير الآية الكريمة ومعناها، ألم تقاتلوا من أجل أن تجدوا الخبز؟ ألم تخرجوا إلى لييبا واليمن والأردن بحثا عن أرضا واسعة بعد أن ضيقت الأرض عليكم، والنتيجة أن تعودوا جثثا؟

اللهم إنى لا أشمت فى عبدك، فكلنا يخشى من تداول الأيام، (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس} (آل عمران : 140 ،ولكن هل فعل هذا الرجل أيضا عملا صالحا فى حياته حتى يخفف الله من ذنوبه بمرضه والكل يعلم أنه مريض بالسرطان عافانا وعفاكم الله من هذا المرض اللعين الذى ليس له داء سوى الموت، أليس المرض تكفيرا للذتوب؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله :" ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة".

هل من الممكن أن يتحمل شخص على الأرض ما يتحمله الرئيس المخلوع فى موقفه الأن، حقا أنه موقف تدمع له العين، ليس تعاطفا ولكن لهول الموعظة التى بين أيدينا، كنت أسمع عن قارون عندما خسف الله به وبداره الأرض وصار عبرة هو وكنوزه بعد أن أبتلعته الأرض :(فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ *) سورة القصص : 79 ، 80 ، وسمعت أيضا عن فرعون (( اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية )) فأعتبروا يا أولي الأبصار، ولكن لم أرى أن هؤلاء الفراعنة ومحاسبتهم سنراها رأى العين، لم أعرف أنى سأهرول إلى المصحف عندما رأيت المخلوع لأراجع الآيات القرآنية حرفا حرفا، وأقف على قصص من ظلموا أنفسهم، يا لا بشاعة القضية والحدث! يُقبل الإبن علاء أبيه فى السرير، ومن علاء؟ هو رجل فى الخمسين من عمره يقف فى القفص حائرا بين أخية الأصغر وبين والده الراقد على السرير، يحاول أن ينحنى لأبيه ويعطى له قبلة، ياترى قبلة إعتذار؟ أم قبلة وداع؟ أم قبلة الشقاء؟ وظللت أفكر فى هول الموقف، وقررت أن أشاركم الرأى، فموقف كهذا تقشعر له الأبدان من عدالة السماء، ولا نملك إلا أن نقول يحيا العدل، وتحيا العدالة السماوية.

وتتوالى الأسئلة المحيرة، ومن ضمن الأسئلة سؤال لم أجد له إجابة، وقررت أن أطرحه عسى أن تساعدونى فى حل اللغز الذى حيرنى: لماذا حرص المخلوع كل الحرص على أن يبقى فى مصر؟ لماذا لما يفر ببدنه؟ أم أراد الله أن يظل ويبقى فى مصر لتكتمل العبرة والعظة! لا أعلم! لماذا حيرنى هذا الرجل الذى كان من الممكن أن تسهل له الأختين الحلوين أمريكا وإسرائيل، الهروب إلى جنة آخرى ويتمتع بممتلكاته المهربة ولا يعبأ بما خلفه؟ لما ذا لم يهرب علاء وجمال؟ لماذا وهم يعلمون علم اليقين، ماذا سوف يكون مصيرهم خلف الأسوار، كيف يفكرعلاء رجل الأقتصاد؟ وكيف يفكر جمال الذى كان يؤهل نفسه للكرسى؟ وأى درس لنا يلقنون؟ سؤال لا إجابة له! إليست لهم فرص ذهبية فى الهروب! هل تغلب الأختين الحلوين من أن تنفذ الخطط الجهنمية لتهربيه، وإن كان البعض سيرودا بأن المخلوع كارت محروق، أقول ليست هذه الإجابة المنطقية! على العكس فهم يريدون المساعدة حتى يعلنوا لمن يأتى بعد المخلوع كيف يساعدون ويأيدون أعوانهم.

أسئلة كثيرة تدور بذهنى، والعبرة أشد من أن تمر مرور الكرام، فكم من أب يسلك مسلك الرئيس المخلوعو يترك شركاته لأبنائه يديرونها؟ هل له من ضامن أن يحدث له بالمثل؟ هل له من العظة فما حدث من قصة اثنان وثالثهما المخلوع، هل ستحذروا الفتنة ألم يقل الله تعالى :.....( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(15)) سورة التغابن.
لا أخفى عليكم أختلست بعضا من الفرحة وأخفيتها عن نفسى عندما نطق القاضى بأن الجلسات المقبلة لن تبث فى وقتها على التليفزيون المصرى، قد لا يتفق معى البعض على هذا، مع العلم أنا نفسى لا أقبل البث الصامت الذى يجعلنا لا نرى ماخلف الكواليس، وهذا يحرمنا من الدروس المستفادة التى كنا نقرأه فى آخر كل موضوع من مواضيع القراءة، كان السؤال التقليدى ما العبر المستفادة من الدرس؟ فيا ترى ما العبر ة من قبلة الشقاء ؟ أو قبلة الأعتذار؟

ولكن السبب فى اقتناعى بعدم البث، هو أن أردت أن تنزل الستار على المسرحية الهزلية، وعدم رؤية اثنان وثالثهما المخلوع، وحتى لا نرى قبلة الأعتذار والندم التى تكاد تفتك بقلوبنا، وحتى تتظر إلى الأمام وإلى مصلحة الوطن، لذا مرحبا فى بث صامت حتى تعلن النهاية وتنزل الستار، مع العلم أن الستارة قد نزلت بالفعل عندما رأيناه فى الجلسة الأولى، وأوشكت المسرحية على النهاية، وأن كنت أشعر بالقضاء الألهى يقترب حثيثا بعد أن يُطهر الله المخلوع من الذنوب، تخيلوا معى لو أن مواطنا عاديا مر بظروف المخلوع لكان مات بسكتة قلبية وسلم الأمانة من هول الصدمة، ولكن كيف صمد ويصمد هذا الرجل على هذا البلاء؟ هل هذا القصاص؟ لا أعلم.
لا أملك إلا أن أقول الله المستعان على ما تصفون، وأخيرا إذا لم تفكروا قليلا فى هذه العظة وتراقبوا أفعال أولادكم فسوف يبتنهى بكم الحال بقبلة إعتذار ولكن فى قفص تنتظرون معها القرار!

اللهم اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم ، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم ، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تغير النعم ، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء ، اللهم اغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء ، اللهم اغفر لنا كل ذنب أذنبناه وكل خطيئة أخطأناها.

عفوا أيها الثلاثة الذين رابعهم الخوف والترقب، وعفوا عزيزا القارئ أن كنت تجاوزت.



#زهرة_الشمس_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيربح المليون؟
- يا طير الشهيد


المزيد.....




- -لماذا يحن المصريون لأيام حسني مبارك؟-.. علاء مبارك يشعل تفا ...
- الأردن يُفعّل الخدمة العسكرية الإجبارية لـ -الدفاع عن الوطن- ...
- سيارة غارقة في نهر المسيسيبي تُعيد فتح لغز اختفاء شخص بعد 55 ...
- دراسة: عشاق القهوة في مزاج أفضل بعد فنجانهم الأول في الصباح ...
- تيبلي جوهرة التراث البوركينية المهددة بتقلبات المناخ
- اكتشاف جديد يفتح آفاقا لتقليل خطر مضاعفات السكري المهددة للح ...
- ترامب يوقف قمته مع زيلينسكي وقادة أوروبيين ليهاتف بوتين وروب ...
- فنزويلا: مادورو يأمر بنشر 4,5 ملايين عنصر ميليشيا لمواجهة -ا ...
- العداء لروسيا وفصوله الممتدة بين الماضي والحاضر
- بي بي سي توثق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهرة الشمس محمد - اثنان ثالثهما...... المخلوع!