أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - التكالب الإمبريالي على سوريا و الدور التركي في ذلك















المزيد.....

التكالب الإمبريالي على سوريا و الدور التركي في ذلك


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن موقع سوريا الإستراتيجي الممتد مئات الكيلومترات على شاطئ المتوسط، حدودها مع الدول النفطية،حدودها مع العراق المقاوم ودورها في ذلك وصمودها أمام المخططات أاأمروإسرائيلية ،ودورها الريادي الداعم للمقاومة اللبنانية حتى يومنا هذا تجعلها دائماً في عين ألإعصار. فمنذ التهديد المعروف من كولن بوال للرئيس السوري بعد احتلال العراق ورفض سوريا السير بمخططاتهم تتعرض سوريا لضغوط عده ليس آخرها مجريات الأحداث الأخيرة.
الأحداث في سوريا هي في الدائرة المباشرة لاهتمامات المعسكر ألإمبريالي، ويبدو هذا جلياً و بوضوح من خلال الهجمة الإعلامية و السياسية المستمرة عليها، هذه الهجمة تأخذ أشكالاً مختلفة، ويتغير أسماء ووجوه ألمشاركين فيها.
من دور تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري و زمرته اللبنانية و حاشيته القواتيه الكتائبية العميلة إلى الدور السعودي في تمويل و تسليح الإخوان المسلمين، ومن الدور الأردني المماثل، إلى الدور التركي الذي أخذ في الأيام الأخيرة شكلاً وقحاً . في هذا المقال سنعالج هذا الدور من كافة الجوانب و نحلله منطلقين من التالي:
1- النظام الاقتصادي المطَبق في تركيا.
2- علاقات تركيا مع حلف الناتو، الرأسماليه العالمية والمعسكر الإمبريالي.
3- موقع تركيا الاستراتيجي في المنطقة وعلاقاتها مع دول ألجوار.
4- دور حزب العدالة والتنمية الإسلامي وعلاقاته مع الإخوان المسلمين والقوى الأصولية في المنطقة.
إن تركيا ومنذ انتصار حركة تركيا الفتاة وإنهاء عصر الخلافة العثمانية ورغم تأثر كمال أتاتورك بالجار الروسي بعد الثورة البلشفية بنت اقتصادها على أسس رأسمالية، فالتحولات السياسية و الاجتماعية التي حصلت فيها لم تتجاوز إنهاء سلطة السلاطين. بقي النظام الاقتصادي كما كان ذو توجهات رأسمالية.
بعد هزيمة النازية الحرب العالمية الثانية، وقيام مشروع مارشال من قبل أمريكا من أجل شراء شعوب أوروبا وبناء تحالفات تدو في فلكها، استفادت تركيا من هذا المشروع عن طريق الدعم الاقتصادي الأمريكي المباشر، والغير مباشر من خلال استخدام العمالة التركية الرخيصة الثمن في عملية إعادة بناء أوروبا بأموال أمريكية.
لقد استفادت تركيا من هذا المشروع الاقتصادي الكبير، ثُبتت علاقات الإنتاج على أساس علاقات رأسمالية، دارت تركيا في فلك المعسكر الرأسمالي، وحتى تبقى قي هذا الفلك استٌخدم الجيش لضرب الحركة الجماهيرية، حتى هذا اليوم ورغم تحجيمه لا يزال الجيش يلعب دوراً مهماً قي الحياة السياسية التركية.
خضعت تركيا و بشكل واضح إلى هيمنة أمريكا وما دخولها الحلف الأطلسي إلا دليل لهذه الهيمنة. كما لعبت دوراً مهماً في الحرب الباردة بموقفها المنحاز إلى الامبريالية، فقد كانت رأس حربة في مواجهة الاتحاد السوفيتي، زُرعت بمختلف أنواع الأسلحة، ولولا أزمة خليج الخنازير التي كان من نتائجها سحب الصواريخ النووية الأمريكية من تركيا مقابل سحب السوفيتية من كوبا لكانت تركيا الخاصرة الضعيفة للاتحاد السوفيتي نووياً.
تركيا إذاً كانت وما زالت الذراع الضارب للإمبريالية في المنطقة، وما تغير لونها بين الفينة و الأخرى إلا عملية تمويه للاستهلاك المحلي وللالتفاف على جيرانها إقليميا، فها هي السخزوفرينيا، هي في حالة صدام مع إسرائيل على خلفية أسطول الحرية في الوقت الذي تشارك معها في مناورات عسكرية، في نفس الوقت الذي فيه ينسحب أوردوغان محتجاً على أقوال بيبرس من لقاء دافوس، يُترك المجال الجوي التركي مفتوحاً للطيران الإسرائيلي لضرب ما سمي بالمفاعل النووي السوري في دير الزور.
إن موقع تركيا المتربع على الشاطئ الشمالي للبحر المتوسط، الممتد من آبار قزوين البترولية في الشمال الشرقي إلى آبار كركوك و الخليجية في جنوبها، و من آبار ألغاز و البترول ألمكتشفة في المتوسط إلى بترول بحر إيجة في الغرب، هو موقع إستراتيجي ومهم لأمريكا والغرب الأوروبي، وهي تستغل هذا الموقع من أجل تنفيذ مصالح الغرب و مصالحها أيضاً. تشكل مع إسرائيل و الرجعية العربية الثالوث الذي تقف عليه السياسة الأمريكية.
تركيا تتصرف كأفعى داخل البيت، تتقرب من أصحاب البيت لتتدفأ بين ملابسهم، تتبع التحركات وتضرب حين تلوح الفرصة، هكذا بنت علاقات "مميزة كما يقولون" مع سوريا و في اللحظة الحرجة نفثوا سمهم في الجسم السوري، سلحوا المجموعات الأصولية متعاونين مع المهربين بمختلف أنواعهم، ثم قاموا برفع الصوت عالياً مدافعين عن حقوقهم، مستغلين المطلب الجماهيري بالتغير.
المخطط كان على الشكل التالي: افتعال حوادث أمنية على الحدود التركية تكون نتيجتها تهجير متعمد لعدد كبير من السوريين إلى تركيا، تقوم القوى الرجعية باستغلال هؤلاء المساكين لتخلق أزمة إنسانية، من ثم تقوم بتسليحهم من أجل (تحرير) سوريا من النظام الحاكم. نفس المخطط تم إفشاله على الحدود اللبنانية، ودق آخر مسمار في نعشه يوم سيطر الجيش السوري على مدينة حماة.
الجزء المتعلق بالتهجير نجح على مستوى ضيق جداً لهذا لم يتمكنوا من خلق معارضة حقيقية للنظام السوري في الأراضي التركية، هكذا عاد ألاجئون إلى وطنهم دون أن يشاركوا في هذا المخطط، كانت القوى الأمنية و الحكومة السورية واعيتان له، أغلقوا الحدود، قاموا بطرد المسلحين، فرضوا الأمن فعاد المهجرين بعد أن اكتشفوا الأكاذيب. كانت هناك محاولة لإقامة إمارة أسلامية في المهجر على غرار" مجاهدي" أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي تتصل بأصوليين في الداخل السوري، مدعومين مالياً من تيار المستقبل والسعودية آخذين من تركيا والبقاع نقاط انطلاق، وما تصريحات أوردوغان حول حماة قبل مدة وصرخات الحريري إلا أكبر دليل على ذلك.
الشعب التركي وبعد سنين عديدة من حكم ألطعمه العسكرية، أوصل حزباً إسلامياً إلى سدة الحكم، كان هذا تعبيراً واضحاً للردة التي حصلت قي العالم بعد الانقلاب على النظام الاشتراكي. في البداية وخوفاً من أن تولد دولة أصولية غلى غرار أفغانستان و إيران ، عارضت الولايات المتحدة هذا التوجه، لكن بعد إبعاد نجم الدين اربكان عن السلطة وتقديم أوردوغان فروض الطاعة والولاء لأسياده الأمريكان، أعطيت تركيا مرتبة اللاعب الإقليمي في المنطقة، دورها في أزمة كركوك معروف، وها هي تلعب اليوم دوراً مهماً في مجريات الإحداث في سوريا.
أمريكا تريد فرض مصالحها في المنطقة، ولا يهمها من خلال مَن، في السابق كان الجيش يقوم بالمهمة، أما اليوم حزب العدالة والتنمية يقوم بها وبشكل أفضل، هو حزب يستغل المشاعر الدينية في المشرق، بادر في سياسة المصالحة بين الإمبريالية والحركات الإسلامية التي اعتمدها أباما في خطابه المشهور في القاهرة، هذه السياسة التي تأخذ بعين الاعتبار تنفيذ المخططات التي هدفها حماية المصالح ألأمروإسرائيلية، تركيا موجودة في صدارة الدول الداعمة والسائرة في هذه المخططات. تشكل عنصر أساسي وقيادي في مجموعة ما يسمون بدول الاعتدال في المنطقة، هذه المجموعة تضم شيوخ الهم والغم وقادة الدول المستسلمة لإرادة أمريكا و إسرائيل.
الانتهازية ألتركية لا يمكن وصفها، ففي نفس الوقت التي تقوم بإرسال سفن الحرية وتعترف بدولة فلسطين تقوم بإجراء مناورات عسكرية مع إسرائيل، صفقات الأسلحة لازالت موجودة. كذلك تتحدث عن علاقات مميزة مع سوريا في الوقت الذي تسلح القوى الأصولية والظلاميه، تقوم بإنشاء معسكرات استقبال للاجئين السوريين قبل بدء الإحداث، هم كالمثل الشعبي القائل (اضرب كف وعدل الطاقية)، وقاحة تركيا وصلت إلى حد التدخل في مكان تواجد الجيش السوري،( اخرجوا من حماة و دير الزور،عودوا إلى ثكناتكم)، كأننا ما زلنا في عهد الخلافة العثمانية.
مع اندلاع شرارة الأحداث في سوريا ظهر الدعم التركي الواضح للمعارضة الأصولية السورية، عقدت المؤتمرات، شكلت لجان الدعم، استخدمت وسائل الإعلام التركية والمراسلين الأجانب و العرب في تركيا لنشر الأكاذيب وتضخيم الأحداث،إطلاق العنان لكل مستعد لإطلاق التصريحات، وليس آخرها تصريح رئيس العلماء السوريين القابع في تركيا حول عدم استخدام السلاح في سوريا، ليس خوفاً على ألمواطنين بل خوفاً على المسلحين.
يا إخواننا الأتراك إذا انهارت سوريا و نفذ مشروع الشرق الأوسط الجديد عليها، تركيا هي الدولة المرشحة لنفس المصير، فهي مكونة من خليط اثني و مذهبي معقد،قابل للاشتعال بسهولة. هناك الأكراد الذي يصل عددهم ال18000000 نسمة والعلويين الذي يصل عددهم إلى ال15000000 نسمة يتمركزون بمناطق محددة، بعضهم حمل السلاح ضد الحكومة المركزية، أنتم أضعف مما تتصورون، لقمة سهلة لأمريكا عندما ترى أن دوركم قد أنتها،ستصبحون مثل الأنظمة العميلة في جمهوريات الموز يلقى بكم في سلة المهملات متى انتهى دوركم، لا موقعكم الإستراتيجي ولا علاقاتكم الشائكة ستحميكم إذا ما استمريتم في هذا الطريق، هذه نصيحة اليوم مجانية ولن تسمعوها غداً لأن الميت لا يسمع.
بعد كل ما سبق نرى أنه و في نفس الوقت الواجب على سوريا أخذ الحيطة و الحذر من الجانب التركي، يجب عليها الإسراع في الإصلاحات السياسية و الاقتصادية من أجل الخروج من دوامة العنف و إفشال كل المخططات الرامية إلى ضرب سوريا ،وإغلاق المنافذ التركية وأمثالها من عملاء أمريكا في المنطقة.


بقلم الرفيق فرج (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوسلو و ألتهديد ألإسرائيلي بإلغائه
- أزمة ألرواتب في فلسطين
- ألفضيحة
- الأزمة الثقافية في المجتمع الفلسطيني (2)
- آلان كاردوخ ليست ألجريمة أن لا تعرف، ألحريمة أن تدعي ألمعرف ...
- سوريا أليوم
- دخول ألأردن و دول أخرى في مجلس ألتعاون ألخليجي
- لماذا الحفاظ على سوريا واجب كل التقدميين


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - التكالب الإمبريالي على سوريا و الدور التركي في ذلك