أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرج الله عبد الحق - سوريا أليوم















المزيد.....

سوريا أليوم


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 15:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد مقالي ألمنشور على موقع ألحوار ألمتمدن بتاريخ 28/5/2011 و بعنوان لماذا ألحفاظ على سوريا واجب كل ألتقدميين، سررت لأن أكثر من 1000 قرئوا هذا ألمقال، كما سررت لقراءتي ألتعليقات على هذا المقال، لكن ما دفعني للكتابة أليوم هو أمرين أولهم ألتعليق ألهزلي من أحدهم ألذي اعترضت علية في باب ألاعتراضات في موقع ألحوار ألمتمدن.

إن موقع ألحوار ألمتمدن هو موقع اليساريين ألتقدميين ، ومعنى أليساري ألتقدمي كما أفهمه أن يكون ألإنسان محللاً للأمور، ديمقراطباً ومؤمن بحرية ألرأي. أما أن تكون وجهات ألنظر ألمختلفة هي للاستهزاء فهذا يعني أن ألمعلق بعيد كل ألبعد عن أليسار و مفاهيمه. هذا يكفي للكلام عن ألتعليق وأعود إلى موضوع ألمقال.

أما ثانيهم فهو تطورات ألأحداث ألجارية في سوريا، و ألتعليقات على وسائل ألإعلام مقروءة منها أو إلكترونية كالإذاعة و ألتلفاز أو ألشبكة ألعنكبوتيه. و قد استرعى انتباهي مقابلة الأستاذ محمد حسنين هيكل ألتلفزيونية على قناة ألجزيرة حول وضع ألثورات ألعربية مستعرضاً ألوضع في سوريا قائلاً: إن ألوضع معقد، هناك تأثيرات داخلية و خارجية، حدودها كبيره وهناك عدة عوامل تؤثر على ألوضع ألسوري و ألدفاع عن سوريا هو دفاع عن- موقع و موقف- كما قال هيكل و ليس دفاعاً عن نظام و حزب.

من هنا كان كلام هيكل هو ألمحفز ألثاني لي لكتابة هذا ألمقال مؤكداً على ألأمور ألتالية:

أولاً : كما يقول هيكل فإن موقع سوريا في شرق ألبحر ألأبيض ألمتوسط، هذا ألكم من ألساحل، حدودها ألبنانية، ألحدود مع تركيا و ألعراق، طبعاً حدودها مع إسرائيل، كذلك شبكة علاقاتها ألإقليمية تجعلها في- قلب ألعلم ألعربي - تعبير لهيكل، هذا ألموقع يؤكد أهميتها للإمبريالية و إسرائيل من أجل تنفيذ مخططاتهم في ألمنطقة و على رأسه مخطط ألشرق ألأوسط ألجديد.و أن أي نجاح لمخططاتهم لن يتم إلا من خلال ضرب سوريا . كذلك يؤكد أهميتها للقوى ألمعاندة- كما يسميها هيكل- في ألمنطقة.

ثانياً : أما عن ألموقف فيقول سوريا هي ألدولة ألعربية ألوحيدة ألتي لها أراضي محتلة ولم توقع على إتفاقية سلام مع إسرائيل، كما فعلت مصر،ألأردن و ألفلسطينيين، و لا يوجد لها علاقات معها كما هو موجود عند بعض ألدول ألعربية ألأخرى، كذلك إن ألتغير ألديمغرافي في ألجولان ـ ألمستعمرات ألمبنية هناك ـ يجعله مستحيلاً استعادة ألأراضي بدون حرب. إن سوريا لا تملك إمكانية ألحسم منفردة، في ألماضي كانت هناك مصر ، ألأردن ـ بشكل أو بآخرـ والعراق،( أو كما كان يسمى بالجبهة الشرقية) أما أليوم هي وحدها، لذلك و كما يقول هيكل فإن موقف سوريا موقف معاندة.

ثالثاً: قال هيكل في ألمقابلة،أن دور إسرائيل كبير في ألوضع ألسوري، وقد عُبر عن هذا ألدور من خلال تصريح رئيس شبكة ألاستخبارات ألعسكرية ألإسرائيلية ألسابق "أمان" أمام ألحكومة و لجنة ألأمن و ألدفاع في ألكنيست ألإسرائيلي بأن إسرائيل موجودة في كل ألدول حتى تلك ألتي لها اتفاقيات سلام معها. وقال أيضاً إن إسرائيل تدخل إلينا من مناطق ضعفنا. ـ إسرائيل غير بعيدة عن ألأحداث في سوربا ـ كما يقول هيكل، و ما يحصل هو أن ضعف سوريا قد سمح لإسرائيل إن تلعب دوراً في هذه ألأحداث.

رابعاً: أما تركيا وهي ألدولة ألتي تمتلك حدوداً كبيرة مع سوريا فقد مر عليها هيكل مرور ألكرام، كان وضحاً بأنه لا يريد إحراج ألمؤسسة ألإعلامية ألتي تستضيفه، لكن لسان حاله يقول أن تركيا يحدد دورها عاملان:
1- تركيا دولة في حلف ألناتو ولا يمكن أن تلعب أي دور دون إذن من ألحلف، كذلك إن علاقاتها مع إسرائيل و رغم مسألة سفينة مرمره هي علاقة إستراتيجية، كافة ألاتفاقات ألمعقودة لا تزال سارية ألمفعول رغم عنتريات أردوغان ، لا يمكن أن تغرد خارج ألسرب. من هنا نجد هذا ألتشنج و هذا ألتعنت و ألعنتريات ألأردغانية، نجد دعماً واضحاً لما يسمون نفسهم بالمعارضة ألعسكرية و ألمدنية في إدلب ، جسر ألشغور خصوصاً و كل سوريا عموماً.

2- تركيا دولة يحكمها حزب ألعدالة و ألتنمية وهو حزب ديني ،امتداد لحركة ألإخوان ألمسلمين في ألعالم، و من هذا ألمنطلق يريد أن تكون له صلات مع ألعلم ألعربي و ألإسلامي خصوصاً بعد إغلاق باب ألإتحاد ألأوروبي في وجهه،كذلك فهي لا تزال تحمل بشكل مبطن حلم ألخلافة ألإسلامية، لذلك اتجهت سياستها ألخارجية نحو ألشرق،هذا ألشرق يشمل سوريا ألمعاندة ـ كما يقول هيكل ـ سوربا ألتي ترفض قبول ألمخطط ألإمبريالي، سوريا ألعلمانية، من هنا جاء احتضان تركيا لمؤتمرات ما سموا نفسهم بالمعارضة السورية، وعلى رأسهم ألإخوان ألمسلمين، تعبيراً حقيقياً لدور تركيا ألجديد في ألمنطقة.

تركيا بجناحها ألعسكري ألمرتبط بالناتو و ألسياسي ألإسلامي يمثل جناحي ألدور ألتركي ألمرتبط بالإمبريالية و إسرائيل، ألجيش ينفذ رغبات ألإمبريالية عسكرياً و ألتنفيذ ألسياسي من ألإخوان ألمسلمين متمثلا بحزب ألعدالة و ألتنمية. أن حركة ألإخوان ألمسلمين في ألعالم ألعربي لا تقبل حل ألتناقض بين ألصهيونية و ألشعوب ألعربية على حساب ألقضية ألفلسطينية، و أوردغان لا يستطيع حل هذه ألمعضلة ليتصدر ألمنطقة.

تظهر تركيا كدولة وديعة تسدي ألنصائح للحكومة ألسورية بضبط ألنفس لكنها تهدف في نهاية ألأمر جَر سوريا إلى أحضان ألإمبريالية و إسرائيل من خلال مساعدة ألإخوان،الضغط على ألحكومة السورية بشكل منفرد ، والمشاركة بالضغط الدولي عليها.

ألتركيبة التركية هي تركيبة أثنية و مذهبية معقدة، لا تقل تعقيداً عن التركيبية السورية مشاكلها شائكة، ليس آخرها ألمسألة ألكردية،كذلك فإن ألوضع ألاقتصادي رغم هذا ألنمو ألكبير ليس في أحسن ألأحوال، من هنا نرى بأن دعم تركيا لقوى ألمعارضة ألإسلامية ألسورية بشكل خاص و ألمعارضة عموماً يوجه أنظار ألمجتمع ألتركي إلى ألخارج ـ خصوصا وهي أليوم على أبواب انتخابات ـ متناسين أزماتهم ألداخلية.


خامساً: إن ألعلاقة ألسورية ألبنانية تؤثر على ألوضع في ألبلدين و بالاتجاهين و على ألشكل ألتالي:

- إن القوى السلفية تجد مرتعا في لبنان، و إن حلفاء السعودية يقومون بإمدادهم بالمال والسلاح ،وما أحداث تل كلخ إلا دليل قاطع على تأثير الوضع في لبنان بشكل مباشر على مجريات الأحداث في سوريا. كما يبدو اليوم إن أحداث مخيم نهر البارد ترتبط بالأحداث في سوريا حيث أن القوى ألسلفية وداعميها في لبنان هي نفس القوى التي تعمل اليوم في سوريا مدعومين من نفس القوى الوهابية في المنطقة,

2 -لا يمكن أن ننسى دور سوريا في دعم ألمقاومة ألبنانية، و نتائج هذا ألدعم كان ألتحرير عام 2000 و النصر عام2006. أن ألقوى ألإمبريالية لم تغفر لسوريا هذا ألموقف، و قد ساندت قوى ألمعارضة ألدينية بالمال و السلاح، هي تستغل أليوم وضع سوريا أبشع استغلال.

كذلك و كما قال هيكل إن إسقاط ألنظام في سوريا يضع ألمقاومة ألبنانية و حزب ألله في موقف صعب جداً، من هنا يجب فهم مدى تأثير ألوضع ألسوري على لبنان عموماً و ألمقاومة ألبنانية بأطيافها خصوصاً و موقف ألمقاومة من هذه ألأحداث.

سادساً: في مقابلته هذه تحدث هيكل وبوضوح عن من هو ألعدو قائلاً بأن عدونا هو إسرائيل، و أن مواقف ألدول ألإقليمية بما يتعلق بالصراع هو مقياس علاقتنا بها، و أن أي خلاف مع هذه ألدول يكون خلاف ثانوي إذا ما قارناه بالخلاف ألرئيسي مع إسرائيل، لذلك لا يمكن لوم سوريا كونها تقيم علاقة وطيدة مع إيران،ذلك رغم ألخلافات بين إيران و دول ألخليج.

سابعا: تعرض هيكل لدور ألإعلام في نقل ألأحداث قائلاً- إن هناك كم كبير من ألمعلومات و أنا مش عارف مدى دقتها و هي جاي منين- كأنة يقول كفاية كذب و تأليف.

يجب على ألمؤسسات ألإعلامية أن تتأكد من صحة و مصداقية مصدر ألمعلومات و إلا فقدت مصداقيتها،و أقول هنا للجزيرة، إن ما حصل تحت ألهواء مع عزمي بشارة ليست نكتة ولا دعابة كما بُررت من قبل ألمحطة وعزمي، لأن ألعب في مصائر ألشعوب جريمة لا تغتفر.

ثامناً: من شاهد ألمقابلة شعر بان مقدم ألبرنامج يحاول أن يعزي موقف هيكل لعلاقات شخصية مع ألقيادة ألسورية، فرد هيكل لقد دعُيت مرات عديدة للقاء الأسد لكني رفضت قائلاً له هذا يضر بمعركتي ضد ألتوريث في مصر. من هنا نرى أن موقف هيكل في هذا ألقاء كان محايداً.

إن أي محلل حيادي، موضوعي و علمي مثل هيكل يستطيع أن يقرأ ألأوضاع، وأن يستوعب أبعاد ألمخطط يقول إن ألوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر بهاذا ألشكل. وكما قال هيكل- ألتغير حاصل، لكن يجب أن يكون بوعي و حرص- وعي للمخاطر و حرص علي أن تبقى سوريا معاندة.

قد نكون نحن ألشيوعيين ألقوة ألسباقة في أطلاق صفارات ألإنذار للمخطط المرسوم لسوريا، و من ألمؤكد أننا كنا من ألسباقين في موقفنا ألدفاعي عنها وعن موقفها ألمقاوم كدولة لا كحزب حاكم ونظام، كنا أول من تكلم عن ضرورة ألإصلاح ألسياسي و ألاقتصادي، كنا ندق ناقوس ألخطر كلما أقدم ألنظام على خصخصة أي مؤسسة، و نحاول جهدنا كي تَفهم ألقيادة ألسورية أن ألصمود لن يحصل باقتصاد مهلهل، وسائل إنتاج مخصخصة، فقر و فساد. ألتصدي للعدوان ألإسرائيلي لا يكون من شعب مكبل بقوانين و أحكام سيئة.

كنا نقول للقيادة ألسورية استمعوا لصوت ألشارع، استمعوا للمطالب و اشبعوا رغبات الناس، لأن مقاومة و صمود مع جوع و إرهاب ألدولة هما خطان متوازيان لا يلتقيان. كما كان يقول لي ـ أبي كل إنسان يتعلم من كيسة ـ ، والقيادة ألسورية لم تستفيد من تجاربها فكيف من تجارب ألآخرين، و ألشعب ألسوري يدفع ألثمن.
أجد نفسي و رغم عني مضطراً لأن أسئل هذا ألناقد على موقع ألحوار ألمتمدن هل هيكل شيوعي؟ طبعاً لا لكنة قارء للوضع و يحلل بشكل علمي،وكل من يحلل بهذا ألشكل لا بد أن يصل إلى نفس ألنتيجة.

بقلم الرفيق فرج(عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دخول ألأردن و دول أخرى في مجلس ألتعاون ألخليجي
- لماذا الحفاظ على سوريا واجب كل التقدميين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فرج الله عبد الحق - سوريا أليوم