أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير اسطيفو شبلا - نريد أخلاق وطنية لا عسل مُر














المزيد.....

نريد أخلاق وطنية لا عسل مُر


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا نعرف ان الاخلاق مرتبطة بالحضارة والمدنية وما تبعهما من عادات وتقاليد وموروثات وممنوعات وما بداخلها من مباح وعكسه، والويل لمن تتحرك رغبته او غريزته الانسانية الى الامتناع عن التطبيق الحرفي لما يصدر اليه من سدود امام مشاعره واحاسيسه وخطوط حمراء خلال مسيرة تفكيره محيطاً بالمقدس والقِيّم التراثية والفكر المنغلق، فينتج تسيب وعنف وفوضى بين طموح الانسان ورغبته في التحرر والانفتاح وبناء انسانيته وتجديدها ليكّون له روح اسمى من التي يحملها الا وهي الروح الوطنية العملية! وبين الثقل والتأثير على الانا قبل ان تنضج وتصبح النحنُ من خلال انظمة جاهزة تعتبرالانسان وسيلة وليس هدف مما تحد من مبادراته بحيث تُبقي على منغوليته ويجبر على التخلي عن تطوره الطبيعي مبتعداً عن مقولة توما الاكويني "الطبيعيات ليس فينا"
اذن هناك مسافة واسعة وكبيرة بين الواقع "كما هو" و"كما نريده ان يكون"، الواقع كما هو يعني هناك مبدأين : مبدأ "الحقيقة" التي تعطى معنى لحياتنا كبشر بوجود علاقات انسانية تؤدي الى اخلاق مبنية على الحق! والمبدأ الاخر"الاداء" الذي هو تكميل الواجب المناط بيّ كانسان وشخص، اما "كما نريده ان يكون" يستند على مبدأين ايضاً – الاول: مبدأ "الفرض" هنا الفرد يستغل الانسان، والمؤسسة تستغل مؤسسات فيكون الزام الفريضة وينتج سجن للانسان حارسه الشخصي هو الانسان نفسه! والثاني هو: "مبدأ القوة" بانواعها – الفكرية والدينية والاجتماعية والمالية! ونتيجة دمج المبدأين (الفرض/القوة) ينتج (كما يردونه ان يكون) وبهذا يبقى الانسان شبه آلة ينطق كببغاء ما يملي عليه ولا يعرف معنى كلماته، وبالتالي لا معنى لحياته بل بالعكس ان ذلك يؤدي الى التطرف والعنف وعدم قبول الاخر لابل الغاءه ووجوب فناءه
والجمع بين مبدئَي (الحقيقة والاداء) فينتج عنهما تطبيق مقولة الاكويني (الطبيعيات ليست فينا) والتي سبق وان طرحناها في عدة مناسبات قبل سنين! ولكن اليوم لابد من الاشارة اليها لانها تتعلق بواقعنا المعاش كما هو: اما ان تبقى كانسان او تفقد جزء من انسانيتك لصالح بقاء الفوضى وفرض الفكر والاسلوب والمنهج بالقوة وبالتالي فقدان الامن والسلام، اذن هذه المقولة من فم قديس زمانه وفيلسوف ولاهوتي تؤكد على مبدأ : كل انسان يمر بمراحل التطور نفسها (قبل الولادة – الطفل – الصبي/المراهقة – الشاب / الرجولة والانوثة – البلوغ / معرفة الذات – الشيخوخة/الكمال والنبوغ،،) وتختلف هذه المراحل من شخص الى آخر من ناحية الفترة الزمنية ونموه وفكره وثقافتة وعاداته وتقاليده وغريزته ومشاعره الانسانية حسب الظروف الذاتية والموضوعية التي يمر بها، كفرد وكشخص بشري!
والحكمة كفكرة وكواقع معاش تؤكد على ان كل فرد يجب ان ينتقل من فرد الى شخص عن طريق السموعلى طبيعته البشرية ليس كل يوم بل كل ساعة ولحظة من خلال ما يقوم به من فعل متجدد تجاه نفسه كانسان وتجاه غيره ومن حواليه من بشر! وكمثال ان اسمي سمير– سهى – خالدة – سلام – محمد ،،،اي اسم عندما اضع رأسي على وسادة قبل النوم أسألْ نفسي: هل تغيراسمي خلال عملي هذا اليوم؟ الجواب كلا طبعاً! لا يتغير الاسم طيلة حياتي، طيب وما المطلوب اذن ان يتغير؟ وجوب ان يتغير ويتجدد عملي كانسان! فان عملتُ الخير للآخر كرجل دين، وارجعتُ الحق لاصحابه كناشط حقوق انسان، وزرعتُ الامن والامان في نفوس شعبي كرئيس للوزراء! ولو باية نسبة حتى في تطبيق الخطة السنوية والرباعية (بدل ان نقول الخطة الخمسية) فمعنى هذا انني ككاتب وناشط حقوق انسان ومثقف وعامل وفلاح وطالب ووزير ومستخدم وشرطي وضابط،،، قد تجاوزتُ طبيعتي الانسانية باتجاه تجديدها (بخيرها وحبها ومحبتها وعملها الصالح واعترافها بالاخر وقبوله) عندها اكون او اعتبر "ان الطبيعيات ليست فيّ" اما ان وضعتُ راسي على مخدتي ولم افعل شيئاً يُذكر تجاه نفسي وعائلتي ومدينتي ومجتمعي! يبقى اسمي كما هو ولكن اصبح مثل ذلك الحمار (تكرمون) الذي يدربه صاحبه لنقل البطيخ (بطيخ القوش) من البستان ليجلبها الى السوق لوحده، اي يسير المسافة بين البستان والسوق لوحده مطأطأ الراس! وانتم افهموها وهي طايرة، وسؤالنا هو: ماذا يلقب الانسان الذي ينام وهو قد سرق من مال الشعب كذا الف او مليون او حسب عدد الاصفار من مال شعبه وعلى حساب اطفال الشوارع واليتامى والارامل والمهجرين، اليس هذا اطعامنا عسل مُر؟ ومابالكم ان زرع مفخخة وقتل العشرات واصابة المئات لا يفرق بين سني وشيعي ومسلم ومسيحي ويزيدي وصابئي ويهودي، ماذا عن الذي ينام على حسرة عدم موافقته على مشروع او مقاولة ليس فيه لغف دولارات؟ وعن الذي يبتسم قبل ان ينام ويقول في سره: ضحكتُ عليهم في رفع شعار الديمقراطية وطَبَقّتُ الدكتاتورية وهم صاغرون! مثل واحد يقدم طعام للضيف فوق الماعون عسل وحلاوة وتحتهما ،،،،،، وماذا عن الذي يبيع وطنه؟ وين الوطن يلكاه – مع الاعتذار للفنان سعدون جابر
لذا نطلب ونريد ونحتاج الى وطنية حقيقية وعملية لا عسل مُرّ، فلا بد من التغيير والاصلاح!



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الاصلاح والتغيير ضرورة تاريخية
- لابد من التغيير والاصلاح ياعراق
- أخلاقكم في تفجير كنائس كركوك واخلاقنا في رمضان
- لاحقوق دون تساوي الكرامات
- أخلاقية الاغنياء رمضان كريم / مجاعة القرن الافريقي
- الفساد مع النائبة حنان الفتلاوي
- شعار مؤتمر 1995 وبيانه الختامي ح6: للتاريخ لسان
- القوش تحتضن الاسد الهَماس
- نَحلة المثقف وعسل العراق
- لجنة بغداد للتعليم المسيحي ومؤتمر 1995 : ح5 للتاريخ لسان
- لا ديمقراطية مع نظام شبه وطني
- أطلقوا سراح أحبائنا / المحاكم الكنسية رجاء - ح4 : للتاريخ لس ...
- مع ضياء الشكرجي - التجمع الوطني الديمقراطي بين اليسار والليب ...
- للتاريخ لسان/ح3 : أول قرار لمؤتمر 1995
- للتاريخ لسان/ح2 مفاجئة المجالس الخورنية في مؤتمر 1995
- نادي بابل الكلداني ومؤتمر 1995 - للتاريخ لسان ح1
- أنا لا أَحُبُكِ أنا أعشقكِ أبدا
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية ومابينهما
- قف! لا تزرع جسم غريب في رأسي
- قدوس قدوس من جوا دَيوس


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير اسطيفو شبلا - نريد أخلاق وطنية لا عسل مُر