أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب إبراهيم - الطائفة العلوية بين الثورة والنظام:














المزيد.....

الطائفة العلوية بين الثورة والنظام:


طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نستطيع القول إن الصراع الآن في سوريا بين طائفتين :
الأولى هي النظام وأجهزته الأمنية..
والثانية هي الشعب بكل إثنياته ومعارضاته..
لكن تلك المقدمة لاتقفل الباب أمام صراع قد ينوء بثقله على الطوائف كلها..أمام محاولات النظام الحثيثة في تطويف الصراع ونقله من ساحة رغبة الشعب في حريته و حكم نفسه إلى صراع أهلي تذوب فيه الطوائف في بوتقة القتل الجزاف..
ماذا فعل النظام السوري"العلماني"_ كما يدعي_ بالطوائف السورية حتى جعل الكره والقطيعة أساس العلاقات فيما بينها..
هل كانت عملية تثوير الساحة الإقليمية تغطية لتطويف الداخل أم أن عملية التثوير تلك مع التطويف كانتا للحفاظ على النظام ..؟؟
لماذا فشلت سوريا في التعبير عن وجهها الوطني في الفترة السابقة إلا من خلال طائفية النظام..؟؟
هل هو فشل سوريا كتكوين اجتماعي أم فشل نظام اختصر التكوين كله بمفردة منه..؟؟!!
لقد تم استهداف الطائفة العلوية في الصميم عن سبق الإصراروالتصميم..
ليست صدفة أن يتم تعيين الضباط العسكريين والأمنيين في الأماكن الحساسة في الدولة من الطائفة العلوية..وليس صدفة أن يتم اختزال الطائفة كلها بمجموعة مرتهنة منها لمصالحها الشخصية تنوب بسلوكها المشؤوم عن الطائفة العريقة وعن فلسفتها وعن تلاوينها ناهيك عن إرادتها في العيش ضمن التنوع السوري التاريخي كأي تكوين اجتماعي له خصوصيته..
لقد عمد النظام السوري إلى تدوير زوايا الطائفة بما يتلاءم مع وجوده في قبة السلطة وبما يخدم ديمومته في السلطة والثروة بغض النظر عن التغييرات البنيوية والشكلية للطائفة ..
المسألة الأولى كانت في نقل الريف إلى المدينة .. ظهر ذلك جليّاً عند الطائفة العلوية التي انتقلت من الريف إلى العاصمة ثم إلى باقي المحافظات في سلسلة لانهائية لأكبر عملية هجرة قسرية طويلة الأمد بدأت مع ظهور السمة الطائفية للنظام ولم تنته حتى الآن..
لقد كانت تلك العملية تجري بحكم حاجة الطائفة للعمل والتخلص من الفقر المريع وعمليات الإقصاء التاريخية لها وبحكم رغبة داخلية لديها في التشابه مع الآخرين ..
اتخذت تلك الهجرة أشكالاً متعددة بتعدد فئاتها.. المتعلمة منها والأمية .. النبيلة والحاقدة .. المتنفذة والمتدينة والجاهلة..
ولقد تم توزيعهم بعناية فائقة في الأماكن الحساسة وغير الحساسة بما يتناسب مع مصلحة السلطة والتي كان معيارها في عملية التوزيع تلك ولاء الأشخاص وميولهم ونزعتهم في خلق معادلات للتكوينات الآخرى..
لقد ازدادت أعداد العلويين في مؤسسات الدولة والسلطة كما في سوريا بشكل عام نتيجة تربية داخلية ودعوة غير مباشرة إلى التكاثر وبديهي أن يخرج البعض من شيوخ الطائفة باعتراض شديد للسلطة السابقة على ذلك لما له من أثر سلبي على وجود الطائفة ضمن التكوين السوري الاجتماعي ..
ذاك الاعتراض خلق البعد الثاني في عملية التغيير البنيوي على الطائفة..
تم تفريغ الطائفة من زعمائها الدينيين والسياسيين عبر عملية تصفية روحية طويلة ومعقدة سيطر فيها الموالين للسلطة على زمام المبادرة إثر الأحداث السياسية والإقليمية في سوريا وفي الإقليم..
تفريغ الطائفة من رجالاتها كان الخطوة الأهم لاستلام رهط كبير من المشايخ ذوي النزعة السلطوية والذين دأبوا في عملية بناء جيل جديد من العلويين أحاديي النزعة والنظرة والانتماء..
لقد كان كل رجل أمن متقاعد مشروع شيخ علوي إذا توافق نسبه السلالي مع طباع الطائفة كما كان كل عسكري أيضاً.. ضابط أو صف ضابط..
ظهرت شريحة واسعة من المثقفين العلويين والعاملين بالشأن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والذين يعتبرون الطائفة تكوين اجتماعي أفقي في سوريا لافوقي.. رفضوا السياسة الطائفية تلك فتعرضوا للاعتقال والتشوية والتسفيه.. وخلال النشاط السياسي السوري بالعام ظهرت تحيزات سياسية وطنية شارك فيها قيادة وكوادر وقواعد كثر من أبناء الطائفة لكنهم مثل غيرهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب والسجن فترات طويلة ليعانوا فيما بعد مأساتين.. رفض الطوائف الآخرى لهم بحكم انتمائهم القسري للطائفة ورفض طائفتهم لهم بحكم معارضتهم للنظام..
إن وجود سلطة ذات سمة طائفية مع متنفذين علويين في مواقع القرار السياسي والأمني والاقتصادي ووجود شريحة من مشايخ الطائفة مرتهنين لخدمة الأجهزة الأمنية وعلى صلة دائمة بمراكز حساسة خلق شعوراً فوقياً لدى الطائفة تجاه الطوائف الأخرى ترافق مع عملية تجييش منظمة للحاصلين على الشهادة الثانوية كضباط أو لفاشلي الطائفة دراسياً قي أجهزة السلطة الأمنية وفق معايير الأمن ذاته وشروطه أو في صفوف الجيش كجنود لمن كان أقل حظاً وحظوةً ..
في سوريا الآن انتفاضة .. انتفاضة على كل ماخلقه هذا النظام من قهر وتسلط وإجحاف بحق الجميع بلا استثناء.. بحق كل التكوينات الاجتماعية ..
هل ينجح النظام في تحويل الصراع الوجودي الآن من منبعه السوري إلى الطائفي ..؟؟
هل تنجح المعارضات السورية في تحديد منبع الخلل عبر شخصنة النظام أو تبرئة التكوينات الاجتماعية؟؟
هل ينجح الشعب السوري بانتفاضته الحرة في تفصيل سوريا على مقاس تكويناته أم يسير ويسيرنا جميعاً في متاهات الصراع ؟؟؟



#طالب_إبراهيم (هاشتاغ)       Taleb_Ibrahim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات مدرسة في سوريا
- مذكرات معتقل سياسي..أسراب
- ثورة البوعزيزي
- غربة
- حب غير شرعي
- إشارات الثورة..النحوية
- موقف..!!
- لماذا يقتل الصحفيون في كردستان العراق..؟!
- سحب الحرب الأوسطية وشحوب ساعة الصفر
- استعصاء في عدرا
- زيارة خاصة
- مقاربة بين قتل وطني ونجاة مهاجرة
- ليست طلقة وليست في الهدف
- طريق الوطن ..قد يبدأ بانتخابات..
- طرنيب وعشق
- مظلومة يا ناس
- الجريدة
- التغيّر الوردي -من الخيال السياسي-
- ذات العلامة
- نور العين


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب إبراهيم - الطائفة العلوية بين الثورة والنظام: