أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب إبراهيم - مذكرات مدرسة في سوريا














المزيد.....

مذكرات مدرسة في سوريا


طالب إبراهيم
(Taleb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


و تم اختيار مدير للمدرسة ..!!
لقد توقع المدرسون عدة أسماء لذلك.. ولم يكن ثمة مفاجآت لأن النتيجة كانت من خارج التوقعات كالعادة..!!
منذ مدة تم نقل ثلاثة من المدرسين الأكفاء إلى سلك التموين لأسباب أمنية في الفترة التي كانت فروع الأمن تعتقل الناشطين وأصدقاءهم وجيرانهم..لقد كان هؤلاء المدرسين من جيل البعث .. ومازالوا حتى الآن..لكن في ظل سيطرة جيل التصحيح أمسى جيل البعث متهماً..!!
مدرس آخر نجا من الاعتقال لأنه ينتمي إلى أحد أحزاب الجبهة الوطنية.. لقد كان شيوعياً.. لكن فيما بعد تم كف يده عن تدريس مادتي علم الاجتماع والاقتصاد السياسي بسبب دخول مادة أخرى هي القومية الاشتراكية ورفضه تدريسها ورفض الخيار الثاني بتدريس المادة الإسلامية فعيّن" أمين مكتبة" ولأن المكتبة المدرسية بلا كتب تبرع بمجموعة كبيرة من كتبه لكن الإدارة رفضت ذلك بسبب ميوله السابقة وبسبب شكوك تراود أصحاب القرار الأمني ليحطّ به الرحال أخيراً أميناً " عاماً" للمخبر.. هناك لا يستطيع القيام بعملية التعبئة لحزبه ولا يستطيع التأثير على أحد..
مازال المدير السابق والذي كني بالمدير التقرير لكثرة التقارير التي قدمها لفرع الأمن السياسي ـ الذي كان يعمل في خدمته ـ يصرّ أن الكون لم يخلق بعد من سيحل مكانه..لكن تصريحاته تلك كانت رغبة أكثر منها تحليلاً.. خاصة أن سيارات الأمن تجوب الليالي وفي كل تفصيل منها مدرس من جيل التصحيح يذهب معها ويعود آخر الليل مبتسماً لكن ابتسامته تلك مشوبة بالكثير الكثير من الخوف..!!
وبين مدرس وآخر يشعر المدير السابق بأن السيل القادم سيكون جارفاً لكنه لا ييأس أبداً وقد رفع لمديرية التربية عقوبات بكل المدرسين خاصة أولئك الذين قللوا من قدره على الملأ..
وعندما تأكد أنه أمسى خارج اللعبة لعب لعبته الأخيرة حيث رفع تقارير أمنية إلى جهات أمنية موضحاً أن من ذكرهم في التقرير ينتمون إلى جمعية سرية تهدف إلى زعزعة الأمن ونشر الأكاذيب والنيل من هيبة الدولة ولم تكن تلك الأسماء سوى من اعتقد أنهم قد يسرقون كرسي المدير من بين ساقيه..
بعد وصول ذاك التقرير إلى الجهة المسؤولة اصطحبت سيارة رمادية المدير التقرير ولم يعد تلك الليلة ولا في الليلة التالية وعاد بعد عدة ليال نحيفاً مكتئباً صامتاً ولم يعرف أحد أبداً ماذا حصل معه ولكن التقديرات كانت ترجح أنه تلقى جرعة كبيرة من الشتائم والسباب والإهانات بسبب تقريره الكاذب ذلك والذي مرده الأساسي استياؤه ممن سيحل محله..
نعم لقد خرس المدير التقرير إلى الفترة التي أخذت سيارة رمادية أخرى المدير التالي بعد عدة شهور لارتكابه حماقة تقريرية أخرى كان ضحيتها أكثر المخبرين نشاطاً لأجهزة الأمن.. يومها قال التقرير:
ـ صحيح أنا أخطأت بس مو متل هالحيوان..!!
الحيوان هو لقب المدير التالي والذي لبسه في نفس اليوم الذي عرّف به عن نفسه أمام طلاب المدرسة والذين اعتاد أن يخاطبهم بجملة تنم عن احترامه لهم في الفترة التي كان يتقلد بها منصب موجه المدرسة الأول لقد كان يخاطبهم بصيغة "يا ابني انتبه لهون" ولكنه في ذاك اليوم أضاف كلمة يا حيوان بعد يا ابني وفي نهاية الدوام المدرسي كان لقبه بدون منازع المدير الحيوان...
في ظل الإدارة الجديدة تم تفريغ المدرسة من كل مدرسيها الأساسيين ليحل محلهم جيلاً كاملاً من التصحيحيين الشباب والذين أنيط بهم حل إشكاليات التعليم والتربية والرياضة والفنون ولقد تم اختصار الرياضة إلى نظام منضم زيادة في إضفاء طابع عسكري على الجيل الناشئ.. والفنون تم الاستغناء عنها لمصلحة التربية العقائدية في بلد تحولت العقيدة فيه إلى مجموعة شعارات وهتافات وتصفيق.. ولم تخل دروس الرياضيات من ذلك فلقد كان مدرس الرياضيات يذكر طلابه في كل مسألة أو نظرية أو برهان أن التصحيح هو سبب أساسي لتلقي الطلبة دروساً في هذه المادة والتي كان مبدعوها بلا منافس العلماء العرب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ثورياً..ولم يكن بمقدور الطلبة أيضاً تلقي العلوم الفيزيائية والكيميائية بدون التصحيح بنفس القدرة التي لم يكن بمقدور لافوازيه وضع قانونه المشهور بدون العلماء العرب القدماء...
قرع الجرس معلناً انتهاء الحصتين الأولى والثانية فخرج الطلاب إلى الساحة الثورية وحده الصوص انطلق إلى التواليتات ثم وقف خلف النافذة المطلة على الساحة يراقب الفتيات ليقنص أكثر حركاتهن إثارة يمارس بها العادة السّرّية التي يعرفها كل الطلاب والمدرسين أيضاً..
الموجه التربوي كان يسير مع الطلاب في الساحة يراقبهم والعصا في يده.. وكان أكثر الطلاب إخلاصأً للإدارة يسير معه ويوزع الابتسامات في فضاء الشعارات المتروسة على الجدران حين ضربت العصا لوحدها أحد الطلاب الذي كان يشرح لصديقه بيتاً من الشعر فانتفض الطالب وقبل أن يتكلم صرخ به الموجه: ـ ابعد من الطريق يا جحش..
فابتعد الجحش وهو يفرك مكان اشتعال العصا السحرية..
نظر إلى مجموعة من الطلاب التي أغشاها الضحك وقال:
ـ انا جحش..!! قال إذا الجحش بدو يمزح بيصير يلبط ويضحك ..بس بدي أعرف مين الجحش..؟!!
في اليوم التالي كان الطلاب يتساءلون:
ـ هل رأى أحدٌ منكم الموجه الجحش..؟!!
في درس العلوم وبعد شرح المدرس عن فائدة التصحيح والبيض عرف الطلاب ماهية البيضة وفائدتها وما تحويه من قيمة غذائية في تلك اللحظة كان أحد الطلاب نائماً فسأله المدرس :
ـ ماذا تحوي البيضة..؟!
فرد بسرعة ليثبت أنه لم يكن نائماً:
ـ صوص..
ومن يومها أصبح اسمه الصوص.....................يتبع



#طالب_إبراهيم (هاشتاغ)       Taleb_Ibrahim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات معتقل سياسي..أسراب
- ثورة البوعزيزي
- غربة
- حب غير شرعي
- إشارات الثورة..النحوية
- موقف..!!
- لماذا يقتل الصحفيون في كردستان العراق..؟!
- سحب الحرب الأوسطية وشحوب ساعة الصفر
- استعصاء في عدرا
- زيارة خاصة
- مقاربة بين قتل وطني ونجاة مهاجرة
- ليست طلقة وليست في الهدف
- طريق الوطن ..قد يبدأ بانتخابات..
- طرنيب وعشق
- مظلومة يا ناس
- الجريدة
- التغيّر الوردي -من الخيال السياسي-
- ذات العلامة
- نور العين
- أبو علي كاسر


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب إبراهيم - مذكرات مدرسة في سوريا