عادل سفر في حالة سفر

بشار خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 7 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحكى أن وزيرة في حكومة بريطانية سابقة كانت قد دُفعت لتقديم استقالتها بسبب إبتسامة باردة في نكتة عنصرية قيلت في حضرتها على مأدبة غداء ، وحين سمع رئيس الوزارء أنذاك أنها أبتسمت فقط على تلك النكتة فأتصل بها وقام بتوبيخها وطلب منها تقديم استقالاتها على الفور ،.
ويحكى أيضا عن إستقالة رئيس وزراء ياباني لانه ببساطة فشل بالوفاء بتعهداته الإنتخابية فلم يستطيع أن ينفذ أغلبها مع العلم أنه كان قد نفذ شئ منها في السنة الأولى ،
ويحكى مما يحكى أن لدينا في سوريا الأسد ومنذ أربعة أشهر ونيف رئيس وزراء أسمه عادل سفر في صمت تام وفي حالة سفر مما يجري في بلده ..
فالارقام مخيفة جدا حتى الأن ثلاثة آلاف شهيد وأربعة آلاف مفقود، وجرحى أكثر من سبعة آلاف و عشرات الآلاف من المعتقلين واللاجئين ،،
دماء سالت حتى لونت مياه العاصي والفرات وعطرت رائحة مسك الشهداء غوطة الشام وسهول حوران وحتى وغربا وشمالا ذاق ما ذاق أبنائه من قتل وتنكيل ، وهو صامت يبتسم في حضور ولي نعمته السفاح الأسد الصغير.
فقط في سوريا الأسد : الرجل الصامت في المكان المناسب ،،
سفر لم ينطق بكلمة ، حتى أنه لم يطلب من وزراء الدفاع والداخلية أن يقدموا تقرير شفهي عما يجري في مدن سوريا .
ولماذا البعد الى مدن سوريا فسفراٌ هذا ليس بعيد عن أحياء الميدان وكفر سوسه وبرزة والقدم وأهله من ريف دمشق والقتل هناك بدون عداد ،،
هل يعقل في بلدا ما ان يقتل الناس على مرآى الناس وقطارات تخرج من سكتها وشبيحة تجوب كالقطعان الغازية ورئيس الحكومة في صمت مطبق ،،
قد يظن البعض ان عادل سفر يفهم رسالة النظام ويعرف أنه فقط في سوريا الأسد أيضا الحكمة تقول اذا كان الصمت من ذهب فالكلام أنتحار بثلاث رصاصات حتى لو كنت رئيس وزراء .
ويفهم أكثر أن كل مليون دولار في حسابه ما هو الا تعويض صمته عن الأرواح التي تسفك في شوراع سوريا الأبية ،،
ولكن للحق أهم إنجازات الحكومة أن جعلت وزير الإعلام ناطق رسمي بإسم وكالة سانا فآسبوعيا يجمع مراسلي القنوات أو ما تبقى منهم في سوريا الثورة ويسرد لهم أخر إنجازات السيد الرئيس بمراسيم جديدة ووعود كذابة ،
ويحكى أيضا أن إبليس ندد وشجب يوم مقتل حمزة وهاجروطلحة و قدم إستقالته من العمل في نظام الأسد وسافر الى مكان جديد يوم إنتزاع حنجرة قاشوش فلم يعد هناك شئ يقدمه فقد سبقه حماة الديار الجيش العربي السوري والمخابرات والشبيحة الى افكار لم تخطر بباله على مر العصور ،،
غادر الشيطان ونفسه مطمئنة على مستقبل سوريا وعادل سفر صامت جدا عن مستقبل سوريا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل