أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - العقلية العربية ما زالت عقلية بدوية














المزيد.....

العقلية العربية ما زالت عقلية بدوية


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 14:55
المحور: المجتمع المدني
    



العقلية العربية عموما ما زالت عقلية بدوية ولم ترتقي الى مستوى المدنية
وبهذا فانها لا تمتلك القدرات الذهنية الاستيعابية والادراكية والموضوعية وعناصر الوعي والتمييز المنطقي والجدل الرياضي والديالكتيك المادي لفهم الفكر العلماني الطبيعي المادي والتفاعل معه واستيعابه
لذا نجد معظم الحوارات والنقاشات حول العلمانية تدور بعيدا عنها بعد السماء عن الارض ولا تمت لها بصلة رغم انها حوارات نقدية موجهة للعلمانية
العقلية العربية ما زالت عقلية غيبية ولا تستوعب اعلى مستوى من الفكر الديني وان استوعبت فهي لا تريد ان تستوعب لان الحياة النمطية التقليدية القبلية المسيطرة على الشخصية العربية تمنع التغيير والتحديث والبحث عن الجديد وقبول الاخر والدخول في معادلة المتغيرات الحياتية المتسارعة صعودا نحو الرقي والتقدم
تلك الحياة المرتبطة بعادات وتقاليد الصحراء والمتمسكة بتراث السلف من فكر ومنهج حياة وشخصية اجتماعية ومركبات حضارية
وهذا سبب ظاهرة التدين في المجتمع العربي وتمسك العرب بالدين وبالذات الدين الاسلامي الذي يمثل الفكر الغيبي المطلق والمركز وهو الهوية الحضارية العربية الصحراوية ومركب اساسي في الشخصية العربية كتربية ومنهج وسلوك واخلاق وقيم واعراف ومفاهيم وفلسفة ومنطق وثقافة ورؤى وبرنامج حياة ومبدا وحيث ان الاسلام هو الرافعة الحضارية الرئيسية والوحيدة اللتي اعتمد عليها العرب في رفعهم الى ساحة الحضارات الانسانية الاخرى في العالم وتسجيل اسمهم كامة في التاريخ لها موقعها الحضاري وتاريخها ومجدها وتراثها وكيانها
ومن هنا نشأت ارتباطات وثيقة ما بين العربي وما بين الدين الاسلامي سواء ارتباطات روحانية او فكرية او منهجية او فلسفية او مادية وهي الاهم خصوصا وان الاسلام في انطلاقه اعتمد الحصول على السلطة والثروة وربط كافة المنتمين اليه من العرب بالسلطة والثروة وهي اقوى روابط تربط الانسان في وجوده لانها روابط وجودية ضرورية لبقائه واستمرار حياته
ولذا نجد بان ارتباط العربي بدينه الاسلامي يعلو فوق اي ارتباط رغم قناعاته ورغم استيعابه وفهمه في كثير من الاحيان لمناهج ومبادىء ارقى من الاسلام اللا ان هناك روابط وجدانية ووراثية وواقعية مادية تتعلق بوجوده او عدمه حيث ما زال يتمتع بخيرات الاراضي اللتي احتلها الاسلام بحروبه خارج ارض العرب اي الجزيرة العربية وما زال يسكن ويعمر ويعيش بنعيم بلدان فرض الاسلام عليها سيطرته باسم الفتح الاسلامي وما زال العرب يمارسون السلطة ويحكمون في بلدان ليست اصلا بلدانهم ومن هنا فان الروابط الوجدانية بالاسلام كسبب وجودي اعلى واقوى من اي رابط فكري يؤول لغير الاسلام
فنجد بعض العرب المحدثين يقول لنطبق العلمانية ولنبقي على الاسلام بهيكليته ووضعيته من كل النواحي واحدهم يقول لنحور العلمانية بحيث تتلاءم مع وجود الاسلام الى جانبها في الحياة العامة واحدهم يقول لنتقاسم مواقع الحياة ولتاخذ العلمانية السياسة وتترك شؤون الحياة الاخرى للاسلام وبعضهم يعمد الى اسقاط الفكر العلماني على ارضية اسلامية وبعضهم يدعي ان الاسلام هو العلمانية

وكل هذا يؤكد بانه لا رابطة تعلو فوق رابطة الدين في الحالة اللتي بها الدين الاسلامي وكما قلنا لان الدين الاسلامي مثل السلطة والثروة اربعة عشر قرنا من الزمن واصبح في ذهن الانسان اللذي يعيش بكنفه قناعة تامة بان الاسلام هو سر وجوده واستمرارية هذا الوجود وهو الحاكم والوالي والراعي والحامي والمسيطر والمربي ومصدر الرزق وسبب الحياة
اذن من هذا السياق الموضوعي لتوصيف الحالة الفكرية للشخصية العربية عموما انطلق بتوصية الى كل من يريد ان يجري حوارا حول العلمانية او اي فكر آخر يدخل في تصنيف المنهج الحياتي ان يتجرد تجردا كاملا من الفكر الاسلامي وان ينظر للامور من زاوية ليست اسلامية وان ينتقل من مرحلة الفكر الغيبي الى مرحلة الفكر المادي الطبيعي وان يجمد علاقاته الوجدانية الدينية وان يحيد احاسيسه الروحانية ولو لفترة كافية لدراسة وفهم هذا الفكر الجديد فان استوعبه وراق له واستساغه منطقيا وفهمه فهما تاما ووجد بانه يلزمه كمنهج حياة ويناسبه ويحقق له ما لا يحققه منهجه السابق ليقطع ساعتها علاقاته الوجدانية ويلغي احاسيسه الروحانية وينفصل بكيانه وشخصيته عن موقعه السابق وينتقل الى موقع جديد ويرتقي الى درجة جديدة في سلم الحضارة والرقي والنمو والتطور كي يحقق الازدهار والسعادة والرفاه لنفسه ومن حوله وان لم يوفق في كل ما ذكر يعود الى وضعه ودينه وارتباطاته واحاسيسه ولا لازم عليه فهو الكاسب وهو الخاسر وتكون بالنسبة له تجربة حياة تضيف معلومات الى رصيده لعلها تفيده في تحسين ظروفه ومعيشته وتلزمه في مواقف حياتية طارئة
وفي كل الاحوال فان اتساع مجال الثقافة والخبرة المعرفية تزيد من قدرات الدماغ على التفكير والاستكشاف والاجتهاد والاستنتاج والابتكار والابداع وصنع فلسفة حياتية خاصة مستقلة تقود صاحبها الى التميز في طريق الرقي والنجاح والازدهار والرخاء والتطور والتقدم نحو حياة افضل
ونذكر بان العلمانية هي فكر الطبيعة والمادة والوجود وهي فكر الحياة والازل ذو الافاق اللامحدودة والحدود اللانهائية وهو منهج الطبيعة ومنهج الحياة عموما فمنه نستقي معارفنا وعلومنا الطبيعية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء والطب والهندسة والميكانيكا وغيرها من علوم المادة اللتي هي سر الحياة وسر بقائنا واستمرارية هذا البقاء وسر نمونا وتطورنا وابداعنا وسعادتنا ورفاهنا وحريتنا وعزتنا وحضارتنا الراقية



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسالة الايمان بالله
- ضرورة خلق شخصية عربية حضارية جديدة
- لماذا انا حر مستقل بطبيعتي ؟
- الفكر الغيبي هو سبب التخلف العربي
- تحليل حول الثورة التونسية
- لبنان العلمانية
- خطوات يجب اتخاذها لتطبيق العلمانية في لبنان
- العلمانية تحتاج الى فهم واستيعاب
- ليكن هدفنا هو الحياة وليس الله
- ما هي الجنة ؟
- من اللذي يعرف الحرية
- مواصفات الشخصية العربية
- الاخطار الصحية المتسببة من الحجاب او النقاب للمراة
- لماذا الصحوة الاسلامية الان ؟
- لم نعد بحاجة للاله ولا اله والحياة مادة
- اشياء نريدها
- المثقف العربي وازمة الثقافة
- سخافة العلمانية الاسلامية
- الدين هدفه السلطة والثروة والمال
- حجاب المراة دليل خنوع واستسلام والغاء لكيانها


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - العقلية العربية ما زالت عقلية بدوية