أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - قتل الحلم....حول التمييز والعنف الممارس بحق الفتيات المهاجرات















المزيد.....

قتل الحلم....حول التمييز والعنف الممارس بحق الفتيات المهاجرات


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1027 - 2004 / 11 / 24 - 10:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يتواجد عدد كبير من المهاجرين و اللاجئين في البلدان الغربية وهم جميعا وافدين من دول العالم الثالث و دول شرق اوربا بسبب سوء الاوضاع السياسية و الاقتصادية وعدم توافر اليات الحماية من الاضطهاد والتمييز. وتشكل الجالية العربية و المسلمة المنتشرة في جميع بلدان العالم جزءاَ كبيراَ من مجموع لاجئي العالم.

واود هنا تسليط الضوء على الاوضاع التي تعيشها الفتيات المراهقات داخل الاسرة العربية و المسلمة و ما تعاني من عنف وأضطهاد بسبب العادات و التقاليد البالية و دور الدين الاسلامي في ترسيخ اسس و قواعد التسلط الذكوري المبني على دونية وتبعية المراة, وتعزيز سلطة الرجل في اتخاذ القرارات على المراة و الاطفال , وبالرغم من وجود اصلاحات كبيرة في تلك الدول الغربية في مجال حقوق المراة و دعم الدولة للمراة و لكن الكثير من نساء الجاليات العربية والمسلمة يحرمن من تلك الاصلاحات وتمارس بحقهن جميع انواع العنف و الاضطهاد.


اهم مظاهر العنف و التمييز ضد الفتيات

اهم سمات اسرة الجاليات المذكورة هي سوء العلاقة بين الاباء و الاولاد بشكل عام و ضعف الحوار مع الاهل و صعوبة التفاهم معهم و تفاوت الوعي الاجتماعي والثقافي و رقابة الاباء على الابناء و ضعف ثقتهم ,و طغيان مشكلة الجهل بالقوانين والتقاليد والعلاقات الاجتماعية السائدة في البلدان الغربية والقائمة على أساس الاختلاط بين الرجال والنساء في العمل والدراسة ووسائط النقل.

الجهل و انعدام الحوار الجنسي المبني على أسس علمية داخل الأسرة المسلمة والشرقية بشكل عام بين الأهل و الأولاد(سواء الولد أو البنت), حيث في فترة المراهقة يصل الاضطراب والارتباك النفسي والجنسي لدى الفتيات المراهقات وكذلك الاولاد الى ذروته ومعهم يصل أضطراب و أرتباك الاباء و الامهات الى ذروته أيضا حيث ينهمكون في محاولات يائسة لاشغال الاولاد بامور اخرى تبعدهم عن الافكار (العاطفية و الجنسية التافهة) بنظرهم .


ولعدم قدرة العائلة المسلمة على أستيعاب وتفهم التغيرات النفسية والجسدية التي تطرأ على الفتى والفتاة كون هذه الامور تعد من المحرمات او الاشياء التي لايجب الاقتراب منها والتحدث عنها ،فأن العائلة و في احسن الاحوال تقوم بتلقين الاولاد مجموعة من الوصايا التي تزيد من حيرة وأضطراب المراهقين أناثا وذكورا.... لاتفعل/تفعلي ,لا تحب/تحبي, احذر/احذري ,خطر ,ممنوع .....
و تلك الوصايا لها تاثير سلبي على الشبيبة المنشغلة بالتغيرات النفسية و الجسدية التي يمرون بها و بدون شك فأن نصيب الفتاة يشكل السهم الاكبر من تلك المعاناة داخل تلك الأسر.

إذ يتعرض كثير من الفتيات لمشكلة التمييز بينهم و بين اخوتهن و فرض رقابة اكثر عليهن والتدخل في ابسط الحقوق والحريات البدائية كحرية الملبس و حرية الخروج و ممارسة النشاطات الاجتماعية العامة او ممارسة الهوايات الشخصية كالرياضة و الفن والتمثيل
والانخراط في نشاطات و تجمعات شبابية.

ومن مظاهر العنف الاكثر شيوعا داخل الجاليات الاجنبية هو الزواج القسري أي اختيار شريك الحياة من قبل الاسرة و دون رغبة الفتاة ,و كثير من العوائل تقوم باختيار العريس من البلد الام وذلك اما بطلب الاقامة للعريس الموجود في بلد عربي و اسلامي و بعيد عن الثقافة الغربية , وعند الوصول لذلك البلد الغربي حيث محل اقامة الفتاة و التعايش و الاندماج داخل تلك الثقافة الغربية يحصل التناقض و التصادم بين شخصين مختلفين من حيث العقلية و اختلاف التفكير وعدم قدرة الزوج الوافد على تقبل تلك العادات و الثقافة حيث تتحول حياة الفتاة الى جحيم ويتم حرمانها من أجمل لحظات حياتها و أرغامها على تحمل جحيم العائلة المبنية على اساس التملك وعدم احترام رغبة وحرية الطرف الاخر والاهانات والنظرة الدونية. او يحصل الزواج القسري بارسال الفتاة الى البلد الام حيث تمارس الكثير من العوائل كل أشكال التلاعب والاحتيال القانوني وأشهار الهوية الدينية بغرض ابعاد الفتاة من الحرية المفرطة حسب رأي تلك العوائل ولاجل صيانة شرف العائلة من مخاطر اجواء تلك البلدان الغربية , وتتعرض بعض الفتيات للابعاد القسري و التهديد بالقتل في حالة الرفض وعدم الانصياع لأوامر العائلة.

ونتيجة لتصاعد نشاط الحركات الاسلامية الاصولية المتطرفة في الاونة الاخيرة في الدول الغربية فأن ذلك ساهم في تدهور حياة الفتيات من فرض الحجاب والملابس ذات الرموز الدينية و اخفاء جمالية و براءة الفتيات وأخضاعهن لعزلة خانقة عن باقي زميلاتهن و زملائهن .

وتتعرض الفتيات لظاهرة الختان النفسي و الجسدي ,حيث تقوم كثير من العوائل بختان الفتاة أي ممارسة التعذيب الجنسي بحقها ،كما تصفه الجمعية الفرنسية ( نساء من اجل القضاء على التعذيب الجنسي للنساء) وبحسب هذه الجمعية يتعرض مليون امراة او طفلة للختان كل سنة عبر العالم .
و تشير الاحصائيات ان عملية ختان البنات في الدول الغربية تجرى في سرية تامة اما داخل البلد الذي يعشن به او إرسالهن إلى البلد الأم.
وبحكم انتماء الفتاة لأسر ترفض الاندماج بالمجتمع الذي تعيش فيه بذريعة اختلاف العادات والتقاليد وسلطة الدين واولوية الرجل على المرأة ،فأنها تتعرض لشتى انواع التعذيب الجسدي و النفسي من الضرب و التحقير والتهديد في حين ان هناك عدد من الفتيات اللواتي
تعرضن للقتل من قبل ابائهن بدافع الشرف او غسل العار في تلك الدول الغربية ..................

تصاعد الحركات العنصرية

ومن ناحية اخرى تصاعد الحركات العنصرية و ازدياد نشاط الاحزاب اليمينية كجزء من السياسة الراسمالية العالمية واحتقار السكان الاصليين للجاليات العربية و المسلمة وخاصة بعد اطلاق امريكا سياسة الحرب ضد الارهاب و ابراز الصورة السيئة و الرديئة في وسائل الاعلام و الصحف والمجلات,مما أوجد حالة تضاد وعدوانية بين الشباب و نمو الحقد والكراهية بينهم و عدم اختلاط الشباب الغربي مع الشباب الاجنبي .

و كذلك وجود التمييز في الحصول على فرص العمل للجالية الاجنبية بسبب الاسم واللون و الخلفية الثقافية.
وهذا يخلق نوع من التكتلات و التجمعات داخل الجاليات الاجنبية و تصاعد روح العداء و اللجوء الى شتى انواع الجرائم و الأعمال الإرهابية.
وفي ظل تصاعد المد اليميني في المجتمعات الغربية فأن الكثير من الفتيات يعانين من مشكلة الحجاب و الكثير منهن يفرض عليهن الحجاب بدون رغبتهن او قناعتهن الشخصية و من ناحية اخرى رفض المجتمع لهن حتى أصبح الحجاب قضية سياسية و أداة لممارسة شتى أشكال التمييز اللاانساني بحق الفتيات من اماكن العمل و فقدان الكثير منهن لفرص العمل بسسب ارتداء الحجاب .
.
النتائج الناجمة

ومن النتائج الناجمة عن سوء معاملة الفتيات المهاجرات ,اصابة كثير منهن بحالات نفسية صعبة كالاكتئاب المزمن وعقدة الاحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس وعدم التركيز , و الابتعاد عن الأجواء الاجتماعية وعدم القدرة في الإبداع و ممارسة الهوايات الشخصية أو التمرد على العائلة والمجتمع و اللجوء الى الطرق البائسة كالشرب و الادمان والابتعاد عن المدرسة والعمل الاجتماعي او اللجوء الى البغاء

.
وتشير كثير من الاحصائيات الى تصاعد حالات الهروب بين الفتيات الاجنبيات من الاهل و اللجوء الى الدولة لحمايتهن من العنف داخل الاسرة او الهروب الى المراكز المخصصة لحماية النساء اللواتي يتعرضن للعنف . وهناك حالات مؤسفة من الانتحار بين تلك الفتيات وعدم قدرتهن على الاستمرار في الحياة .



#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثيو فان كوخ ضحية أخرى لعصابات الحركات الاصولية
- حرية المرأة مابين الرجولة والدين والمجتمع الطبقي
- مرة أخرى منعت السعوديات من الترشيح للانتخابات
- احتجاجات النساء أجبرت أنقرة إلغاء قانون تجريم الزنا
- ظاهرة تسويق البضاعة وجسد المرأة
- قانون إدارة دولة العراق المؤقتة، غياب وتهميش إرادة الجماهير ...
- ليكن 8 آذار اليوم العالمي للمراة يوم التضامن مع اعتراض المرا ...
- حملة دولية لمكافحة العنف ضد المراة من قبل منظمة العفو الدولي ...
- فلندعم نضال و مطالب المرأة في المدن العراقية
- موقف استنكار وتضامن مع ينار محمد - شراسة و خطورة عصابة الاره ...
- المراة العراقية و حصة الا سد من المعاناة
- استيراد الاعضاء الجسدية من بلدان العالم الثالث
- منبر حر لنشر الافكار الرايدكالية الشيوعية والانسانية المتمدن ...
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - قتل الحلم....حول التمييز والعنف الممارس بحق الفتيات المهاجرات