أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بيان صالح - قانون إدارة دولة العراق المؤقتة، غياب وتهميش إرادة الجماهير الحرة














المزيد.....

قانون إدارة دولة العراق المؤقتة، غياب وتهميش إرادة الجماهير الحرة


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 785 - 2004 / 3 / 26 - 10:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما هو معروف تم التوقيع على قانون إدارة الدولة العراقية للفترة الانتقالية بتاريخ 8.03.2004 والذي صادف اليوم العالمي للمرآة، حيث صدر القرار بتوقيع جميع أعضاء مجلس الحكم المكون من 25 عضوا.
دون الدستور تحت سيادة ومشيئة الأمريكان والتيارات السياسية داخل مجلس الحكم الذي عينَ أعضاءه من قبل القوات الأمريكية و بعيدا عن اختيار و انتخاب الشعب العراقي لهم.
نظرة سريعة على آلية إقرار الدستور والتوقيع عليه كانت من أكثر الأعمال انتهاكا لحق المواطن العراقي، حيث تم بشكل واضح ومقصود تغييب كامل لأية مشاركة للشعب العراقي في أكثر القرارات الجوهرية والاساسية في المرحلة الراهنة، إصدار القانون لم يعطي المجال لمشاركة وتداخل المواطنين في مناقشة فقراته وبنوده وعدم إعطاء أية فرصة لإبداء الرأي.
بل تمت صياغة وإصدار القانون خلف الكواليس في أجواء سرية وبعيدة عن أنظار الشعب وخداعه من قبل القوات والتيارات السياسية العاملة في مجلس الحكم وفق مخطط أمريكي بحت.
هكذا تمت ممارسة ميراث الحكم ألبعثي الفاشي في تهميش وإلغاء إرادة ومشاركة الجماهير في القرارات الحاسمة بل،و فرض أ جوأء الطاعة العمياء وعدم النقاش والحوار، و إصدار الأوامر من قبل سلطات لا شرعية وفوقية بعيدة عن الشعب وطموحه.
وبعد أن كافح وناضل الشعب العراقي ضد استبداد أكثر الانظمة وحشية وديكتاتورية وقدم ومئات الآلاف من الضحايا للحصول على الحريات السياسية والمدنية ولأجل بناء مجتمع مدني وحضاري بعيدا عن التمييز المذهبي والعرقي والطائفي، نرى أن وثيقة الدستور تؤكد بشكل واضح وصريح على الهوية الإسلامية للشعب العراقي وإلحاق الدين الإسلامي كدين رسمي للدولة(المادة السابعة من الدستور حيث ينص على الإسلام دين الدولة الرسمي ويعد مصدرا للتشريع ولا يجوز سن قانون خلال المرحلة الانتقالية يتعارض مع ثوابت الإسلام المجمع عليها........................) وهذا بحد ذاته هو قمع للحريات الشخصية ومنها حرية العقيدة والمذهب وهجمة قوية على العلمانية والحركات المدنية واليسارية في المجتمع.
وإعطاء الشرعية الكاملة للإسلام أيضا تراجع كبير بحق المرآة العراقية التي عانت الكثير تحت النظام البائد والهجمة الشرسة التي تعرضت لها بعد سقوط النظام الفاشي وخلق أجواء قتل واختطاف النساء في شوارع المدن العراقية و أخيرا إصدار القانون 137 الداعي لعبودية المرآة.
اعتبار الإسلام مصدرا للتشريع يعني مصادرة حقوق المرآة وإعطاء الشرعية لدونية مكانة المرآة في المجتمع وسلب أرادتها وإخضاعها لقوانين قروسطية وسلفية مستبدة، وفرض الحجاب الجسدي على المرآة والحجاب الفكري على المجتمع بأكمله،و تصاعد الخرافات الدينية والنزعة البطريركية ،كذلك خلق عائق امام السعي المتواصل لتأسيس نظام مساواتي ومدني وعلماني في المجتمع.
وعلى صعيد التمييز القومي إن الدستور يجسد انتزاع الهوية الإنسانية للمواطن العراقي وإعطاء الشرعية للهوية القومية وخلق أجواء من تصاعد النزعة القومية وسلب حق التعريف على أساس الهوية الإنسانية والحقوق المتساوية لجميع أفراد المجتمع والتعايش بشكل مدني وحضاري.
إن أقرار الدستور للفيدرالية المطروحة للشعب الكردي هو بالدرجة الاساسية إعطاء الشرعية الكاملة للأحزاب القومية (التي هي الحليف الأقرب للقوات الأمريكية ) للحصول على امتيازات سياسية أكثر في ممارسة سلطاتها داخل إقليم كردستان.
لم يمارس الشعب الكردي حق التدخل في إقرار مصيره و في اختيار شكل العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية وذلك عن طريق تمهيد الاجواءلإجراء استفتاء عام وحر في كردستان.
لقد بثت كوردسات إحدى القنوات الفضائية الكردية مقابلة صحفية مع جلال الطالباني سكرتير حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بعد توقيع الدستور وطرح احد الصحفيين سؤالا: وماذا بشان التوقيعات التي جمعت لإجراء استفتاء في كردستان والتي وصلت تقريبا أكثر 1.700000 مليون وسبعمائة ألف توقيع ؟ وأجاب جلال الطالباني بأسلوب ساخر انه حلم مجموعة من الناس والبعيدة عن الواقع الحالي وقال بالنص الحرفي نحن ديمقراطيين ندع الشعب يحلم كما يشاء.
وهكذا نشاهد اعتبار مطالب الجماهير أحلام غير قابلة للتحقيق وغير واقعية، ولم تحترم إرادة الشعب الكردي في تقرير مصيره.
وان الوسيلة الوحيدة لمنع وقطع الطريق على ممارسة سياسة تهميش وتقزيم إرادة الجماهير هي من خلال تدخل الجماهير نفسها وإبراز دورها الفعال والثوري وعدم قبولها بما يفرض عليها من قبل أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية العربية والكردية وسياسات و مصالح القوات الأمريكية.
فلترتفع الأصوات المناشدة لبناء مجتمع حضاري ومدني في ا لعراق والمطالبة بإفساح المجال لتدخل الجماهير في القوانين والبنود التي تمس حياتها وحرياتها والمطالبة بالشفافية والعلنية في إصدار القوانين قبل التوقيع عليها من قبل سلطات فوقية.



#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن 8 آذار اليوم العالمي للمراة يوم التضامن مع اعتراض المرا ...
- حملة دولية لمكافحة العنف ضد المراة من قبل منظمة العفو الدولي ...
- فلندعم نضال و مطالب المرأة في المدن العراقية
- موقف استنكار وتضامن مع ينار محمد - شراسة و خطورة عصابة الاره ...
- المراة العراقية و حصة الا سد من المعاناة
- استيراد الاعضاء الجسدية من بلدان العالم الثالث
- منبر حر لنشر الافكار الرايدكالية الشيوعية والانسانية المتمدن ...
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بيان صالح - قانون إدارة دولة العراق المؤقتة، غياب وتهميش إرادة الجماهير الحرة