أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - ظاهرة تسويق البضاعة وجسد المرأة














المزيد.....

ظاهرة تسويق البضاعة وجسد المرأة


بيان صالح
(Bayan Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 10:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما نلقي نظرة على واقع المرآة في المجتمع حاليا سواء المجتمع الغربي أو الشرقي و من ضمنها المجتمع العربي و الإسلامي نرى الدرجة الدونية التي تم إيصال المرآة إليها ولا اقصد عدم وجود اختلاف في وضع المرآة بين المجتمعين .

حيث تعاني المرآة كثيراً في المجتمعات الإسلامية تحت ظل القوانين الأبوية السائدة المأخوذة من الشريعة الإسلامية. الإسلام يقر شرعية سيادة الرجل على المرآة في جميع الميادين السياسية, الاقتصادية, الاجتماعية و القانونية.
وهنا لااود الخوض مفصلا عن بنود الشريعة الإسلامية في مناهضة حقوق المرآة.
القضية الأساسية التي أريد تسليط الضوء عليها، هي التحرر الفكري الكامل للمرآة، بحيث يتعامل معها كإنسانة مستقلة وليس كتابع. والتحرر الكامل بمعنى الكلمة هو كيف تتعامل المرآة مع ذاتها كإنسانة صاحبة قرار في كل شؤون حياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا يجب أن يحدد لها إطار ما سواء من قبل الدولة أو المجتمع أو الأسرة، وهذا لم يأتي بسهولة بعد كل ذاك التاريخ الطويل من سيادة النظام و العقل الأبوي على المجتمع، بل يحتاج إلى نضال طويل و دؤوب من قبل المرآة نفسها وكل إنسان يدعو لمجتمع حر و مساواتي و ضد إي تمييز عنصري، عرقي، مذهبي وجنسي.
ربما نرى شخصيات نسويه في مناصب صنع القرار كرئيسة وزراء أو رئيسة للدولة أو في مناصب أخرى ولكن العدد محدود بعدد أصابع اليد في بلدان ما وقد ينعدم في معظم بلدان العالم، وهذا ليس بسبب عدم قدرة وكفاءة المرآة في المشاركة الفاعلة في الميادين الحساسة و صنع القرار، بل السبب هو تحديد و منع نمو قدرة و شخصية المرآة وانعدام تكافئ الفرص في المجتمع.
ربما يطرح سؤال ما بان المجتمعات الغربية غير محددة أو مقيدة لنمو وكفاءة شخصية المرآة، هذا الوضع يختلف اختلافا كليا إذ ما قارنا بين المجتمع الغربي والإسلامي، مع العلم إن تاريخ مشاركة العنصر النسوي لم يكن تاريخا طويلا جدا ولم يأتي بسهولة لهذا الحد الذي يمكن أن نشهد تطور وتحسن ملموس في وضع المرآة القانوني والشخصي في المجتمعات الغربية، ولا نستطيع القول بان هناك مساواة كاملة في تلك المجتمعات أيضا، حيث قانون العمل لا يعامل المرآة و الرجل بشكل متساوي في حين نرى إن نسبة وجود المرآة في مجال الخدمات الصحية وتربية الأطفال كبيرة جدا حيث تصل نسبة 90% وربما أكثر، وقلة نسبة عمل المرآة في مجال المناصب الإدارية العالية وقطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ومواقع صنع القرار.
وفي ظل العولمة والترابط المتزايد للاقتصاد العالمي وتطور الاتصال التكنولوجي نشهد سهولة وسرعة نشر الثقافة العالمية عبر القارات من خلال وسائل الإعلام البورجوازية.
والفكرة التي ارغب إبرازها هنا هي ظاهرة طلب الأسواق التجارية و جسد المرأة,حيث تلعب وسائل الإعلام عبر الشركات العابرة للقارات والمسيطرة على الأسواق المحلية والعالمية والمندمجة بسوق حرة واحدة.
وانتشار تلك الأسواق الحرة في كل بقعة في العالم له دور كبير في وضع قيودا على العقل والذهن وإجبار الفرد على الاستسلام للواقع الموجود وإقناع الفرد بحتمية هذا الواقع ولا سبيل إلى إنهاءه أو تغييره.
ومن ابرز العوامل الفعالة في آلية تلك الأسواق الحرة هو المتاجرة بجسد المرأة في عملية تسويق البضاعة.
ظاهريا قد نرى المرآة متحررة تحررا كاملا في طريقة عيشها و ملبسها واختيار
نمط وشكل حياتها وحتى تحررها جسديا بحيث تعامل جسدها كملكها وليس ملك لشخص أخر. ولكن هناك أيضا التحرر الحقيقي وهو التحرر الفكري، حيث المرآة أسيرة العرض والطلب إذ إن جسدها مثل أي سلعة تباع وتشترى في الأسواق، وإنها أسيرة إعلانات مفبركة من قبل شركات تجارية رأسمالية، و المتاجرة بالجسد الإنساني للمرآة في سوق الدعارة التي هي من أبشع أشكال العبودية والهيمنة الذكرية وسمات الملكية الخاصة للنظام الرأسمالي.وقضية الحرية هنا ليس حقوقها الاجتماعية والاقتصادية أو السياسية الكاملة كانسان بل القضية هنا حرية جسدها ,حيث تفعل ما تشاء ولكن هي أسيرة الأسواق التجارية والاستهلاكية و بالتالي خلق نوعا أخرا من العبودية و هي عبودية عقل وذهن المرأة.

إذ يطلب اليوم إنتاج جسد أمرآة رشيقة و نحيفة و مثيرة جنسيا وكم من المبالغ تصرف يوميا في إعلانات الطلب على مواصفات معينة من قبل السوق والتي تؤثر تأثيرا كبيرا على فكر المجتمع كليا وفكر المرآة نفسها حيث عدد كبير من النساء يصرفن أوقات كثيرة في حياتهم للوصول إلى الهدف المطلوب في عالم السوق. وعدد كبير من الفتيات يصبن بأمراض نفسية وجسدية رهيبة للوصول إلى النموذج المرغوب.
النموذج الذي يركز على الشكل الظاهري كليا لشخصية المرآة ، إجبار ظاهري لا يحجب المرآة جسديا فقط، بل فكريا وبمحض إرادتها وهذا هو الخطر الكلي الذي يهدد نمو شخصيتها وقدراتها وكفاءتها.
إذ إن إبراز جسد المرأة في كثير من الإعلانات وتسويق البضائع هو تجريد وإذلال لإنسانية المرآة في يومنا هذا. أو عرض تلك الأفلام التجارية العارية التي تشوه العلاقة الجنسية الطبيعية والإنسانية.
أن للصحافة ووسائل الأعلام تأثير واسع في ترويج مسالة تشويه فكر المرآة وجعلها أسيرة قوانين تساعد على تقليص قدرتها في الانخراط في نشاطات عامه لخدمة قضايا ذات أهمية في تقدم مسيرة التطور في المجتمع.
إزاء وضع كهذا ومن أجل التصدي له فأن هناك الكثير من المنظمات النسوية في الدول الغربية تناضل ضد تشيء جسد المرآة لأغراض تجارية في الأسواق الرأسمالية الحرة.



#بيان_صالح (هاشتاغ)       Bayan_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون إدارة دولة العراق المؤقتة، غياب وتهميش إرادة الجماهير ...
- ليكن 8 آذار اليوم العالمي للمراة يوم التضامن مع اعتراض المرا ...
- حملة دولية لمكافحة العنف ضد المراة من قبل منظمة العفو الدولي ...
- فلندعم نضال و مطالب المرأة في المدن العراقية
- موقف استنكار وتضامن مع ينار محمد - شراسة و خطورة عصابة الاره ...
- المراة العراقية و حصة الا سد من المعاناة
- استيراد الاعضاء الجسدية من بلدان العالم الثالث
- منبر حر لنشر الافكار الرايدكالية الشيوعية والانسانية المتمدن ...
- رسالة عزاء بوفاة الرفيق منصور حكمت


المزيد.....




- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بيان صالح - ظاهرة تسويق البضاعة وجسد المرأة