أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائز مظفر منصور - الفن أبُ الدين














المزيد.....

الفن أبُ الدين


فائز مظفر منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3443 - 2011 / 7 / 31 - 20:12
المحور: الادب والفن
    


بَدء التاريخ نقوش كهوف وادي الرافدين وتماثيل الكعبة في شبه جزيرة العرب والإنسان الأول الآري الجرماني وصولا إلى البديع الجمالي في أوربا العجوز آية جيوكوندا موناليزا جنوا التجارية زوجة تاجر فلورنسي لها شيفرة الفنان الإيطالي الأشهر ليوراندا دافنشي ومثلها قبل نحو ألف عام على موتها السيدة الجميلة أوتا ما تزال تحتل مكانا في أذهان الناس. ويعد تمثالها أشهر تماثيل كاتدرائية ناومبورغ. ويقام حاليا في المدينة معرض فني تحتل فيه أوتا ومبدعها المجهول مركز الصدارة ويستمر المعرض المنظم في عدة أنحاء من مدينة ناومبورغ حتى 2 تشرين ثاني القادم، يقدم للزائر صورا مجسدة عن مفهوم الدين والنظرة إلى الطبيعة، وفنون العمارة والنحت في القرن 13م.

في متحف مدينة ناومبورغ "Hohe Lilie " خُصص معرض خاص للسيدة الجميلة أوتا، نشاهد فيه صورتها فوق أزرار أساور القمصان، وفوق ألعاب تتشكل من عدة أجزاء يتم تركيبها لتكتمل الصورة، إلى جانب وثائق تبين أن يوتا استخدمت من قبل النازيين في الحرب العالمية الثانية كقديسة حرب تمثل إرادة الصمود.

أوتا زوجة رئيس بلدية منطقة بالينشتيت تنظر مُذ 7 قرون من عُلاها إلى المتأملين بها في كاتدرائية ناومبورغ، تنظر صامتة ومليئة بالألغاز وبكل عزة وكبرياء. وتبدو للرائي أنها تطل عليه من مكان قصي لا يمكن الوصول إليه، وتبدو في الوقت نفسه مرهفة الإحساس والمشاعر. وإلى جانبها ينتصب تمثال زوجها إيكارت الثاني، مؤسس مبنى الكاتدرائية، وتماثيل اثني عشر شخصا آخر من أفراد العائلة، شيدت بأسلوب البناء الغوطي الذي كان سائدا أواخر العصر الرومانسي.

الفنان الذي صنعها لم ينحت في الحجر أشكال قديسين إنما أشكال أفراد عائلة نبيلة، لكل منهم تعبيره الشخصي، والروح التي زرعها المبدع فيه، وكان الفنان الذي بدأ عمله عام 1249 قد عكف طيلة عقد سنوات على نحت هذه التماثيل من الأحجار الرملية. ويعتقد المؤرخون أن الأشخاص الممولين للمشروع، الذين قام بنحت تماثيل لهم، عاشوا قبل مائتي سنة من بدء عصر فن النحت الحجري الآري، لكن يبدو أنه كان يعرفهم جيدا، فلم يحدث قبلا أن نحت فنان تماثيل أشخاص بهذه الدقة المتناهية وبمثل هذه القوة في التعبير.

لايدع أي من التماثيل تأثيرا على الرائي مثلما يفعل تمثال "السيدة الجميلة من العصور الوسطى" وكان الأديب الإيطالي أومبرتو إيكو قد اعترف ذات مرة بأنه ود لو تمكن من لقياها. كما أن والت ديزني، منتج أفلام الكرتون الأميركية، استخدم شكل يوتا نموذج لفيلم أسطورة "بياض الثلج"، لكن لشخصية الخالة الشريرة.

ما زال الذي قام بهذا الإنجاز الفني الكبير مجهولا حتى اليوم ومحاطا بالأسرار والألغاز، ولادليل أو وثيقة تحمل اسمه، لهذا سمي المعرض بـ"سيد ناومبورغ". وقد تثير هذه التسمية انطباعا خاطئا، لكن برنامج المعروضات الفنية في الكاتدرائية لا يهدف إلى عرض الأعمال الكاملة لفنان منفرد، فالمؤرخون ينطلقون من أن مجموعة تدربت أولا في شمال فرنسا على يد سيد في النحت، وتوجهت بعد ذلك إلى الغرب لتعمل هناك. فأسلوبه الذي كان في ذلك الوقت يبهر الأنظار ويتسم بالذوق الذاتي وإظهار التماثيل بالبعد الثلاثي، نجده في عدد من الكاتدرائيات الفرنسية، منها كاتدرائيات ريم وأميان ونويون وميتس. ويُعتقد أنه انتقل بعد ذلك إلى ماينز. فتماثيل كاتدرائية ماينز تعود أيضا كما يعتقد إلى سيد فن النحت في ناومبورغ. وفي تلك المدينة الساكسونية التي تحمل بصماته بشكل واضح تختفي آثاره عام 1250م.

لدى السير نحو الجناح المسمى الكورس الغربي للكاتدرائية يمر الزائر عبر بوابة حجرية تسمى ليتنر. هنا ترك الفنان بصماته أيضا. وهنا نشاهد تمثال المسيح فوق الصليب، وقسمات وجهه تنطق بأقوى تعابير الألم، وإلى جانبه تذرف أمه مريم دموعا حارة. الناحية البارزة هنا هي أن الصليب وضع بشكل يستطيع زائر الكاتدرائية الوصول إليه. وحسب تفسير المؤرخين أراد النحات من خلال ذلك تشخيص المسيح في صورة إنسان بكل الأمة ومعاناته. وقد نُظم المعرض في 5 أماكن في المدينة، ويحتوي على 500 معروضة، بينها قطع إعارة من كافة أنحاء أوروبا، وكلها ترسم مسيرة سيد ناومبورغ، وبينها تمثال الملك الفرنسي Childebert الأول، الذي يغادر لأول مرة متحف اللوفر في باريس.

***
صرنا كالحلاقين نستبدل الرؤوس بالرؤوس والمقص واحد، لكنني مبتدأ مرفوع الرأس... وعلامة رفعي الفلوجة حفيد كاوا الشاعر العراقي المبدع فائز الحداد ديوان (مُدان المُدن) صدر عن دار العرب - دمشق 2011 يقع الاصدار في 160 ص قطع وسط a4 تضمن 32 نصا شعريا
اهداه قائلا..
أصدقائي الصعاليك.. أنتم رهبان الأرض
اعبثوا.. كي تقربوا العروش من حقيقة الفناء
faiz alhadad is typing.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعْث عهْد الفروسية والمُساءلة والعدالة
- ثيمة ُ آي الدُّعاة، تميمة َ دُعاءَ حِرز الكُرسيّ
- عنوان = ع
- مُنى في الحيّ الميْت
- عِطْرٌ . أوَّل القَطْر
- البر لا يَبلى* - جائزة سلام للجزائري بوعلام صنصال
- مُنى، لمياءُ، فيحاءُ


المزيد.....




- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فائز مظفر منصور - الفن أبُ الدين