خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 20:32
المحور:
المجتمع المدني
لعزوف المراتب القيادية في جماعة الاخوان الملتحين في الاردن عن القيام بأي وظيفة انتاجية او استثمار اموالهم في القطاعات الانتاجية مثل الزرا عة والصناعة والتعدين على الاقل لكي يتباهوا بانه لهم دور في زيادة الدخل الوطنى الذي كثيرا ما يتهمون الحكومة بانها حكومة فاشلة واحيانا اخرى بانها مقصرة في زيادته ولاحالتهم هذه الوظيفة الانتاجية على جهات "سخرها الله " لكي تقوم بها مثل العمالة الوافدة و المحلية التي تعتمد قوة عملها وسيلة وحيدة للكسب وترفض ان تمد ايديها كما يمدها الاخوان الملتحون الى حكام دول الملح والنفط والغاز ولان المراتب القيادية في الجماعة لا تختلف في ترهلها عن أي شريحة طفيلية فقد تفرغوا لخوض غزوات جهادية تارة ضد مظاهر الحداثة والتطور وحقوق المراة كما خاضوا حروبا لا هوادة فيها ضد منظومة القيم المادية والعلمانية والوطنية والقومية التي تروج لها الاحزاب الوطنية والقومية والاشتراكية والكثير من منظمات المجتمع المدني باعتبارها منظومة قيم تتعارض بنظرهم مع تعاليم الشريعة فضلا عن ان الاحجام عن مكافحتها كما تكافح حشرات مؤذية مثل الذباب والناموس والسماح بانتشارها سيساهم في تراجع المد الديني مع انتشار للفحشاء والانحلال الخلقي في صفوف الشعب الاردني وفي تخليهم عن طقوسهم الدينية مثل تركهم للصلوات الخمس واهمالهم للوضوء وامتناعهم عن دفع الزكاة الى اخر الفروض التي غالبا ما تثير حسب ما يجزم الاخوان الملتحون غضب الله وتجعله ينتقم منهم بان يسلط الكوارث والنكبات الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وانحباس الامطار والاوبئة والمجاعات فضلا عن تقديمه بدافع الغضب على تاركي الصلاة دعما لامحدود لاحفاد القردة والخازير في اية حروب يخوضوها ضد المسلمين في فلسطين وبقاع اخرى في العالم الاسلامي ويخرجون منها منتصرين.!! وكما فتحوا طوال الاشهر الماضية جبهة للمشاغبة على الحكومة باطلاق مظاهرات ضد الفساد والفاسدين و ضد الاستبداد والمستبدين ودعت الى تفويض جزء من صلاحيات اعلى سلطة الى البرلمان خلافا لادبياتهم التي يحثون فيها الرعية على اطاعة اولي الامر منكم بهدف اسقاطها ليتم بعد ذلك تشكيل حكومة ملتحية منهم كونهم الفئة الوحيدة على الساحة الاردنية المخولة بالدفاع عن الاسلام والمؤهلة اكثر من بقية القوى السياسيةعلى اجتثاث الفساد وتحقيق الاصلاحات التى سترفع من المستوى المعيشي للشعب الاردني وتجعله شريكا في صنع القرار. كما فتحوا هذه الجبهة دون ان يسفر صياحهم وسيطرتهم على الساحات والشوارع الرئيسية في عمان وغيرها من اليلدات عن اية نتائج تقود الى تشكيل حكومة ملتحية او حتى نصف ملتحية فقد هددوا قبل اسبوع بفتح جبهة جديدة ضد الحكومة فيما لو قامت بتنظيم مهرجان للفنون الشعبية في المدينة الرومانية الاثرية في جرش . وحتى لا تفاجأ الحكومة بغزوتهم الموجهه ضد مظاهر الفحشاء التي ستتجلى في المدينة الاثرية وحقنا لدماء المسلمين الذين سيتورطون في مشاهدة فعاليات المهرجان فقد توجه وفد من الاخوان برئاسة رئيس فرع جبهة العمل الاسلامي في جرش "الاخ العتوم " والذي يشغل الى جانب هذا المنصب عضوية دائرة مكافحة العورات النسائية التابعة للجبهة الى مقر متصرف جرش . وفي لقائه مع الاخير طلب منه بنبرة حاسمة الغاء المهرجان لانه على حد قوله يروج للفحشاء والمجون وغيرها من الممارسات التي تتعارض مع تعاليم الدين وعندما ساله المتصرف : كيف يكون ذلك وفعاليات المهرجان عبارة عن رقص وغناء وعزف للموسيقى والقاء للشعر وتمثل على المسرح رد عليه العتوم قائلا : نحن ضد المهرجان لانه سيسهل على الذكور الاختلاط بالاناث والتحرش بهن وهوكما تعلم عطوفتكم مخالف لتعايم االشريعة واذا كان براي حكومتكم الرشيدة لا بد من اقامة المهرجان فلماذا لا تقيمون مهرجانين واحد للذكور واخر للاناث وبذلك نمنع التحرش الجنسي والاحتكاك واللمس بين الجنسين كما سنتجنب اثارة غرائز الشباب ، ونحن ايضا ضد الرقص لان الراقصات سيظهرن على خشبة المسرح بارداف ونهود شبه عارية ولا يغطيها الا خيط او خرقة شفافة من القماش وهي بمثابة دعوة صريحة لممارسة الفحشاء ولا نضمن بعد ان تبدا الراقصات بالتمايل والتلوي ذات اليمين والشمال وبعد هز الارداف والنهود ان يهيج ويثور الشباب ثم يهجمون عليهن كما تهجم النسور على فرائسها ؟ هنا علق المتصرف قائلا : وهل تريد من الراقصات ان يظهرن على المسرح منقبات محجبات وهل تتوقع بعد تحجبهن ان يحضر احد المهرجان. هنا قاطعه العتوم قائلا : سواء تحجبت الراقصات ام تعرين نحن نرفض المهرجان من حيث المبدا نظرا للظروف الدقيقة والحساسة التي تمر بها المنطقة فهل تقبل معاليكم اشغال شعبنا في الشعر والمسرح والغناء وهز الارداف وارتعاش صرر الراقصات ونهودهن اجلّك اللة فيما تتعرض دار الاسلام في افغانستان وغزة والشيشان والصومال لغزو من جانب الصليبيين واليهود وفيما هؤلاء الكفار لعنهم الله ينهبون ثروات المسلمين ويهدرون دماءهم ويرملون نساءهم وهل يليق بالمسلمين في الاردن ان يتمايلوا طربا على مدرجات جرش فيما يستصرخهم اخوتهم في الشيشان ويدعونهم للوقوف الى جانبهم دفاعا عن ارض وشعب هذا البلد المسلم ضد اطماع الكفا ر الروس لعنهم الله وقذف بهم في لجج جهنم الحمراء . ادعوكم لوقف المهرجان والا تكفلنا نيابة عن الشعب الاردني بوقفه تحصينا لشبابنا ضد الفحشاء . فماذا تقولون عطوفتكم . يرد المتصرف قائلا : شئتم ام ابيتم المهرجان سيتم . ثم من الذي فوضكم ناطقا باسم الشعب الاردني حتى تطالبون بالغاء المهرجان حبيبي روح قول لحمزة منصور ومراقبكم العام همام سعيد انه مهرجان للفنون الشعبية وليس مهرجان لاثارة غرائز الشباب واذا مش عاجبهم المهرجان يشربوا مية البحر.
مشكلة قادة الاخوان المسلمين في الاردن انهم يريدون اعادة انتاج الماضي البدوي الرعوي رغم ان الشعب الاردني قد تكيف في سلوكه وثقافتة وفي منظومة القيم التي يؤمن بها مع حضارة القرن الذي نعيش فيه . ولذلك لم يعد ممكنا تمشيا مع متطلبات هذه الحضارة على الفرد الاردني ان يتماهى مع البرنامج الاصلاحي الرعوي للاخونجية كأن يستخدم الحمير والبعير كواسطة تنقل بدلا من السيارت والطائرات والبواخر او ان يستغني عن ورق التواليت ليستخدم الحجارة بدلا منه كوسيلة للاستنجاء وتنظيف المؤخرات فما بالك بالمخرجات الحضارية الاخرى التي اقبل عليها السلف الصالح واستخدمها ثم عممها السلف دون ان تتحكم بهم عقد مركبات النقص التي تتحكم بالاخوان المسلمين وتجعلهم ظاهرة شاذة وغير قابلة للتكيف مع حضارة هذا العصر . الاخوان الملتحون يريدون اعادة انتاج منظومة القيم التي كانت سائدة في الحقبة الرعوية ولهذا الغرض لديهم قائمة طويلة عريضة من الممنوعات التي يتعين على كل مؤمن ان يلتزم بها والا اغلقت في وجهه ابواب الجنة وحرم من نعيمها الى ابد الابدين والقي به في نار جهنم وحيث العذاب المقيم . ولو قرانا ادبيات والنظام الداخلى للجماعة وبرامجهم التثقيفية فسوف نجد ان الشعر والموسيقى والرسم والنحت والموسيقى والغناء قد ادرجت على قائمة المحرمات مثلها مثل الخمر والميسر والزنا باعتبارها منتج شيطاني وشكل من اشكار المنكر الذي لا يجوز لاي مسلم التعاطي بها والا سادت الميوعة والفحشاء في دار الاسلام في وقت ينبغي على كل مسلم يؤمن بربه ودينه ان يمتشق سيف الله المسلول- بالمناسبة السيف هو شعار الاخونجية -ا من اجل الجهاد في سبيل الله واعلاء راية الاسلام في ارجاء الكرة الارضية ولنصرة المسلمين حيثما تعرضوا للبغى والعدوان من جانب اعوان الشيطان . والاخوان يتصرفون ايضا كشرطة دينية ولهذا الغرض شكلوا جيشا من الدعاة والداعيات ونشروهم في كل مكان من اجل دعوة المؤمنين لاداء الصلوات الخمس والجهاد في سبيل الله وتحجب وتنقب اناثهم درءا للفتنة وتحصينا لفروجهن واطالة لحى الذكور وتصليب اجسامهم بممارسة رياضة المصارعة والملاكمة ورفع الاثقال تحضيرا وتدريبا لهم لخوض غزوات جهادية على جبهات تحرير الاندلس وروما وفلسطين والشيشان, ولدعوة المسلمين الى عدم التعامل مع النصارى وتهنئتهم في اعيادهم والمشاركة في احتفالاتهم الدينية وتبادل الزيارات معهم باعتبارهم مشركين وكفار كما انيطت بهؤلاء الدعاة القيام بمهمات تاديبية ضد الخارجين على تعاليم الشريعة مثل توبيخ و مقاطعة الاناث غير المحجبات . كما يتصرف الاخوان على الساحة الاردنية كحكومة ظل رغم ان الحكومة قد اوكلت هذه المهمة مع مهام الشرطة الدينية " المطوعين" لفترة مؤقتة وتحديدا في المرحلة الممتدة من بداية الخمسينات وحتى ثمانينات القرن الماضي وحيث ابلى الاخونجية بلاء حسنا في مقاومة التيارات الناصرية والقومية واليسارية كما اجادوا دورهم التثقيفي بتنشئة اجيال من طلاب المدارس والمعاهد والجامعا ت بغسل ادمغتهم بالغيبيات ومنظومة القيم البدوية الرعوية مع منحهم اعلى العلامات لمن يستوعب المواد المتعلقة بها واقل العلامات لمن يضيّع
وقته في دراسة المواد العلمية التطبيقية مثل الرياضيات والعلوم والكيمياء . والغريب في مشاكستهم للحكومة ان الاخيرة تتعامل معهم كأي طفل مدلل فلا تستخدم معهم لا الامن الخشن ولا الامن الناعم كما لا تزج بهم بالسجون حتى عندما ضبطت بعضهم يستغلون مواقعهم القيادية في المركز الاسلامي من اجل اساءة استخدام امواله بتوظيفه في مشاريع وعمليات مضاربة تستهدف الاثراء الشخصي وبالتبرع بجزء كبير منه لدعم حركة حماس الاخوانية وحيث اكتفت بتقديمهم للمحاكمة مع تجميد قرار ادانتهم لاسباب لا زالت مجهولة , ولهذه الاسباب كثيرا ما يتساءل رجل الشارع الاردني لماذا تتساهل معهم الحكومة الى هذا الحد ولماذا لا تبادر الى حظر نشاط الاحزاب الدينية او على الاقل دعوة الجماعة الى تغيير نظامهم الداخلى بحيث يصبح كبقية الاحزاب الاردنية ذات برامج وطنية وبان يكون باب الانتساب فيها مفتوحا امام جميع المواطنين بغض النظر عن دينهم ومذهبم كما تتم عملية انتخاب مراقبهم العام ومكتبهم السياسى بحضور مراقب من وزارة الداخلية ولماذا تسمح لهم بالتمييز بين المواطنين وحيث تفرزهم جماعة الاخوان الى مسلمين وذميين نصارى وحيث لا يخفي مراقبهم العام همام سعيد في بحثه عن الوضع القانوني لاهل الذمة رغبته بالتعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية .
#خليل_خوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟