أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - الوضع المالي للحكومة الاردنية دخل مرحلة الخطر















المزيد.....

الوضع المالي للحكومة الاردنية دخل مرحلة الخطر


خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوضع المالي للحكومة
الاردنية دخل مرحلة الخطر.
والاصلاحات مجرد حبرعلى ورق

حتى لا تنتقل عدوى الثورات الشبابية التي اجتاحت اكثر من بلد عربي الى الاردن وتفاديا لتداعياتها وانعكاساتها على بناها السياسية والاقتصادية بادرت حكومة البخيت الى اتخاذ بعض الاحتياطات والتدابير التي من شانها تنفيس الاحتقانات والتوترات الاجتماعية الناجمة عن اتساع رقعة الفقر وتفاقم ظاهرة البطالة وعن تغييب دور الشعب في صنع القرار فسمحت للاحزاب والنقابات ونشطاء المجتمع المدني تنظيم المهرجانات الخطابية والمسيرات الشعبية والاعتصامات للتعبير عن معارضتها للسياسات والبرامج التي تتبناها الحكومة وفي ظل هذا التسامح والمرونة الرسمية فقد شهدت شوارع وازقة عمان والزرقاء واربد وغيرها من المدن الاردنية طوال الاربع الاشهر الماضية مئات المسيرات والاعتصامات كان اكثرها بدعوة من الاحزاب والقليل منها بمبادرة من شرائح اجتماعية تسعى لتحسين اوضاعها او التعبير عن مشاكلها . بدوره شمر رئيس الحكومة عن ساعديه وارتدى افرهول العمل استعدادا لاجراء اصلاحات مالية واقتصادية تساهم في انعاش الوضع الاقتصادي وفي الحد من هدر الاموال العامة واستنزافها في الانفاق المظهري والبذخي والترفي وفي جذب الاستثمارات المولدة لفرص العمل وللقيمة المضافة للدخل الوطتي ولهذا الغرض تم تشكيل لجنة للاصلاح الاقتصادي والمالي ولجنة للاصلاح السياسي شارك في اعمالها مسئولون سابقون وحاليون في اجهزة الدولة وقادة احزاب ومفكرون من العيار الثقيل ورجال اعلام من النخب الاول فقامت هذه بدورها بتبادل العصف الفكري حول الرؤى الاصلاحية واليات ترجمتها الى واقع ملموس الى جانب عقد مؤتمرات صحفية اتضح فيها لرجل الشارع الاردني ان قاطرة الاصلاحات قد انطلقت وان تجلياتها ستظهر قريبا بتوسيع المشاركة الشعبية في صنع بمستوى لم نشهد مثيلا له في السويد وفنلندا وبريطانيا وغيرها من الدول الديمقراطية كما سيلمسها المواطن بانحسار ظاهرة البطالة واختفاء جيوب واحزمة الفقر المحيطة بالمدن الكبرى والتخلص من بعض التشوهات والعاهات شبة المستديمة التي كنا نراها متمثلة في التوسع المستمر في فجوات عجز الموازنة العامة للدولة والميزان التجاري وشقيقه ميزان المدفوعات وفي تضخم المديونيتين المحلية والخارجية . وفي ظل هذه التطمينات الرسمية والمسنودة بالترويج الاعلامي استعاد المواطن تفاؤله وارتسمت على شفتيه ابتسامة الرضى وبقي على هذه الحال الى ان بدأ بعض المتشائمين من الخبراء الاقتصاديين ينغصون فرحته وينزعون رغبته في الرقص والغناء في قرع نواقيس الخطر محذرين منذرين الحكومة بان تكف عن دفن راسها في الرمال وكشف موخرتها للرياح كما تتصرف أي نعامة هربا من مصيرها المحتوم وبان تفتح عينيها جيدا على الوضع الاقتصادي الذي يسير من سيىء الى اسوأ فيما يتابع وزير المالية هذا الحال المايل بابتسامة عريضة !! وملخص الانباء السيئة حسبما اوردها الخبير الاقتصادي المعروف فهد الفانك في مقالة موثقة في جريدة الراي الرسمية : الوضع المالي خطير جدا جدا بالرغم من الصور التي تنشرها الصحف لوزير المالية ابو حمور وهو يبتسم !! واذا استمر الحال حتى نهاية السنة وظلت الحكومة ممتنعة عن اتخاذ القرارات اللازمة فان خسارتها في البترول والكهرباء والغاز ستتجاوز مليار دينار يذهب معظمها لمصلحة الاغنياء , وانت مالك يا فانك ومال الاغنياء مش حرام عليك تحسدهم وتطالب برفع الدعم عنهم يعني مابيهداش بالك الا اذا شفت كل الاردنيين شحاذين واندبورية ؟ ويضيف الفانك وقد يتجاوز عجز الموازنة 2.5 مليار دينار او 12 % من الناتج المحلى وسترتفع المديونية الى 14 مليار دينار او 68 % من الناتج المحلي الاجمالي وتصبح الازمة تحصيل حاصل ومصير البلد متوقف على عطف البنك الدولي ومروءة صندوق النقد الدولي وكرم واخلاق الدول المانحة التي عليها ان تدعمنا ماليا لتمكيننا من توفير البنزين والكهرباء باقل من الكلفة وزيادة الرواتب والتكرم بالمزيد من الاعفاءات والضرائب . هذا عن تشخيص الداء فماذا يقترح الفانك من ادوية لمعالجة الداء والقضاء عليه قبل استفحاله ؟ على هذا السؤال يجيب الفانك قائلا : ولو هي بدها شطارة مفيش غير رفع اسعار المحروقات لتعكس الاسعار العالمية . احسنت يا فانك بدل ما تكحلها رحت عورتها . الفانك يريد رفع اسعار المحرقات حتى تكون قريبة من السعر العالمي وهذا يعني ان السعودية المصدر الرئيسي للنفط للاردن لا تقدم منحا نفطية ولا تبيع النفط للاردن باسعار تفضيلية حسبما التزمت بذلك لقاء مشاركة الاردن في حرب الخليج الثانية ضد العراق بل تبيعها النفط بالاسعار الدولية !! وعن تضخم الفاتورة النفطية وانعكاساتها المدمرة على الميزان التجاري تبين احصائية نشرها البنك المركزي الاردني ان مستوردات الاردن من النفط والمشتقات النفطية في عام 2010 بلغت 2379 مليون دينار مقارنة بنحو 1802 مليون دينار عام 2009 بينما لم تكن تتجاوز قبل الغزو الانكلو اميركي للعراق 400 مليون دينار وكان من عوامل انخفاض قيمة الفاتورة النفطية في تلك الفترة ان الحكومة العراقية كانت تزود الاردن بكامل احتياجاتها النفطية مستوفية مقابل كل برميلين من النفط ثمنا بخسا لايتجاوز 19 دولار في وقت كان سعر البرميل وليس البرميلين 53 دولار في الاسواق العامية ورغم هذه التسهيلات او لنقل الكرم الحاتمي من الجانب العراقي فقد فرط الارن بهذه النعمة النفطية وتنازل عنها لقاء الحصول على مساعدات اميركية والتي كان من اهم شروطها ان يسمح الاردن للقوات الاميركية ان تنطلق من اراضيه لاحتلال العراق واسقاط نظامه . اذا لم تتضخم الفاتورة الى ستة اضعافها عن سنة 2003 بسبب ارتفاع اسعار النفط عالميا فحسب بل لان الاردن الرسمي وليس الشعبي قد وقف في خندق الماما اميركا متوهما على ما يبدو ان الماما ستكون اكثر حنوا وسخاء من الدكتاتور صدام وسوف تغرقه بالدولارات لو انتهت الحرب الانكلو اميركية ضد العراق بهزيمة صدام والاطاحة به وربما تكافئه بضم العراق شعبا وارضا في وحدة اندماجية لا تنفصم عراها مع الاردن كتلك التي تحققت في عام 1958 تحت اسم الاتحاد العربي اضف لذلك ان الحكومات المتعاقبة لم تنتهج أي سياسات لترشيد استهلاك النفط بل تركت ابواب الاستيراد مفتوحة على سعتها لاستيراد سيارات الركوب الصغيرة كما سمحت للبنوك ان تتوسع في تقديم القروض للافراد الراغبين باقتناء السيارات وكانت المحصلة تضخم الفاتورة النفطية مع هدر اكثر من نصفها على سيارات يقودها مراهقون في شوارع عمان لمجردة الولدنة والتشحيط والتفعيط في شوارها . واستنادا لهذه الحقائق فالحل لا يكمن برفع اسعار المشتقات النفطية كما يلح على الحكومة فهد الفانك بل بالحد من استيراد السيارات الخصوصي الاكثر استنزافا للنفط وبترشيد استهلاك المشتقات النفطية وهو امر ممكن وقابل للتطبيق لو امتلكت حكومة البخيت الارادة والعزيمة لتطبيق نظام الحصص أي صرف المشتقات النفطية على المستهلكين بموجب كوبونات لا ان تتركها لرغبات الافراد وكأن الاردن كالسعودية والكويت والامارات يعوم على حقول من النفط ولا يعاني فقرا مدقعا في ثروته النفطية . لقد تعهد البخيت في بيانه الوزاري وفي حواراته مع لجان الاصلاحات المختلفة بان يتخذ كافة الاجراات والتدابير لتضييق فجوة العجز في الموازنة العامة وفي ميزاني التجارة والمدفوعات فهل يبادر تنفيذا لتعهداته الى ترشيد استهلاك الطاقة ام انه سيترك الباب مفتوحا للاستيراد تمشيا مع رغبات الراسمالية الطفيلية والمصرفية المستفيد الاكبر من تجارة السيارات ومن تضخم الفاتورة النفطية ؟ من ممارسات حكومات سا بقة لا يتوقع احد من المراقبين ان يتخذ البخيت اجراءات من هذا القبيل بل سيترك الحبل على الغارب حتى لو ادى تضخم الفاتورة النفطية الى افلاس الاردن والى تراكم مديونيته وذلك تفاديا لغضب وسخط الراسمالية الطفيلية المستفيد الاكبر من هذه الفوضى والتشوهات الاقتصادية وحتى لا تتحرك ضد ه " وتطيره من موقعه " كما طيرت بعض المسئولين الذي الحقوا اضرارا بمصالحها . ومن يدري فقد يفاجئنا البخيت بخبر سار مفاده ان حكومة خادم الحرمين اطال الله في عمرها وفي عمر ولي نعمتها قد قررت تزويد الاردن بمنحة نفطية لاجل غير مسمى دعما لخزينته المهددة بالافلاس او هي على وشك المعالجة في غرفة الانعاش وتضامنا مع شعبة وكسبا لمرضاة الله وضمانا لاقامة ابدية في فسيح جناته



#خليل_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة ملتحية في الاردن لتطبيق برنامج السلف الغابر !!
- الحكم العسكري في مصر يتوعد الثوار بالويل والثبور وعظائم الام ...
- هل تقف المقاومة الفلسطينية وراء تفجير الخط الناقل للغاز المص ...
- اميركا تتصدى للنظام الاستبدادي في سوريا وتبارك نظيره السعودي ...
- اميركا تدعم توجهات الاخوان الملتحين لاستلام مقاليد السلطة في ...
- كسبا لمرضاة الله حماس تمنع اصحاب صالون الشعر من تصفيف شعر ال ...
- حراك شعبي متواضع ضد المفاعل النووي الاردتي !!
- البعث العربي السوري بريء من ممارسات الحركة التصحيحية
- ثورات شبابية برعاية المسز موزة و شيخ قطر والاخونجي وضاح خنفر
- قوانين كويتية تبيح شراء الجواري والعبيد حلا لمشكلتي الدعارة ...
- لنزاهته وتوجهاته العلمانية حماس ترفض ترشيح فياض رئيسا للحكوم ...
- تحالف الاخوان الملتحين مع اردوجان يستهدف الحاق سوريا بتركيا
- بدعم من اردوجان الاخوان الملتحون يخوضون حرب عصابات ضد الجيش ...
- برعاية المشير الطنطاوي: حملة سلفية لاطلاق مليون لحية
- فتح تحصر مشاوراتها مع الاخوان الملتحين لتشكيل الحكومة الفلسط ...
- رجال الدين السعودي يكرمون المراة باعفائها من قيادة السيارة ! ...
- هل هو مجلس اعلى للاخوان الملتحين ام للجيش المصري؟
- نتنياهو لا يقايض الدولة الفلسطينية الا بلبن العصفور
- جمعة الغضب المصرية كانت جمعة للفرز الثوري
- على رأي الشيخ الحويني -لا حل للازمات الاقتصادية الا باطلاق ا ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل خوري - الوضع المالي للحكومة الاردنية دخل مرحلة الخطر