أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهاء الدين محمد - فن إخصاء المصريين














المزيد.....

فن إخصاء المصريين


بهاء الدين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 23:16
المحور: كتابات ساخرة
    


هواية تسمي: سرقة الشرف المصري.


فن إخصاء المصريين

كنت قد قرأت كتاب لا أتذكر أسمه عن أن هناك من يحلوا لهم سلب الشعب المصري أي مصدر للفخر والشرف والشعور بالإنجاز والقدرة.

علي مر التاريخ، هناك فئة تستمتع بالتشكيك في إنجازات الإنسان المصري وقدرته علي الفعل والإبداع.

هناك من قالوا لنا «كفاية فخر بالماضي الفرعوني والقبطي والإسلامي وانظر لحالنا اليوم».
وكتب التاريخ حبلي بإنتقادات حادة لمشروع محمد علي النهضوي الذي أعتمد علي الإكتفاء الذاتي وبناء القوة الذاتية المصرية وإستقلال مصر عن القوي المهيمنة والمستغلة والتصنيع من أجل التصدير والإحلال محل الواردات وفرض حمائية إقتصادية لصالح السلع المصنعة محليا في مواجهة السلع المستوردة وبناء جيش قوي حديث زلزل الشام وشرق أوروبا ووصل إلي حدود عاصمة الإمبراطورية العثمانية.

فجاء من أتهموه بأنه ديكتاتور و محتكر وعصره كان بداية للعلمانية وأنه لم يكن مصري، بل وإنكار دور القوي العظمي التي لم تستطع إجهاض القوة والنهضة المصرية إلا بعد إتحادها جميعا ضد مصر- محمد علي.

وهناك من يقول أن ثورة عرابي فشلت في صد العدوان الإنجليزي وأنها كانت لأجل مطالب فئوية خاصة بالجيش، وينكر «مقولة التحرر» التي رسخها عربي عندما قال أننا أحرار ولن نستعبد بعد اليوم، وينكرون أيضا تحالف القصر مع الإنجليز علي هزيمة عرابي.

هناك من يقلل مثلا من حجم المشاركة في ثورة 1919 ويقول أنها كانت من أجل شخص هو سعد زغلول، ألم يكن سعد زغلول هو شخص موكل من الشعب للتفاوض بأسم مصر من أجل الإستقلال. وهناك من يسود صورة الفترة الليبرالية بعد صدور دستور 1923 بل ولا يربط بين ثورة 19 وين صدور تصريح فبراير «إستقلال مصر رسمياً» و ينكر كفاح الشعب المصر من أجل إنتزاع الدستور، ثم يأتي من يقول أن دستور 23 صدر بأسلوب المنحة «أي منحة من الملك».

هناك أيضا من شوه إنجازات ثورة يوليو العظيمة ووصفها بأنها مجرد إنقلاب عسكري، هناك من ينسي مصانع يوليو والسد العالي الذي كانت عملية بناءه معركة سياسية وإقتصادية تحدت الغرب الذي أنكر علي المصريين القدرة علي إنجاز هذا المشروع وفرضت القوي الإمبريالية الرأسمالية الأمريكية تمويل المشروع، فكافح الشعب المصري وقيادته الثورية لممارسة السيادة المصرية بتأميم قناة السويس . وعليه تحالفت فرنسا وبريطانيا وإبنهم من الزنا « إسرائيل» لتجهض الحلم المصري وتقوم فرنسا بمساعدة إسرائيل علي إمتلاك السلاح النووي نتيجة مساعدة «مصر- العروبة-القومية-عبد الناصر» لثوار الجزائر ثم يأتي من ينتقد سعي «ناصر» للقومية ويقول أنه بدد موارد مصر بتدخلاته هنا وهناك. بينما نندب اليوم حظنا علي تراجع دورنا مقابل دور تركيا – إيران – إسرائيل – قطر، في المنطقة. وأصبح المصري يتمني أن يعود يوم من أيام «ناصر» بعد أن أصبح المصري يهان في بلاد كانت تفصل بيننا وبينهم سنوات ضوئية من التقدم والمكانة وبعد أن كانت دول في نفس مستوي مصر من التقدم أيام ناصر وأصبحت اليوم دول صناعية متقدمة، ونحن تخلفنا. هناك أيضا من يقول أن ناصر لم يكن ديمقراطي وأنه لم ينتخب، وأقول لهم أنهم أكثر زعيم أعتمد علي الشرعية، بل علي أكثر من شكل من أشكال الشرعية، فقد أعتمد علي الشرعية الثورة نتيجة ثورة يوليو، وعلي شرعية الإنجاز نتيجة قوانين الإصلاح الزراعي التي حررت الفلاحين من الإقطاع وبنت المصانع للعمال وجعلت لكل مصري حق في التعليم بغض النظر عن وضعه الإجتماعي بعد أن كان التعليم قاصرا علي «أولاد الذوات والبشوات».

الطامة الكبري ليس فقط في من ينتقدون تحرير سيناء بالكامل بطريقة دبلوماسية بعد الإنتصار في المعركة، ولكن الطامة الكبري أن هناك من يشككون حتي في حرب أكتوبر العظيمة 1973 وهي معركة لا يمكن للتاريخ العسكري والعلوم العسكرية إلا أن تقف أمامها لتتعلم كيف يبدع العقل المصري ويتخيل ويحقق أهدافه ويهدم الحصون بإيمانه بالله ونداء الحق «الله أكبر بسم الله» ويدمر السدود والحصون بالماء.

ففي كافة دول العالم هناك مواقف تاريخية ولحظات فخر قومي وشعور بالتضحية من أجل المستقبل والحرية والكرامة، هذه اللحظات تدرس لكل الطلاب في المدارس مهما مر الزمن من أجل تعزيز الإنتماء وخلق الشعور القومي ... ومن هذه اللحظات بالطبع حرب أكتوبر 1973 التي كتبنا عنها موضوعات التعبير في مدارسنا وحفظنا عنها الأناشيد في فصولنا، ورسمنا أحداثها في حصص الرسم وشاهدنا عنها الأفلام في كل ذكري سنوية لها... كل ذلك، ثم يأتي أستاذي في الصف الثالث الإعدادي فيخبرنا بكل ما أوتي من قوة وغباء في نفس الوقت بأن «حرب أكتوبر كانت مسرحية». يقول هذا وهو الواجب عليه وطنيا أن يغرس فينا الوطنية والفخر القومي والشرف والإنتماء والتضحية.


وقد ظهر هؤلاء السارقون للفخر والشرف والإحساس بالكرامة الذي يتولد عنه الإنتماء والشعور القومي، ظهروا بعد ثورتنا التي ليس لها مثيل في التاريخ، ثورة 25 يناير، صحيح أنها لم تكتمل بعد ولكنها في طريقها إلي ذلك بكل تأكيد، ويكفيها حتي الأن أنها أسقطت نظام سرطاني فاسد ولص دمر حاضر مصر وهدد مستقبلها، نظام لم يكن إنسان يتخيل أنه سيسقط هكذا وبهذه السرعة وبأقل حجم من الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها الثورات.

يأتي هؤلاء ليقول البعض أنها ليست ثورة ويحلل ويجادل وبعضهم باحثين وطلاب زملاء وأساتذتي في العلوم السياسية. والبعض الآخر يعتبرها فوضي وبالبعض يقول أنها نكسة يناير وغيره وغيره.

بالله عليكم، هل إذا صدقنا كل هذا الشك والإنكار لأي مصدر للفخر والشرف والشعور القومي والعزة والإنتماء، هل بعد كل هذا سنظل نشعر بأننا رجال؟! كفي إخصاء لرجولتنا وشرفنا وفخرنا.



#بهاء_الدين_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسألونك عن السلفية !
- دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة(2)
- دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة
- دور المجتمع المدني في التحول الديمقراطي
- لماذا لا نتقدم؟؟! (1) : -فكرة المسار الحرج-
- مقترحات من أجل مبادرة -القضاء على إعلام الفتنة الطائفية-
- النظام العام أولاً
- عرض نقدي لمقالة: -الجوهر الديمقراطي للإسلام- Islams Democrat ...
- مقترح بحثي : اثر العولمة علي حقوق الانسان
- مجتمع الاستيعاب
- -نظريتي X & Y لمكاجريجور-
- الإستقطاب والإختيار والتعيين في الحكومة الأمريكية: مع التطبي ...
- تحليل سياسي لفيلم: -فيلم المحاورون/المناقشون العظماء -The Gr ...
- الثورة والفن: (دراسة في المفاهيم والمقولات النظرية والأدبيات ...
- حجج في الرد علي المرجعية الدينية
- عرض نقدي لمقالة: -اليابان: نحو دور أكبر في النظام الدولي-
- القوات المسلحة الصينية
- وثيقة الدستور
- العزلة السي أتش-سلفية
- الديمقراطية والإيمان


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهاء الدين محمد - فن إخصاء المصريين