أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين محمد - تحليل سياسي لفيلم: -فيلم المحاورون/المناقشون العظماء -The Great Debaters-















المزيد.....



تحليل سياسي لفيلم: -فيلم المحاورون/المناقشون العظماء -The Great Debaters-


بهاء الدين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3409 - 2011 / 6 / 27 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


فيلم المحاورون/المناقشون العظماء فيلم من نوعية «بيوبيك بيريود دراما الامريكي American biopic period drama film-» وإخراج وبطولة دينزل واشنطن وانتجته شركة انتاج هاربو المملوكة للمزيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري نجوم الفيلم فورست ويتيكر ، كيمبرلي إليز ، نيت باركر ، دينزل ويتيكر ، وجينا رافينا ، جيرمين ويليامز و سموليت جورني وقد كتب سيناريو إيسيل روبرت. وكان عرض الفيلم في دور السينما يوم 25 ديسمبر 2007.
معلومات أساسية عن الفيلم:-

الأسم : المحاورون العظماء.
تاريخ العرض: 25 ديسمبر 2007.
مدة الفيلم: 126 دقيقة.
نوعية الفيلم: دراما مستوحاة من قصة حقيقية.
تقييم الفيلم: PG-13.
المشاهدين المخاطبين بالفيلم: الشباب والكبار.
الممثلين الرئيسيين: دينزل واشنطن، فورست وايتاكر، كيمبيرلي إيلسي.
المخرج: دينزل واشنطن «بطل الفيلم ايضا».
الكتاب: روبرت إيليسي، جيفيري بورو.
المنتج: اوبيرا واينفيري وشركتها للإنتاج الفني «هابرو بروداكشنز».
الموسيقي: تم إختيارها بواسطة المخرج دينزل واشنطن من وسط 1000 مقطع موسيقي مرشح من الموسيقي الكلاسيكية.
ملخص الفيلم: تدور احداثه حول فريق مناظرة من جامعة للسود يحاول تبرير مقاومة التفرقة العنصرية والحصول علي المساواة في التعليم حتي لو تطلب ذلك العصيان المدني .

وقد استند الفيلم الي قصة حقيقية، وتدور أحداثه حول جهود مدرب المناقشة والجدل والاستاذ الجامعي «ميلفن ب. تولسون» وهو دينزل واشنطن بطل الفيلم، في كلية وايليي للسود خلال عدم المساواة بين البيض والسود في الجنوب خلال فترة الثلاثينات. وينجح فريق جامعة ويليي في الفوز في نهاية الفيلم علي خصمه من جامعة هارفارد للبيض. ويعبر الفيلم ايضا عن البني الاجتماعية في ولاية تكساس خلال الكساد العظيم ومشاعر الإزدراء تجاه الأمريكان الأفارقة وحالات الإعدام خارج نطاق القانون للسود. وتسود خلال الجدل اقتباسات للمفكرين المشاهير مثل قول سانت اوجستين «قانون جائر .. يعني عدم وجود قانون علي الإطلاق» ومقولات أخري لغاندي وغيره. وتتطور المناقشات من مناظرات تتم بين جامعات اخري للسود ضد كلية وايليي ومن ثم تتم مناظرات مع جامعات وكليات البيض حتي يصل الامر لفوز الفريق الاسود لجامعة وايللي علي فريق المناظرات لجامعة هارفرد في مشهد تاريخي يتابعه كبار المفكرين وأساتذة الجامعات وجميع الأمريكيين من خلال بثه مباشرة علي الراديو. وقد كانت المناظرة الأخيرة حول مشروعية أو عدم مشروعية العصيان المدني كوسيلة للمقاومة أو المعارضة والحصول علي الحقوق ومناهضة التفرقة العنصرية أو الإحتلال الأجنبي وقد مثل فريق جامعة هارفارد التيار المعارض للعصيان المدني ونجح الي حد كبير في تدعيم حججه، وجعل الموقف صعباً علي فريق كلية وايليي الذي مثل التيار المؤيد لشرعية العصيان المدني كسلاح اخلاقي في الكفاح من أجل العدالة، حتي ينجح فريق كلية وايليي في نهاية المطاف. ويركز الفيلم بالأساس علي قضية التعليم كأحد أهم أشكال التفرقة العنصرية.

خلفية تاريخية عن التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية:
الولايات المتحدة بإعتبارها جزء من العالم الجديد كانت المركز الرئيس لإستيراد ملايين الرقيق من قارة إفريقيا منذ القرن السادس عشر. ودخلت الولايات المتحدة في حرب أهلية بين ولايات الشمال وولايات الجنوب من أجل إلغاء نظام/ مؤسسة الرق، فالشمال يريد عمالة رخيصة في المصانع من الرقيق المحرر، والجنوب يريد بقاء الرق كقوة عمل مجانية في الزراعة، وتحرير الرقيق لم يكن لعوامل إنسانية بل كان نتيجة للتناقض الإقتصادي بين الشمال والجنوب. فقد أصدر لينكولن قرارات تحرير العبيد .ومع إنتصار الشمال تم تحرير الرقيق الأمريكي سنة 1865.
مأساة الزنوج والملونين في الولايات المتحدة أستمرت حتي بعد تحرير العبيد في صورة سياسة التمييز العنصري في العيش والعمل والسكن والتعليم والمشاركة وكافة الحقوق والواجبات. وصار يطلق علي الإنسان الأسود القاب مثل (العم توم- سامبو-نجرو-نيجر-ينجرا- جيم ككو- بلاك أميريكان- أفريكان- ملون ... إلخ.)
مع دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية اشترك الزنوج كمقاتلين وعمال في الجيش وشاهدوا كيف يعامل الناس بكرامة واحترام خارج الولايات المتحدة في أماكن عديدة، وحين عادوا اختلفت نظرتهم كلية لأساليب التفرقة العنصرية وأراد الإنسان الأسود أن يعامل معاملة إنسانية كاملة.
ولعل من أبرز مظاهر التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة كان مجال التعليم، حيث كان ملاك العبيد قبل الحرب الأهلية (1861-1865) يخافون من تعلم الرقيق القراءة والكتابة حتي تستمر السيطرة عليهم بل وصدرت قوانين تمنع تعلم السود القراءة والكتابة، وبعد الحرب الأهلية بدأت عملية تعليم السود علي نطاق محدود جدا والغي الكونجرس من بعض التشريعات التي تتناقض مع العدالة في مجال التعليم، "وفي سبتمبر 1895 وجه بوكرت واشنطن (1859-1915) -اكثر الزعماء السياسيين السود قوة في ذلك الوقت- خطابا عرف بعنوان مصالحة أتلانتا والذي فسر علي أنه علامة علي وضع السود الأمريكيين المهيمن. ودعا هذا الخطاب إلي محاولة تعليم السود بقدر الإمكان. وفي غضون شهور قليلة، أصدرت المحكمة العليا قرار ينص علي «الإنفصال مع المساواة»، كتسوية عامة بين السود والبيض، مؤكدة بذلك أن مبدأ التفرقة العنصرية مبدأ قانوني في الدستور. وقضت المحكمة بأنه «التشريع عاجز عن إستئصال الغرائز العنصرية» وأن واضعي الدستور «لم يكن في نيتهم إلغاء الفوارق القائمة علي اللون، ولا تعزيز المساواة الإجتماعية مميزة عن المساواة السياسية» وتجاهلت المحكمة حقيقة أن الجنوب قد حرم السود بالفعل من حقوقهم السياسية، وأن السود في ذلك الحين، لم يكونوا يجرأون علي المطالبة بالمساواة الإجتماعية. والمهم أن المحكمة أعلنت أنه «إذا كان أحد الأجناس أقل مرتبة من جنس آخر من الناحية الإجتماعية، فلا يمكن لدستور الولايات المتحدة أن يضعهم في مستوي مساو لغيرهم»"(1).
وتم تقسيم المدارس في الجنوب إلي قسمين مما أدي إلي إهانة السود فصاروا فئة من الدرجة الثانية يتعلمون تعليم من الدرجة الثانية ومواطنين من الدرجة الثانية، وما تنفقه الحكومة علي تعليم الاولاد البيض يفوق عدة مرات ما ينفق علي تعليم أقرانهم السود، بل وأخذ منظرو التفرقة العنصرية التنظير عن الإنحطاط الطبيعي للأسود، وبالفعل لم يكن هؤلاء المنظرون هم أول واضعي نظريات التفرقة العنصرية بل أن بارون دي منتسكيو وهو أحد المفكريين السياسيين الليبراليين قال :
" اذا طلب مني ان أدافع عن حقنا المكتسب لإتخاذ الزنـوج عبيـداً ..
فإني أقول ان شعـوب اوروبا بعد ان أفنت سكان أمريكا الأصلـيين
لم تر بدا من ان تستعبد شعـوب أفريقيا لكي تستخدمها في استغلال
كل هذه الأقطار الفسيجة ... والشعـوب المذكورة ماهي إلا جماعات
سوداء البشرة من أخمص القدم إلى قمـة الرأس وأنفها أفطس فطسا
شنيعاً بحيث يكاد يكون من المستحيل ان ترثى لها ، ولايمكن للمـرء
ان يتصور ان الله سبحانه وتعالى ذو الحكـمة السامية قد وضع روحا
طيبة داخل جسم حالك السواد .. ان من المستحيل ان نفترض ان هؤلاء
النـاس بشر ، لاننا اذا افترضنا أنهم بشر فإننا سنبدأ في الإعتقاد .....
بأننا لسنا مسيحيين " ..!.
وكرد فعل طبيعي أنشأ السود العديد من كليات السود لمواجهة الأعداد الضخمة من كليات وجامعات البيض وكان اعضاء هيئة التدريس والعاملين بها من البيض في بداية الأمر حتي أصبح حوالي نصف أعضاء هيئة التدريس والعاملين بكليات السود من السود أيضا، ومع تزايد ضغط ومطالبة السود اصبحت سيطرة اعضاء هيئة التدريس السود علي كليات السود أمر واقع.
وقد تضافرت العديد من العوامل واشكال التفرقة العنصرية المختلفة التي جعلت من ثورة الزنوج شئ لابد منه، ويؤرخ لتلك الثورة بيوم 1-ديسمبر 1955 عندما رفضت السيدة روزا باركس من مونتجموري بولاية ألاباما ان تترك مقعدها في الحافلة لرجل أبيض فأعتقلتها الشرطة لمخالفة قوانين التفرقة بين البيض والسود وحدثت اضطرابات بين الزنوج أدت إلي مقاطعة عامة لإستعمال الحافلات وتزعم تلك العملية رجال دين زنوج من بينهم القسيس مارتن لوثر كنج وعلي الرغم من القبض علي قادة الحركة، فقد استمرت الحركة التي ادت الي استصدار أحكام فيدرالية بعدم شرعية تلك القواعد الخاصة بالتمييز في المواصلات. كما ان عدد اخر من القضايا رفع ضد إجراءات التفرقة العنصرية في المدارس والمستشفيات والإسكان والمواصلات ... . ومع وصول كينيدي الي الحكم عام 1960 نشطت حركة الحقوق المدنية للزنوج وبدأت معها «حركة الجلوس احتجاجا في الأماكن العامة» وحدثت الكثير من الإعتقالات واستطاعت المنظمات الزنجية ان تستصدر احكام بالإفراج عم المعتقلين. وقام الطلاب بـ «مسيرة الحرية»، وتطور مظاهر اخري لمقاومة التفرقة العنصرية مثل «الزحف إلي واشنطن من أجل الوظائف والحرية» أو «يوم الزحف» وبدأ المسئولون في الإستجابة تدريجياً لمطالب السود، وقد اصدر الرئيس كينيدي بيانا عقب استقباله لزعماء الزحف الكبير في البيت الابيض يؤكد استجابته للمطالب؛ «لأن المطالب كانت عادلة وتتلخص في المساواة والعدل» فقد أقسم المشتركون في الزحف أمام تمثال لينكولن علي الإلتزام بالكفاح من أجل إنهاء التفرقة العنصرية وكان يتزعمهم مارتن لوثر كينج الزعيم الأسود وكانت اهدافهم تتلخص في المساواة في كل المجالات وايقاف التمويل الفيدرالي لاي برنامج يتمسك بالتفرقة العنصرية، وتخفيض عدد المقاعد المخصصة في الكونجرس الامريكي لاي ولاية تمنع السود من المشاركة في التصويت والاقتراع العام. وإصدار قرارات فيدرالية ضد التفرقة العنصرية في الإسكان ورفع أجور العمال السود لتتساوي مع العمال البيض. وتقدمت حكومة الرئيس كيندي بمشروع قانون يحقق الأهداف والمطالب التي ينادي بها السود وبعد اغتيال كيندي اعلن الرئيس جونسون التزامه بالعمل علي اصدار ذلك القانون وتم اصداره قبل إنتخابات الرئاسة لعام 1964، وحتي بعد إغتيال الزعيم مارتن لوثر استمرت الحركة الثورية السوداء في تحقيق معظم مطالبها.
وعن ثورة الزنوج يقول مارتن لوثر كنج في كتابه «لماذا نفذ صبرنا- why we can’t wait»" إن أمام الكفاح القائم طريقا واحدا لا غير. ولا توجد أمام المكافحين في هذا السبيل فرصة للإختيار، لأن الإختيار معناه مسيرة متخلفة، والزنجي -لعجلته- ليس علي استعداد للسير بخطوات منتظمة. أما التخلف فليس بذات موضوع بالنسبة له. إن ثورة الزنوج لا تعترف بالتقهقر، والذين لا يسرعون للحاف بالركب يجدون أنفسهم متخلفين. لقد كتب احدهم يقول «إن كنت علي حق لا تكن متطرفا، وإن كنت مخطئاً لا تكن متحفظاً متزمتاً» والزنجي يعلم أنه علي حق وأنه لم ينتظم في الحركة كالفاتح، أو ليحصل علي الأسلاب، أو لينتقم من الذين أساءوا إليه. إنه لا يهدف إلي السطو علي ملك الغير، بل يرغب فقط في الحفاظ علي حقه. وعندما ينظر إليه علي أنه يحاول الحصول علي هذا الحق الذي حرم منه لمدة طويلة، باعتبار ذلك منحة يرنو إليها بطمع وشراهة، لا يجد في قرارة نفسه إلا أن يجاوب بالمثل السائد بين الأمريكيين «إذا كان هذا خيانة، فلنستغلها إلي أقصي حد ممكن» وإذا أسرع مجتمعنا في الإعتراف بأن ثورتنا ليست إنفجاراً مؤقتاً، سيتلاشي بسرعة ويتحول إلي خضوع، أصبح المستقبل رحيماً بنا"(1).

تحليل سياسي نقدي للفيلم
القضية السياسية والأخلاقية التي يطرحها الفيلم:
تعتبر قضية مقاومة التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية، هي الموضوع الرئيس للفيلم، أما الموضوعات الفرعية فهي تتنوع بين الحصول علي المساواة في التعليم والخدمات العامة بين السود والبيض وشرعية العصيان المدني كوسيلة لمقاومة الإحتلال أو التفرقة العنصرية وعدم المساواة والظلم، وحق إنشاء النقابات العمالية للعمال السود والبيض معاً. ويمكن فهم هذه الموضوعات من خلال ما سبق الإشارة إليه عند تحليل مشكلة التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة وسوف يتضح كيف تناول الفيلم تلك القضية من خلال تحليل احداث الفيلم لاحقا.
الإختلافات بين شخصيات الفيلم، وإلي ماذا ترمز كل شخصية:
ميلفن ب. تولسون : هو الأستاذ الجامعي ومدرب فريق المناظرة لكلية وايللي وهو بطل الفيلم ويجسد شخصيته الممثل دينزل واشنطن، وهي شخصية حقيقية والفيلم مقتبس من قصته الحقيقية. وهو يمثل في الفيلم العالم المكافح والمثقف المتحمس للتغير والمدافع عن الحق والعدالة والمثل العليا ليس فقط من خلال الفكر والتدريس وتدريب المناظرين ولكن أيضا من خلال الحركة الممارسة السياسية والعمل السري من أجل إنشاء نقابة عمالية تحقق المساواة وحقوق العمال.وقد قتل والده ومثل بجسته من جراء التفرقة العنصرية.
هنري لو: هو طالب في الكلية سجن لفترة عندما كان يدافع عن نفسه، قارئ ومثقف ولديه قدره عالية علي الإقناع في المناظرات ويتميز بالإستقلالية وعدم الميل للطاعة والحماس الزائد وسرعة الغضب وعدم القدرة علي السيطرة علي إنفعالاته ويتأثر بشدة بأفعال التفرقة العنصرية ويشرب الخمور دائماً.وهو يمثل شخصية الثائر العنيف علي الظلم والإعدام بلا محاكمة بسبب التفرقة العنصرية. ويجسد الشخصية الممثل الشاب نيت باركر.
سمانثا بوك: فتاة شابة وجميلة وذكية جداً تحب الحياة وتريد ان تصبح محامية، تهرب من جامعتها لتذهب لكلية وايليي فراراً من التفرقة العنصرية، وتتميز بالرومانسية والمشاعر الصادقة وتستخدم هذه المشاعر والعواطف في تأكيد حجتها في المناظرات، تحب هنري لو وتقيم معه علاقة حميمة في النهاية، وهي تمثل نموذج الفتاة الزنجية الحالمة والمدافعة عن حق النساء في المساواة من خلال اشتراكها كأول فتاة في فريق المناظرة كإحتياط وتفوق فريقها نظرا لجهودها عندما اصبحت عضو اساسي بالفريق. وتجسد الشخصية الممثلة الشابة جيرني سمولييت.
جيمس فارمر الأبن: يجسد الشخصية الممثل الشاب داينزل وايتيكر . وهو نسخة من والده بالنسبة للناحية الثقافية والعلمية والذكاء ولكنه يتميز بالإندفاع والحماس في الدفاع عن الحق بعكس والده الحكيم يتميز ايضاب بكتمان السر وهو يفوق سنه ذكاء ونضجاً عاطفياً. وهو يمثل النجاح بعد الفشل والإصرار علي التقدم والتحرر رغم فشله في اول مناظرة يقوم بها.
هاميلتون بيرجيس: ويجسد هذه الشخصية جيرمايني وايليمز، هو شاب ذكي ومتفوق في المناظرة، ولكنه يعترض علي النشاط السري لاستاذه د. تولسون فينسحب من الفريق ولكنه يظل يحب فريقه ويشجعه وينتمي إليه ويتمني لهم الفوز.
دكتور جيمس فارمر الأب: مثال للحكمة والرشد والرجولة والثقافة الواسعة ويجسد شخصيته الممثل القدير فورست وايتاكر، وهو مفكر وقارئ وواعظ بتميز بخطبه الحماسية التي تدافع عن المساواة ويري ان الحق في التعليم هو السبيل الوحيد للخروج من الظلام نحو الحق العظيم في المساواة وله عبارة يكررها دائما هي : "نفعل ما يجب علينا فعله من أجل أن نفعل ما نريد فعله" ويظهر دائما في مكتبه يقرأ ويسجل الملاحظات لإعداد خطبه الحماسية. واستطاع إقناع الظابط بضرورة الافراج عن د. تولسون عندما اعتقل رغم اعتراضه علي نشاطه السري.
الشريف دوزير: يجسد شخصيته الممثل جون رافيرا، وهو يمثل شخصية الضابط الأبيض الذي يرفض النشاط السري ويعمل ما في وسعه لمنع إنشاء نقابات للعمال البيض والسود حتي لا تسود الفوضي والمعارضة لسلطته في المدينة، ويستخدم اساليب التعذيب للحصول علي الإعترافات من المتهمين السود ويقوم بمداهمة الإجتماعات السرية للعمال بقوات كبيرة من أجل قمع النشاط السري لهم، كما اراد ان يقمع مظاهرة العمال أمام قسم البوليس بالقوة ولكنه فشل نتيجة إقناع د. فارمر له بخطورة ذلك الفعل القمعي.
روس تولسون و بيرل فارمر: هما زوجتي د. تولسون ود. فارمر علي الترتيب ويمثلان شخصية الزوجة المدافعة عن المساواة والمساندة لزوجها ويقومان بالعمل المنزلي كبربتي منزل. ويجسد الشخصيتان جينا رافيرا وكيمبيرلي إيليسي علي الترتيب.


تطور أحداث الفيلم:
تبدأ الأحداث بخطبة حماسية لدكتور جيمس فارمر الذي يوضح لمستمعيه ان التعليم هو الطريق الوحيد للخروج من الظلام وتحقيق الحق العظيم في المساواة بين البيض والسود، ثم تنتقل الاحداث إلي قاعة الدرس بكلية وايلي حيث يظهر البطل ميلفن ب. تولسون مخاطباً طلابه ببعض الإقتباسات السياسية والأدبية ويسألهم عن من قالوا تلك الإقتباسات، ثم يكتب علي السبورة بمساحتها كلمة «ثورة Revolution». ويشير الي معظم الزنوج ولدوا بدون شهادة ميلاد ويضيف ساخراً وهذا يسمح له مثلا ان يكذب بخصوص عمره مدي الحياة !! فيضحك الطلاب ثم يعلق علي ضحهم : "أتظنون ان ذلك مضحكاً.. أن تولد بدون سجل!" . يبدأ دكتور ميلفن في تشكيل فريق المناظرة ويوضح انها المناقشة أو المناظرة تبدأ بإفتراض اي فكرة محورية ويقوم المناظر سواء معها او ضدها بتبرير موقفه بالحجج المساندة ويمكنه في ذلك استخدام اقتباسات او ذكر أمثلة او عرض أفكاره بشكل منطقي وعقلاني من أجل الوصول إلي نتيجة أو خلاصة تؤيد أو ترفض موضوع المناظرة. وفيما بعد اختار الدكتور 4 طلاب ليكونوا فريق المناظرة 2 أساسيين هم : هاملتون بيرجز و هنري لو والإحتياطي 2 هم : سمانثا بوك و ابن الدكتور جيمس فارمر . في مشهد يوضح التفرقة العنصرية (المشكلة)، يدهس الدكتور فارمر خنزير بسيارته من مزرعة لشخصين بيض، فيخرج الشخصين مسرعين ويوقفانه ويهددانه بالسلاح ويحصلان من علي تعويض يفوق ثمن الخنزير مما يكلفه راتبه الشهري كاملاً وأكثر لدفع التعويض وبالإضافة إلي ذلك يهين البيض الرجل بالألفاظ والأفعال ويشعر ابنه بالخزي لموقف والده ويعبره ضعف في حين ان الوالد يري ان موقفه من منطلق العقل والقوة للحفاظ علي سلامة اسرته التي كانت معه في هذا الوقت داخل السيارة.
تحدث علاقة حب بين سمانثا و هنري ويغار من ذلك ابن د. فارمر الذي يحب سمانثا ايضا، ويوضح الفيلم نشاط سري يقوم به د. ميلفن حيث يجتمع سرياً بعمال من البيض والسود ويحثهم علي العمل من أجل إنشاء نقابة مستقلة لهم، وتقوم الشرطة بإقتحام إجتماعهم السري ويشاهد ذلك كله الطالب فارمر الابن ويستطيع الدكتور ميلفن الهرب من البوليس وينقذ ابن الدكتور من القبض عليه ويخبره بألا يخبر اي شخص عما رأي، يعود فارمر الابن متأخرا للمنزل مما يغضب والده ويسأل أين كان دون أن يجيب الولد فيصفعه والده علي وجهه بشدة حينما يذكره الولد بضعفه امام الرجل الابيض عندما اعتذر له.
المناظرة الأولي:
تدور بين فريق كلية وايلي وفريق آخر من كلية للسود.
المحور : تعويض العاطلين عن العمل يجب أن ينتهي عندما ينتهي الكساد
. يقول المناظر المؤيد أنه سافر في التاريخ حتي عام 1536 حين كان الإنتداب البريطاني حين كان يمول معونة الضمان الاجتماعي مساهمون متطوعون وتم الأخذ بهذا النظام من قبل الإنجليز، ولكن الان يدفع الضمان من قبل مساهمين غير متطوعين اي الضرائب، والافضل من اعطاء المعونة هو ايجاد عمل للعاطلين، وذلك يكون بإحياء الإقتصاد وليس بإرهاقه بالضرائب حتي الموت .
المناظر المعارض من كلية وايلي « هاملتون بيرجز » يقول: أن مبدأ الرأسمالية هو من لا يعمل لا يأكل، وهذا كان عندما كان يوجد عمل يقوم به الفرد في ظل توافر فرص عمل، ولكن في ظل عدم توافرها هل يبرر ذلك ان العاطلين لا يجب ان يأكلوا لأن ليس لديهم عمل؟ والأن يظهر مفهوم جديد هو حق الفرد بالطلب من امجتمع بقدر ما يعطي للمجتمع . (ويسود التصفيق الحار من الجمهور)
مناظر معارض : نصوت لأي شئ يبدو كأنه حل .. 60 مليون دولار شهريا للتعويضات العامة .. ادفعوا اذا كان سيفرغ الشوارع من المتشردين .. سبع سكان الولايات المتحدة يعيشون من الضمان الإجتماعي.. حسنا، طالما ذلك ينهي مأساتنا .. أمة يائسة لهذا الحد تشكل خطرا علي نفسها .(تصفيق حار).
مناظر مؤيد من كلية وايلي «هنري لو»: ذات مرة احل جنرال روماني السلام في مقاطعة ثائرة بقتل كل المواطنين.. حتي الرومانيون صدموا .. أحدهم كتب : «خلق منطقة مهجورة وسمي ذلك سلاماً» .. بحقائقهم وأرقامهم مناظرو بولكوين خلقوا منطقة مهجورة أيضا وسموا ذلك سلاماً، سيتركون العاطلين عن العمل لكي يموتوا من أجل أن يعيش الإقتصاد . شابة ذكية أعرفها طلب منها أن تدعم حجتها لصالح الضمان الإجتماعي سمت أهم مصدر معروف «النظرة في عين أم حين لا تستطيع إطعام أبناءها».. أيمكنكم أن تنظروا في عيني طفل جائع وترون الدم علي قدميه من المشي حافياً في الحقول .. أو تسألوا اخته هل بلعت بطنها من الجوع إذا كانت تهتم بأخلاقيات أبيها المهنية؟! (تصفيق حار جدا ووقوف من الجماهير)
وهكذا فازت كلية وايلي في أول مناظرة.
الصراع:
يبدأ شرطي المدينة في القبض علي بعض العمال الذين يجتمع بهم د. ميلفن في تنظيمه السري، كما يتناقش الطلاب ود. ميلفن حول مناظرة البيض، ويقول الطالب هاملتون بيرجز أنه راي الضابط يراقب منزل د تولسون، ويريد ان يعلم ماذا يجري؟،ويخبره بإنتشار الشائعات عما يقوم به سرا، ويقول ان والده اتصل بعميد الكلية وسأل لماذا يعلم شيوعي أساليبه وأفكاره في الجامعة؟ فيرد الدكتور بأن سياسته هي شأنه الخاص وانها لن تعرض الفريق للخطر، فيرد انها تعرضه للخطر لانه آتي الجامعة ليتعلم لا ليحقق معه..فيقرر الطالب الاستقالة من الفريق ويتمني حظ سعيد للفريق متأكدا انهم سيفوزون في المناظرة القادمة. وهنا تحتل سمانثا مكانه كعضو اساسي بفريق المناظرة ويبقي فارمر الابن فقط كبديل.
المناظرة الثانية:
تدور بين فريق كلية وايلي وفريق آخر من كلية للبيض.
تقول سمانثا بوك :المحور: الزنوج يجب أن يسمح لهم بالدخول لجامعات الدولة. (ينصرف بعض الحضور من البيض). أنا وزمائي سنثبت أن حرمان الزنوج من جامعات الدولة ليس خطأ وحسب... أنه مناف للعقل.
الزنوج ليسوا فقط مجد لون في النسيج الأمريكي ، هم الخليط الذي يبقيه متماسكاً .. بأخذ السجل التاريخي والقانوني بعين الإعتبار أيار 13, 1835 السرجنت كروكو، الزنجي، آخر جندي يموت في الحرب الأهلية، في العام 1918 أول جندود أمريكيين يقلدون وسام الشجاعة في فرنسا هما الزنجيان «هنري جونسون» و «نيدين روبرت» في عام 1920 اعلنت صحيفة نيويورك تايمز عن شرف وتضحية آخري لزنجي.
مناظر معارض(أبيض) : أن نجبر ذلك في الجنوب حيث ليسوا مستعدين لذلك، لن يسبب سوي مزيد من الكراهية العنصرية .. الدكتور دبليو إي بي دوبوي ربما اكثر الباحثين الزنوج الموهوبين في امريكا يعلق: إنها إضاع للمال والوقت والأعصاب أن تجبر الأغلبية القوية علي فعل ما هم مصممون علي عدم فعله.
هنري لو: خصمي أختار ان يتجاهل أن «دبليو يو اي بي دوبوي» هو أول زنجي يستلم شهادة دكتوراه من جامعة للبيض تسمي هارفر
المناظر الأبيض: قال دكتور «دوبوي» أنه من المستحيل .. المستحيل للزنجي أن يتلقي تعليم جيد في جامعة للبيض ..
«هنري لو»المنظر الأسود: أكثر الطلاب الزنوج الموهوبين في أمريكا هو إنتاج تعليم متساوي، «دوبوي» يعرف جيداً مقاومة البيض للتغيير ، ولكن هذا ليس سبباً لإبقاء الرجل الأسود بعيداً عن أي جامعة، إذا أجبر أحدهم الجنوب علي شئ ليس مستعدا له فهذا لا يغير أن الأنسة «بوك» هنا هربت من آلاماسا.
مناظر الأبيض: أنا أعترف بذلك، هذا صحيح، الكثير من البيض مصابين بمرض الكراهية العرقية، وبسبب التمييز العنصري سيكون من المستحيل أن يكون زنجياً سعيداً في جامعة جنوبية اليوم، وإذا كان شخص غير سعيد من المستحيل رؤية كيف سيتلقي تعليم مناسب ، الوقت سيأتي حين سيمشي البيض والسود في نفس الجامعة وسنتشارك نفس الصفوف.. للأسف هذا اليوم ليس اليوم .
سمانثا بوك «زنجية من فريق كلية وايلي» : طالما المدارس منفصلة فإن الزنوج سيتلقون تعليم منفصل وغير متساوي، وبإعتراف الفريق الآخر، الدولة تصرف خمس مرات أكثر علي تعليم الولد الأبيض مما تصرفه علي تعليم ولد أسود، هذا يعني مناهج أفضل لهذا الولد من ذلك الولد، أقول أن هذا مؤسف ولكن خصمي يقول أن اليوم ليس اليوم ليتشاركوا نفس الجامعة، ليتشاركوا الحرم نفسه، ليمشوا في نفس الصف . (ثم تنظر للمناظر الآخر قائلة) هلا أخبرتني من فضلك متي سيأتي هذا اليوم؟ هل هو غدا أم الأسبوع المقبل أم بعد مائة سنة، أم لم يأتي أبدا؟ لا، وقت العدالة، وقت الحرية ووقت المساواة هو دائما دائما الأن.
في حفل يتقابل دكتور فارمر مع دكتور تولسون، فيخبره الأول أن الناس خارج حول المدينة لا يعجبهم نشاطاته خارج الجامعة ويسمونه راديكاليا، ويؤكد انه لن يكون مسرور عندما يستيقظ ليجد د. تولسون مربوط في شجرة ومقتول، فيرد د. تولسون «قائد فريق المناظرة» علي د. فارمر بثقة : عندما يسرق زنجي جائع دجاجة فيذهب للسجن، وعندما يسرق رجل أعمال غني الملايين فيذهب للجونجرس، أعتقد أن هذا خاطئ، هل هذا يجعلني راديكالياً اشتراكياً شيوعياً.. هل المسيح كان راديكالياً؟(مبتسما). يرد د. فارمر: أحذر (مبتسما)، فيؤكد د. تولسون من جديد : بل كان، فيرد د. فارمر : مستشفيات الأمراض العقلية مليئة بأناس يظنون أنفسهم المسيح. يرد تولسون: لست أحسب نفسي المسيح، فيرد فارمر : تحسب نفسك المسيح الأن. ثم يدخلا في نقاش حاد حول هل أبن د. فارمر كان معه في الليلة التي داهم فيها البوليس الإجتماع السري ، ينتهي الحوار دون الحصول علي إجابة واضحة.
يدأ الصراع في الوصول إلي قمته مع القبض علي د. تولسون ولكن يتم في النهاية الإفراج عنه بعض تظاهر العشرات من العمال السود والبيض المؤيدين له ولحقهم في إنشاء نقابة خاصة بهم، تظاهروا مرديين «أطلق سراحه أطلق سراحه» أمام قسم الشرطة وهنا أقنع د. فارمر الشرطي بضرورة إطلاق صراحه لتجنب عنف هؤلاء المتظاهرين. ولكن تم إطلاق سراحه مع تحديد إقامته، مما منعه في مرحلة لاحقة من السفر مع فريقه لمناظرة جامعة هارفرد.
الأزمة:
تبدأ الأزمة مع القبض علي د. تولسون وتحديد إقامته وكشف نشاطه السري، ولكن تتصاعد الأزمة فيما بعد، حين كان فريق المناظرة والدكتور تولسون في طريق عودتهم إذ وجدوا زنجي مشنوق ومعلق بشجرة، حيث تم إعدامه دون محاكمة وخارج إطار القانون من قبل مجموعة من البيض المتعصبين المسلحين وهنا تحدث مطاردة بين هذه المجموعة المسلحة وفريق المناظرة، تنتهي بهروبهم بالسيارة مسرعين، ولكن ذلك أثر بشدة علي حالتهم النفسية وجعلت الطالب «هنري لو» ينهار ويلجأ إلي شرب الخمر بكثرة، ويقيم علاقة مع فتاة أخري وهو مخمور مما يفسد علاقته بحبيبته «سمانثا» العضوة الأساسية معه بفريق المناظرة التي رفضت فيما بعد الإشتراك في المناظرة الثالثة.
المناظرة الثالثة: يخسرها الفريق بسبب المشكلات التي حدثت لهم وعدم اشتراك سمانثا وقلة خبرة فارمر جونيور.
بارقة أمل: تبدأ الأحداث في التصاعد مع إخبار زوجة د. تولسون له بوصول دعوة للمناظرة من جامعة هارفرد أعرق جامعات أمريكا والعالم، فيرفح د. تولسون بشدة ويدمع فرحاً ويقول لزوجته ألا تخبر أحداً ويحتضن زوجته بشدة. ويسافر الفريق إلي هارفرد لكن بدون د.تولسون بسبب تحديد إقامته.ويتم تعيين أحد الطلاب«هنري لو» مسئولاً عن الفريق.
لحظة الذروة أو قمة الصراع والأزمة والعقدة تحدث عندما يصل الفريق رسالة من جامعة هارفارد تفيد بأنه نظرا لعلم الجامعة بأن فريقهم يتلقي خطب وحجج جاهزة من كليتهم وليست من مجهود وكتابة الطلاب أنفسهم، فإن الجامعة قررت تغيير موضوع المناظرة وتوفير نفس المراجع لكلا الفريقيين من أجل تدعيم/ رفض موضوع آخر خلال 48 ساعة قبل بدأ المناظرة، والموضوع هو «العصيان المدني هو سلاح أخلاقي للنضال من أجل العدالة» وموقف فريق كلية وايلي هو تأكيد تلك المقولة. ويشعر الفريق بالحاجة إلي قيادة ونصيحة د. تولسون ولكنهم يفشلون في الإتصال به، ويشعرون بخسارتهم المؤكدة بدونه ولكن سمانثا تقنعهم بإمكانية فوزهم بدونه.
تتصاعد الأحداث مع حدوث مشاجرة بين الطلاب الثلاثة حول الحجة التي سوف يبدأون بها المناظرة، تتطور الي غضب شديد يؤدي إلي إنصراف «هنري» وتركه حجرة الإقامة ويذهب إلي أحد الملاهي الليلية للشراب ومقابلة الفتايات كعادته عندما يغضب. وفي الليل يعود هادئاً ويعطي «فارمر» ملاحظاته ويخبره بأنه هو الذي سيناظر بدلاً منه.
الحل (وتتداخل معه الذروة أيضا في البداية):
تبدأ المناظرة التاريخية الحاسمة في قاعة كبيرة بجامعة هارفارد التي تحتفل بالذكري الـ 300 لها ، ويحضر المناظرة كثيرين من أهم المثقفون والمفكرون وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وتبث مباشرة عبر الراديو لجميع الولايات الأمريكية.
فارمر :
المحور: العصيان المدني سلاح أخلاقي في النضال من أجل العدالة.
ولكن كيف يكون العصيان المدني أخلاقي؟ أعتقد أن هذا يعتمد علي تعريف الكلمات .. الكلمة . في عام 1919 في الهند تجمع 10 آلاف شخص في آمرستار للإحتجاج علي إستبداد القوانين البريطانية، الجنرال «روجلر داير» حاصرهم في ساحة عامة وأمر قواته أن تطلق النار لـ 10 دقائق، مات 379 رجال نساء أطفال قتلوا بدم بارد، «داير» قال أنه أراد أن يعلمهم درساً أخلاقياً. رد «غاندي» وأتباعه، ليس بالعنف ولكن بحملة منظمة بعدم التعاون، مباني حكومية تم إحتلالها وإمتلأت الشوارع بأناس رفضوا أن يخلواها حتي ضربتهم الشرطة، تم إعتقال غاندي ولكن البريطانيون إضطروا لإطلاقه، سماها غاندي نصر أخلاقي، تعريف الأخلاقي: درس «داير» أو نصر «غاندي» .. الخيار لكم.
مناظر أبيض (معارض) : من عام 1914 الي 1918 في كل دقيقة منها العالم كان يخوض حرباً، ورجال ضحوا بحياتهم، فقط فكروا فيها، 240 رجل شجاع تم سوقهم للأبدية كل ساعة من كل يوم وكل ليلة لأربع سنوات طويلة آي 35 ألف ساعة، 8 ملايين و281 ألف ضحية. هنا كانت مذبحة أكبر بشكل كبير جدا مما حدث في آرمسار .. هل هناك شئ أخلاقي فيها؟ لا شئ .. بإستثناء أنها منعت ألمانيا من إستعباد أوروبا. العصيان المدني ليس أخلاقيا لأنه ليس عنيف، القتال من أجل بلدك بعنف يمكن أن يكون أخلاقياً بعمق، المطالبة بأعظم تضحية، الحياة نفسها. عدم العمف هو القناع الذي يرتديه العصيان المدني ليخفي وجهه الحقيقي الفوضي .
سمانثا: غاندي كان يؤمن أن الإنسان يجب أن يتصرف بإحترام وحب تجاه خصمه حتي لو كانوا مناظرين من جامعة هارفرد. غاندي كان يؤمن أيضا أن خارق القانون يجب أن يدرك العاقبة القانونية لعمله، هل هذا يبدو كفوضي؟ العصيان المدني ليس شئ يخيفنا، هو في النهاية مبدأ أمريكي، (غاندي) لم يأخذ أفكاره من نص هندوسي مقدس، ولكن من «هنري ديفيد لورو» الذي أعتقد أنه تخرج من هارفرد وعاش علي مسافة ليست بعيدة من هنا .(تصفيق حار).
خصم أبيض: خصمي محق بشئ واحد «لورو» كان خريج هارفرد ومثل الكثير مننا يؤمن بنفسه، قال ذات مرة، أي شخص محق أكثر من جيرانه يشكل أغلبية الفرد ، الطريق الذي لن يعرفه المثالي، أن «أدولف هتلر» كان يتفق مع كلامه . جمال وسر الديمقراطية هو هذا: لا يمكن لأي فكرة أن تسود دون دعم الأغلبية. الشعب يقرر الأشياء الأخلاقية اليومية وليس «أغلبية الفرد» .
سمانثا: الأغلبية لا تقرر ما هو الصح والخطأ، ضميرك هو من يفعل، لماذا يسلم المواطن ضميره .... لا تركع أبداً أمام إستبداد الأغلبية (وهنا يحضر د. تولسون إلي القاعة) .(تصفيق الجمهور وهيئة التحكيم).
خصم أبيض: لا يمكننا أن نختار أي قانون نطيعه وأي قانون نتجاهله! لو أستطعنا، لما توقفنا أمام إشارة حمراء أبداً. أبي واحد من الرجال الذين يقفون بيننا وبين الفوض «ضابط شرطة» . أتذكر يوم ... سقط زميلة وأفضل أصدقائه في الخدمة .. أكثر الأشياء التي أتذكرها التعبير علي وجه أبي ..« لا شئ ضد حكم القانون يمكنه أن يكون أخلاقياً مهما كان الأسم الذي نمنحه» . (تصفيق حار جدا من الجمهور وصيحات ووقوف للجمهور)
فارمر: (صمت لدقيقة) في تكساس يعدمون الزنوج بلا محاكمة. أنا وزملائي رأينا رجلاً معلقاً من عنقه وتم إحراقه صادفنا حشد يقوموم بالإعدام، خفضنا وجوهنا تجاه الأرض، نظرت لزملائي ورأيت الخوف في أعينهم، والأسوأ من هذا العار، ما كانت جريمة هذا الزنجي لكي يشنق بلا محاكمة في الظلام؟ هل كان سارقاً؟ هل كان قاتلاً؟ أ/ مجرد زنجي؟ هل كان واعظاً أطفاله ينتظرونه؟ أو كان مستلقياً هناك ولم يفعل شيئاً، مهما فعل، الغوغاء كانوا المجرمين. ولكن القانون لم يفعل شئ تركنا نتساءل ... لماذا؟ خصمي يقول: لا شئ ضد حكم القانون يمكنه أن يكون أخلاقياً. ويكن لا يوجد حكم قانون في الجنوب ليس حين يحرم الزنوج من السكن والمدارس والمستشفيات وليس حين يتم إعدامنا بلا محاكمة. القديس «أوغستين» قال: "قانون غير عادل هو ليس بقانون بالمرة" ما يعني أن لدي حق، بل واجب لكي أقاوم بالعنف، أو بالعصيان المدني؟ يجب أن تصلوا أن أختار الأخير (تصفيق ووقوف وصيحات من كل القاعة).
وهكذا أعلنت جامعة هارفرد فوز كلية وايلي في هذه المناظرة التاريخية، لتعلن بذلك أيضا فوزاً للحق والعدالة والمساوة والحرية علي التفرقة العنصرية.



#بهاء_الدين_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والفن: (دراسة في المفاهيم والمقولات النظرية والأدبيات ...
- حجج في الرد علي المرجعية الدينية
- عرض نقدي لمقالة: -اليابان: نحو دور أكبر في النظام الدولي-
- القوات المسلحة الصينية
- وثيقة الدستور
- العزلة السي أتش-سلفية
- الديمقراطية والإيمان
- الثورة والديمقراطية


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين محمد - تحليل سياسي لفيلم: -فيلم المحاورون/المناقشون العظماء -The Great Debaters-