أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل صابر - مايا














المزيد.....

مايا


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


1- قبل الميلاد
هل صحيح ما يقوله لى هذا القلب؟...لماذا اشعر بهذا الوجيب؟..هل هذا انت؟....عند الطبيبة تبتسم فى هدوء تتحدث بثقة عن التاريخ المحتمل لتكونك..انطق معها فى نفس الوقت اذكر معها نفس التاريخ تنظر لى باندهاش ...منذ الشهر الثانى اخبر الجميع انك انثى واتحدث بكل قوة لا ابحث سوى عن اسماء اناث ولا اهتم بصورة السونار الجميع يظن انى ارجم بالغيب ولا استطيع اخبارهم الحقيقة...سيظنون بى الظنون سيعلنون عنى الجنون ولدىهم دلائل كافية ..أأخبرهم انى احلم بكى كلما نمت ؟...ان روحك تخاطب روحى فى العالم النورانى ؟....ان ما قاله ابن خلدون فى المقدمة صحيح "الارواح كائنات نورانية ما تألف منها اتفق وما تنافر منها اختلف"
اتفقنا انا وانت على الخطة ..كيف سأحببك فى القراءة ؟...ما المدارس التى ستدخلينها؟...الرياضات التى ستمارسينها؟...وحتى كيف سنتعامل مع فترة المراهقة
واختارت عمتك الاسم "مايا محمد نبيل" هتفت به فى قوة وعرفت انه اسمك...عندما رأيتك فى ليلتها كنت فرحة ضاحكة عرفت ان الاسم قد اعجبك واتفقنا عليه....ربة الربيع والحصاد عند الرومان واسم طائر مغرد كما قالت الشبكة العنكبوتية ...احب جدا التعريف الاول لانك دائما وابدا ربيع حياتى وحصاد فرحتى
2- الميلاد
اتذكر هذا اليوم كأنه اليوم...الجمعة وقبل انتهاء اجازتى استعد ليوم ثقيل فى العمل انتهيت من تناول وجبة السمك المقدسة واسترخ فى تكاسل امام التلفاز واقاوم السقوط فى غيبوبة القيلولة مفضلا النوم مبكرا فى الليل وها أنا اراكى ولكنك تبدين مضطربة وقبل ان اسمع امك تنادينى اتحرك اليها - ام اننى تحركت اليك؟- وبعد ساعات طوال اميز صرخة خفيفة من غرفة العمليات اعرف انها انت..ترج الممرضة تحملك وانتى مستكينة فى وداعة وانا انظر اليكى بلا حراك..لماذا ينتفض جسدى كله ولا اقوى على حملك هذه ليست اول مرة اراكى...انا وانت نعرف الحقيقة انه فقط اللقاء الاول بجسدينا ...حملتك فى هدوء واستكنتى فى صدرى ودخلت بك الغرفة رغم كل الضجيج انتى تعرفيننى الطبيبة تسأل ماذا ستسمونها هتفنا انا وانت فى نفس واحد "مايا"
3- بعد الميلاد
تتوالى الايام ونزداد ارتباطا ..كلا لست جزءا منى ولا انا جزءا منك...بل انا انت وانت انا ...الجميع يندهش من ترابطنا ولا نلقى لهم بالا...اول مرة تأكلين كان من يدى ترفضين النوم الا فى حضنى حتى اول صورة لكى اظهرت تشابهنا المتطابق...احد اصدقائى قال انه يعتقد انها عمليه استنساخ..عندما بدأت تتفاعلين مع المحيطين ..اظهرتى نفس ردود افعالى -لن احكى هنا عن اتفاقنا على من يشعروننى بالغيظ والسأم- اعود من العمل فى المصعد لا افكر سوى فى مشيتك المتعثرة وانتى تهتفين باسمى بمجرد فتح الباب من اجل الارتماء فى حضنى والتعلق فى رقبتى بشكل مبالغ فيه ..لا تعلمين كم تعنى لى تلك الايادى الصغيرة او عندما تصرين على ايقاظى بقبلاتك الرطبة على خدى..الان فقط عرفت جملة طالما قرأتها مثل "تترك اثرا لا ينمحى من النفس كقبلة طفل صغير على الخد" ماذا تعنى؟...لن اخفى سرا انى اضحى كثرا من اجلك ولكن كلما اشرقت بسمتك ادرك انى لا اضحى فقط اتعب قليلا ...يظل صوتك يرن وانتى تنطقين اسمى بدون الميم الاولى "حيييمد" ولم يندهش احد الان انه اول اسم نطقتى به
4-تجليات
ها انا ذا فى منتصف الخمسينيات ...ولكنى ابدو كهلا عجوزا بجوارك فى انفجار شبابك ..كيف تظهر الشمس فى المساء ؟...تبدين فى قمة السعادة اظل اخبر نفسى ان هالة النور التى فوق رأسك فقط بسبب تألقك المعتاد فى اللون الابيض وليست حقيقة ..تتأبطين ذراعى وتضغطين عليه ضغطة خفيفة فى هدوء ..يقف بعيدا تبدو ابتسامته لزجة بالنسبة لى..لماذا يبدو متوترا ؟...انه يبدو كالمريض ..هل حقا سيأخذك؟...امشى بتؤدة وكأنى اتعمد استفزازه وكأنى ازيد من توتره لا يدرك ان لمستك الملائكية ستزيح كل متاعبه ..ولكن لماذا الان اراه طيبا وحنونا..كيف اتت كل هذه البهجة من عينه..اسلمك اليه وتقبلين جبهتى وصلعتى كما اعتدت...تنتقل كل طاقتك الشافية اليه...يبدو الان عملاقا واثقا من نفسه ..انزوى بجوار الباب احيى كل المدعوين فيما تصدح الموسيقى ولا يجدى اطفاء الانوار نفعا فضحكتك ولمعة عينيكى اشرقت فى وسط القاعة ..ووجدتنى انظر اليك وكالعدوى سرت سعادتك فى نفسى ..وها انا ذا اغدو شابا من جديد واصير عمقا كما صار هو وانتى ترسلين لى قبلة فى الهواء ...اتنقل بين المدعوين واتقبل التهانى ...ارقص واغنى وافرح واقفز كما كنت افعل فى شبابى .......وفى المساء عندما اعود بدونك هذه المرة بعد زفافك ...تخبرينى نسخة مصغرة منك فى حلمى انها ستأتى وستعيد الكرة بعد 9 شهور



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرات فى النموذج التركى
- فى العلاقة بين العلمانية والدين
- شبهات وردود
- تخاريف
- عندما يبدأ سبتمبر فى مايو
- الدولة المدنية والاسلام
- لمصر ...وليحيى الجمل
- تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية ...
- تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية
- بين فوضى الثورة وثورة الفوضى
- اشكاليات التشريع والمسيحيين المصريين
- مبرووك لنا جميعا ولادارة الحوار المتمدن
- تمهيد الطريق الثالث
- ان نستحق الحرية
- البلد السايب
- فشل فاروق حسنى وملاحظات على الهامش
- ولكنه ضحك كالبكاء
- ماذا تريدون يا سادة؟ ... مصارحة الطرف الاخر
- الاخوان والخيانة واشياء اخرى
- نقد النظرية الوهابية 4 بين النظرية والتطبيق


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل صابر - مايا