أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل صابر - تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية 2















المزيد.....


تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية 2


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 07:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رأيت تخصيص تلك الحلقة بالكامل لتنظيم الجهاد الاب الروحى لتنظيم القاعدة ولتذكير المحتفين بعبود الزمر انه قاتل او متواطئ على القتل وباعتباره نهاية انتقال الفكر بالكامل الى السلفية الجهادية وسيطرة الفكر الوهابى على ادبيات وقواعد الجماعات الارهابية
لابد ايضا النظر الى كيفية تأسيس تلك الجماعة فى عام 1958 بدأ نبيل البرعى وكان سجينا اخوانيا فى الترويج لفكرة الحاكم والمحكوم وتكونت حوله حلقة من السجناء الاخوان الاخرين مثل اسماعيل الطنطاوى وحسن الهلاوى وعلوى مصطفى " كبداية لتنظيم الجهاد الشهيرويجب للامانة العلمية الاشارة الى انه فى مراجع اخرى مثل خريطة الحركات الاسلامية فى مصر لعبد المنعم منيب (العضو السابق فى التنظيم والذى ظل معتقلا لمدة طويلة) نفى مؤسسوا الجماعة اى علاقة لهم بالاخوان وان كانوا اجمعوا ان كتب سيد قطب مثلت لهم اساسا فكريا مهما
كانت المساجد الخاضعة للسلفيين هى المكان الاول لالتقاء قادة تلك الجماعات فالخلايا الاولى لتنظيم الجهاد و أبرز مؤسسيها ثلاثة هم علوى مصطفى (من حى مصر الجديدة) و إسماعيل طنطاوى (من حى المنيل) ونبيل البرعى (من حى المعادى) وكانوا جميعا طلبة في الثانوية العامة وقتها الذين تربوا في مساجد الجمعية الشرعية و جماعة أنصار السنة المحمدية وهما جماعتان ذاتا توجه سلفى واضح, كما تأثر جميع أعضاء التنظيم بالشيخ محمد خليل هراس " وهو أحد علماء الأزهر ، ورئيس جماعة أنصار السنة في ذلك الوقت من أواخر الستينيات وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي" تأثرا كبيرا جدا حتى أن بعض المصادر تنقل روايات لم تتأكد بعد أنه رحمه الله كان على علم بالتنظيم ويؤيده ويوجهه شرعيا.

بأمتيازفرغم تعدد التنظيمات التى حملت اسم الجهاد منذ منتصف الستينات الا ان كلها تلقائيا اشترطت الالتزام بالمظهر الوهابى اولا (اللحية والجلباب)وبدون تنازلات وسنتحدث بالخصوص على تنظيم الجهاد الاشهر الذى قام بالعديد من العمليات الارهابية فى مصر
تأسست اول الخلايا عام 1964 على يد ثلاثة ممن تربوا تربية وهابية اصيلة فى مساجد الجمعية الشرعية ومساجد جماعة انصار السنة كما انضم له فى اوائل السبعينات احد مؤسسى مدرسة الاسكندرية السلفية محمد اسماعيل المقدم
وسنتتبع هنا الاثر الوهابى الواضح فى حركة التنظيم الذى تخخلص تماما من فكر الاخوان والتزم تماما بمنهج محمد بن عبد الوهاب بل واعتمد على الفتاوى الوهابية فقط وكما يقول مؤلف كتاب خريطة التنظيمات الاسلامية فى مصر وهو احد الاعضاء السابقين فى تنظيم الجماعة الاسلامية للمنهج السلفى في مجالى الإعتقاد والدراسات الشرعية, وتبنيه لمنهج التغيير السياسى والإجتماعى والإقتصادى بالقوة المسلحة.

ولقد إختار التنظيم مبدئيا أسلوب الإنقلاب العسكرى لتحقيق هذا التغيير, وتبنى نهج الإعتماد في إختراق الجيش على أشخاص تم تربيتهم مسبقا في التنظيم ثم دفعهم للإلتحاق بالكليات العسكرية.

كان التنظيم يعتمد مناهج لتعليم الدراسات الشرعية، تقوم على أساس المنهج السلفى, كما ألزم الأعضاء بحضور دروس الشيخ محمد خليل هراس بمسجد "قولة" بعابدين و هو المقر العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بمصر, كما تضمنت المناهج الدراسية بجماعة الجهاد الأولى هذه كتابي "فى ظلال القرآن" و"معالم في الطريق" لسيد قطب.
و كانت هذه الجماعة تعتمد في مجال التجنيد على تجنييد الملتزمين بتعاليم الإسلام أيا كان إنتمائهم الفكرى بإعتبار أن خلافهم الرئيسي مع غيرهم هو مسألة (طريقة التغيير) فإقناع أى ملتزم بهذه الفكرة يحوله لشخص صالح للإنضمام لجماعة الجهاد, لكن كان بالطبع لهم بعض الملاحظات و الخلافات القليلة والجوهرية مع كل من الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية في بعض تفصيلات مسائل في العقيدة حتى أن علوى مصطفى كان قد كتب كتيبا في هذه المسائل.
وللتدليل على مدى عمق وتغلغل الاثر الوهابى فى التنظيم يذكر عدد من الكتاب ان إثر حرب أكتوبر1973م تفجر خلاف أخر بين أعضاء التنظيم بشأن مدى إسلام ضباط الجيش من أعضاء التنظيم الذين شاركوا في الحرب خاصة من مات منهم فيها, وكان من ضمن الذين ماتوا شقيق علوى مصطفى, وتزعم علوى القول بأنهم شهداء بينما أصر أخرون على أنهم غير شهداء لأنهم قاتلوا تحت راية الطاغوت( السادات ) ولتحقيق أهدافه.
ولابد ان نشير الى علامات صغيرة فى قصة التنظيم فقد تركزت قيادة التنظيم وهيكله فى وجود امير عام يساعده ويعاونه مجلس شورى لتوفير غطاء فقهى لمعاونة الامير لم يكن الامر كالتنظيمات السابقة بوضع الامر كله فى يد الامير اذ ان القاعدة السلفية تقوم على التزام وسمع وطاعة ولكن بتقديم قاعدة الشورى كقاعدة ذهبية وهناك تأصيل شرعي في كافة تفريعات العمل التنظيمي، مثل: البيعة، والسرية، والشورى، ووجود الإمام من عدمه، وأيضاً قضية "المسمى"، وهم يستمدون موقفهم في العمل من فتاوى وكتابات عدد من العلماء القدماء مثل بن تيمية، والإمام الجويني والعز بن عبد السلام، ومن العلماء المعاصرين ناصر الدين الألباني، وعبد العزيز بن باز، وابن عثيمين. فهناك الخلاف الفقهى الشرير عندما تولى دكتور عمر عبد الرحمن امرة التنظيم حول جواز ولاية الضرير ثم الخلاف حول جواز ولاية الاسير وهكذا دواليك فى مختلف نواحى الجماعة
ويبرز كتاب محمد عبد السلام فرج "الفريضة الغائبة" ليبلور الاتجاهات الوهابية فى تفكير التنظيم ويصبح فيما بعد دستورا للتنظيم حتى الان ثم يجاوره كتاب دكتور سيد امام الشريف المعروف "العمدة فى اعداد العدة"
فالكتابان ينظران لفكر التنظيم وتكفير المجتمع واحكام قتال الدولة واحكام التعامل مع اهل الذمة من منظور فقهى بحت معتمدين على المذهب الوهابى الحنبلى فقط لاغير فى استخراج الاحكام الشرعية المختلفة بل لا نكاد نلمح اى استدلال عقلى فى تخريج الاحكام او محاولة تكييفها مع الواقع المعاصر فقط ذكر الامام بن تيمية والامام ابن القيم ونقل لتفاسير كأى كتاب دينى يصدره احد شيوخ السلفية هذه الايام
وتعد فتوى ابن تيمية فى اهل ماردين التى نشرها واشار اليها محمد عبد السلام فرج والتى اصبحت عامود كتابه ومحور عمل التنظيمات الجهادية فيما بعد اول محاولة لتأصيل تكفير المجتمع فقهيا دون اللجوء فقط للادلة العقلية تأثرا بفكر الاخوان المسلمين وسيد قطب كما كان الحال فى التنظيمات السابقة وهو ما يبرز عظم التأثير الوهابى فى فكر تنظيم الجهاد فالامر بحاجة لفتوى من امام معتمد وفقيه بل ويفضل ان يكون تاريخى رغم انه كان من المسلمات بالنسبة لكل التنظيمات والحركات الاسلامية فى تلك الفترة
وننقل هنا نص قول عبد السلام فرج فى كتابه" هنا تساؤل ، هل نحن نعيش في دولة إسلامية ؟ .. من شروط الدولة الإسلامية أن تعلوها أحكام الإسلام ، وأفتى الإمام أبو حنيفة أن دار الإسلام تتحول إلى دار كفر إذا توفرت ثلاث شروط مجتمعة :
1ــ أن تعلوها أحكام الكفر ، 2ــ ذهاب الأمان للمسلمين ، 3ـ المتاخمة أو المجاورة .. وذلك بأن تكون تلك الدار مجاورة لدار الكفر بحيث تكون مصدر خطر على المسلمين وسبباً في ذهاب الأمن .
وأفتى الإمام محمد والإمام أبو يوسف صاحبي أبو حنيفة بأن حكم الدار تابع للأحكام التي تعلوها فإن كانت الأحكام التي تعلوها هي أحكام الإسلام( فهي دار الإسلام ) وإن كانت الأحكام التي تعلوها هي أحكام كفر( فهي دار كفر) .. بدائع الصنائع جزء(1) ، وأفتى شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه الفتاوى الجزء الرابع ( كتاب الجهاد ) : عندما سئل عن بلد تسمى ماردين كانت تحكم بحكم الإسلام ثم تولى أمرها أناس أقاموا فيها حكم الكفر هل هي دار حرب أو سلم ؟ فأجاب أن هذه مركب فيها المعين فهي ليست بمنزلة دار السلم التي يجري عليها أحكام الإسلام ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحق ويعامل الخارج على شريعة الإسلام بما يستحقه .. والحقيقة أن هذه الأقوال لا تجد تناقض بين أقوال الأئمة .. فأبو حنيفة وصاحبيه لم يذكروا أن أهلها كفار .. فالمسلم لن يستحق السلم والحرب"
ورغم انه استخدم ايضا فتوى من الامام ابى حنيفة وتلميذيه محمد وابا يوسف الا ان اعتماده كليا فى بقية الكتاب كان على فتوى ابن تيمية وذلك لان نص الفتوى يتحدث عن ان بلدة ماردين حكمها التتار بعد اظهار اسلامهم واجروا فيها احكام من دستورهم المعروف بالياسق فاجرى مقارنة بينه وبين القوانين الجديدة فى الدول العصرية بالنقل نصا من كلام ابن تيمية كما يلى " وفي الحقيقة أن كون التتار يحكمون بالياسق الذي اقتبس من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه .. فلا شك أن الياسق أقل جرماً من شرائع وضعها الغرب لا تمت للإسلام بصلة ولا لأي من الشرائع .
2ــ وفي سؤال موجه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من مسلم غيور .. يقول السائل واصفاً حالهم للإمام ( هؤلاء التتار الذين يقدمون إلى الشام مرة بعد مرة وقد تكلموا بالشهادتين ولم يبقوا على الكفر الذي كانوا عليه في أول الأمر ،فهل يجب قتالهم ؟ وما حكم من قد أخرجوه معهم كرهاً ــ أي أنهم يضمون المسلمين إلى صفوف جيشهم كرهاً .. التجنيد الإجباري ــ ؟وما حكم من يكون مع عسكرهم من المنتسبين إلى العلم والفقه والتصوف ونحو ذلك ؟ وما يقال فيمن زعم أنهم مسلمون والمقاتلون لهم مسلمون وكليهما ظالم فلا يقاتل مع أحدهما .. وهي نفس الشبهة الموجودة الآن وسوف يتم توضيحها إن شاء الله : الفتاوى الكبرى ص 280 ، 281مسألة ( 516) .
3ـ ويقول ابن تيمية في وصف التتار (ولم يكن معهم في دولتهم مولى لهم إلا من كان من شر الخلق إما زنديق منافق لا يعتقد دين الإسلام في الباطن ــ أي أن يظهر الإسلام ــ وأما من هؤلاء من هو شر أهل البدع كالرافضة والجهمية والاتجارية ونحوه ــ وهم أصحاب البدع ــ وإما من أفجر الناس وافسقهم وهم في بلادهم مع تمكنهم لا يحجون البيت العتيق وإن كان فيهم من يصلي ويصوم فليس الغالب عليهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ).. أليس ذلك هو الكائن ؟
4ـ وهم يقاتلون على ملك جنكيز خان ( اسم ملكهم) فمن دخل في طاعتهم جعلوه وليهم وإن كان كافر ، ومن خرج عن ذلك جعلوه عدواً لهم وإن كان من خيار المسلمين،لا يقاتلون على الإسلام ولا يضعون الجزية والصغار بل غاية كثير من المسلمين منهم من أكابر أمرائهم ووزرائهم أن يكون المسلم عندهم كمن يعظمونه من المشركين من اليهود والنصارى.. الفتاوى ص 286 .
ملحوظة : أليست هذه الصفات هي نفس الصفات لحكام العصر هم وحاشيتهم الموالية لهم الذين عظموا أمر الحكام أكثر من تعظيمهم لخالقهم .
5ـ وفي ص 287 يضيف شيخ الإسلام واصفاً الموالين لجنكيز خان فيكتب بمن كان فيما يظهره من الإسلام يجعل محمداً كجنكيز خان وإلا فهم مع إظهارهم للإسلام يعظمون أمر جنكيز خان كما كان يقاتلون المسلمين بل أعظم أولئك الكفار يبذلون له الطاعة والانقياد ويجعلون إليه الأموال ويقربون له بالنيابة ولا يخالفون ما يأمرهم به إلا كما يخالف الخارج عن طاعة الإمام للإمام ، وهم يحاربون المسلمين ويعادونهم أعظم معاداة ويطلبون من المسلمين الطاعة لهم وبذل الأموال والدخول فيما وضعه لهم الملك الكافر المشرك المشابه لفرعون أو النمرود ونحوهم بل هو أعظم فساداً في الأرض منهم .
6ـ يضيف ابن تيمية ويقول ( من دخل في طاعتهم الجاهلية وسنتهم الكفرية كان صديقهم ، ومن خالفهم كان عدوهم ، ولو كان من أنبياء الله ورسله وأوليائه) ص 288 .
7ـ ويضيف شيخ الإسلام متكلماً عن القضاة في عصر التتار فيقول :( وكذلك وزيرهم السفيه الملقب بالرشيد يحكم على هذه الأصناف ويقدم شرار المسلمين كالرافضة والملاحدة على خيار المسلمين أهل العلم والإيمان حتى يتولى قضاء القضاة من كان أقرب إلى الزندقة والإلحاد والكفر بالله ورسوله بحيث تكون موافقة للكفار والمنافقين من اليهود والقرامضة والملاحدة والرافضة على ما يريدون أعظم من غيره ويتظاهرون من شريعة الإسلام بما لابد له منه لأجل من هناك من المسلمين حتى أن وزيرهم هذا الخبيث الملحد المنافق صنف مصنف مضمونه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رضي بدين اليهود والنصارى وانه لا ينكر عليهم ولا يذمون ولا ينهون عن دينهم ولا يؤمرون بالانتقال إلى الإسلام) واستدل الخبيث الجاهل بقوله:( قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين ) وزعم أن هذه الآية تقضي أنه يرضى دينهم . قال وهذه الآية محكمة ليست منسوخة ).. ص 288 ،289 الفتاوى الكبرى . فسبحان الله أليس مصنف وزير التتار هو مصنف (الإخاء الديني ) ، ( ومجمع الأديان ) بل الأخير أفظع وأجرم ."
ولهذا اصبحت فتوى ابن تيمية فى اهل ماردين هى العماد الاساسى لكل التنظيمات الارهابية وكما رأينا الاسلوب الوهابى فيما نقلناه من الكتاب ويكفى ان نذكر ان صفحات الكتيب البالغة 54 صفحة لا تخلو من فتاوى ابن تيمية وتفسيرات ابن كثير وغيره ونقل لاحاديث ولا تخلو الصفحات من هذا المنوال سوى فى الجزء المخصص لمهاجمة وتفنيد اساليب عمل الاخوان المسلمين فى الحقل الاسلامى
وتبقى حادثة اغتيال الرئيس انور السادات اكتوبر 1981 هى الحدث الابرز لجماعة الجهاد وبعيدا عن التفاصيل التاريخية المعروفة نشير فقط الى ماورد ذكره فى اثناء الاعداد لتلك الجريمة حيث فكانت الدعوة لعدد من قادة هذه الإتجاهات لحضور إجتماع في بني سويف تحت شعار التخطيط و التنسيق لمحاربة فكر جماعات التكفير في مصر, و كان هذا الشعار مجرد ساتر أمنى للتغطية على الهدف الحقيقى للإجتماع.

تولى الدعوة للإجتماع محمد سعد من قادة العمل الاسلامي السلفي في بنى سويف و ذلك بإيعاز من محمد عبدالسلام, و استضاف محمد سعد الإجتماع في مسكن أحد أتباعه في بنى سويف, و كان الغرض الحقيقى للإجتماع أن يعرض محمد عبدالسلام تصوره لإقامة الدولة الإسلامية عبر الإنقلاب العسكرى ويطلب من الحاضرين تأييد هذا التصور و دعمه بالمال و الرجال, و قد دعى محمد سعد لهذا الإجتماع قادة من السلفيين منهم محمد مصطفى الدبيسى و محمد أحمد إسماعيل المقدم و غيرهما كما دعى أسامة عبدالعظيم و لم يحضر, كما دعى بعضا من قادة الإخوان فحضر بعضهم, كما حضر عدد من قادة الجهاد على رأسهم محمد عبدالسلام و الدكتور عمر عبدالرحمن, و كان محمد سعد بمثابة شاهد و وسيط لأنه لم يكن حينئذ عضوا في تنظيم الجهاد حسب إحدى الروايات.

و رفض بعض الحاضرين ما طرحه محمد عبدالسلام وكان على رأس الرافضين قادة الإخوان المسلمين, كما تريث البعض و طلبوا فتوى مباشرة و محددة بشأن هذا التصور من عدد من العلماء حددوهم حينئذ و كان من ضمن العلماء الذين حددوهم طالبين فتاوى منهم بالموافقة على هذا التصور الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى و الشيخ عبدالعزيز بن باز.
الى هذا الحد بلغت سيطرة الوهابية فى الاسلوب والحركة والتعامل على فكر قادة تنظيم الجهاد
يبقى فقط حتى لا نتهم بالنقل الاعمى ان ننقل مقتطفات من رد شيخ الازهر جاد الحق على جاد الحق رحمه الله على كتاب الفريضة الغائبة
" الإسلام وحقيقته الإسلام يقال فى اللغة أسلم دخل فى دين الإسلام، وفى الشرع كما جاء فى الحديث الشريف (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) .
وبهذا يظهر أن الإسلام هو العمل بالقيام بفرائض الله من النطق بالشهادتين وأداء الفروض والانتهاء عما حرم الله سبحانه ورسوله .
فالإيمان تصديق قلبى، فمن أنكر وجحد شيئا مما وجب الإيمان به فهو كافر، قال الله تعالى { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } النساء 136 ، أما الإسلام فهو العمل والقول، عمل بالجوارح ونطق باللسان، ويدل على المغايرة بينهما قول الله سبحانه { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم } الحجرات 14 ، والحديث الشريف فى حوار جبريل عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام يوضح مدلول كل منهما شرعا على ما سبق التنويه عنه فى تعريف كل منهما ( حديث جبريل من الايمان والإسلام والاحسان وراه الترمذى ج - 10 ص 77 و 78 بشرح القاضى ابن العربى ) وهما مع هذا متلازمان، لأن الإسلام مظهر الإيمان .
(د) متى يكون الإنسان مسلما حدد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قوله (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بى، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله) رواه البخارى .
وفى قوله (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان فى قلبه من الخير ما يزن ذرة) .
وراه البخارى . هذا هو المسلم، فمتى يخرج عن إسلامه ، وهل ارتكاب معصية بفعل أمر محرم، أو ترك فرض من الفروض ينزع عنه وصف الإسلام وحقوقه قال الله سبحانه { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } النساء 116 ، وفى حديث طويل لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ذاك جبريل أتانى قال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت وإن زنى وإن سرق، قال وإن زنى وإن سرق ..) رواه البخارى .
هذه النصوص من القرآن والسنة تهدينا صراحة إلى أنه وإن كانت الأعمال مصدقة للإيمان ومظهرا عمليا له، لكن المسلم إذا ارتكب ذنبا من الذنوب بأن خالف نصا فى كتاب الله، أو فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يخرج بذلك عن الإسلام، ما دام يعتقد صدق هذا النص ويؤمن بلزوم الامتثال له، وفقط يكون عاصيا وآثما لمخالفته فى الفعل أو الترك .
بل إن الخبر الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دال على أن الإيمان بالمعنى السابق منقذ من النار فقد روى أنس رضى الله عنه .
قال (كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم ويعوده (يعنى يزوره وهو مريض) فقعد عند رأسه، فقال له أسلم .
فنظر الغلام إلى أبيه وهو عنده . فقال له أبوه أطع أبا القاسم .
فأسم . فخرج النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول (الحمد لله الذى أنقذه من النار) رواه البخارى وأبو داود ."
" هل يجوز تكفير المسلم بذنب ارتكبه .أو تكفير المؤمن الذى استقر الإيمان فى قلبه ومن له الحكم بذلك إن كان له وجه شرعى قال الله سبحانه { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة } النساء 94 ، وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من أصل الإيمان وعد منها الكف عمن قال لا إله إلا الله ، لا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الإسلام بعمل ) ( رواه أبو داود ) وقوله (لا يرمى رجل رجلا بالفسق، أو يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) .
( رواه الامام أحمد فى مسنده ج - 18 ) من هذه النصوص نرى أنه لا يحل تكفير مسلم بذنب اقترفه سواء كان الذنب ترك واجب مفروض، أو فعل محرم منهى عنه و من يكفر مسلما أو صفه بالفسوق، يرتد عليه بهذا الوصف إن لم يكن صاحبه على ما وصف .
من له الحكم بالكفر أو بالفسق قال الله تعالى { فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول } النساء 59 ، وقال سبحانه { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم } التوبة 122 ، وقوله { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } الأنبياء 7 ، وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى رواه الزهرى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ( أعلام الموقعين لابن القيم ج - 2 ص 126 ) (سمع النبى صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون فى القرآن (يعنى يتجادلون فى بعض آياته) فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، ولا يكذب بعضه بعضا، فما علمتم منه فقولوا وما جهلتهم منه، فكلوه إلى عالمه) .
هذا هو القرآن، وهذه هى السنة، كلاهما يأمر بأن النزاع فى أمر من أمور الدين يجيب أن يرد إلى الله وإلى رسوله، أى إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله، وأن من يتولى الفصل وبيان الحكم هم العلماء بالكتاب وبالسنة، فليس لمسلم أن يحكم بالكفر أو بالفسق على مسلم، وهو لا يعلم ما هو الكفر، ولا ما يصير به المسلم مرتدا كافرا بالإسلام، أو عاصيا مفارقا لأوامر الله .
إذ الإسلام عقيدة وشريعة له علماؤه الذين تخصصوا فى علومه تنفيذا لأمر الله ورسوله فالتدين للمسلمين جميعا، ولكن الدين وبيان أحكامه وحلاله وحرامه لأهل الاختصاص به وهم العلماء، قضاء من الله ورسوله"
" حديث (بعثت بالسيف بين يدى الساعة ) هو حديث صحيح لكن ما مدلوله وهل تؤخذ ألفاظه هكذا وحدها دون النظر إلى الأحاديث الأخرى وإلى سير الدعوة منذ بدأت .
وإن ما قال به هذا الكتيب هو ما قال به المستشرقون، حيث عابوا على الإسلام فقالوا إنه انتشر بالسيف .
ألا ساء ما قال هؤلاء وأولئك، فإن القرآن قد فصل فى هذه القضية وما كان رسول الله إلا مبلغا ومنفذا للوحى، ولا يصدر منه ما يناقض القرآن الذى يقول { لا إكراه فى الدين } البقرة 256 ، ويقول { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } النحل 125 ، ويقول { أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } يونس 99 ، ويقول { وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد } آل عمران 20 ، ويقول { إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء } القصص 56 ، ذلك القرآن أصل الإسلام، والسنة مفسرة له لا تختلف معه، وحديث بعثت بالسيف مع هذه الآيات لا يؤخذ على ظاهره، فقد جاء بيانا لوسيلة حماية الدعوة عند التعدى عليها، أو التصدى للمسلمين، وإلا فهل استعمل الرسول صلى الله عليه وسلم السيف لإكراه أحد على الإسلام اللهم لا وما كان له أن يخالف القرآن الذى نزل على قلبه .
وقوله الشريف (وجعل رزقى فى ظل رمحى) إشارة إلى آية الغنائم ( الآية 41 من سورة الأنفال (واعلموا انما غنمتم من شىء فان لله خمسة وللرسول ولذى القربى) ) وقسمتها، وأن له رزقا فى بيت مال المسلمين، حتى لا ينشغل عن الدعوة بكسب الرزق وكان هذا مبدأ فى الإسلام، فأصبح لولى أمر المسلمين مرتبا فى بيت مال المسلمين حتى يتفرغ لشئونهم، فأصبح لولى أمر المسلمين مرتبا فى بيت مال المسلمين حتى يتفرغ لشئونهم، وهذا هو ما فهمه أصحاب رسول الله، فإن أبا بكر رضى الله تعالى عنه بعد أنه اختاره المسلمون خليفة توجه إلى السوق كعادته للتجارة ، فقابله عمر رضى الله عنه وقال له ماذا تصنع فى السوق .
قال أعمل لرزقى وزرق عيالى، فقال له قد كفيناك ذلك، أو قد كفاك الله ذلك .
مشيرا إلى هذه إلى هذه الآية، فإن فيها قول الله (فأن لله خمسه ) فمرتب الخليفة من هذا الخمس هذا هو الحديث الذى يستهدى به الكتيب فى حتمية القتال لنشر الإسلام فهو استدلال فى غير موضعه، إيراد للنص فى غير ما جاء فيه ولا يحتمله وإلا - على زعم هذا الكتيب - كان الحديث مناقضا للقرآن ."
ومع التطورات المعروفة من توالى الضربات الامنية والمحاكمات ثم هروب القيادات حتى الاندماج فى تنظيم القاعدة تتوالى عشرات الكتب السلفية التى تعج بها شبكة الانترنت للتنظير للجهاد حتى جاء دور المراجعات لكل من الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد فقد بدأت الطريق الجماعة الاسلامية عام 1999 وان كان على نفس النهج السلفى ولكن تم علاج القصور فى الاستدلال الذى شاب مرحلة العمل فى السبعينات فمن الملاحظ ان الموقع الالكترونى لمراجعات الجماعة الاسلامية يستخدم تقريبا نفس الفتاوى ولكن مع تصحيح اتجاه التعامل مع الفتوى وكيفية تطبيقها فى العصر الحديث
وهو ما فعله دكتور سيد امام الشريف فى مراجعات تنظيم الجهاد بعد ذلك بعشر سنوات تقريبا فى مصنفه " وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر و العالم", و تهدف لإقناع قادة و أعضاء الجهاد بالمبررات الشرعية لوقف العمليات المسلحة في مصر و العالم و الكف عن السعي لقلب النظم الحاكمة في العالم الاسلامي. ورغم عدم اقترابه من فتوى ابن تيمية فى اهل ماردين الا انه ناقش عدة قضايا مهمة مثل استحلال اهل الذمة وقتل السياح والتترس واحكام الجهاد ومن له الحق باعلانه
ونتمنى ان تتقبل روح الشهيد السادات منا هذا الاهداء



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية
- بين فوضى الثورة وثورة الفوضى
- اشكاليات التشريع والمسيحيين المصريين
- مبرووك لنا جميعا ولادارة الحوار المتمدن
- تمهيد الطريق الثالث
- ان نستحق الحرية
- البلد السايب
- فشل فاروق حسنى وملاحظات على الهامش
- ولكنه ضحك كالبكاء
- ماذا تريدون يا سادة؟ ... مصارحة الطرف الاخر
- الاخوان والخيانة واشياء اخرى
- نقد النظرية الوهابية 4 بين النظرية والتطبيق
- حماس وغباء اخوانى
- نقد النظرية الوهابية 3
- هل يستحقون الامامة؟
- نقد النظرية الوهابية 2
- كفاية حرام
- نقد النظرية الوهابية
- الدولة المدنية والميكالين
- دروس حمساوية وعبر اخوانية


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد نبيل صابر - تطور فكر الجماعات الارهابية من الاخوان الى السلفية الجهادية 2