أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجلة الحرية - اين انت................؟؟؟















المزيد.....


اين انت................؟؟؟


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 16:28
المحور: الادب والفن
    


أين أنت ..........؟
رسالة إلى صديقي في الأمزون !
يعيش صديقي في الأمزون،بعث برسالة إلى مستفسرا فيها عن العراق عموما وعن حاله الجديد بعد
الاحتلال.
فمــا كان مني وودادي لصديقـي آثرت الجـواب علـى السكون معـززا الجواب عن استفساره مصورا حال
العراق مـع هـذه الوتريات الذاتية و هي ليست شعرية ، حتـى لا يذهب النقاد إلى مدارسهم النقدية ليشغلوا بها
أنفسهـم , فهي قريبـة إلـى الكـلام الفنتـازي , وهـذه اللغـة الرسمية للعلم والإطلاع – مع الموما إليه – هو أن
التاء المنتهية آخر الكلمات هي تاء التأنيث الساكنة , لا محل لها من الأعراب ... وفيها لغة الكلام تعطلت ...

أين أنت ...........؟َ

تسـألنـي يـا صديــقي عـن الحقيقـة فـي البـلاد بـعد الاحتـلال كيـف أصبحــــتْ ؟
وأنت في البعيد...البعيد, ما زلت تحلم تكتب الشعر الجميل!وقصيدة العراق تمزقتْ !
قوات الاحتلال لمنابع نفطنا وخيراتنا احتلت
وجوابي عن سؤالك (يا صديقي) أين أنت؟

( لقد عدنا يا محمد ) فاليهود إلى الفرات وصلتْ !!!
و أحلامـها بـالتوسع – يــا صديقي – تحققــتْ ؟
حكـام العـرب علــى قضيتنــا تآمــــرتْ !
عجبا !! اتفقا يهودا وعرب , يا صديقي : أين أنت ؟

أصبحنا فريسة , والوحوش علينا تكالبتْ !
كشرت أنيابها ! في جسد العراق أغرستْ ؟
وعلى امتصاص دمائنا , جميعها تسابقتْ !
ماذا دهاهم ؟ فتواصوا بالدمار يا صديقي : يا صديقي : أين أنت ؟

كــم سررنا ؟ بحكومــة جديدة عندنــا , انتخبـــتْ
فراشة كبيرة على أجنحتها خيرا للشعب حملتْ ...
فإذا بها تحمـل الأوهام , وعــن الحقيقة تمـردتْ !!
أحلامنا – بين كم و إذا - يا صديقي - أيـن أنت ؟

أحـلامنا , أمالنا , بالمستقبل الزاهر تبددتْ
وكـرسي السياسـي , عليـه الكتــل اختلفـتْ
وفي الدين الواحد ,أحزاب إسلامية تعددتْ
تخاصموا , واستأثروا المحاصصة - يا صديقي - أين أنت ؟

بــالمحاصصة والطائفيـــة المقيتــة أقسمــــتْ
على السلب والنهب وقتل كل من يعترضها اجتمعتْ
جيوبهــم بالمـال السحـت وقـوت الشعــب امتـــلأتْ
أنها ثلاثة : أقسمت وأجمعت وامتلأت - يا صديقي - أين أنت ؟

من عمق السجون , يخططون لقتل الناس ونفذتْ
في بلــد الرسالات , كـواتم الصــوت انتشـــــرتْ
وحكومتنا الناقصة , للأعجمـي والمحـتل تبعــــتْ
وكذا تجاوزا , وانتقموا – يـا صديقي - أين أنت ؟

(تيد انك) العـراق , بالعمالة والرذيلــة غرقــــــتْ
الكتــل السياسيــة , للكــرسي والمـال ركعــــــتْ
الــوطنية و الإنسانيــة بـأيدلــوجيتهـم ماتـــــــــتْ
أني فلا أرجو الخير منهم أبدا - يا صديقي - أين أنت ؟


لا تعجـب مـن الحكام إذا مـن أسيادهـا خافــــــتْ !
وأشباح تتحرك , في دروب الأساطيـر ضاعــــتْ
وزنادقة شوهوا التاريخ عمدا , بأسطورة قد حدثتْ
الله , الله , فمأواهم جهنم - يـا صديقي - أين أنت ؟

رقصـوا فرحـا بقصورهـم , أخلاقهم تبدلـــــتْ
زينوا بالذهب عروشهم , و(مجارينا ) طفحـتْ
نســوا الطغـاة قبلهـم , بشهــور رحلـــــــــــتْ ؟
ما اتعظوا من أسلافهم , وتمادوا في غيهم - يا صديقي - أين أنت ؟

كارثـة حكامنـا , علـى الـرؤوس وقعــــتْ
من جهلهم وحقدهم , حتى النجوم انكدرتْ
حسبوا الكراسي ملكهم , جهلوا أنها تغيرتْ
ماذا أقول لموطني , أحوالنا تدهورت - يا صديقي - أين أنت ؟

بشهــادات زور , زنـاة وظفـوا وأكــــدتْ
بقانون يحميهم من الجرم , ليتها ما فعلـتْ
كـم مـن شريحة بهـذا الشـرع , تكــــدرتْ
حجبوا الشمس , وللحقيقة أغمضوا - يا صديقي - أين أنت ؟

وطني المفقود ! لا أدري كيف صنعـتْ ؟
طفــلا أناديـك , وكنــت حيـث كنــــتْ
ما كنت أجرمت عندما يا وطني حلمتْ
أنا موجود ومني اختطفوك – يـا صديقي - أين أنت ؟


رحت أبحث عنك , لا مصباح يضيء وسقطتْ
بيـن وجــوه غريبــة , كالكـلاب حتى شعـــرتْ
بعيـون الشيــاطين تـلاحقني و مـا هربـــــــــتْ
حتى تراني لا أنتهي من حبك حيث ابتدأت - يا صديقي - أين أنت ؟

هـل علمتـم أنكم تافهـون ؟ , كمـا علمـــتْ
هل غركم أوساط أجسامكم حينما انتفخـتْ
- رُدّها عليّ أيها السياسي – أن استطعــتْ
بشسع نعالي لو أقدرُ أصفعكم - يا صديقي - أين أنت ؟

وأنتَ في عمق الغابة , نشيدك الوردي نسيــــتْ
كنت تحلم بالوطن حين يكبر , يا صديقي وبكيتْ
وصراخــك ارتعـش علـى السفـر حيـن نويـــــتْ
وإذا بي , وصراخي في غابة بالوطن - يا صديقي - أين أنت ؟

كُنت تركض,كُنت تضحك,كنت تلعب,ما هَجِعتْ
واليوم , كل شيء ساكن في مكانك لمّا هَرَبــــتْ
صـرت وهمـا متعبـا , كـنت شيئـا وابتعـــــــدتْ
(غدا بظهر الغيب )والأمس واليوم لي - يا صديقي - أين أنت ؟

مـن نهايـات الكون تسـأل ؟ تنتظـر ردا بـدأتْ
لأبدأ هكذا : بكارة فتياتنا مـن القاعـدة مزقـــتْ
وأنت تدور في رحاب الزمن , ونسائنا ترملتْ
(يا ويلنا ) قبحّ الله الزمن , عن نهايات الكون لا تسأل - يا صديقي - أين أنت ؟

سألـوني وكُـنت أُجيبـهم , أطفالنــا تيتمـــــــتْ
ماذا بعد ؟ شوارعنا الجملية , بالقمامة امتلأتْ
أغنى بلد ! وظاهرة التسـول بالمـدن انتشــرتْ
وأغانينا في اليتامى والقمامة والتسول - يا صديقي - أين أنت ؟

و بعـد , سبل العيش للفقراء والمساكين تقطعتْ
هل يعجبك , كروش السياسيين والحكام تهدلـتْ ؟
وزاراتنـا , دوائرنـا بكـل مفاصلهـا ارتشـــــــتْ
ويبقى العيش حرا في بلادي - يا صديقي - أين أنت ؟

يـا صديقي : مياهنـا من دول الجوار أُغلِقَــــتْ !
منافذنا الوحيدة بالخليج , من الكويت اُغتصبتْ
وأنا لا أملك سوى قلبـي , لخيراتنـا التي نُهبـتْ
مآسينا الكثيرة , أنت تعلم من دول الجوار - يا صديقي - أين أنت ؟

كيف تفهمني يا صديقي , والضمائر عندنا تجمدتْ
ومراءاة المساجد , وتشييـد الحسينيات تكاثــــرتْ
وكتـب الله فيهـا , بـالغبار والنسيــان تغلفـّـــــــــتْ
(كلٌ يموت ويفنى ) هكذا تفهمني - يا صديقي - أين أنت ؟

(قالـوا لنا ) :لا تصنـع, لا تزرع , فمعاملنـا تعطلـّـتْ
أسواقنــا , بيوتنــا , بالبضاعــة الفــاسدة أُغرقــــــتْ
صِرتُ أبحث عن تمور الرافدين,جاء الرد : نخيلنا أُقتلِعَتْ
منعونا ب(لا) وقالوا لنا : هل لكم أقوال أخرى - يا صديقي - أين أنت ؟


تجولت في الأسواق عن فاكهة من بلدي,قالوا :أشجارنا تيبستْ
رِحــتُ للأهـوار أبحـث عن سمكـة , رأيتــها جُرفـّـــــتْ
رغبتُ العوم في دجلة والفرات,أخبرني تائه , أنهارها جفّتْ
أرضنا (رمضاء ) لا ماء لا زرع – يـــا صديقي - أين أنت ؟

جاء الربيع والغبار الأحمر , أدركت أراضينا تصحرتْ
لا حـزام أخضـر , لا منتزه للناس , وحقولنا أصفــرّتْ
حتــى البلابــل و العصافيــر , امتعضــت وهاجـــرتْ
مُقفرةٌ فيها الحيايا , والعقارب , والقنافذ – يــا صديقي - أين أنت ؟

وأنتَ في البعيد ...هل سمعت ؟ كنائسنا تفجرّتْ
بسرعة البرق , بسمة فتياتنــا وأطفالنـا سُرِقــــتْ
و مـن عظيـم الفاجعـة , قلـوب أمهاتنا تفطـــرتْ
قتلوا – من غير جُرم – نبي الله المسيح – وما بنوا ضريح - يا صديقي - أين أنت ؟

و بعد : كم عائلة بفقد أعزائهم وفلذات أكبادهم تحطمـّتْ ؟
وكم طفلة يا صديقي , صارت يتيمة عن أبويها تساءلتْ ؟
و كم مـن امرأة ؟ بـاتت أرملـة , و مـن دنياها تشاءمتْ ؟
و لـو بالإحصاء نعجز – في سجلات النفوس – يــا صديقي - أين أنت ؟

سافرت إلى مدن الغيب ,ألا تعلم ...! حوزتنا عن الحق صمتتْ؟
تجــول فـي الغابـات , ومدارسنـا إلـى حسينيـات تحولـــتْ
فلا تـعجب , أو تنـدهش , مـن مراجـع ديننـا إذا تعجمـــتْ
كما ترى , سافرت أو تجول , في بلد العروبة تعجمتْ - يا صديقي - أين أنت ؟


الكذب والخداع , الفسق والفجور , بعد الاحتلال تكاثرتْ
مستشفياتنـا , بـالجراثيم و الفيروسات والفئـران امتــلأتْ
و كـل الأمهـات فـي إرسال أطفالـهن للمـدارس تخوفــتْ
كـل هـذا و بعـده مــاذا أقول وأشتكي – يــا صديقي - أين أنت ؟

حتى القبور يا صديقي , في زمن الاحتلال بُعثـــرتْ !
و كـم عـراقي وعـراقي بـالتفجير , أشـلاء تناثـــرتْ ؟
وكم من الأمهات,حملن صور أبنائهن بالمسيرة وتوسلتْ ؟
طمسوا وداسـوا وطمـروا هُو مـا صنعوا – يـــا صديقي - أين أنت ؟

أنْـتَ تتساءل , و مصارفنا بعـز النهـار سُرِقــــتْ !
ألم يخبرك (سوبرمان) , بأن أثارنا الجميلة سُلِبتْ ؟
و أن حضارتنا العريقة , وهويتنا الأصلية مُسِختْ !
أفلامُ رُعْبٍ فاقت حتى الخيال – يـــا صديقي - أين أنت ؟

يا صديقي : وأنت في الأمزون , ترى الوحوش تآلفتْ !
و الحيتـان الجشعـة بـالعراق نمـت و تزايـدتْ !
في ظل حكومة ناقصة وتافهة بالجرم ساهمــتْ
توحشت , تراها قد جشعت وبالحكومة تظللتْ - يا صديقي - أين أنت ؟

يا سفهاء العصر , عيونكم عن الشعب والوطن عَمَتْ
و لــذة الحـرام فـي شراييـن دمكـم للآخـر ســرتْ
كم دمعة حارقة من عيون اليتامى والثكالى جرتْ
سادية المشاعر في أفعالكم وأفكاركم تراكمتْ - يا صديقي - أين أنت ؟

كم من أُناس لمقتل السبط الحسين()فرحتْ
و كثيـر لمداهمـة و مقتل (أبن لادن ) جَزِعــتْ
- إذن – لا عجب إذا السماء عبيطاً أمطرتْ !
الأرض زاغت بالبصر ,أما السماء فكلّها مطر - يا صديقي - أين أنت ؟

فكم من عروش للطغاة والجبابرة انهارتْ؟
وكـم من أرض , للظلم والفساد تزلــزتْ ؟
و أنـت لـم تأتـي , حيـث الرذيلـة أينعـــــتْ
الحق كالسيف , يجزُّ رؤوسهم عن الجسد - يا صديقي - أين أنت ؟

أحاديث موت الجملة والفجأة في بلادنا تحققتْ !
أرادوها لنـا , شبابنـا (تخنـثتْ ) و (كبسلـتْ ) !!
و لهـذا , تـرى الأسـرة الواحـدة عندنـا تفرقتْ !
حققوا غايات دنيئة , بوسائل ميكافيلية - يا صديقي - أين أنت ؟

من كاتم الصوت , علماؤنا إلى الخارج هاجرتْ !
و الكهرباء , تـسعَ سنين مـَـرّتْ , ولا صلحـــتْ !
ليتهم ,عملوا حسنة واحدة مثل (صدام ) وطبقتْ !!
لا يصلح العطارُ ما أفسدهُ الحكـام – يـــا صديقي - أين أنت ؟

أمرٌ معقّدْ , أن تقول يا صديقي , أرض العراق تجزأتْ !
عليــك أن تصمـت , كمـا الحكومـة النزيهـة صمــــتتْ !!
تعلمّ , من رجال الدين وحوزتهم الشريفة, كيف خرستْ !
كمموا الأفواه وآخرون صُمٌ بكمٌ خرسُ – يــا صديقي - أين أنت ؟

علـى مذبـح الحريـة , أسفـا , أجسـاد شبابنـا تقطعــــتْ ؟
بــأحدث فنـون القتــل , بــالمنشار رؤوسـهم نشــــرتْ !!
يأمروننا, أن نرى في الظلام ,كيف ومصابيحنا انطفأت؟
الدراما صورة للذبح في الظلام مسرحٌ – يـــا صديقي - أين أنت ؟

مــا بال هــذه الأشبـاح , و كيـف لهـا أن تجمعـتْ
على تدمير البلاد , وللأجنبي بولائهم حيث تبعـتْ
فكل أناء ما فيه ينضح , وهذه سمومهم في البلاد انتشرت
إنما الأشباح والولاء والسموم اجتمعت – يــــا صديقي - أين أنت ؟

يستحقـــون الرجـم , يغضبـون , إذا النـاس لشياطيـن مكـة رَجَمــــتْ
يجوبون النوادي الحُمر في لندن , ونسائهم في حضن الأعاجم رقدتْ
أسفـا ... أدمغـة خرفــان مـذعورة , علــى الشعـب تسلطـــتْ
أبـاحوا و لـم يستحـوا , فانهزموا – يــا صديقي – أين أنت ؟

تـراهم كـالفئران فـي جحورهـم , يخشـون القطط إذا زمجـــرتْ
تراكمات حياتهم , يخجل المرء من ذكرها , وتشمئز إذا تحدثتْ
فالدنيا بهجة مفتوحة , جعلوهـا حـزن , و في عيوننـا أســــودّتْ
وإذا الفئران تخشى القطط , فالعيش نغصوه بالغلط – يــا صديقي - أين أنت ؟

فالعدل والحرية , والمحبة , والجمال , جعلوها حقدا وظلما , حيث انقلبت
باعوا الضمائر بالمال , و مجرمون بمعنى الكلمة أياديهـم بالـدم تلطخـــتْ
السحــل بـالشوارع دواءهـم , ثـورة الجيـاع و الصعاليـك , إليهم تقربـــتْ
العدل وثورة الجياع ثورة , باعوا الضمير بأسره – يــــا صديقي - أين أنت ؟

مــن سبـات خطايـاهم بالحياة , سنشاهـد أرواحهم , كيف انتزعت
كما كان قبلهم يتمسك بـعمره , إلا أن الحقيقة على موته أبصمــتْ
مجرد عقارب الساعة تدور ,ينتهي أمرهم ,تسدل الستارة والمسرحية انتهت
وتسدل الستارة , و تبقى على أحوالها الساعـة – يــــــا صديقي - أين أنت ؟

تريدون أن ننسى الجواهري والسياب , لأن أفكاركم بالوحل غرقتْ
و ننسـى نـازك و النـواب , تجهلـون أشعارهـم فــي قلوبنـا رسخـتْ
تبقى ذكراهم عطرة , كافحوا للمحرومين , و الحرية بهم تعطـــرتْ
لا ننسى ولا ننساهم فذكرهم في الفكر والقلوب – يــــا صديقي - أين أنت ؟

عجبا !! لهـذا الـزمان حكومتنا فيـه تعفــرتتْ
على الشعب , لدرجة أنها للخير قد حجبـــتْ
عن الحق صمتوا , وتحولوا إلى آلهة تعددتْ
ما بالكم أصنام لا تنفعون ؟ - يــــا صديقي - أين أنت ؟

لأن الصنمية , في عقولهم ونفوسهـــم ترسخـتْ
بفضل نشاطهم , وفي أضابير الشياطين سجلتْ
(الأنا ) في داخلهم , سلبوا وجودنا وذاتنا سُلِبتْ
السلب والاستلاب ومن حقنا الاسترداد – يــا صديقي - أين أنت ؟

ينكــرون (الله) تخلصنــا مـن عبــوديتهم إذا اُكتشفت
ينسون مرحلة ما بعد الموت,وإذا أجسامهم في النار أضرمتْ
و اللعنـة تلاحقهـم , مـن النـاس كلما أسمائهـم ذكـــرتْ
و مــا دروا يـوم الحساب عسيـر – يـا صديقي – أيـن أنت ؟

مــن جبنهم , هربوا إلى الأعاجم , و فـي الطرقات أيديهم امتـــدتْ
طلبوا المساعدة بأي شكل , وفي العراق ألوفا للحرية قربانـا قدمـــتْ
رجعوا مع الاحتلال , يهزون إردافهم , بعدما أمريكا عليهم ترحمتْ
رقصوا وهزوا وانهزموا واستنجدوا يا ويلهم ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

يا ويلهم من غضبة(الله)والشعب معا ، ياما و ياما قبلهم ملوكا سحلتْ
فلينظـروا جيدا , حتـى الساعة , كم مـن حكومة ظالمة قد رحلتْ ؟
تونس ومصر , ليبيا واليمن ,تصطرع , ميادين التحرير لهم شهدتْ
تبت أيادي الظالمين بتـرا وحرقـا لـلجثث ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

ماذا أدون يا صديقي ؟ أمنياتنا تلك , عن العراق تبخرتْ
حكايات جدتي , وابتسامات ألاطفال بدماء الشهداء تلونتْ
وأنت تناشدني من بعيد , عن حال البلاد , وعن الحقيقة أين وصلتْ ؟
فإذا دونتها - نضُبَ المدادُ على الورق ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

إربا , إربا ,طوائف وولايات , بفعل الشياطين تجزأتْ
أمريكا تضحك عالشعوب , تجهل عقوبة من يستحل بلد الأنبياء , وإلاّ لما ضحكتْ
(للبيت رب يحميه), وذلك أبرهة ,لو تذكره الأبابيل بجيشه ماذا فعلتْ ؟
رجما للشياطين يومئذ سنجعلهم كعصف مأكول ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

تلك الجنائن المعلقة يا صديقي , أنظر لهـا كيف اندثرتْ ؟
تاريخ بابل وعشتار وسومر , جميعها مع أسلافنا رحلتْ !
وأور والحضر وأكد , لم يبق من معالمها ألا الاسم وما سلمتْ !!
سنعيدها تاريخا , فإذا سألتني : فهي للعوالي عن معالينا ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

باسقات شط العرب , وجزيرة السندباد , ونصب السياب , كلها تساءلتْ ؟
لم الإهمال ونحن تاريخكم , ويا من شعوب للتاريخ قدستْ !؟
من أي ملـة وشريعة أنتم ؟ أخزيتـم الأمم بفعلكم واندهشتْ !؟
خسئتم , خزي وعار من فعلكم هذا الخراب والدمار ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

كيف أصف لك يا صديقي ؟ قلوب الأثرياء كيف تحجرتْ ؟؟
يعزفــون للفقـراء لحـن العـدم , نشيـد البُخـل و مـا بَخِلــتْ !!
أيــديهم , و فــي شكلـهم حمـار عجـوز , و أشبـاح تهرأتْ
بلا جدوى الوصف والتوصيف والعزف والنشيد ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

تأمل يا صديقي , أشباح الموت في كل زاوية انتشرتْ !
و اليافطـات السـوداء , علـى جـدران منازلنـا عُلقّــتْ !!
وشوارعنا الجميلة مقفرة , بالحواجز والمتاريس أُغلِقتْ !
تأمّلْ : فقـد ضاع الأمل ووقـع الأجــل ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

كمْ بسمةٍ وضحكةٍ , من شفاه الصغـار , سُلبــتْ ؟
وكمْ من صرخةٍ , ودمعةٍ ,لأرملة , بابنها ثكلتْ ؟؟
ملاعبنا , حدائقنا , إلى المُحتلْ , معسكرات حُوِلتْ !!!
أن كم أخبرتني عن (من) و(إلى) ـ يــا صديقي ـ أين أنت ؟

للإمامين العسكريين فجروا , ظنوا بفعلهم أن المبادئ انتهتْ !
وسامراء عاصمة العراق من زمن , تبقى شامخة مهما السنين عليها تعاقبتْ
فهي مدينة علم ونور , تخرج منها أعلام وبهم سمتْ
رخيصة أفعالهم (إرهابهم ) فنحن شامخون رغم الزمن ـ يا صديقي ـ أين أنت ؟

ونينوى هي الماضي هي الحاضر , والحدباء فيها تمايلتْ
لا مصــلح لهـا ينتفض, ولا يـد الحكومــة لهـا طالـــــــتْ
عانت من الإرهاب والقتل عقودا , وكم من أحرارهم دماء سالتْ
حاضرنا يعانق ماضينا , "حمر مواضينا "ـ ياصديقي ـ أين أنت ؟


صِرْنا ننتظر (درونا )المخلص , لينقذ الأرض من ملوك تفرعنتْ!
زادهم مص الدمـاء , عذابنـا لهم غنــاء فهم وحوش توحشـــــتْ !!
ولابد للظلام أن ينجلــي , و لابد للقيود يوما تراهـا تحطمـــــتْ
بالإرادة ننفد (ولا نتهيب صعود الجبال ) ـ يا صديقي ـ أين أنت ؟

هذه الحكومة (حب الأنا ) مبدأهم , رضعوا من ثدي الشيطان فتشيطنتْ
أهملوا (الأخر) في سياستهم , ظنوا صوابا وخيرا فعلتْ
عفاريت الجن والتنين حمايتهم , نسوا الأيام حين تداولتْ
أين الأنا ؟ماذا فعلت ؟ لنفسها قد جعلت ـ يا صديقي أين أنت؟

البوشية والجينز ,الحاسوب والفانوس , في زمن العولمة كيف تلاقحتْ ؟
المفخخات والتصريحات ,الرواتب الخيالية والمعدمون,كيف تناغمـــتْ ؟ في زمـــن المؤامــرة , و لابد لهـا إن تنتهـي , مهمــا علينـا تآمـــــرتْ
ياطراطير العولمة , معذرة من الفحم والمنقلة ـ يا صديقي ـ أين أنت ؟

كل هذا يجري في وطني , يا ويلهم من ثورة الشعب إذا تفجرتْ
وبموتهــم ترفضهـم المقابـر , جزاءا لهـم بمـا أيديهـم اقترفــــتْ
من قتل وتشريد وتجويـع , وإذلال وتهجيـر , برذائل تعـــــددتْ
في وطني كلّها – فأنت في غربة أو عجب !! ـ يا صديقي أين أنت؟

صار أنسنا , نذهب إلى الأموات , نحاكيها , علها نطقتْ !
عــن أمانينــا التـي ما زالـت , تبكي علـى نفسها حينمـا ماتــــتْ !
وفجأة , وإذا بكلاب موهومة تطاردنا , وعيوننا بالدمع فاضــتْ !
صدق القائل : إذا ضاقت الصدور فزوروا القبور ـ يا صديقي أين أنت؟


كم يعيش المرء في هذا الوجود ؟ على كرة تدور بذبذباتْ !؟
في فضاء واسع , بـلا عمـد , ولا جنــاح , بيـن الكـــراتْ !!
لا تصطدم , فيما بينــها , رغـم كـل العتمة والمتعرجــاتْ !
وإذا الخلـــق وجود , فأين وجودك ـ يا صديقي أيــــن أنت؟

مــاذا يبقـى للمتأله , بـــــالمال والجاه , من هذه الصفاتْ ؟
غير عزيف لأغنية لم تولــد بعد , ولم تدخل الذكريـــاتْ !
أشياء كثيرة تدور حولي , أحس بوجودها , بين الذراتْ !!
كل إلى الفناء أيل وكل أخضر ذابل ـ يا صديقي – أين أنت؟

وأنت تسأل يا صديقي , عن وجودي في وطن مسلوب , من خلف الأفق وانتظرتْ
جوابي : الممزوج بالآهات , ونزيف الدم , يجـــري مرغمــا , مهمـا امتعضـــــتْ
يصعب علي أن أقول , لا تأتي ! فكل الموازين هنا انقلبتْ !!
بين سؤال وجواب , وجوابي أقوال صعاب ـ يا صديقي - أين أنت؟

يا صديقي : علي أن أغامر بحياتي , وأبحث عن حبيب مفقود , وقد فعلتْ
تحديــت , مشــوار المجاهيـــل , و في أنفاقهـا , تعلمـت الحكمـة وسررتْ
بعـد ترحالـي هـذا , وجدتك تتقدمني بمسيرتي ,وما جزعتْ
أتحدى وأغامر , وسروري بالحكمة ـ يا صديقي - اين أنت؟

ودعتني , وبقيت أنا في الطريق , أنظر إليك حتى تلاشيت وابتعدتْ !
واصلـــت تجوالـي , أتحـــاشى الأشـواك فـي الدرب , كما بــــــدأتْ
وإذا بالوجع النبيل ,كما عاهدني , على البحث عن حبيبي , وعزمتْ
ودعتنـي وتركتنـي علـى حالـي ـ يـــا صديقي - أين أنت؟


صِــرتُ أركـض مـع الريـح , لا أرى شيئـا , فـالقناديل يـــا صديقي انطفـــأتْ
شيء عجيب ,أن أركض , وأن أكتـب بجفونــي المقرحــــة , حينمــا أكتئبــــتْ
على حبيبي المفقود , في مدن الغيب , وحملني المطاف لصخرة , عليها اتكأتْ
حَيّا الله الأقـــدار إذا نزلــت ـ يا صديقي - أين أنت؟

قالوا : فـي الجبل , في الهور , بالوادي , صرت طائر , يهيم بالفراغ , وما وصلتْ
إذا بي وحدي , أقارع الـوحوش , وسـط ريـح من رمال حمــــراء , حتى شعــــرتْ
بمسافاتـي البعيـدة , عــن حبيبي , و في الأجـواء صـوت يحـوم حولـي , أيـــــن أنت ؟
وتضاريس الأرض تشهد لي ـ يا صديقي - أين أنت؟

وقفت , طويت أجنحتي , وسمعت , صرخات من عمق الصحراء , وما لبثتْ
حتى تقرب مني , في صراخ يرتعش , وهو يركض , أبتعد عني , و ركضتْ
خلفه وهو يبكي , لم أطق صمتي , ها – أنا – هنا , لم يجبني , حتى احترقتْ !
ردد – بذمتك – أن لم تردد – أقوالي بصوت شجي وصراخ ـ يا صديقي - أين أنت؟




عبد الله البزاز
[email protected]
جماعة أبو ذر الغفاري



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة النجف (عاصمة الثقافة)
- قصائد مترجمة من الشعر الصربي
- قصص قصيرة للاديبة د. ماجدة غضبان المشلب
- -نرجس من عمل الانسان- - نص شعري
- هل سيفعلها المسئولين العراقيين؟؟؟؟
- ثور جدتي
- بماذا تفكر الكلاب؟؟؟ نص شعري
- من دخل البيت الابيض فهو آمن!!!
- ست ساعات في النجف
- جلالة التاريخ - مآثر الأبطال في طرد الاحتلال -الشيخ ضاري
- منائر النساء - نص شعري الى الفنانة القديرة (ناهدة الرماح)
- الديمقراطية و مذبح الحرية
- جرأة مؤمن ... وصورة من صور الفضيلة المفقودة -الشيخ محسن شرار ...
- قصتان قصيرتان ((محمد)) و((خطيئة))
- حمامتي بيضاء - نص شعري
- واقعنا وأنشودة العملية السياسية
- الديكتاتورية.......باسم الدين والديمقراطية
- تحولات كلب - قصة قصيرة جدا
- السيد محسن الأمين العاملي
- فضاء الثقافة ألنجفي - يقيم أصبحوة للمسرح


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجلة الحرية - اين انت................؟؟؟