أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فرياد إبراهيم - ألفاتِعَة














المزيد.....

ألفاتِعَة


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 05:46
المحور: حقوق الانسان
    


الكردي المسلم ككل مسلم يتوجب عليه قراءة الفاتحة في كل صلاة فرضا 17 مرة في اليوم هذا عدا السنة والتعويض وفي مجالس العزاء . وامي كذلك. وانا في صغري كذلك.
وكنت اجيد ترتيل القرآن ترتيلا وحفظت كثيرا من السور المتوسطة الطول والعرض بكاملها وانا لم ازل في المرحلة المتوسطة.
وكنت اسمع امي الأمية تقرأ الفاتحة هكذا : (العمد لله رب الحالمين. الرعمن الرعيم....إياك نحبد وإياك نستحين...الذين أنحمت حليهم...ولا الزالين ...)
داده : بالله عليك أهي فاتحة ام جعجعة أم رحى تطحن قرونا ؟!
وكنت اصحح لها قولي : الحمد لله
هي : العمد لله
أنا : إياك نعبد
هي : إياك نحبد
لا لاينفع . فنحن قوم جلنا يجعل (العين ع حاء ح) و (الحاء ح عينا ع) بالفطرة كما ينطق ا العرب ال p باءّ والراء المخففة مشددة. والمشددة مخففة :
( وه ره )=(وه رره)
مه رر = مه ر
ظلت أمي تقرأ بهذه الشاكلة جهرا في كل صلاتها عدا العجماوات. وذريعتها في ذلك أن أباها قد علمها هكذا بالسياط والركلات وهي لم تزل طفلا في الثامنة من العمر.
ذكرتُ لها جارتنا الطرشاء أم سامان . كيف يتقبل الله دعائها إذا لم يفهم لغة الطرش . يا أمي : صلي إذن صلاة الطرّش والخرس تقيك من شر العين والحاء. أو اقرئيها كلها عجماء كي لا اسمعك على أضعف الأيمان.
لم تلن ولم تذعن لندائي ورجائي.
وقلت لها يوما :
- اقرئيها أمي الحبيبة بأية لغة تشائين أليس هو الذي يسمع من في القبور؟ فهناك في القبور من مات قبل ظهور نبي العرب ، أليس كذلك؟
ولما شببتُ حثثتها ان تقرأها باللغة الكردية . فجن جنونها ووبختني:
- - هل تجرعت ذاك (الزقنبوت) مرة اخرى ؟ تعني الويسكي .
نزلت علي يوما افكار كالوحي. فقمت بكتابتها نثرا بصيغة سجع الكهان:
بسم الله الرعمن الرعيم:
( شكرا لله خالق الأنس والجان ِ، مالك جهنم والجنان ِ، إياكم أن تميزوا بين إنسان وإنسان ِ، لا فرق بين مسلم ويهودي وبوذي و نصراني، ولا بين عربي من قريش أو من نجران أو بين عربي و غير عربي ، لا تنعتوا هؤلاء بالأعاجم وانما بالأخوة في الأيمان ، أشف ِ لنا الطرشان مع الخرسان ِ، أنك أنت تشفي الأطرش والأخرس مع العميان ِ ، واترك لنا (برعمتك ) الخيار أن نقرأ ( الفاتعة ) بأية لغة و لسان ِ، يسّر لنا أمورنا والتغلب على وعورة مسالك القرآن والفرقان ، فأنت ( الرعيم الرعمان ) .
وقرأتها على أمي. و بعد ان فرغت من قرائتها طلبتُ منها أن تردد لفظة : (رعمان .) فنطقتها صحيحة : رحمان !! سألت : ما هذا ؟ قلت : ان هذه هي (الفاتعة ) الكردية و باللغة العربية . فما هي الا أن أقتربت مني كنار بدخان وشرر : ويحك ان هذا تحريف، كفر! الفاتعة هذه غير التي احفطها.
واخبرتها :أنك بالطريقة القديمة كنت تسيئين الى المسيحيين بنعتهم ب (الضّالين ) سبع عشرة مرة في اليوم فرضا. و سنّة وتعويضا بغير عدّ و حساب.
لم تُخفِ امتعاضها : انها كلام الله والا فكيف لي أن أذكر بالسوء افضل ممرضة مسيحية في مدينتا كلها : كاترين.
وفي الصيف زارتنا قريبة كانت تسكن س في مناطق الوسط . انها لم تتعلم سوى كلمات بعدد الأصابع باللغة الكردية . رغم انها كانت تقضي العطلة الصيفية كل عام في الشمال.كلمات من قبيل ( وه رره )أي تعال،( برو) بمعنى (حاجب ) وهي تقصد ( بررو- بالراء الغليظة ) بمعنى (أذهب أو أمش) ، (سوباس- الباء بنقطة واحدة بدلا من ثلاث) أي( شكرا)...
والسبب انهم يرون أن تعلم لغتهم من قبل الأعاجم فرضا بل واجبا ، ولا يكلفون انفسهم مشقة تعلم لغة أعجمية إستكبارا منهم لا عجزا واستغناءا ، بل واستهزاء بكل ما هو غير عربي ، وإنغلاقا على الشعوب الأخرى . فقلما يجد المرء عربيا تعلم اللغة الكردية أو الفارسية أو التركية رغم صلة الجوار والقرابة . أي ان العرب لم يكتفوا بحمل غير العرب أعباء دين غليظ بالفاظه ، شرس بمعانيه ، فضّ جاف عنيف بتعاليمه وأفكاره و مبادئه الشوفينية ، متخلف مشوه للحقائق والتأريخ ، مخالف للأنسانية ومقوّض لبنيان التعايش السلمي بين الشعوب والأديان على وجه البسيطة.
في ملتي واعتقادي ان الشعوب (المستسلمة) للأسلام– ولاأقول(المسلمة) أبدا وقطعا وحاشا – وقعت تحت لواء محمد في عبوديتين معا، عبودية مزدوجة دون أن تشعر: عبودية تعلم لغة لا تمت بواقعهم بصلة ولا بتأريخهم ولا بتراثهم العريق ، وعبودية الأستسلام والطاعة العمياء.
طلبتُ من نفس الزائرة يوما ان تقرأ (الفاتعة الكردية) بعد أن ترجمتها الى اللغة الكردية. ماسكا بيدي كوبال - عصا – أبي المعقوفة . ففعلت لحسن حظها طواعية وقرأت. وأثناء قرائتها حاولنا : أمي وأنا من كبت وكبح جماح ضحكتنا بكل ما أوتينا من قوة . ولكن بلا جدوى . فانفجرت الضحكة وانفلتت كالهدير من افواهنا عندما قرأت (كه ر – بالراء النحيفة) والأصل ( كه رر- بالراء الغليظة) المترجمة عن كلمة ( أطرش) .
أما ( كه ر) فهي بمعنى ( حمار)!

9-7-2011








#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تدعَم السُنّة بِسَبَب إيرَان
- من يقف مع بشّار؟
- وَوَلج العَاشِقُ فِي سُمّ الخِياطِ
- الأنكليز والأمريكان يداعبان الإخوان
- عُقد بَشّار قَاطِع الخَصَاوي
- ألكُرد بَينَ نَزعَة التَمَرّد والطّرَافَة
- الثورات وصمامات الأمان الامريكية
- الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم
- إنعتاق الكرد من عبودية الأسلام -تعليق ورد
- حِلف النيتو وإطالة عُمر القذافِي
- تحرر الكرد يتم بتحرره من الأسلام
- لولا السعودية...
- حِوار حَار بَينَ بُثينَة وَبَشّار
- ألنّحُو السَِياسِي ( باب - لولا )
- حِكَايَاتُ البُخَلاء
- النّحو السّياسِي - باب ( لو )
- خوف الأسد و مخلوف!!
- سرقات أدبية ل ( جبران خليل جبران)
- السعودية أم الخبائث
- أسَامَة بِن لادِن خَدَمَ أمريكا وَخَانَ الإسلام


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فرياد إبراهيم - ألفاتِعَة