أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر















المزيد.....

عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 14:20
المحور: حقوق الانسان
    


تتعالى أنفاس الإصلاح والتغيير الموهومة في سوريا تحت مظلة عصابات الأسد الدكتاتورية ، وتتصدرها أبواق تغرد لنظام موهوم قد سقطت شرعيته من أول يوم أطلق فيه رصاصة على شعبه الأعزل ، في محاولات يائسة لتجميل وجه بشع قبيح ، يرتكب كل يوم جرائم وانتهاكات لا يمكن السكوت عنها ضد الإنسانية، ولقد بلغت جرائم الحرب التي يمارسها عصابات الأسد التي يقودها ماهر الأسد والشبيحة حداً في انتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن تمريره دون تسليط الضوء الإعلامي بكافة وسائلة للتشهير به ، ألا وهو اعتقال طفل يبلغ من العمر ثلاثون يوماً في حماة وكذلك في دوما ، وأخذه عنوة من أهله ، كإحدى أوراق الضغط على المواطن السوري الحر حتى لا يخرج في التظاهرات السلمية المطالبة بالحرية والكرامة .

فكيف للعقل أن يستسيغ اعتقال طفل رضيع في المراكز الأمنية اللااخلاقية ، والحال ذاته يقال بشأن كافة أشكال الشذوذ السلوكي التي تمارسها هذه العصابات الهمجية في جرائم الاغتصاب ضد حرائر سوريا ، والسؤال المطروح هنا هل بلغ حد الإفلاس لدى تلك العصابات المجرمة إلى هذا الحد ، الذي يستخدم فيه الأطفال الرضع ورقة للضغوط على المتظاهرين السوريين ، حتى يلزم بيته ولا يطالب بالحرية ، ويرضى بحكم النازيين الجدد ، وهل بلغ حد الإفلاس أيضاً لديهم إلى ارتكاب جرائم الاغتصاب ضد حرائر سوريا بوحشية واستعداء للشعب السوري كله الحر الأبي ، حتى يترك حق التظاهر ويرضى بدكتاتورية بشار الأسد وأزلامه.

وانطلاقا مما سبق ، فإلى أين يسير مركب السلوكيات السادية الشاذة لدى تلك العصابات المنحرفة سياسيا وأخلاقياً سواء المحلية أو المستوردة من إيران ولبنان والعراق - لأن الكثير من شهود العيان يؤكدون أن الكثير ممن يمارس هذه الجرائم لا يتكلم العربية البتة - و السؤال هنا ما هي الجرائم الشاذة القادمة ؛ عقوبة لنطق كلمة الحرية ، لان اللازم عند هذه العصابات الدموية أن يكون الشعب السوري الحر عبداً لها، في عنفوان ربيع الحرية العربي ، وكلماتي هنا صرخة مدوية لكل منظمات حقوق الإنسان الدولية للوقوف وقفة جادة حاسمة للتشهير بجرائم هذا العصابات المجرمة على كافة المستويات ، وبكافة الوسائل المتاحة ، حتى يحاسب كل مجرم على أفعاله الشنيعة في العنف غير المبرر ضد الطفل السوري الذي يقتل ويمثل بجثته ويعتقل ويعذب حتى الرضع منهم ؛ وكذلك المرأة السورية التي تتعرض لجرائم الاغتصاب يوميا ، من قبل عصابات الأسد والشبيحة ، دونما رحمة ، وصرخاتها لا يسمعها احد ، والساديون يتلذذون بالضحية ، وارتكاب جرائمهم البشعة دونما رقيب ، كأننا في غابة حيوانات مفترسة ؛ فهذه الهمجية اللاانسانية جعلت الشعب السوري الحر يلعن هؤلاء كل صباح ومساء ، ويعلى صيحاته بوحدة الشعب السورية وحريته عبر المظاهرات السلمية ورفضه لهذا النظام السادي ، الذي يرقص ويتلذذ على جراح شعبه ، ويؤلف مسرحيات الإصلاح كل يوم ، في حلل جديدة ، لتضليل الرأي العام العالمي ، في محاولات بائسة فاشلة ، رغم التلميع الإعلامي لها ، مع إنها في جوهرها مهازل سياسية لا تستحق الذكر أو التعليق عليها .

والمتتبع للتقارير الصادرة من الأرض السورية الحرة ، يستخلص حالة الهستيريا التي بلغها إفلاس هذه العصابات المتوحشة ، من خلال ارتكاب جرائم عنف ضد الأطفال ، وتوسيع رقعة اغتصاب النساء بهمجية شنيعة ، لا يمكن لكل ناشط حقوقي أن يسكت عنها ، ودونما يشهر بهذه الجرائم الوحشية ، التي تنم عن سيكولوجية عنف مرضية سادية ، تفرغ حقد هذه العصابات ونفسياتها المرضية الغير سوية ، في سلوكيات منحرفة شاذة بشعة تتسم بالوحشية والدموية ، وتشكل انتهاكات صارخة ضد الإنسانية ، في ظل حكم عصابات مفلسة سياسيا ونفسيا ، قد اسقط الشعب شرعيتها من الرأس حتى القدم ، من القمة حتى القاع ، ولذلك فإن مداد الثورة السورية يغلي ، وتلك الجرائم البشعة ستزيد من عنفوان الثورة ، لكي يقتص لهؤلاء الأبرياء الذين انتهكت حقوقهم في وضح النهار ، من خلال دولة القانون والقضاء النزيه في سوريا ما بعد الثورة.

وختاما فإن الثورة السورية نالت إعجاب العالم المتحضر بسلميتها ، في الوقت الذي تستخدم فيها عصابات الأسد والشبيحة كافة أشكال العنف اللامعقول واللاانساني والبشع والوحشي ضد الشعب السوري الأعزل ، وبالأخص تجاه أطفال وحرائر سوريا ،في ظل صمت عالمي مخجل ، فهل يعقل لهذا العالم المتحضر أن يقبل اعتقال الأطفال الرضع، واغتصاب النساء بهستيريا سادية بشعة ، والى متى هذا الصمت الدولي ، وعلى من تعود مصلحة هذا الصمت الدولي ، وقد تمادى هذا النظام بغطرسته ودكتاتوريته ، وما زالت بحار الدم تنزف دونما توقف ، دونما تفريق بين ادمي أو حتى الحيوان ، فضلا عن حرق المحاصيل ، وهدم البيوت على أهلها ، وشنق الأحرار علنا ، وتعليق جماجهم على الأخشاب ، فبأي ذنب قتل هؤلاء ، وما هي جريمتهم ، وهل نحن في عصر التحضر واحترام الحريات وحقوق الإنسان ، أما إننا في عصور بائدة متحجرة تنخر جاهلية ونازية ، والى أي نهاية تريد أن توصلنا إياها تلك العصابات الدموية الخارجة عن القانون والإنسانية ، وهل يقف المثقف العربي الحر صامتاً أمامها ، دونما مبادرة منه للتشهير بتلك الجرائم الوحشية ، ودعمه للثورة السورية ، بكافة السبل المتاحة له ثقافيا وإعلامياً ، تلك هي صرختي عبر هذه الكلمات الجريحة من دماء الشعب السوري الحر الأبي ، لعلها تجد اذاناً صاغية وقلوبا عاقلة ، وهمم عاليه تعلي أنفاس الثورة السورية ، ومصداقيتها ، وعدالة مطالبها ، وحقها في التعبير عن ذاتها ، والدفاع عن كرامتها ومطالبها في دولة مدنية ديمقراطية عادلة ، ولعل تلك الكلمات تجد من يتحسس معاناة حرائر سوريا اللواتي يراد لهن التغييب عن المشهد السوري الثوري بمواجهتهن بكافة أساليب القمع والشذوذ السلوكي ، ولكن حرائر سوريا سيبقين لغة الضوء الخالدة الملونة من الشمس بألوانها السبع ، ولن تختفي ،إنها لغة الضوء الملون من درعا وحماة وحمص وجسر الشغور وتلكلخ ودوما وبانياس واللاذقية وحلب ودير الزور ، وكل الثرى السوري ،هذه الأشعة السرمدية الملونة الجميلة ستخرج لتلك العصابات الشاذة من السماء والأرض وكل اتجاه ، تنادي بالحرية ، ولن تملك وحشيتكم إزالتها من الكون فالخلود لها والفناء لكم يا خفافيش الظلام ، وستبقى كلمة أطفال سوريا الكلمة الحرة الخالدة ، ويعليها كل سوري ثائر على الظلم والدكتاتوريات ، وكل مثقف عربي حر ، ليدافع عن الطفل السوري وما يعانيه من خوف وألم ، وتعذيب وقتل يومي ، واعتقالات همجية ، وكما يقول الشاعر محمود درويش إنه :

يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً

مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي

مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي

صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ

يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا

كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:

"حُريتي لن تموت".



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات متوقعة لزوال بشار الاسد عن الحكم
- سيكولوجية الانفعالات في أدب الثورة السورية -دراسة نقدية في ن ...
- العنف ضد حرائر سوريا والعقلية الأمنية اللاانسانية
- ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال
- حلب الشهباء مؤشر الحسم في الثورة السورية الابية
- العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية
- المحرقة الصهيونية : الواقع والدلالات
- الحوار المتمدن الواقع والتطلعات
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل
- الإبداع الأدبي بين الماهية والواقع


المزيد.....




- طلاب وناشطون يتظاهرون قرب جامعة جورج واشنطن دعما لغزة
- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - عصابات الأسد بين إعتقال الأطفال الرضع واغتصاب الحرائر