أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية














المزيد.....

العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 16:11
المحور: حقوق الانسان
    



تروي حكاية التنين النائم ، في مهده البحري ، الذي تفأجا أهل المراكب يقظته ، في غير ميعاد بيقظته همةً وعزماً ، تحدياً واصراراً ، حتى أوشك أهل المدائن التي تنخر فسادا ، أن تدفنه ، فهو لا يحرك ساكناً، وكل يعمل في نومة التنين الطويلة الأمد ، من الطوابير المتهافتة طغياناً في نخر حياة الآخرين في دنيا الظلم والاستعباد ، ويحصد أموالاً لا تعد ، حتى تعجز الحسابات عن رصدها ، لأنها تتناسخ بطريقة هستيرية ، هو فراغ الأنا في عبادة الفساد والمال ، والكفر بالإصلاح والشفافية وتداول السلطة واحترام حقوق الإنسان ، وهاهو التنين يغدو ربيع مشرق في الثورات ، التي تنشد الحرية والعدالة التي طالما غابت عن الحياة ، حتى قيل أنها ضاعت بين أحرف الأبجديات ، وربما هناك أثمان هائلة تدفع مهراً للحرية ، وهي معادلة الحرية مع الطغاة في كل زمان ومكان .

ولكن في ظل تلك الظروف المبشرة المؤلمة في الآن ذاته ، الناشئة من توجيه العنف عمدا وبترصد ضد الطفولة البريئة ، ينبغي هنا وضع اليد على الجرح ، ورصد تلك الانتهاكات دولياً ، حتى تكون محرك هام ، في محاسبة تلك الأنظمة الظالمة ، التي لا ترحم طفلا ولا امرأة ولا شابا ولا عجوزا ولا حتى الماء والهواء ، والمهزلة الكبرى ؛ أنها تجعجع بالحرية والشفافية ، وهي ظلام قاتم دامس أنى للنور أن يشرق فيه ، لأنه مهد الخفافيش التي تعشق الظلام .

ودائما ولطالما رددنا ، وأثبته في كتاب " انتهاكات حقوق الإنسان وسيكولوجية الابتزاز السياسي " وكتاب " سيكولوجيا السياسة " قراءات في أحداث ساخنة وشخصيات بارزة" * أن المرأة والطفل هما ضحايا النزاعات المسلحة بأرقام هائلة ، واليوم يسجل عالميا الطفل هو ابرز ضحايا سلوك الأنظمة الفاسدة الطاغية في وجه الثورات العربية المطالبة بالحرية والعدالة ومكافحة الفساد ؛ التي ولدت من رحم الألم ، مثخنة بالجراح والفرح معا ، ونحذر من استهداف الأطفال في تلك الثورات التي ما زالت في رحم الولادة ، لم يتم مخاضها بعد، وهي معرضة للإجهاض بين الحين والأخر .

فالمتابع للأحداث يستهجن حبس الأطفال ، لصرخات بريئة من قبلهم ، بالحرية بين جدران صفوفهم التي سئمت الصمت والدكتاتورية ، ويستهجن أساليب التعذيب المشينة بقلع أظافرهم في سجون الأنظمة الباهتة الفاسدة ؛ ويستهجن تجنيد القصر في حروب هدفها حماية الطغاة ، والقتل الهمجي للأطفال في ميادين المظاهرات الممتدة بشرياً ، وتشكيل صدمات نفسية لهم مستقبلية من جراء ذلك الاستهداف ، من الصعب إزالتها مستقبلا ، وتبقى محفورة في الوجدان إلى الأبد .


ومن بدهيات القول ؛ أن أطفال العالم يتمتعون بالحرية وفقا لما نص عليه القانون الدولي حيث خص الأطفال بالإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام 1989، والتي تعالج حرية الأطفال واحترامهم في ظل المجتمعات واعتبارهم جزء أساسي من تكوين المجتمع حيث اعتبرت حقوق الطفل القانونية جزءا أساسا من حقوق الإنسان، فلا بد من المحاسبة الجدية الدولية لكل من يخالف تلك البنود ويتجاهلها ويرمي بها عرض الحائط .

ومن المهم هنا التأكيد على القضية القديمة الجديدة ، وهي انتهاك حقوق الطفل الفلسطيني ليلا ونهارا ، من قبل الاحتلال الصهيوني الغاشم ، سواء باستهدافه بالقتل ، أو في مجال الاعتقال والمحاكمات والاحتجاز ضمن ظروف سيئة مؤلمة ، تفتقد للإنسانية ، في ظل التعرض لأشكال مختلفة من التعذيب والمعاملة القاسية السادية .
والحال ذاته يقال بشأن انتهاك حقوق الطفولة في العراق ، سواء من الاحتلال الأمريكي ، أو حكومة المالكي غير الشرعية ؛ التي يعد أهم بنودها التطهير الطائفي بديكتاتورية مطلقة ، وهنا نبشر بربيع الثورة في العراق في تحقيق دولة ديمقراطية حقيقية تقوم على التعايش بين الطوائف لا الحرب الشعواء بلا مبرر؛ التي تدعمها النخب الفاسدة في النظام العرافي الحاكم ، وهنا نؤكد على أهم بنودها من محاسبة الفاسدين ، وتحقيق المساواة بين كافة أفراد الشعب الواحد ، وبلوغ منصة الديمقراطية الحقيقية لا المزورة والقادمة على متن الدبابات الأمريكية وبطانتها الفاسدة من العملاء ، ومبدأ تداول السلطة ، والرقابة التي تطال الجميع.

وختاماً أقول أن نور الحقيقة اقوي من نور الشمس ، ولا احد يستطيع أن يخفي نور الشمس ، ولا بد أن تشرق ، والحرية قلب الحقيقة ونبضها ، ولا يمكن أن تختفي اشراقاتها ، التي اختلقت بالدماء في ربيع ثورات العالم العربي ، وبلغت أقصى النزيف في ليبيا ، فهي مشرقة لامحالة ، وأقوى من ظلام الأنظمة المستبدة ، ولكنها تحتاج بعض وقت ، وأنفاس طويلة ، وارداه حديدية ، ومطالب منظمة ، وأجندة ديمقراطية حقوقية عادلة ، في ظل يقظة التنين ، وعنفوانه ، وامتداداته الهائلة ، في بحر الحرية الهائج ، الذي سيهدأ عند إسفار الفجر ، وبلوغ شاطئ الحرية الهادئ ، وانسام الإنسانية المنشودة ، وكما قال محمود درويش تصبحون على حرية .

......................

* لمزيد من المعلومات حول العنف ضد المرأة والطفل يمكن متابعة كتاب انتهاكات حقوق الأنسان وسيكولوجية الابتزاز السياسي " مقاربات سيكولوجية " ، د.سعاد جبر ، الصادر عن دار عالم الكتب / اربد-الأردن 2008،وكتاب سيكولوجيا السياسة "قراءات في احدث ساخنة وشخصيات بارزة " ، د. سعاد جبر ، الصادر عن دار عالم الكتب الحديث / اربد- الأردن ، 2009.



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحرقة الصهيونية : الواقع والدلالات
- الحوار المتمدن الواقع والتطلعات
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل
- الإبداع الأدبي بين الماهية والواقع
- هندسة الذات 10: سيكولوجية الألوان والتواقيع الشخصية
- سيكولوجية الحب في ثقافات الشعوب
- محمود نجاد بين السيكولوجيا والسياسة
- مستقبل النهوض المدني في المجتمع العراقي
- رؤية سيكولوجية في ثلاثية ( رايس ، ليفني ، معوض ) السياسية
- رؤية سيكولوجية في الجندي الصهيوني والمقاوم اللبناني


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعاد جبر - العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية