أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية - سعاد جبر - الحوار المتمدن الواقع والتطلعات















المزيد.....

الحوار المتمدن الواقع والتطلعات


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:49
المحور: ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
    



شكل موقع الحوار المتمدن مساحة مفتوحة للحوار ، بكافة أنماطه وأشكاله ، بين الهادئ والمشاغب ؛ والملتزم والمتمرد؛ والناضج والمندفع ، بين تركيبات بشرية متنوعة ، ومستويات أكاديمية مختلفة ، كل يسدد من حيث الهدف الذي يتوخاه ، وفي هذا التنوع مزية ، وفي الوقت ذاته يتطلب تنظيم الرؤى ، وربما الملفات المطروحة من قبل الموقع بين الحين والأخر في مناقشة قضايا متنوعة ، تتناولها أقلام متنوعة ضمن توجهات فكرية متعددة ، ومنابع مختلفة ، يشكل جسر لتلك المنظومة ، ومساحة للتواصل الفكري المتناغم فيما بينها ، وهذا بحد ذاته تميز للموقع ، فكل من منبعه الأيدلوجي والعقدي يمكن له أن يدلو بدلوه في الموقع ، ويعبر عن فكرته ، وأهدافه وتطلعاته وينقد الواقع من منطلقاته الفكرية ورؤاه الأيدلوجية وفهمه للحياة ، وطبيعة القلم الذي يمتلكه ، وإن كان هناك مؤاخذات على اللغة العاطفية التي تغلف كم من هذه الأقلام من جهة ، وسرعة إصدار الأحكام دون التأني والتعامل مع الفكرة بروية وحكمة معاً.

ومن هنا من المهم بمكان دراسة الفكرة وتثقيف الذات بها ، قبل أن تنطلق الأقلام في الكتابة الفكرية ، ربما الكتابة الأدبية الإبداعية مختلفة ، ووجهة نظري نحوها تنطلق إلى الكتابة الفورية لأنها محض الهام بالدرجة الأولى* ، أما الكتابة الفكرية فعصبها المركزي هو مستوى الغذاء الفكري الذي تحمله ، ومدى انصهارها بقوة في المخزون الثقافي لتخرج فكرة تتسم بالنضج ومصطبغة بالروح الأيدلوجية ومخزونه في فهمه للحياة والناس وصراع الأفكار الدامي وطبيعة واقعنا المتأزم فكريا وسلوكيا وحضارياً.

الثقافة والسياسة والمرأة وحقوق الإنسان ومعطيات المجتمع المدني ، تشكل ملفات ساخنة ، حسمتها الرؤية النقدية ، والقراءات المتنوعة ، بينهما حالة من التجديد الفكري تفرض ذاتها بقوة في الموقع ، وهذه مزية للموقع لا شك فيه ، بإستثناء حالات مس المقدس ، فهذة لي عليها تحفظات من منطلقات نفسية بحته ، لأن هدم المقدس والعبث به بالرفض ، اعتبرها شكل من أشكال سيكولوجية الإفلاس الفكري ، سأتناولها في مقالة قادمة بإذنه تعالى ، لأنها حالة من رفض الذات والخروج من معترك الأنا العلية ، نحو عالم من الوهم يريد أن يدمر كل ما حوله ، وسيكولوجية الإفلاس الفكري عالم له أبعاده ، ولن أخوض به بالتفصيل الآن ، وسأتناوله في مساحة حوار قادمة بعمق أكثر .

ويعد من أهم مطبات الملتقيات الفكرية ، مستوى العاجية التي تغلفه ، والحجب التي يكمم نفسه بها ، وربما تلك السلبية ، قد تحرر منها موقع الحوار المتمدن منذ انطلاقته ، لأنه مساحة مفتوحة للجميع ، وربما يعد من الإبداعية بمكان أن تستوعب الجميع في مساحة واحدة ، وتقدم هذا الكم الهائل من التنوع ، دون حواجز وحدود ، في فضاء فكري واسع فيها من الأصطدامات حينا ، وحرية التحليق أحياناً ، والمساحات الساخنة ، والأفق الهادئ الشاعري ، وتلك الإمكانيات تؤكد وجود قيادة فكرية وفنية للموقع ، تتسم بسعة الصدر وضبط النفس والرتابة والتنظيم الفكري ، وتلك مساحة مهمة لا بد من التنبيه إليها ، وتقديرها .


وهنا لا بد من كلمة للكاتب المبدع في أفاق موقع الحوار المتمدن الذي تقدر حرية التعبير ، ويبذل ما في وسعه للتعبير عنها ما أمكن ، رغم تحفظاتي على مفهوم حرية التعبير كما هي في المفهوم الغربي ، لأنه بلا أجنحة تضبط تحليقها في سماء الفكر المبدع ، فهي في جوهرها في الغرب محض خداع عند تقييمها على ارض الواقع ، وربما تناولت ذلك في مقالة سابقة لي تحت عنوان " تقييم واقع حرية التعبير عالمياً ، وهنا أقول لا بد للكاتب المبدع من تحديد وقت له لكي يقرأ فكر الآخرين ، دون أن ينشغل بهستيريا النشر اليومي ، وأنا من وجهة نظري أرى انه كلما قرأت واستمعت أكثر ، وتعودت على ذلك ، كلما كان مدى ارهاصات قلمك عميق للغاية ، ومداد قلمك غزير ، ومستوى نضج فكرك أكثر ، فحاول أن تقرأ ما عند الآخرين ، ولا تهتم بمدى الكم في النشر لديك ، انظر إلى كم الأنصهارات الفكرية الذي شكلته ، لأن غزارة الثقافة والقدرات الفكرية الكامنة في استشراف المستقبل والأفكار والتحليلات هي الأهم ، لأنها هي الموجه الذي سيصوب أفكارك ، ويحد نقلة لك في أفكارك ، ويمنحك تقييم ذاتي لأفكارك بين الحين والأخر ، وبذلك تجمع كم من الخبرات وترى في عيون الآخرين ما تود توجيهه من عالمك الفكري اللامحدود ، عندما تهتم بتغذيته وتصويبه ونقده ومتابعته في قراءاتك العميقة للآخرين ،وبالتالي تصبح نسبة إقناعك اكبر ، لأنك تمتلك الطاقة المؤثرة الموجهة ، فتشكل مغناطيسية لقلمك ، وجاذبية لأفكارك ، واحترام لذاتك ، ويقولون: المذيع المبدع يستمع لزملائه وبالأخص المبدعين منهم ويقيم ذاته من خلالهم ، والخطيب البارع يخصص اوقاتاً ليستمع لخطباء بارعين ، حتى يحصل طاقة مؤثرة ، تدفعه للتميز والإبداع والانطلاقة القوية في موهبته وأفكاره ومدى تأثيره في الآخرين .

وبالنسبة لمساحة التطلعات لموقع الحوار المتمدن فهي متنوعة في مجال الارتقاء الفكري في مدارج الإبداع ، ويمكن أن احددها في المجالات الأتية من وجهة نظري :

- حمل خطة مستقبلية للأرتقاء بالموقع إلى الواقع الورقي ، لأنه ينظم عملية النشر في صفحات مستقلة وفي آليات أكثر رتابة فكرية ، واكثر في التنظيم الفني للموضوعات .

- عمل منظمة فكرية عالمية تتناول موضوع الحوار المتمدن وكيفية التربية عليه ، وآلياته ، وثقافته ، وأنماطه ، والمشترك العام ، مهارات الاستماع ، ومهارات النقد ، ومحاولة الترويج لها عبر البلاد العربية ، حيث يكون لها ممثلين في كل بلد يخاطبون القرار الرسمي هناك لكيفية تبني ذلك في الواقع الاجتماعي ، وأتوقع هذا شكل تطبيقي لثمرة الموقع على ارض الواقع واستثمار لعنوانه العريض فكريا وتربويا واجتماعيا وتنظيميا .

- وضع خطوط حمراء في مسألة التمادى في العبث بالمقدس والثوابت والديانات ، والخروج بالحوار من هذه المنطقة الساخنة ، إلى فضاءات هادئة مثمرة ، لأن العبث بالمقدس آفة سيكولوجية أولاً ، ومساحات حوار عقيمة عبثية بالدرجة الأولى من وجهة نظري ، ومضيعة للوقت ، وتمس حرية الآخرين ، لأن من متطلبات احترام الحرية احترام مقدسات وديانات وثوابت ومبادئ الآخرين وعدم المس بها والسخرية بها والأنتقاص منها ، لأن ليس من الحوار المتمدن استفزاز الآخرين وبعث رسالة الكراهية ، لأن الحوار الحقيقي لا يفضي الا إلى مساحات لا محدودة من الحب والاحترام وتقدير اعتبارات الأخرين ، وهذا في الواقع الحوار المتمدن الإبداعي المفقود في واقعنا المتصارع المتأزم المتناقض معاً ، وهذه وجهة نظري ، وفي الوقت ذاته احترم وجهات نظر الأخرين إن خالفتني في هذه المسألة ، والبحث عن الحقيقة هي الهدف الأول والأسمى .

وهذه ما خلص إليه قلمي من رؤى وتطلعات ونقد للذات ، وهذه بضاعتي المتواضعة ازجيها بين أيديكم ، وبالتأكيد هناك تقييم معمق وموضوعي من قبل زملاء لي في الموقع ، فالمساحة مفتوحة ، وكل يدلي بدلوه ، ومن وجهة نظره ، ولا بد في النهاية أن تكتمل الرؤية واللوحة النهائية في عيون ناقديها ، والتصميم الإبداعي للموقع في عيون كتابه ورواده ، فكل تحايا التقدير لكل من يرسم خطأ في هذه اللوحة النقدية ، وينقد برسالة الأدب والحب معا ، لأن سلام الأرواح وتصافيها ، ورسالة الود والتناغم الفكري هي الهدف الأسمى ، وإلى الملتقى في حوار مبدع وفضاء الق وباقات فكرية عبقة وفضاءت واسعة بلا حدود .

..........................................................
* لمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع يمكن ان تراجع: كتاب سيكولوجيا الأدب : الماهية والاتجاهات ، د. سعاد جبر ، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ، اربد : الأردن ، 2008.



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل
- الإبداع الأدبي بين الماهية والواقع
- هندسة الذات 10: سيكولوجية الألوان والتواقيع الشخصية
- سيكولوجية الحب في ثقافات الشعوب
- محمود نجاد بين السيكولوجيا والسياسة
- مستقبل النهوض المدني في المجتمع العراقي
- رؤية سيكولوجية في ثلاثية ( رايس ، ليفني ، معوض ) السياسية
- رؤية سيكولوجية في الجندي الصهيوني والمقاوم اللبناني
- استراتيجيات النصر ( السيكولوجية ) في الحروب
- منظومة التناقضات في الحرب على لبنان


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية - سعاد جبر - الحوار المتمدن الواقع والتطلعات