كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 08:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما أسمع كلمة التيار الديمقراطي أحس العراق دعاني اسميها البيت العراقي .
عندما نتحدث عن التيار الديمقراطي يفهم مباشرة الحزب الشيوعي وقوى اليسار الاخرى في العراق. وهذا يبعد الكثيرين من ابناء الشعب البسطاء والمثقفين لان السائد عند الشباب العراقي حاليا " الشيوعية فشلت كنظام وتطبيق ". هذا سبب رئيسي لابتعاد الناس وخاصة الجيل الجديد . الجيل الجديد ليس له صبر الان وهو يتابع ويساير الحركة التكنلوجية المتطورة من اينما جاءت من الشرق من الغرب لايهمه يطمح ان يعيش بشكل جيد كما يشاهد على الفضائيات وكاد قسم منه يسافر الى الخارج ليجد الفرق بين هذه الدول ودولته العراق . الجيل الجديد لايؤمن بالاشتراكية وتوزيع الموارد . يؤمن أعمل وأعيش كما تعيش الشبيبة في باقي الدول ويدرك هذا الجيل ,العراق بلد غني ويملك بما فيه الكفاية من ثروة نفطية إذن لماذا لايعيش بمستوى غنى دولته . يدرك أهمية الفساد وحكومة الحرامية في بلده .يدرك انه حقه مهضوم في الحياة العامة والخاصة . يدرك بلده في مأزق وعليه ان يساهم بحل هذه الازمة . يجب ان لاننسى ثورات وإنتفاضات وإعتصامات في المنطقة على قدم وساق هذا مما يحرك طاقة الشباب العراقي ايضا .
الانحسار في الحركة اليسارية بسبب :
1-عدد غير قليل منها ما زال يمارس آليات تنظيم شمولية أحادية الفكر منطلقة من مبدأ (نفذ ثم ناقش) بمعنى أخرمتمسكة بلائحة عمل قديمة لم تتيح اكبر قدر ممكن من الاستقلالية والديمقراطية وحرية الرأي .
2- متمسكة بزعامات تقليدية لم تتغير لعشرات السنين.
3- من الضروري ان تؤمن قيادات هذا التيار بثقافة الحوار والعمل الجماعي النزيه .
4- التخلص من كافة أنواع الهيمنة السياسية والحزبية والفردية بأي شكل كان, لابل الكثير منها لازال مشبع فكريا وسياسيا بالنهج القبلي يرفض تبديله بحجة نحن مجتمعات شرقية متحفظة . إذا بقينا بهذا النهج لم نتطور حيث الشباب الان التي تقود الثورات لم تستطع تحمل القديم بل تفكر يجب ان لا تبقى بنفس النهج القديم ولهذا ثارت على سلطاتها .
كي اكون منصفة طبيعة العمل السري فرضت هذا النهج نتيجة لأنظمة الحكم الدكتاتورية المتعاقبة وسيادة الفكر الشمولي في العراق وضعف البناء الديمقراطي في السلطة والمعارضة، والمجتمع ابتداءا من البيت فترسخت الكثير من الممارسات غير الديمقراطية وحتى الاستبدادية داخل العائلة الواحدة .
الشعب العراقي، بعد كل هذه المعانات، وبعد أن جرب حكومات أحزاب الإسلام السياسي الطائفي، وفشلها على كل المستويات في إخراج العراق من مأزقه إنها تعرقل كل خطوة لبناء البلد لانها المستفيد الوحيد من هذا التدهور الامني على حساب أبناء الشعب الابرياء .
العراق بحاجة الى التغيير في كافة المجالات_ السياسي ,الاقتصادي ، الصحي ,التعليمي ,الخدمي ، أما مكافحة الفساد الاداري والمالي والحزبي المستشري في الجهاز الحكومي من أصغر هيئة حكومية الى اكبر هيئة ، والعمل على كشف كل العناصر التي تبعث فسادا على ارض الوطن، وإحالتها إلى المحاكم وفضحها إعلاميا بعد صدور قرار المحاكم، واستعادة أموال الشعب المستباحة.
القوى اليسارية الكلاسيكية فشلت بالمشاركة في إدارة الدولة العراقية وأقصد هنا السلطة والشعب (المجتمع المدني ) الذي كان به سابقا يشمل قطاعات شعبية كبيرة متمثلة بالنقابات والجمعيات والنوادي الرياضية والاجتماعية والثقافية والشبابية لم يتقبل الان الافكار الاشتراكية لهذا السبب لم تنتخب هذه القوى في الانتخابات السابقة اي شي إسمه اليسار . لايجوز ان ننكر بأن الفكر الديمقراطي موجود ومغيب لماذا ؟
العلل الموجودة حاليا لدى الناس الذين ينادون بالديمقراطية كفكر ونظرية وتطبيق
1- عدم الاعتراف بوجود منافس قوي في الساحة العراقية وهنا اقصد التيار الاسلامي والتيار البعثي القومي الذي أعاد نفسه بسرعة فائقة .
2- عدم الاعتراف بقوة الشباب الهائلة الان ومدى قدرة هذه الشبيبة لتنظيم نفسها .
3- عدم الاعتراف بتغيير اليات العمل في المجتمع السياسي الشبابي بل لازالت كل القيادات بيد كبار السن على اساس لها تجربة قيمة وهذا لاينكر تاريخها النضالي لكن هل هذه التجربة كافية ؟
4- غرور القيادات اليسارية وتفكيرها الراسخ إنها الوحيدة التي تفهم هموم أبناء الشعب فقط دون غيرها.
5- شبه غياب المرأة العراقية ودورها الفعال في العملية السياسية وخاصة الفتاة الجامعية والمثقفة الشابة التي تزامن عصر التكنلوجيا الحديثة والانترنيت والاعلام الاجتماعي المقصود به الفيسبوك والتويتر وغيرها .
6- في كل الأحزاب السياسية العراقية - لااستثني أحدا- تغيبت فيها الممارسات الديمقراطية داخل هيكل الحزب ,اعتقد إن احد أهم أولويات تحالفات التيار الديمقراطي هي الترويج للفكر والثقافة والممارسة الديمقراطية، وثقافة حقوق الإنسان وثقافة الحوار وزج المرأة بما يناسب نسبة تمثيلها السكاني ليس فقط في المجتمع وإنما في الأحزاب والقوى المنضوية إلي هذا التيار او سميها الحركة الديمقراطية ،
7- إهمال الفكر الشبابي المستقل في القيادة ليكون فاعل في إتخاذ القرار السياسي , يعني القيادات الحزبية تريد ان تهيمن على إدارة هذا الصراع الدائر على الساحة السياسية العراقية بنفس النهج والمفهوم الكلاسيكي .
ماهو الصحيح؟؟؟
1- اي تيار ديمقراطي يشكل يجب ان يكون بعيد عن هيمنة القيادات الحزبية .
2- بالضرورة ان يكون عدد اكبر من المستقلين فمن المؤكد إنها ستتطور ديمقراطيا وبمزيد من الاستقلالية، بعيدة عن هيمنة الاحزاب كبيرها وصغيرها . لو كانت الإطراف المشتركة فيها صادقة وجادة في التنسيق و العمل الديمقراطي المشترك. من الممكن أن يلعب التيار الديمقراطي في الخارج دور كبير في نقل التجارب الديمقراطية في مجالات كثيرة منها مثلا حرية الصحافة والتعبير عن الرأي إلى الداخل للاستفادة منها في الواقع العراقي الحالي .
3-ممكن مفاتحة شخصيات سياسية منطوية تحت مظلة الاحزاب السياسية ومن الذين منفتحين للحوار وتبادل الاراء .
4- بالضرورة ان يكون نهج هذه الحركة هو نهج جمع شمل العائلة العراقية الديمقراطية الوطنية بعيدا عن التعصب القومي والطائفي والديني . من الضروري ان يكون للقوميات الصغيرة حصة معينة أكثر من غيرها في هذا التمثيل لان هذه القوميات غبنت حقوقها وظلمت لسنين طويلة يجب ان تشعر هذا هو بيتها الحقيقي الذي تمارس حريتها فيه وهذا وطنها .
5- أجد غياب الحديث عن المجتمع المدني ومنها النقابات المهنية التي تشمل قطاعات كبيرة من ابناء الشعب ومنها التكنوقراط . منظمات المجتمع المدني الموجودة في كردستان لها عمر جيد فهي تعمل ولها جماهيرية ام باقي العراق هناك منظمات جيدة وهي تقدم خدمات كل على امكانياته المحلية لكن تجربتها مهمة للسياسيين ايضا منهم يلهم العمل الديمقراطي لانها اكتوت من الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية . حتى الصحوات التي ظهرت في السنين الاخيرة هي جمهور العراق . من الضروري التوجه اليها إنها لعبت دورا وطنيا لمكافحة الارهاب .
6- أجد غياب كادر التكنوقراط من غير السياسيين وهؤلاء يمثلون بنقاباتهم لذا تصبح مساهمتهم مهمة ملحة .
7- المجتمع الريفي في العراق مجتمع كبير ومهمل بالضرورة الوصول اليه عن طريق ندوات مباشرة أو الفضائيات التي يستمع اليها هذا المجتمع وبالضرورة التحدث بلغة هذا المجتمع البسيط , أعني لغته الاقتصادية والاجتماعية بعيدا عن التعالي عليه .
بداية تموز 2011
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟