الشعر الشعبي الى أين

عمار صلاح

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 15:36
المحور: كتابات ساخرة
    

الشعر الشعبي الى أيـــن ...!
الجميع يتفـق بـأن هنالك شجـــن بيـــن رمـش العـيــن وحاجبهــا وكـثـيراً مايأخذنا الشعر الشعبي الى دفء الأحاسيس الجميلة ... فمــن الرائــع أن تسمع ( هاك عمري الضاك حنضل وأنت برحي ).
وهذا ما تلذذنا به بأغنية ياحريمة ... ولو ننتبه على المصطلحين ( حنضل وبرحي )... فـ ( الحنضل )يقصد نوع نباتي شديد المرارة أما ( البرحي )
فيقصد به نوع من التمور العراقية اللذيذه بطعمها.. ياألله كم هي رائعة وكم هي صوره شعرية شعبية عذبة ونذهب الى( ماني صحت يمه أحو جاوين أهلنه).والعتاب الذي ينتهي بأبتسامة ودمعه تمضي بأخاديد الوجنتين ودون أن تخدش المسامع . والأنتباه على مصطلح ( أحو ) كم هي تفرش نفسهــا بالجرح لتكون ضماد وتأتي ( بهيده من تسبـكني روحـي بهيـده ..بهيـده ... والفرح داير علينه ) .فنرغم للتوقــف والتأنــي والهـــدوء مع ( بهيـده ) ... والقائمة طويلة بما كتب من الشعر الشعبــــي في الفتـرة كان فيها الرقيـــب نزيهاً ويحرص على التربية الذوقية للمتلقـي ويخشى الكثيـــر من الأشيـــاء
أهمها أفساد الذوق العام وأيضاً ألتزامه بالحفاظ على ثقافتـه وقيمته الفنيــــة وأيضاً سعادة المتلقي الذي ينعكس على الفن والمجتمع ... مع كل هذا كـان تنظيماً وموازنة لابأس بها بين الشعـــر الشعبي والشعــر الفصيــــح وحتى بعملية ضخ البرامج والمهرجانات الخاصة بالشعر بشكل عام ليكون تناقــح ثقافي وذلك للحفاظ على الثقافة العراقية والعربية .
لكن الأن أصبح الأمر مقـــززاً جداً ... فأينمــا تمضــي تسمع الترديــــدات الشعرية المبتذلة وساعــد في ذلك التكنلوجيــا بواسطة أجهزة الأتصال وثم يأتي موضوع الفضائيات ... التي لاتملك شيئاً سوى التباكي على الأطـلال
وأنه الويل ياويلي . فأي شاشة تابعة لأرض الحضارات تشاهدها سيباغتـك
( سياف يطكك ببيت شعري شعبي )... فالفضائيات أصبحــت سوق للشعر الشعبي.
وأذا أردت الراحة قليلاً ... ستستمع الى أوبريت هزي هزي أو كونشرتو بس بس بس بس .
أتسائل ماذا يخلق الشعر الشعبي بهكذا طريق سوى التخلـــف والأفســـاد الجماعي ... والتعدي على مسامع الناس ... فألى أين أيها الشعر الشعبي..
ألى أيـــن !!!

#عمار_صلاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات