ثلاثة ايام للغضب والتحدي والامل في بغداد عاصمة الكون ومصدر اشعاعه وتدفق احلام البشرية وانطلاق طاقاتها

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 14:26
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

ثلاثة ايام للغضب والتحدي والامل في بغدادعاصمة الكون
ومصدر اشعاعه وتدفق احلام البشرية وانطلاق طاقاتها
تقف كل المبتكرات العلمية والتكنولوجية وكل العلوم السياسية والاجتماعية والسايكولوجية لتركيع البشر التي رعتها وطورتها الطبقات المالكة لوسائل الانتاج ولاسيما الاخيرة منها الراسمالية وقطبها الاكبر الراسمالية الامريكية عاجزة امام ارادة البشرية في التحرر من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. لاسيما وقد اجتازت البشرية عبر مراحل تطورها الضرورة الموضوعية للملكية الخاصة لوسائل الانتاج لتطوير المجتمع وتحولها الى العائق الرئيس امام تحررها وتطورها بل وعجز اقطابها عن معالجة ازماتها وحماية مواقعها. واذ شكل العراق بالنظر لغناه بالثروات الطبيعية ولاسيما النفطية وموقعه الجغرافي محورا للاستراتيجيات الامبريالية البريطانية ومن ثم الامريكية فقد نهض شعبه على مر التاريخ بدوره الطليعي في حركات التحرر الوطني ووجه اقسى الضربات لاقطاب الامبريالية العالمية مقدما التجارب والدروس لشعوب المنطقة والعالم. فمن ثورة العشرين الى الثورة ضد الفاشية ومرورا بالانتفاضات الشعبية وثورة 14/تموزووصولا الى النهوض الجماهيري الحالي, مفجرا كل الطاقات المكبوتة لما يزيد عن نصف قرن من الظلم والاستبداد ومسلحا بتجارب واشكال المقاومة لمختلف وسائل واساليب الامبرياليين وادواتهم من انظمة حكم تابعة مهمتها الرئيسية تركيع الشعب العراقي بالافقار والتجويع والتضليل والاذلال وصولا الى الاحتلال المباشر واشاعة الارهاب والفوضى السياسية والامنية وغلق كل مجالات العمل
ففي جمعة الغضب الجماهيري المصادف 24/6 تدفقت الجماهير الى ساحة التحريرواعتلى شباب الاتنفلضة منصة التحرير المقابلة لنصب الحرية عبر ساحة الحرية وتعالت الهتافات, لا للاحتلال نعم للحرية !! لا للطائفية نعم لوحدة الشعب العراقي !! لا للاصلاح نعم للتغيير!! وانطلقت الطاقات واحتدمت المشاعر وتصاعد التحدي بكل اشكاله بدءا بتحدي المخاطر المحيطة باشكالها البوليسية والارهابية المنظمة بما في ذلك المظاهرة المشوهة لاهداف الجماهير والاعتداءات الخاطفة بالمسدسات الكاتمة للصوت والسكاكين وصولا الى تحدي الزمن حيث يستعيد الانسان طاقات الشباب واخضاعها لمتطلبات الحاضر. وتحتدم المشاعر في مواجهة ارقى واعظم اشكال التعاطف والحماية بين الجماهير المنتفضة دع عنك لقاء الاحبة والمعارف. انه يوم وليس كسائر الايام يوم يستحق عناء الحياة بعد الثمانين
وفي اليوم التالي يوم التحدي ككل ايام بغداد في ظل الاحتلال حيث الارهاب المنظم وتوقف كل مجالات الحياة الطبيعية في جميع مناطق بغداد ولاسيما شارع الرشيد قلب العراق النابض وميدان حيويتها ومسرح تاريخها حيث الاعمدة الشامخة تتهدم والمخازن العامرة تغلق او تفتح لتعرض خوائها وتخترق الشارع المحرم على وسائط النقل سيارات الهمر المعبأة بالاسلحة والجنود ورغم ذلك يمتلكك الاحساس بالفخر بانك تسير في شارع الرشيد وتتعزز ثقتك بصموده واستعادة مواقعه بل واحتلال موقعه الطليعي في عراق الغد عراق الحرية والتقدم
ولليوم الثالث يوم الامل روعته مع اطفال مدينة الثورة واطفال منطقة الكرادة بتظافر جهود الطلائع الانسانية العراقية والسويدية في دعم مكتبتي رابطة المرأة العراقية في بغداد والاستعداد لاقامة مكتبات لاطفال العراق في المدن الاخرى لمواجهة جرائم الاحتلال الامريكي وادواته الحكومات المنصبة بحق الشعب العراقي عموما والاطفال خصوصا حيث يتم وشرد خمسة ملايين طفل وهدمت المدارس ورياض الاطفال واجبر الملايين من الاطفال الى ترك الدراسة والانخراط في العمل لاعالة عوائلهم . نعم ان هاتين المكتبتين شمعتان في ظلام دامس ولكنهما مصدر امل وعنوان تحدي

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل