أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - غثيان الأمس واليوم














المزيد.....

غثيان الأمس واليوم


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


--------------------------------------------------------------------------------

أتذكرك أيام سنوات الرصاص
كنت لازلت شابا يانعا
وأنت تجهر بالرفض وتصرخ به
مطالبا بالتغيير
كنت دائما يملأك الغيض والغضب
لا تخشى القائمين على الأمور
ولا تهاب رهابهم وإرهابهم
كنت في نظر الناس
أو المواطنين
أو القطيع
مجنونا أو متهورا أو متمردا
لم يكن أحد يجرؤ على معارضة الواقع البائس
باستثناء قلة من الشرفاء أكثريتهم ذهبت
أدراج العذاب والموت أحيانا
شطحات أعوان السلطة كانت قاسية
فبجرة قلم قد تصبح في خبر كان
لم يكن أحد يعبأ بما يحدث لك
كما لم يكن آنذاك منظمات حقوق الإنسان
ولا هم يحزنون
لكنك كنت كالعاصفة حينما تقبل
على الإدارات فترتبك داخلها الأصنام
والأحجار
( ها هو )
كانوا يلغطون
فيشار لك بالبنان
كما لو أنك الذئب الذي يريد أكل يوسف
في حين لم تكن أنت وقتذاك
إلا هذا الحمل الوديع
الذي أنت عليه الآن.
كنت مدمرا كالمسيح
مستهدفا كيهودي بين النازيين
مقتفى الأثر حين تسافر
اللعنات تنزل عليك من طرف السفهاء
أقرب الناس إليك كانوا يتوقعون لك الجنون
أو الأسوأ
وحدهم الكادحون مثلك من تعاطفوا معك
ولم يكن يدري أحد بأنك رغم الأنواء
رغم الإضطهاد سوف تستمر
سوف تكبر وتكبر
لتخيب نوايا وآمال السفهاء والظالمين
كنت كنبي مجهول
كجندي مجهول
لأنك لست منظما في حزب أو حركة
أو حتى جمعية
كم تلقيت من الإهانات والضربات كتلك
التي تحت الحزام
مدينتك وحدها كانت تعرف كل شيء عنك
لكنك لم تنهزم أبدا أمام الأوغاد .
رغم ما تحمله من درجات علمية
رغم تألقك ومواهبك كأديب
كفنان
لم تطلب شيئا لذاتك
ومع ذلك إغتصب المجتمع روحك الحالمة .
فترددت على مخافر الشرطة فقط لأنهم
إشتموا فيك رائحة لا تشبه رائحتهم
فوصل بهم الشر لأن يبعثوا بك إلى السجن
بدون تهمة سوى تهمتهم
وبدون ملف فأربكوا مدير سجنهم
هذا السجن الذي كان من ممتلكاتهم .

اليوم لم يعد المجتمع كما الأمس
دارت الدوائر وتغيرت الأصنام
لم يعد هناك خوف من الكلام والإحجاج
لم تعد كلمة السياسة ترعب أحدا
لكنك تغيرت أيضا
تكره الفتنة والغوغاء
حتى الناس من حولك تغيروا فأصبحوا
ثوارا بما في ذلك المتملقين
والمنافقين
الكل ركب الأمواج القادمة
وحدك ترتاب من هذا المد الذي يحمل رياحا
مجهولة
تتمنى لو أنك تتخلى عن ماضيك المرهق
فالأوراق إختلطت
ولم يعد المرء يميز بين الصالح والطالح
الجميع أصبح يؤمن بالأقنعة
والفرق شاسع الآن بين القول والسلوك
لقد هيمنت الإنتهازية على البشر
إنتهازية سافرة تبعث على الغثيان .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناثر الضوء
- ورقة من شجرة الحياة
- حمزة والثعبان المرقط - إلى ثوار سوريا الأبطال -
- نداء طفل عربي
- إطلالة خاطفة
- غراب ليبيا الأسود
- أيها الرؤساء العرب إرحلوا
- إعتقال الصحافة إجهاض للمسار الديمقراطي
- كنه الوجود والكينونة
- الضوء اليابس
- قناعات تحت الظل
- شباب الفيسبوك
- نيرون العرب
- نهاية ديكتاتور
- الظلام هو الأصل
- الخاتمة
- خبث السياسة الإعلامية عند فضائية الجزيرة
- قصيدة الوجود - مهداة للثورة التونسية -
- إنتظار
- / شلاظة / عربية واحدة


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - غثيان الأمس واليوم