السلفي المسكين!

مايكل سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حينما يشعر المواطن المسيحي أنه مضطهد في بلده ولا يستطيع أن يحصل على أبسط حقوقة في بناء كنيسة أو الصلاة بها لأن المواطن الأخر الذي يتبع المنهج السلفي البغيض لا يعطي له هذا الحق البسيط مما يضطر المواطن المسيحي باللجوء للهجرة أو طلب الحماية الدولية أو أخذ حقه بيده ثم بعد ذلك يخرج المواطن السلفي المتعصب المملوء بالكراهية تجاه كل من يختلف معه في الفكر ويتهم المسيحي بأنه خائن للوطن لأنه يطلب الحماية الدولية , ولكنه لم يفكر مرة واحدة لماذا وصل هذا المواطن إلى هذه المرحلة , فهل لو سمحت له كسلفي متعصب كاره للإنسانية وكاره للغير مسلم وكاره للمسلم الغير متدين وكاره للمرأة الغير مسلمة حتى تأسلم بأي طريقة حتى لو بالجنس وكاره للمرأة المسلمة المتبرجة التي تظهر شعر رأسها وتتهما بالزنا و الفجور وكاره لكل من يخالفك في الرأي أو في الفكر المتعفن الذي يسيطر على جودك ورغم كل ذلك نفترض أنك ستسمح للمسيحي أن يعيش مطمأن دون أن تحرق كنيستة أو تغتصب إبنته أو تقتل إبنه وسمحت له بالشعور بإنسانيته ووطنيتة فهل تُرى انه سيفكر بالهجرة أو بطلب الحماية الدولية؟ بالطبع لا , فالمشكلة الحقيقة هي تعصبك كسلفي متخلف فكرياً ومتأخر ذهنياُ وتعيش في عصر المسواك ومسح المؤخرة بثلاثة احجار ولا تمس الماء مثلما كان يفعل قدوتك المثالي في النظافة والطهارة والذي تتبع تعاليمة الغير عنصرية بالمرة والتي تجعلك تحب كل غير المسلمين وتتعايش معهم في وؤام وسلام وتشاهد العالم كله يفتخر بالدين الإسلامي ويشهد له إنه دين سماحة ومحبة وقبول لكل مخالف في الرأي ! بالطبع أنت تحلم وتستغرق في نوم عميق وتسرح في عالم من الخيال ثم تستيقظ مصروعاً من صوت أذان الشيخ في الفجر قبل صياح الديك وعليك ألا تترك الصلاة لكي لا تحشر في القبر ويضيق عليك القبر وينتظرك إبليس في جنتة مع السبعون حورية من ذوات المقعدة الميل .

قد يتسائل البعض ويتعجبك لماذا كل هذا الكم من الكراهية التي تملىء قلوب المسلم السلفي من إختار المنهج السلفي الذي يرجع للقرن الثالث الهجري وذلك لأنه أقرب عصر للرسول الأمي صاحب الإعجاز العلمي و الذي إكتشف أن الشمس تغرب في الطين قبل العالم بـ 1400 سنة !

ولأن المغلوب على أمرة صاحب هذه العقيدة الرجعية يريد أتباع لهذا الدين فقرر أن يختار منهج القوة و الغلبة لكي يتبعهُ هواة هذا المنهج في الحياة من البلطجية وسافكي الدماء و ناكحي النساء من الخلف و الأمام تحت إسم الله أكبر و لله العزة!

و إذا ألقينا نظرة على حديث من الأحاديث الصحيحة لمنهج أهل السُنة و النكاح ستجد كل ما يسرك من تعاليم بها سماحة وقبول للأخر كالآتي:

1- الوحدة الوطنية في النار فقط
جاء في صحيح مسلم
‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عفان بن مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏همام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏أن ‏ ‏عونا ‏ ‏وسعيد بن أبي بردة ‏ ‏حدثاه أنهما شهدا ‏ ‏أبا بردة ‏ ‏يحدث ‏ ‏عمر بن عبد العزيز ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا ‏
‏قال ‏ ‏فاستحلفه ‏ ‏عمر بن عبد العزيز ‏ ‏بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال فحلف له قال فلم يحدثني ‏ ‏سعيد ‏ ‏أنه استحلفه ولم ينكر على ‏ ‏عون ‏ ‏قوله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏ومحمد بن المثنى ‏ ‏جميعا ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الصمد بن عبد الوارث ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏همام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏قتادة ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏نحو حديث ‏ ‏عفان ‏ ‏وقال ‏ ‏عون بن عتبة
صحيح مسلم .. التوبة .. قبول توبة القاتل وان كَثُر قتله


2- مساعدة اليهود و النصارى على إيجاد فرص عمل بالخارج

حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الضحاك بن مخلد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏محمد بن رافع ‏ ‏واللفظ له ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏أخبرني ‏ ‏أبو الزبير ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏يقول أخبرني ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏
‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لأخرجن ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏من ‏ ‏جزيرة العرب ‏ ‏حتى لا أدع إلا مسلما ‏
‏و حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏روح بن عبادة ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏سلمة بن شبيب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن أعين ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معقل وهو ابن عبيد الله ‏ ‏كلاهما ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏مثله
صحيح مسلم .. الجهاد والسير .. إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب


3- لو عندك أنفلونزا وخايف على صديقك المسيحي و اليهودي من العدوى

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد العزيز يعني الدراوردي ‏ ‏عن ‏ ‏سهيل ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا تبدءوا ‏ ‏اليهود ‏ ‏ولا ‏ ‏النصارى ‏ ‏بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ‏
‏و حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن جعفر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏وكيع ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثني ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏كلهم ‏ ‏عن ‏ ‏سهيل ‏ ‏بهذا الإسناد وفي حديث ‏ ‏وكيع ‏ ‏إذا لقيتم ‏ ‏اليهود ‏ ‏وفي حديث ‏ ‏ابن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏قال في ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏وفي حديث ‏ ‏جرير ‏ ‏إذا لقيتموهم ولم يسم أحدا من المشركين
صحيح مسلم .. السلام .. النهي عن إبتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم

4- تحية معتاده لكل مسيحي ويهودي صباحاً ومساءاً

حدثني ‏ ‏بشر بن محمد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرني ‏ ‏معمر ‏ ‏ويونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏وابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهم ‏ ‏قالا ‏
‏لما نزل برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏طفق ‏ ‏يطرح ‏ ‏خميصة ‏ ‏على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك ‏ ‏لعنة الله على ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏ ‏اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا
صحيح البخاري .. أحاديث الأنبياء .. ما ذُكر عن بني إسرائيل


5- الشراكة والعمل و الجماعي بين اليهود والنصارى تحت إشراف المسلم

حدثنا ‏ ‏محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حرمي بن عمارة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شداد أبو طلحة الراسبي ‏ ‏عن ‏ ‏غيلان بن جرير ‏ ‏عن ‏ ‏أبي بردة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏
‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ‏
‏فيما أحسب أنا قال ‏ ‏أبو روح ‏ ‏لا أدري ممن الشك ‏ ‏قال ‏ ‏أبو بردة ‏ ‏فحدثت به ‏ ‏عمر بن عبد العزيز ‏ ‏فقال أبوك حدثك هذا عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قلت نعم
صحيح مسلم .. التوبة .. قبول توبة القاتل وإن كثر قتله

لذا فنحن لا نستعجب من محبة المسلمين الزائده لإخوانهم المسيحيين و اليهود لانها عقيده ثابته لديهم ولا تنسى أن من يؤذي الرسول فهو بذلك يؤذي المسيحي ولا تنسي أن المسيحي هو في ذمة الله من المسلم ولا يستطيع المسلم المساس به ! لذا فأرجوا لكم عدم سوء فهم المنهج السلفي الحنيف الذي تتهمونة بالعنف و الكراهية وهم من كل ذلك بُراء و الدليل في الأحاديث السابقة عن الوحدة الوطنية والشراكة الجماعية فقط الأقباط يفترون على المساكين من السلفيين.

#مايكل_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات