ملف الانتهاكات الجسيمة بالريف/الحسيمة بالمغرب

امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)

الحوار المتمدن-العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11 - 08:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

ماذا يحدث في الحسيمة الآن ؟
بعد أن تاجروا في ضحايا الزلزال ..هاهم يعرضون ملف الانتهاكات الجسيمة بالريف للبيع بالتقسيط : فتابعوا الحساب.....

تعتزم هيئة الإنصاف والمصالحة تحريك ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالريف ، وسخرت لهذا الغرض ـ أو هي المسخرة ـ جمعية بادس للتنشيط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي غير آبهة بالتوصيات التي توصلت بها من قبل الهيآت التي كان لها السبق في إثارة الموضوع، فبدل مواصلة الطريق ، بشكل مهني محايد ، انطلاقا من النتائج المتوصل إليها ، لاسيما في لقاء نظمه منتدى الحقيقة والإنصاف بالحسيمة يومي 5و6 يونيو 2004 آثرت عناصر محسوبة عن بعض الجهات المختصة في إنتاج الفخار والممارسات الاستعراضية ...نبش الموضوع ونهشه وهي التي لا يربطها بملف الانتهاكات الجسيمة إلا البر والإحسان ، هكذا فوجئ الرأي العام بالحسيمة بخبر عقد لقاء تشاوري دُعيت إليه مجموعة من الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية ليوم الثلاثاء 2 نوفمبر 04 ومما جاء في الدعوة بالحرف : " وحتى يتمكن الجميع من الحضور في اللقاء ، فإن الهيئة المنظمة : بادس ستتكلف بجميع مصاريف الإفطار والعشاء والمبيت لكل المدعويين ...." ليتأكد منذ البداية بأن الرهان ينصب على إحضار من هب ودب من الجوعى واصطيادهم كأرقام لملء البيان الختامي بأكثر ما يمكن من التوقيعات لمغافلة الرأي العام بنفس العادة الخسيسة المنتهجة سابقا في ما سمي ب(تنسيقية الهيآت المدنية لإغاثة منكوبي الزلزال " التي قاطعتها جيمع الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية المناضلة ، ولم تلق إلا مآزرة اللوبيات المخزنية الفاسدة ، وهي الواعية من جديد بانها ستلقى نفس المقاطعة والرفض نتيجة إحالتها على مرجعيات مشبوهة ..والأدهى من ذلك أن أغلب أعضاء الجمعية المنظمة استنكروا واحتجوا على هذه الخطوة الدنيئة باعتبارهم آخر من يعلم بالمسرحية ، مع العلم أن هذا المخطط تم إعداده في غفلة منهم في قلب الكواليس المخزنية منذ مدة طويلة ..

ولم تقف الأمور عند هذا الحد ، بل إن أعضاء في مكتب (لحنة الحقيقة بالريف ) ـ هم في نفس الآن منخرطين في جمعية بادس ـ قد قدموا استقالتهم حسب إعلان يضم كل من : كاتبها العام ومستشارين ، بعد أن ثبت ، حسب نص الإعلان ، عدم قدرة اللجنة على الاشتغال الطبيعي والضروري لتحقيق الأهداف التي من أجلها أُنشئت ، إضافة إلى غياب الديمقراطية الداخلية .... كما أن مجموعة من الهيئات السياسية والنقابية وأكثر من ستين جمعية مدنية بالريف عازمون على توجيه رسالة مفتوحة للسيد رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة للتعبير له عن استيائهم من تسخير هيئة غير مختصة لإثارة ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالريف ، وليستفسرونه من جهة أخرى ، عن مصير التوصيات الصادرة عن لقاءات سابقة ـ نُظمت بالحسيمة لذات الملف من طرف كل من :جريدة اليسار الاشتراكي الموحد والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف ـ تعبيرا منهم عن استيائهم من الممارسات البيروقراطية والانتهازية لهذه العناصر المنُْدسّة ، من ذوي السوابق في تقديم أنفسهم ، دون استحياء ، كما لو كانوا أسياد المنطقة وكمشروع نخبة جديدة ! وهي الحيلة التي انطلت على المخزن نفسه وراح يكرم بعض الأشخاص النكرة المتخصصين في إنتاج الكلام الذي لا يحاسبهم عليه أحد ، أغلب هؤلاء كان قد لاذ وارتكن إلى الصمت بعد إفلاسه السياسي والنقابي وخرس لسانه إلى الأبد لولا فاجعة الزلزال التي أعادتهم إلى الميدان بعد أن اكتشفوا سلم الانتهازية واستغلوا الكارثة /المصيبة التي حلت بالمنطقة لمراكمة الثّراء الفردي لتنطبق عليهم عبارة " مصائب قوم عند هؤلاء غنائم " ..

وبقي أن نؤكد لهؤلاء ومعهم الهيئة الرسمية المعنية ، بأن ملف الريف الذي اندسوا خلسة في ثناياه بعد أن عاثوا فسادا في ملف الزلزال ومستنقعه ، أنهم واهمون إذا ما اعتقدوا أن طي ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالريف سيتم عبر تعويض هذه الضحية أو تلك ، لأن الحادثة اوسع من ذلك وتطال كل الريفيين بالجمع ..فحذاري من المتاجرة في القضايا المصيرية للشعب بالتقسيط .

· عود على بدء : بمجرد انفضاح المستور وانتشار رائحته النتنة وسط الرأي العام المحلي بالحسيمة ، سارع أغلب أعضاء مكتب جمعية بادس إلى عقد اجتماع طارئ تميز بالاحتجاج والعتاب الشديدين لمدبري هذه الخُدعة قبل أن يقرروا إلغاء اللقاء المزعوم ضد كل نزوة فردية تروم احتلال المواقع على حساب الحد الأدني من القيم الديمقراطية والأخلاقية حتى....ليُفتح الباب ثانية للسؤال حول ما يُحاك ويُدبر ضد هذه الحسيمة في دهاليز المخزن بنية تركيع أهلها وتدجين تاريخها النضالي الذي يقلق راحة الكثيرين ممن يسعون اليوم للتخلص من إحدى كوابيس الريف المؤرقة للمخزن ( انتفاضة (59/58على يد شرذمة من الانتهازيين الجدد ... الذين مهما حاولوا بثقلهم المخزني ودعمه المادي واللوجستكي ، عليهم أن يتذكروا بأن الريف ليس بعاقر ... أن الريف ليس بعاقر.... فحذاري ثانية ...

· معتقل سياسي سابق من الريف: مقال كتب لجريدة بادس الجهوية ، قبل إلغاء اللقاء بيومين.

#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات