أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعاد الفضلي - نبذل جهود حثيثة ليس لإشباعنا ولكن لكي نكون الأعلى والأفضل والأكثر سيادة وتميزا ً















المزيد.....


نبذل جهود حثيثة ليس لإشباعنا ولكن لكي نكون الأعلى والأفضل والأكثر سيادة وتميزا ً


سعاد الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 07:32
المحور: كتابات ساخرة
    


نبذل جهود حثيثة ليس لإشباعنا ولكن لكي نكون الأعلى والأفضل والأكثر سيادة وتميزا ً

هل نستطيع ان نحمل كيسا من البطاطا يحمل كل الذين نكرههم ؟؟؟
مطلوب من الجميع أن يكتب اسم كل شخص يكرههه على بطاطا ويضعه في كيس ليحمله
بلى فليتغير اسم بغداد وأنا وأنت وكيس البطاطا !!!!!!
وائل القادري كاتب مقال بلى فليتغير اسم بغداد والذي بدأ مقالته بهذه الكلمات :
"بهذه الكلمات اريد ان أجيب الاستاذ (هادي جلو مرعي) على مقالته التي طالب بها مازحا تغيير اسم بغداد , لكني هنا لا امزح كما فعل الاستاذ هادي بل اطالب فعلا بتغير اسم هذه المدينة لانه لم يعد يتلائم معها ابدا . انا لا اطرح هذا الامر بناء على الاسباب التي تكلم عنها الاستاذ هادي كضغف الخدمات وغيرها من الاسباب بل اطرحه لان بغداد لم تعد المدينة ......... الخ "
ويواصل توضيح الاسباب التي دعته أن يصرح بذلك حيث يقول". لكن هذا التأخي لم يعجب من كانوا يضعون الخطط لمستقبل العراق والمنطقة من الانكليز واليهود والايرانيين وغيرهم , لذلك فقد وضع تدمير هذه المدينة التاريخية العريقة ضمن مخططهم لتدمير العراق والمنطقة . لم يكن ذلك صعبا على من خططوا ذلك فالامر لم يكن يحتاج الى اكثر من اجراء تغييرات ديموغرافية على التركيبة السكانية لهذه المدينة عن طريق زرع عناصر طفيلية غريبة عنها ومن ثم ترك الامور تأخذ مجراها من وحدها . ولتحقيق هذا الهدف كان يتعين اختيار شريحة تحمل خصائص معينة اهمها سرعة التكاثر لكي تهيمن على المدينة خلال مدة ليست طويلة وثانيها انها لا تحمل اي ذرة من الغيرة لا على هذه المدينة ولا على هذا البلد . كان من السهل ايجاد هذه الشريحة , فـ (الشراكوة) الذين ترجع اصولهم الى مناطق شرقية تقع بين ايران والهند والذين نزحوا الى العراق خلال (المائتي سنة الاخيرة)واستوطنوا جنوبه وبالذات في منطقتي العمارة والاهوار كانوا افضل من تنطبق عليهم هذه الاوصاف . وكان الشراكوة قد بدأوا بالنزوح الى بغداد فعلا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ." (يعني احنا واجيال عديدة سبقتنا سكان جنوب العراق فالبصرة وباقي محافظات الجنوب ليست بعيدة عن العمارة والصاحب ساحب ) .
من وصفتهم بالطفيلين والطفيلي عادة من يتغدى على قوت غيره في حين إن المعدان كما وصفهم علي التوبي وأجاد الوصف " بأنهم قيثارة العراق .. التي تهادت إلحانها من أعماق التاريخ وملئت الكون نغما وأريجا من ذلك العشق العذري والترابط الفكري مابين الإنسان والطبيعة بكل مكوناتها .. أنهم وحدة متجانسة لعالم متلون اجتمعت فيه الأضداد وانعدمت فيه الفوارق الطبقية والجنسية .. وأصبح كل جزء من ذلك العالم توءام ومكمل للأخر . فالإنسان والطبيعة الجغرافية والحيوان يشكلون قوام ذلك العالم الموغل في القدم (وليس كما يقول كاتب المقال ) مائتي عام هذا لمجتمع الفطري الذي يعطينا صورة عن بدء انطلاق الإنسان نحو الحضارة الأولى .. كان ومازال نافذة لإلهام للعديد من المفكرين والفنانين والمستشرقين وعلماء الانثيروبولوجيا .. الذي أتحفوا العالم بمشاهداتهم و انطباعاتهم أو انتاجاتهم الفنية نتيجة معايشتهم لهذا الطيف العراقي الأصيل
أن عرب الاهوار في العراق أو أهل الدواب أو المعدان لا يحفلون بالتقلبات الفكرية أو النظريات الأيدلوجية أو حتى المكتشفات العلمية ليس جهلا ولا بطر .. و أنما هم قد نسجوا حضارتهم حسب فلسفة ولدت من رحم بيئتهم التي تزاوج فيها الإنسان مع الطبيعة ، ففي عالم المعدان ليس هنالك حواجز ولاحدود ولا مصطلحات معقدة ،أنهم لحن عراقي متجانس انبثق من القيثارة السومرية ."وهل اصبحت الحضارة السومرية بمناى عن تاريخ العراق مهد الحضارات البابلية والسومرية
كان عالمهم بنفس ذلك التناغم الفطري الذي ورثوه...........المتمثل بالعلاقة الحميمة مابين الطبيعة والإنسان والحيوان ..حتى عندما سكنوا المدن كانت لهم خصوصيتهم المتميزة بفطرتهم وبدائيتهم لنظام حياتهم أو تقاليدهم أو اعرا فهم .. ليست هنالك فواصل أو فوارق اجتماعية في مجتمعهم ، فالفرد منهم يعتبر أن جميع البيوت هي عائلته . فهم يقدمون نموذجا للمجتمع الإنساني المتكامل والمتحاب والمتعاون ............... ففي أفراحهم وأحزانهم ومناسبتهم التي تتطلب أيد عاملة كثيرة ، لا يجدون صعوبة في الحصول عليها ، فكل منهم ملك للجميع .........وان سر بقائهم عبر التاريخ اعتمد على تلاحمهم وتوحدهم في السراء والضراء.فهم أينما وجدوا شكلوا تحالفا وتجمعا سكانيا (يسمى السلف) .بيئتهم ألام هي، الاهوار .. اهوار العراق ... اكبر محطة كونية في هذا الكوكب ، تلتقي فيه مختلف أنواع الطيور من كل بقاع العالم من شرقه وغربه ، واكبر محطة لتجمع أرقى أصناف الأسماك في العالم وأطيبها .. الاهوار بقصبها وبرديها كتب الإنسان حرفه الأول وعزفت النايات المصنوعة من قصبها ألحانا في مختلف بقاع الأرض ...
الاهوار كنز العراق الجميل تعرض للتدمير بل سرقت من العراق أجمل صورة وشوهت أروع لوحة نقشها الله على سطح الأرض وأهداها لبني الإنسان فبعد عمليا ت تجفيف الاهوار اضطر عدد كبير من العوائل الى الهجرة ."
لم يكن (بمقدوري )الرد على صاحب هذا المقال غير توضيح بعض الاسباب التي دعته لهذا القول يكون بمنآى عن الساحة السياسية لان كل ما يريد ايصاله إلى المجتمع المدني البسيط بعبارت بسيطة ولكن ليس مفهوم القصد من وراء طرح مثل تلك التصريحات , ولا صعبة نحتاح لفهمها قاموس بل عبرعن كرهه الواضح لاهل الجنوب همه أن يلصق بمن كان ينعتهم بالشراكوه مسؤولية كل ما جرى لبغداد من مخططات وهدم وقتل وتدمير وتشريد وهدم للبنية التحتية على المدى الطويل مستبعدا كل العراقين الذين سكنوا الجنوب من خارطة العراق ومعتبرا من سكن بغداد وضواحيها هم السكان الاصلييين للعراق فقط وهذا نوع جديد غير لطم الخدود اضيف الى واقعنا المرير والذي يعيشه عراق اليوم وما أكثر المستجدات التي تسعى للنيل من العراق والعراقيين ما ظهر منها وما بطن وهكذا كتابات تثير الضغائن وتفتح الباب على مصرعيه لمن يسعى لتقسيم العراق بالتشاحن والتفرقة والعنصرية لا يختلف إثنان بإن هناك عناصر دخيلة على العراق قاطبة ولكن لا يصح ولا يحق لاي كان أن يبتدع لحنا حزينا جديدا يعزف به على التقسيم بل يطالب بالهجرة من بغداد وتركها وتغير اسمها بدل أن يجد منطقا يحاكي به العراقيين للالفة والمحبة والتلاحم والمحافظة على بقاء الخريطة ونبذ المعتدين وتوظيف كل المشاعر الوطنية من أجل تلاحم الشعب العراقي قاطبة بدل تلك المشاعر التي تثير حقد الحاقدين وتفتح الابواب على مصرعيها لتلاطم الكلام وتقربنا من الكراهية لبعضنا اكثر فااكثرفالعواطف بين العراقين جياشة والحمد لله لست بحاجه لمن يرمي عليها عود ثقاب حتى يشتعل الأخضر والياس فالكراهية كما يعرفها أصحاب الأختصاص هي مشاعر أنسحابية يصاحبها أشمئزاز شديد، نفور وعداوة أو عدم تعاطف مع شخص ما أو شيء أو حتي ظاهرة معينة، تتحول عموما إلى رغبة في تجنب، عزل, نقل أو تدمير الشئ المكروه, يمكن للخوف أن يبنى على الخوف من غرض معين أو ماضي سلبي نتج عن التعامل مع ذلك الغرض, يمكن للناس أن يشعروا بالنزاع والمشاعر أو الأفكار المعقدة التي تستلزم الكره، فلفظ "الكراهية" عرضاً للمبالغة في وصف شيء لا يطيقه شخص ما فحسب، مثل الشعور الذي ابداه صاحب هذا المقال من كره لآهل الجنوب معينا لهم بالذات واصفهم بالشراكوه وطبعا الشركاوي في مفهموم العراقيين وبعض أهل بغداد المثقفين طبعا هو الانسان الجاهل غير المثقف الذي يثير الاشمئزاز تواجده في المناطق المتحضرة ناسين أو متناسين كم خرجت تلك المناطق نخبة من المثقفين على سبيل المثال لا الحصر الطبيب والمهندس والقاضي والحاكم وخرجت الجامعات في تلك المناطق عشرات الالاف من الطلبه سنويا بالاضافة إلى صياد السمك والفلاح هذا التمازج الطبيعي بين الطبقات في المجتمع الواحد حيث يكمل بعضه البعض فلا يمكن أن نجحف حقه بالحياة ولا نكرهه بدون سبب لان الكراهية" أيضا إجحاف أو حكم مسبق، تعصب أو إدانة تجاه فئة أو طبقة من الناس وأعضاء هذه الفئة، العنصرية هي أبرز مثال على ذلك. وهذة الكراهية من الممكن أن تتسبب في تدمير كل البشر إذا أستقرت في قلوب الكارهين. وبغض البشرية هي توجه فكري أو حالة نفسية تتمثل في كره ومعاداة، وانعدام الثقة في، الكائن البشري (أو البشرية) بسبب قناعة فلسفية يبث صاحبها مشاعره من خلالها والعنصرية (أو التمييز العرقي) هو الإعتقاد بأن هناك فروق وعناصر موروثة بطبائع الناس و قدراتهم وعزوها لإنتمائم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف إجتماعيا وقانونيا.وحصرهم بصفات وألقاب تحكم عليهم بالتخلف كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبيرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية في الوقت الذي يؤكد فيه علماء النفس إن نظريات علم النفس، والنظريات البايولوجية أثبتت أن الناس على مستوى واحد من القدرات العقلية، وكلهم يحملون عددا متساويا من الخلايا الدماغية، لا فرق بين ذكر وأنثى وبين من يسكن المدينة أو الريف .
أولئك الذين ينفون أن يكون هناك مثل هذه الصفات الموروثة (صفات إجتماعية وثقافية غير شخصية) يعتبرون أي فرق في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق من هذا النوع أنه تمييز عنصري. بعض الذين يقولون بوجود مثل هذه الفروق الموروثة يقولون أيضا بأن هناك جماعات أو أعراق أدنى منزلة من جماعات أو أعراق أخرى. وفي حالة المؤسسة العنصرية، أو العنصرية المنهجية، فإن مجموعات معينة قد تحرم حقوقا أو إمتيازات، أو تؤثر في المعاملة على حساب أخرى. دعنا الآن نرى ماذا فعلت المدرسة بالممارسة والتطبيق أن تعلم التلاميذ معنى الكراهية وهذا المثل ليس بجديد بل مدون في كل مكان وكان لابد أن ندرجه هنا لنرى كيف استطاعت المدرسة ان تنفر التلاميذ من الكراهية بالتطبيق العملي لذلك قررت مدرسة روضة أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد. فطلبت من كل طفل أن يجلب كيساً فيه عدد من البطاطا. وعليه ان يطلق على كل قطعة بطاطا اسماً للشخص الذي يكرهه. إذن كل طفل سيحمل معه كيس به بطاطا بعدد الأشخاص الذين يكرههم.
في اليوم الموعود أحضر كل طفل كيس وبطاطا مع اسم الشخص الذي يكرهه , فبعضهم حصل على 2 بطاطا و 3 بطاطا وآخر على 5 بطاطا وهكذا......(وياترى كم كيس من البطاطا سوف نحمل لكل الذين نكرههم كل واحد منا يحسب بطاطاته )
عندئذ أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطا معه أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط. بمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة نتنة تخرج من كيس البطاطا , وبذلك عليهم تحمل الرائحة و ثقل الكيس أيضا. وطبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر فالرائحة تكون أكثر والكيس يكون أثقل.
بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت.
سألتهم المدرسة عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس البطاطا لمدة أسبوع , فبدأ الأطفال يشكون الإحباط والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل ذو الرائحة النتنة أينما ذهبوا.
بعد ذلك بدأت المدرسة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة.
قالت المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك. فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت. فإذا لم تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم من كراهية طول عمركم.ولا أعرف كم طن يستطيع الرافض لشريحة معينه من البشر والذين يعتبروا من وجهة نظره "عناصر طفيلية غريبة تحمل خصائص معينة اهمها سرعة التكاثر" (يعني تصور البطاطا واولادها الله يعينا )
الكراهيه بصورة عامة هي نتيجة و رد فعل للإنسان عندما تتولد لديه داوفع للكره و البغض, ولا تكون الكراهيه من دون دوافع. بحيث إن كان هناك انسان يكره الشيء من أول موقف, و قد يقول كرهه بدون سبب و هذا غير واقعي لأنه كره الشيء إما من شكل أو تصرف أو طريقة تعامل فالافضل أن ندرس الدوافع كي نجد الحلول المناسبة
فعلى سبيل المثال كراهيه الأكل و حبه لابد لها من دوافع و لكن بعض الأشخاص لا يستطيع أن يبررها فيظن أنها من باب الفطرة والانسان يولد على الفطرة واهله يهودانه يعني انا وانت والشركاوي على حد قول كاتب المقال لم نختار البقعة التي ولدنا فيها . وآبائنا وأجدادنا لذا فطرنا ان نكون كما اختار الله لنا والفطرة السليمة ليس فيها كراهيه. وفي مجال القضايا الفكرية عن الفرد والطبقة والأمة كتب لنا أ.د.محمد عمارة كاتب ومفكر اسلامي من مصر يقول: الفرد لبنة كيان الأمة فالفرد هو نقطة البدء، وهو بواسطة الأسرة والعشيرة يُعدّ لبنة في كيان الأمة،فكيف يريد أخينا كاتب المقال ان يجتث أهل الجنوب عبر التلريخ ويتهمهم بالنازحين من الهند مع حيواناتهم ويريد التفرد ببغداد والعراق لحاله فلا مكان للفردية المغالية في المنهج الإسلامي وكل المناهج الانسانية المتحضرة وكل الاديان التي تطالب بالعدل والمساواة والتسامح ؛ لأن صلاح اللبنة موقوف على كونها جزءاً من البناء الكبير).. إن المنهج الإسلامي لا ينكر وجود "الطبقة" ولا التمايز الطبقي في إطار الأمة وفي داخلها؛ فالتفاوت الاجتماعي -بنظر الإسلام- حقيقة من حقائق الواقع، نابعة من تفاوت الحوافز والقدرات والجهد المبذول والإسلام لا يقفز على حقائق الواقع ولا يتجاهلها ولا يعاديها، ولكنه يهذبها ويضبطها كي تظل في إطار "المشروع" ونطاق "العدل" الذي لا يعني المساواة التامة وإنما يعني "التوازن" بين فرقاء متفاوتين.. التوازن (الوسط) العدل، الذي ينكر الظلم ويقترب بالتفاوت إلى حيث درجة التوازن ولحظة العدل، التي يكون فيها التفاوت مؤسسا على ما هو ضروري ومشروع وطبيعي من العوامل والأسباب. ﴿وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾(النحل:71). فإذا تأسس التفاوت والتمايز الاجتماعي والاقتصادي على ما هو مشروع من الأسباب، وإذا أحدث هذا التفاوت تمايز الأمة إلى طبقات اجتماعية متميزة، فإن الإسلام لا يرى في وجود الطبقات إخلالا بالأمة، ولكنه كما أقام علاقات الترابط بين الفرد وبين الأمة، كذلك يهذب من حدود التمايز والتفاوت الطبقي ويضبط جموحه ويرسم آفاقه، على النحو الذي يجعل علاقات الطبقات الاجتماعية في لحظة التوازن ودرجته ومستواه؛ لأن هذا التوازن الذي يجمع بروابط التساند الطبقات المتعددة هو العدل الوسط في منهج الإسلام.
أما إذا اختل هذا التوازن الاجتماعي بين الطبقات في أمة الإسلام؛ فإن الخيوط الجامعة بين الطبقات تخلي مكانها لعوامل التناقض والصراع بين هذه الطبقات. وتلك هي الأخرى حقيقة موضوعية، وواقع اجتماعي، لاينكره المنهج الإسلامي ولا يستنكره ولا يتجاهله ولا يقفز عليه. لكنه يضع أيضا لهذا الصراع الضوابطَ، ويحدد له الغاياتِ والآفاقَ؛ فالهدف منه هو العودة بالعلاقات الطبقية إلى درجة التوازن ولحظة العدل الوسط. وليس الهدف منه أن يَنفي قطبٌ القطبَ الآخر تماما، وأن تُلغي طبقةٌ الطبقةَ النقيض كلية وتقتلعها من الوجود إن هناك حدا أدنى للعدل لابد أن يتوفر للفرد سواء أكان شركاوي أو بفدادي هو الإنصاف في القانون والحكم، والإنصاف في أمور المعاش. وفي كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه حول القضاء إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، يقول: "وبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم والقسم". هذا هو الحد الأدنى من العدل للفرد الضعيف في منهج الإسلام. فاين هذا الحد لمن وصفتهم بالشريحة الطفيلية فالمطلوب يا اخي الفاضل لتحقيق العدل ليس الصراع الذي تنفي فيه طبقةٌ بقيةَ الطبقات، بزعم أن العدل مرهون بالمجتمع اللاطبقي. وإنما العدل المطلوب سبيله إقامة التوازن بين الطبقات التي تُعد وظائفُها ضروراتٍ اجتماعية تحقق للمجتمع ثمرات من الكسب المادي والفكري، والكسبِ الحافظ على المجتمع قدرته وحركته ومنعته فالذي يسهر طول الليل ليصيد السمك للموائد العراقية ولعمل المسقوف في إبي نؤاس وعلى ضفاف دجلة والفرات ولكي تعمر المطاعم والموائد بالقيمر العراقي الشهير نحن بجاجة إلى تلك الشركاوية التي تحلب البقر والجاموس وتجمع الحطب ليتم تصنيع القيمر هذه هويته وتلك هويتها التي ميزتها عن باقي اقرانها من النساء يحدد معجم (روبير) الهوية بأنها (الميزة الثابتة في الذات). ويختزن هذا التحديد معنيين يعمل على توضيحهما معجم المفاهيم الفلسفية على الشكل الآتي: (إنها ميزة ما هو متماثل، سواء تعلق الأمر بعلاقة الاستمرارية التي يقيمها فرد ما مع ذاته أو من جهة العلاقات التي يقيمها مع الوقائع على اختلاف أشكالها). تلك حقائق ثابته لأهل تطبعوا بها ومن ثم تصبح الهوية الثقافية هي (الفعل الذي يجعل من واقع ما مساوياً أو شبيهاً بواقع آخر من خلال الاشتراك في الجوهر). ويستعمل المفهوم سواء في الانثروبولوجيا أو في علم النفس، إذ يحدده عالم النفس الاجتماعي (بيير تاب) بالقول: (الاحساس بالهوية هو الامر الذي يجعل شخصاً ما يشعر بكونه هو، ويبقى كذلك في الزمن). وبمعنى أكثر اتساعا يضيف (إنه نسق من الاحاسيس و التمثلات التي يستطيع بواسطتها فرد ما الاحساس بتميزه، وبهذا المعنى فهويتي هي ما يجعلني مماثلاً لنفسي و مختلفاً عن الاخرين ).ويحضر مفهوم الهوية انثروبولوجياً كعلامة غير منفصلة عن مسلسل الفردنة، أي كشكل من اشكال التمايز بين الطبقات نفسها. يقول (نيكول ساندزنيكر): (لا تنفصل الهوية عن الفردنة، أي عن مسلسل الفردنة. فمن اجل إعطاء هوية لشخص ما أو لمجموعة من الأفراد، يبدو لزاماً التمييز بين ما ليسوا هم، وبالمقابل ينبغي فهم الفرد في خصوصيته، كما يجب أخذ هويته التاريخية بعين الاعتبار).فكيف يحق لنا أن نجتث هولاء ونسلخ عنهم هويتهم وننظر لهم نظرة دونية فإن الإنسان ككائن اجتماعي، يتكون ويتطور في عملية الانتاج الاجتماعي، بل إن العمل، كما يقول ماركس وأنجلز، تاريخ العمل الإنساني، هو الذي يخلق الإنسان نفسه. ثم إن الإنتاج الاجتماعي كان، ولا يزال، وسيظل، أهم نشاط تاريخي للكيان البشري للقوى المنتجة، ولوسائل الإنتاج، وسيطغى تماماً على كل ما حققته البشرية من اكتشافات عظيمة حتى الآن.
يقول د.سعد الدين ابراهيم إن التباين الاجتماعي يقود إلى انقسام المجتمع إلى طبقات، ويظل التراتب الطبقي أهم أحد أنواع هذا التباين الاجتماعي، ولكنه ليس هو الوحيد، فهناك أنواع أخرى من التباين كما هو الحال في مجتمعنا العربي مثل التنوع الطائفي أو التنوع القبلي، والتنوعي اللغوي، والتنوع الريفي الحضري- البدوي- وفي ظل الهيمنة الطبقية المالكة لوسائل الانتاج، والتوزيع غير العادل للثروة، على مختلف شرائح وفئات وطبقات المجتمع، فان ذلك عادة ما يصاحب تقسيم العمل والتباين الاجتماعي، والتراتب الطبقي توتر اجتماعي، وفي المجتمعات الأكثر تعقيداً قد يأخذ هذا التوتر صورة صراع طبقي سلمي أو عنيف
يشاركنا سامي لبيب الرأي في إن الانسان يجد في نفسه ما لا يجده عند الآخرين وبذلك يصبح متعاليا على الناس حيث يقول تتسع الرؤية لأجد أن الإنسان لا يعيش من أجل أن يحصل على حاجاته فقط بل حريص على ممارسة متعة التمايز والتعالي على البشر .. نتصارع من أجل الحصول على فائض يمنحنا التمايز .. نتقاتل من أجل أن نحرم الآخرين من احتياجاتهم حتى لا يقتربوا منا فنفقد لذة التمايز.!!
نبذل جهود حثيثة ليس لإشباعنا ولكن لكي نكون الأعلى والأفضل والأكثر سيادة وتميزا ً وتصل الأمور في هوسنا هذا أننا نرفض أن ينال الآخرون نفس تميزنا فحينها سنفقد هذه المتعة السوداء .. فماذا لو امتلك كل البشر الذهب ألن يفقد قيمته !!.. لذا سنبحث حينها عن شيء آخر يمنحنا متعة التمايز الطبقي أو نجاهد لنَحول دون أن يحصل الآخرين عليه .!!
وهكذا يتضح ان العدالة هي ما تسعى المجتمعات قديمها وحديثها الى تجسيدها ويبقى التناقض قائما حول الاساس الذي تبنى عليه العدالة ، غير ان المساواة رغم صعوبة تحقيقها واقعا – تبقى هي السبيل الى تحقيق هذه العدالة كقيمة اخلاقية عليا .
د.سعاد الفضلي



#سعاد_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا .. من طيب نوايانا أن نسلك طريقاً سوياً صوب الأفق المضا ...
- تحسين الأداء لتطوير الذات
- يظل العقل أصدق مرشدا وأهدى من غيره سبيلا !!!
- حتى لا تتغلى بغرامك والدلال يزيد عندك**
- في زمن ضاعت فيه المفاهيم !!
- هل تُرسم الحريةْ؟؟؟
- صراع العراقين الموروث
- ما أجمل ان يبكي الانسان كي يودع حبيب وأن يضحك كي تستمر الحيا ...
- كيف تعد مذكرة تحضير الدروس ؟
- قيثارة الألوان تعزف على سكولوجية الانسان
- المكتبة الصفية
- كينونة الإنسان أوليس حصاد الماضي والحاضر والمستقبل ؟؟؟
- أزمة أخلاق
- نريد ( الدجاجة ) بعهدك تصير هي تلحق الواوي
- لا تندم على ما فات وشمر ساعدك يلَه
- مصاحبة الخلان
- الحاجة إلى تقليص التفاوت بين الطبقات
- كيف تحدد أحلامك
- ونحن أطفال كثيرا ما نحلم بالمستقبل
- طفل من العراق بلا انتماء


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعاد الفضلي - نبذل جهود حثيثة ليس لإشباعنا ولكن لكي نكون الأعلى والأفضل والأكثر سيادة وتميزا ً