أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سورية.. حتى لا يتحوَّل -الربيع- إلى -خريف-!














المزيد.....

سورية.. حتى لا يتحوَّل -الربيع- إلى -خريف-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الربيع العربي" في سورية، أو "حراكها الشعبي"، يختلف في بعضٍ من أوجهه وملامحه ومعالمه؛ فشباب الثورة السورية لم يتمكَّنوا، حتى الآن، من الاحتشاد والتجمهر والاعتصام في ميدان (أو ساحة) كميدان التحرير في العاصمة المصرية، ليُصْبِحوا، في نموِّ حراكهم، ككرة ثلج متدحرجة، وَليَغْدو تفريقهم وتشتيتهم بالقوَّة، بأوجهها المختلفة، ومع ما يملكه الثوَّار من وسائل وقوى إعلامية جديدة، من الصعوبة بمكان.

لقد حال نظام الحكم (حتى الآن) بينهم وبين التسلُّح بهذا "الاحتشاد الشعبي" الذي ثَبُتت وتأكَّدت أهميته الثورية، فاضطُّروا إلى لَعِب لعبة الحشود الصغيرة، الكثيرة، المتنقِّلة من مكان إلى مكان، والتي لا تَدُوم ولا تستمر إلاَّ ساعات عدة، فيَصْعُب، من ثمَّ، على القوى الأمنية والعسكرية ضربها والتعرُّض لها؛ وإلى هذه الحشود اليومية (تقريباً) يُضاف، بعد صلاة الجمعة، حشود تَخْرُج من بعض المساجد.

نظام الحكم شرع يَلْعَب لعبة مضادة؛ فلقد زجَّ بالطائرات المروحية (هليوكبتر) في المعركة.

الصراع شرع، في بعض الأماكن، يُنْتِج قوى تُصارِع بالسلاح القوى الأمنية والعسكرية لنظام الحكم، فإنَّ بعضاً من المنتسبين إلى الجيش والأجهزة الأمنية ينشق، وينضم إلى الشعب؛ وهذا حَمَلَ نظام الحكم على إرسال قوى عسكرية وأمنية إلى بعض المدن، أو الأماكن المأهولة، لاقتحامها، بعد محاصرتها، وقَرْع طبول الحرب، أي بعد أنْ يتمكَّن من إخلائها من قسم كبير من سكَّانها من طريق حَمْلِهم على النزوح إلى أماكن أخرى، بعضها في بلاد مجاورة كتركيا. وفي هذه الطريقة، تندلع حروب صغيرة في داخل المدن للقضاء على "المنشقِّين" الذين يُصوِّر نظام الحكم القتلى منهم (أي الذين قَتَلَهم) على أنَّهم ضحايا "الطرف الثالث" الذي يُقتِّل الطرفين (الدولة والشعب) معاً!

ومع استمرار واحتدام الصراع بين الشعب ونظام الحكم قد يتعرَّض الجيش السوري إلى انشقاق مختلف؛ فقرار الحكومة التركية السماح بنزوح (وباستمرار نزوح) مدنيين سوريين إلى جنوب تركيا قد يُشجِّع (مستقبلاً) جنوداً سوريين (مع أسلحتهم أو من دونها) وعائلاتهم على الفرار والنزوح إلى الأراضي التركية، فلا يبقى من القوى العسكرية والأمنية إلاَّ ما يشبه "الكتائب الأمنية" الليبية لجهة ولائها وإخلاصها لنظام الحكم السوري الذي يتلوَّن أكثر فأكثر، عندئذٍ، بلونٍ فئوي.

وتركيا القلقة من عواقب "فراغ أمني" في المناطق الكردية من سورية قد تضطَّر إلى تشديد قبضتها الأمنية والعسكرية على حدودها مع تلك المناطق (وقد يقترن هذا بلعبها لعبة مشابهة للعبتها الأمنية والعسكرية في شمال العراق الكردي).

وأحسب أنَّ الوجود العسكري السوري في الجولان لن يظلَّ زمناً طويلاً بمنأى عما يتعرَّض له الأمن القومي لسورية في الداخل، وفي الشمال؛ ومع تحوُّل هذا الأمن القومي إلى "أمن فئوي" لا يبقى من أهمية تُذْكَر للوجود العسكري السوري في مواجهة العدو الإسرائيلي.

وإذا أصبحت تركيا مضطَّرة إلى أنْ تبتني لنفسها جداراً أمنياً منيعاً في مواجهة الخطر الكردي في مصادره الثلاثة (العراقي والسوري والتركي) فإنَّ الحاجة ستشتد، عندئذٍ، أو في الوقت نفسه، إلى أنْ يأتي التغيير الجيو ـ إستراتيجي بما يقي "حزب الله (الشيعي اللبناني)" شرَّ حصاره بإغلاق "معبر رفح" السوري؛ فالجغرافيا إنْ تغيَّرت فيجب أنْ تتغيَّر بما يسمح ببقاء "اتِّصال جغرافي" بين هذا "الحزب" و"الدولة" في سورية والتي تحوَّلت من سورية إلى فئوية؛ وهذا الاتِّصال يجب أنْ يمتدَّ إلى إيران عبر العراق، أو عبر مناطق عراقية.

إنَّ قَوْساً جيو ـ إستراتيجياً جديداً قد يتمخَّض عنه هذا الصراع المستمر والمحتدم في سورية بين الشعب ونظام الحكم؛ وهذا القوس يشمل إيران، والعراق الذي اتِّسع فيه وتعزَّز النفوذ الإيراني، و"الدولة الفئوية" في سورية، و"حزب الله" في لبنان.

وهذا القَوْس سيجعل تركيا، التي تُعِدُّ نفسها لمواجهة التحدِّي الإستراتيجي الكردي، في مواجهة تحدٍّ إستراتيجي آخر.

إنَّ ثورة الشعب السوري مدعوَّة إلى أنْ تصارع من أجل الحرِّية والديمقراطية؛ لكن بوسائل وشعارات ومطالب وبرامج تَحْفَظ وحدة الشعب السوري، توصُّلاً إلى الحفاظ على وحدة سورية الحرَّة؛ فما أصاب العراق (ولبنان من قبله) يجب ألاَّ يصيب سورية التي ليس لدى نظام الحكم فيها من رادع يرعه عن التضحية بوحدة البلاد، شعباً وأرضاً، في سبيل البقاء.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاقتصاد السياسي- للإعلام!*
- جبريل يقود -الفرقة الرابعة- في مخيم اليرموك!
- ما معنى -أيلول- المقبل؟
- معنى ما حَدَثَ في الجولان!
- -إصلاح- يسمَّى -إحياء عصر الجواري-!
- من يونيو 1967 إلى يناير 2011!
- نظرية -الثقب الأسود-.. كوزمولوجيا يخالطها كثير من الميثولوجي ...
- رد على الأستاذ نعيم إيليا
- كيف نفهم -المفاهيم-؟
- -الربيع العربي- إذا ما ألْهَم شعوب الغرب!
- الطفل حمزة يجيب عن سؤال -إصلاح أم ثورة؟-
- سيِّد نتنياهو.. اسْمَعْ ما سأقول!
- خطاب يشرح خطاب!
- -الحرِّية- هي مجتمع لا يُنْتِج ظاهرة -مخلوف-!
- ثلاثة مواقف فلسطينية لا بدَّ منها
- -المُؤْمِن- و-المُلْحِد-.. و-ثالثهما-!
- -العفو- شعار الثورة المضادة!
- الاقتصاد السياسي للرئيس العربي!
- نكبة فلسطين إذ شرعت تنكب صنَّاعها!
- قراءة في -فنجان- توسُّع -مجلس التعاون-!


المزيد.....




- بركان كيلاويا يدخل مرحلة نشاط متسارع.. ثوران جديد وشيك في ه ...
- أكثر من نصف طلاب بولندا يرغبون بالدراسة خارج البلاد بحثًا عن ...
- -العدالة لـ لورينتس-.. مظاهرات بألمانيا ضد مقتل شاب أسود برص ...
- عشية إحياء الذكرى العاشرة ل13 من نوفمبر، التهديد الإرهابي لم ...
- ما تداعيات سقوط بوكروفسك على الحرب في أوكرانيا؟
- إصابة مصورة في وكالة رويترز وعدد من الفلسطينيين في هجوم شنه ...
- بنبض أوروبا: بعد شراء مقاتلات إف35، بلجيكا تكتشف أن سماءها ض ...
- كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟
- زوبعة تخلف 6 قتلى ومئات الجرحى ودمارا شبه كامل لبلدة برازيلي ...
- إسرائيل تجدد توغلها في القنيطرة السورية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سورية.. حتى لا يتحوَّل -الربيع- إلى -خريف-!