أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جبريل يقود -الفرقة الرابعة- في مخيم اليرموك!














المزيد.....

جبريل يقود -الفرقة الرابعة- في مخيم اليرموك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الفلسطينيين العزَّل في مخيَّم اليرموك في دمشق؛ وبعضهم من ذوي شُبَّان فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي وهُمْ يتظاهرون، في ذكرى "النكسة"، في الجولان المحرَّر.

أمَّا هذا القاتل الآخر (غير الإسرائيلي) للاجئين الفلسطينيين فهو أحمد جبريل (الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة) الذي أمر المدافعين عنه وعن مقرِّه في المخيم بإطلاق النار على فلسطينيين متظاهرين حاولوا، على ما زُعِم، اقتحامه؛ ولقد تظاهر هؤلاء ضدَّ "الفساد السياسي" لهذا الرجل، فهو مارَس سياسة من نمط "كلمة حقٍّ أريد بها باطل"، إذ سعى في توظيف بعضٍ من هذا الحراك الشبابي الثوري الفلسطيني بما يخدم مآرب أسياده (الأبديين) الذين يصارِعون من أجل البقاء ولو بوسائل وأساليب يكفي أنْ يستعملها ويأخذ بها "رجل الدولة"، ضدَّ شعبه، حتى يمَّحي الفَرْق بينه وبين زعيم عصابة من المجرمين والقَتَلَة.

هذا "الفلسطيني" المسيء إلى سمعة الفلسطينيين لدى الشعب السوري الثائر الآن على الجلاَّد والسجَّان واللص لا يملك من أمره شيئاً، فهو العبد المأمور؛ ولقد جاءه الأمر من "مخلوف"، الشخص أو السياسة، أنْ يَبْذُل وسعه، في ذكرى "النكسة"، لإقامة الدليل الحي على أنَّ بقاء إسرائيل آمنةً مستقرةً هو من بقاء نظام الحكم السوري؛ أمَّا الفرضية الكامنة في هذا "الأمر" فهي أنَّ شعور إسرائيل بشيء من الخوف والقلق من عواقب الصراع بين الشعب ونظام الحكم في سورية هو وحده ما يُمْكنه أنْ يَحْمِل الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى على أنْ تُغيِّر مواقفها من هذا الصراع بما يساعد نظام الحكم هذا على اجتناب خطر السقوط.

اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك ليسوا ضدَّ هذا الحراك الشبابي الثوري الفلسطيني في الجولان؛ وهُمْ لا يُبالون بأنْ يُزْهِق الجيش الإسرائيلي أرواح المئات والآلاف من منهم؛ لكنَّهم ضد (وهذا ما يُظْهِر ويؤكِّد نُضْج وعيهم السياسي والثوري والقومي) أنْ يُفْسَد ويشوَّه ويُلوَّث حراكهم هذا على يديِّ "بقَّالٍ سياسي" ولو كان من أبناء جلدتهم؛ فإنَّ الفلسطيني الجيِّد (بكل المعاني والمقاييس) الآن لا يمكن إلاَّ أنْ يكون مع الشعب السوري في صراعه من أجل الحرِّية والكرامة. أمَّا الفلسطيني الرديء فلقد عرَّفه، وأحْسَن تعريفه، جبريل نفسه إذ اتَّخَذ من العداء للشعبين الفلسطيني والسوري أساساً لمواقفه السياسية جميعاً.

حتى في "الخطاب الإعلامي" حاكى وقلَّد أسياده في "الفرقة الرابعة"، وأشباهها، ففسَّر تَظاهُر اللاجئين في مخيم اليرموك ضدَّه (وضدَّ من يمثِّل، وما يمثِّل) على أنَّه رجس من عمل قوى ضدَّ "ثقافة المقاوَمة"، انْدَسَّت في مواكب التشييع.

عن اضطِّرار (وليس في الاضطِّرار فضيلة) تصرَّف نظام الحكم السوري بما يسَّر وسهَّل احتشاد مئات الشبَّان الفلسطينيين والسوريين على الحدود مع إسرائيل؛ و"رسالته" من خلال ذلك، وإلى من يعنيه أمر الأزمة التي تعصف به، هي أنَّ إسرائيل ستعاني، وستعاني كثيراً، إذا ما ذَهَب، وأنَّ ضَعْف قبضته الأمنية في داخل سورية لن يبقي قبضته الأمنية الحدودية قوية؛ فادرءوا عنه خطر السقوط يدرأ عن حدودكم هذا الخطر الجديد!

ما حَدَثَ في الجولان، في ذكرى "النكسة"، لن يَحْمِلنا أبداً على فهم ما يَحْدُث في داخل سورية على أنَّه صراع تخوضه قوى الدفاع عن الحقِّ القومي العربي (التي يمثِّلها ويقودها نظام الحكم السوري) ضدَّ أعداء هذا الحق في الداخل وفي الخارج.

إنَّ هذا الذي حَدَث في الجولان، في ذكرى "النكسة"، لا يُمْكننا فهمه (إذا ما أردنا أن نكون موضوعيين في الفهم) إلاَّ على أنَّه اجتماع وتزامن نوعين من الجريمة: نوع ترتكبه إسرائيل في حقِّ شعوبنا المنادية بتحرُّرها القومي، ونوع يرتكبه نظام الحكم الاستبدادي العربي في حقِّ شعوبنا المنادية بتحرُّرها الديمقراطي.

وإنَّه لأمر ليس بالمصادفة أنْ نرى دماء الشعب نفسه تُسْفَح على الحدود (في الجولان) وفي المدن السورية في الوقت نفسه.

الآن، أي في هذا "الربيع العربي"، ما عاد بالأمر الممكن قبوله شعبياً، أنْ يقي أي حاكم عربي مستبد نفسه من خطر سقوطه بثورة شعبه عليه من خلال تسربله بسربال عدائه لإسرائيل، أو عداء إسرائيل له؛ فليس من عدوٍّ حقيقي لإسرائيل إلاَّ الشعب الذي نزل إلى الشارع طلباً للحرية السياسية؛ والحاكم الذي يستطيع العيش (كما أعلن هو نفسه) بلا هضبة الجولان قَرْن من الزمان؛ لكنه يعجز عن البقاء حتى الغد بلا "دولة أمنية"، ليس، ولن يكون أبداً، بحاكم يُؤخَذ عداؤه لإسرائيل مأخذ الجد.

إنَّهم، والحقُّ يقال، لا يريدون الجولان، ولا يريدون استعادتها لا سلماً ولا حرباً؛ لأنَّهم اشتروا البقاء في الحكم بثمنٍ غالٍ هو "بقاء إسرائيل في الجولان".

حتى "التشدُّد التفاوضي" الذي يُبْدون لا يمكن فهمه وتفسيره إلاَّ بما يُوافِق هذا الاتِّفاق غير المُعْلَن مع إسرائيل.

جبريل، مع منظمته، هو الآن على حقيقته العارية من كل وَهْم؛ فنحن في زمن "الحقائق العارية". إنَّه جزء لا يتجزأ من "الفرقة الرابعة" التي شَمِلَت بعملها الآن (والذي بدأ بدرعا) مخيم اليرموك.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى -أيلول- المقبل؟
- معنى ما حَدَثَ في الجولان!
- -إصلاح- يسمَّى -إحياء عصر الجواري-!
- من يونيو 1967 إلى يناير 2011!
- نظرية -الثقب الأسود-.. كوزمولوجيا يخالطها كثير من الميثولوجي ...
- رد على الأستاذ نعيم إيليا
- كيف نفهم -المفاهيم-؟
- -الربيع العربي- إذا ما ألْهَم شعوب الغرب!
- الطفل حمزة يجيب عن سؤال -إصلاح أم ثورة؟-
- سيِّد نتنياهو.. اسْمَعْ ما سأقول!
- خطاب يشرح خطاب!
- -الحرِّية- هي مجتمع لا يُنْتِج ظاهرة -مخلوف-!
- ثلاثة مواقف فلسطينية لا بدَّ منها
- -المُؤْمِن- و-المُلْحِد-.. و-ثالثهما-!
- -العفو- شعار الثورة المضادة!
- الاقتصاد السياسي للرئيس العربي!
- نكبة فلسطين إذ شرعت تنكب صنَّاعها!
- قراءة في -فنجان- توسُّع -مجلس التعاون-!
- -أصل الأنواع- في -المعارضة العربية- البائدة!
- الثورة المضادة في مصر تتسلَّح ب -السلفيين-!


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جبريل يقود -الفرقة الرابعة- في مخيم اليرموك!