أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - رد على الأستاذ نعيم إيليا














المزيد.....

رد على الأستاذ نعيم إيليا


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 12:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الأستاذ نعيم إيليا

تحية؛ وشكراً لك على التقويم والانتقاد معاً؛ فإنَّ ما قلته في معرض انتقادك جدير بالتقدير والانتقاد (المضاد) في الوقت نفسه.

"من أين جاء الشيء (أي هذا الشيء)؟" ليس بالسؤال الذي أناصبه العداء، أو أدعو إلى نبذه، أو أُشَكِّك في صلاحيته المعرفية والعلمية؛ والعِلْم، كما قُلْتُم، إنَّما يبتغي معرفة أصل الشيء، أو أصول الأشياء.

كل ما سعيتُ في إيضاحه إنَّما هو ضرورة وأهمية أنْ يقترن هذا السؤال (الذي لا عِلْم من دونه) بفهم الشيء (كل شيء) على أنَّه ظاهرة تاريخية، فإنَّ الشيء المكتمل الصنع (النهائي، الذي لا يتغيَّر من نشوئه حتى زواله) لا وجود له.

عن سؤال "من أين جاءت الشمس؟" نجيب قائلين: جاءت من سحابة من غاز الهيدروجين (والهليوم). لقد "نشأت" الشمس (بصفة كونها نجماً) من "زوال" تلك السحابة؛ فالشيء يأتي إلى الوجود من زوال شيء آخر (أو أشياء أخرى) فإذا زال (ولا بدَّ له من أنْ يزول) فإنَّ من زواله يُوْلَد شيء آخر، أو تُوْلَد أشياء أخرى. لا شيء يُوْلَد من لا شيء، ولا شيء يذهب بلا أثر.

والشيء ما بين نشوئه وزواله يختلف ويتغيَّر، فالشيء الذي أراه الآن (أي في حاضره) كان مختلفاً في ماضيه، ولسوف يختلف في مستقبله عن حاضره.

أمَّا الذي ينبذ فهم الشيء على أنَّه ظاهرة تاريخية فإنَّ سؤاله "من أين جاءت الشمس؟" يقوده إلى إجابة ضدَّ منطق السؤال نفسه، فيقول مجيباً: لقد خُلِقَت (الشمس) من لا شيء، على يديِّ خالق الكون؛ وكأنَّ الأشياء جميعاً متجاوِرة فحسب، فلا بدَّ من ثمَّ، من خلقها (من لا شيء) واحداً واحداً؛ فخالق الكون خلق الشمس، وخلق القمر، وخلق الأرض، وخلق الأسد، وخلق القرد، وخلق الإنسان، أو آدم.

"من أين جاء الشيء؟" هو سؤال سليم، ضروري، علمي، مادي، جدلي؛ لكن كيف يجعله بعض الناس سؤالاً فاسداً؟

إنَّ المرء يكفي أنْ يسأل، عملاً بمنطق السؤال نفسه، "من أين جاءت المادة (Matter)؟" حتى يُفْسِد هذا السؤال؛ فإنَّ "المادة (بمفهومها الفلسفي العلمي)" ليست بشيءٍ من الأشياء حتى نسأل "من أين جاءت؟".

وتوضيحاً أقول إنَّ المادة تشتمل على الإلكترون والبوزيترون والكوارك والنيوترينو والفوتون والذرَّة والجزيء والنجم والمجرَّة والجاذبية والطاقة والقوى والزمان..؛ لكنَّها ليست الإلكترون، ولا البوزيترون، ولا الكوارك، ولا النيوترينو، ولا الفوتون، ولا الذرَّة، ولا الجزيء، ولا النجم، ولا المجرَّة، ولا الجاذبية، ولا الطاقة، ولا القوى، ولا الزمان.

إنَّها ما يَجْمَع بين هذه الأشياء جميعاً (وغيرها) وليس ممكناً، من ثمَّ، أنْ تكون "المادة" على "هيئة مخصوصة"، أو "شيئاً بعينه"؛ وإنَّنا لَنَقِف على جوهر مفهوم "المادة" من خلال تَعَرُّف "الصلة (وخواص هذه الصلة)" بين "المادة" و"الوعي".

الشيء الذي يشمله سؤال "من أين جاء الشيء؟" إنَّما هو الشيء الذي لا يمكنكَ "تعريفه" إلاَّ إذا نسبته إلى "العام" من الأشياء؛ فأنتَ عندما تُعرِّف "الأوكسجين" تقول إنَّه "غاز.."، وعندما تُعرِّف "الشمس" تقول إنَّها "نجم.."، وعندما تُعرِّف "الإلكترون" تقول إنَّه "جسيم.."، وعندما تُعرِّف "القط" تقول إنَّه "حيوان.."؛ فهل من شيء أعمُّ من "المادة"، وأوسع، حتى ننسبها إليه (عند تعريفها)؟!

"المادة" لم تأتِ؛ ولن تذهب؛ وإنَّ سؤال "من أين جاءت المادة؟"، يصبح، من ثمَّ، سؤالاً فاسداً (مثالياً، ميتافيزيقياً).
لكن، ثمَّة علماء يفهمون "المادة" فهماً ضيِّقاً، فيميِّزون "المادة" من "الطاقة"، ويتصوَّرون "المادة" على أنَّها "الجسيمات (عموماً)"، أو "الجسيمات الأولية (خصوصاً)".

إنَّكَ تتساءل قائلاً: "أين الخطأ إنْ سألت: من أين جاءت المادة الأولى (الأولية) التي منها تكوَّنت الأشياء جميعاً؟".

هذا سؤال لا يقود إلى إجابة فيزيائية؛ وإنَّما إلى إجابة ميتافيزيقية؛ فليس من مادة تَدْخُل في تكوين مواد (أشياء) أخرى ولا تتكوَّن هي نفسها من مواد أخرى. إنَّك، مثلاً، تفهم "الذرَّة" على أنَّها "مادة مركَّبة"، فلا وجود للذرَّة من غير مكوِّناتها مِمَّا يسمَّى "جسيمات أولية"، كالإلكترون والكوارك (الذي يدخل في تكوين البروتون والنيوترون). لكن من أين جاءت هذه "المادة الأولية" إذا لم تكن هي نفسها "مادة مركَّبة"، أي تتكوَّن من مواد وجسيمات أخرى؟

إنَّكَ توافقني الرأي في أنَّ الإلكترون (مثلاً) هو "مادة مخصوصة (محدَّدة، معيَّنة)"، لها لحظة نشوء، ولا بدَّ، من ثمَّ، من أنْ يكون لها لحظة زوال. إذا كان لهذا الجسيم لحظة نشوء فهذا إنَّما يعني (على ما اتَّفَقْنا) أنَّ الإلكترون قد نشأ من زوال مادة (أو مواد) أخرى؛ وإلاَّ جاء من "العدم"، الذي لا يمكن أنْ تُوْلَد منه "المادة" إلاَّ على يديِّ "خالق ميتافيزيقي".

تقول، يا عزيزي، إنَّ السؤال "من أين جاءت المادة؟" هو سؤال له جواب؛ بل يجب أنْ يكون له جواب.

حسناً، إنَّ إجابة هذا السؤال تستلزم أوَّلاً أنْ نعرِّف "المادة"، أي أنْ نجيب عن سؤال "ما هي المادة؟". وبعد ذلك، نتوفَّر على إجابة سؤال "من أين جاءت المادة؟"؛ وإنِّي لأنتظر منكَ أنْ تجيب، أو أنْ تحاول الإجابة، عن السؤالين: "ما هي المادة؟"، و"من أين جاءت المادة؟".

ولكَّ محبَّتي وتقديري



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم -المفاهيم-؟
- -الربيع العربي- إذا ما ألْهَم شعوب الغرب!
- الطفل حمزة يجيب عن سؤال -إصلاح أم ثورة؟-
- سيِّد نتنياهو.. اسْمَعْ ما سأقول!
- خطاب يشرح خطاب!
- -الحرِّية- هي مجتمع لا يُنْتِج ظاهرة -مخلوف-!
- ثلاثة مواقف فلسطينية لا بدَّ منها
- -المُؤْمِن- و-المُلْحِد-.. و-ثالثهما-!
- -العفو- شعار الثورة المضادة!
- الاقتصاد السياسي للرئيس العربي!
- نكبة فلسطين إذ شرعت تنكب صنَّاعها!
- قراءة في -فنجان- توسُّع -مجلس التعاون-!
- -أصل الأنواع- في -المعارضة العربية- البائدة!
- الثورة المضادة في مصر تتسلَّح ب -السلفيين-!
- من يحكم سورية؟
- -مساهمة- بن لادن في الثورات العربية!
- وما قتلوه..!
- أُولى ثمار الثورة المصرية كانت فلسطينية!
- نحو -جامعة للشباب الثوري العربي-!
- يا عمَّال العالم اسْتفيقوا!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - رد على الأستاذ نعيم إيليا