أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جورج حزبون - الخامس من حزيران والفجر العربي














المزيد.....

الخامس من حزيران والفجر العربي


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3390 - 2011 / 6 / 8 - 13:17
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



منذ انعقاد مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الثانية ( سان ريمو ) وتشكل البلدان العربية ، والحراك السياسي الشعبي مستمر من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية الوحدة ، وان اخدت مسميات مختلفة حسب ترتيبات حزب البعث او أحزاب قومية أخرى كثيرة حول الديمقراطية والوحدة والحرية ، إلا إن هاجس كافة القوى الوطنية كان دائماً إلغاء نتائج تقسيمات الاستعمار للوطن العربي ، والنهوض بالمجتمع وتحصينه ليكون قادراً ومستعداً لمواجهة قوى العدوان وفي مقدمتها إسرائيل ، تلك القاعدة التي إقامتها دول الاستعمار رأس حربة لضرب حركة التحرر العربي ، تحت ذريعة حل المسألة اليهودية ، وفي الواقع لمنع نهوض قومي وديمقراطي عربي .
ظلت المعتقلات تتوسع في استقبال مثقفي وثوار الأمة العربية ، من قبل الأنظمة التي تم تنصيبها بالتوافق مع المستعمر وليس بشكل ديمقراطي ليتكرس التقسيم ، وكل على طريقته لكن جميعها تحت مسمى ، الاستعداد لمعركة المصير ، وكان المطالبين بالديمقراطية والحرية معادين للوطن ومتأخرين عليه ، ولعل أكثر المناضلين الذين تعرضوا لويلات الأنظمة كان الشيوعيون في مقدمتهم ،مصر عبد الناصر ، والعراق البعثي ولبنان وسوريا والأردن مذابح الشيوعيون مشهودة ، وفي الأردن وصلت حد الاستعانة بخبراء حلف الأطلسي ، ورغم كل ذلك لم تستعد الأنظمة العربية لما سمته معركة المصير او حسب تعبير البعض التوازن الاستراتيجي مع العدو ، وبقيت أنظمة تابعة ، ذات اقتصاديات مهزوزة ، وأجهزة قمع غير مسبوقة في اساليب القهر والتعذيب ، وقد اهتمت بتعبئة الجماهير عبر محطاتها الإذاعية وأشهرها إذاعة ( صوت العرب ) من القاهرة حسب ديماغوغيا احمد سعيد ، وإظهار إسرائيل دولة لا تستطيع الصمود ، وفي ساعات يستم تصويب الخطاء التاريخي .
وفي ساعات هزمت الانطمة العربية ، ودعت هزيمتها ( نكسة ) ، وهي هزيمة تورثنها أجيال ، دفعت فيها دماء شهداء ومعاناة ، ولعل من أطرف ما يستحق الذكر هنا، ما قامت به الحكومة الأردنية يوم 9-6-1967 بان أطلقت سراح الشيوعيين وجمعتهم لإبلاغهم ان الله عفا عما سلف ، وأننا جميعاً ألان في معركة واحدة ، وهذه إسرائيل تعمل على تهويد القدس وتهجير أهلها ، وعليكم مواجهة ذلك !!
ولكن من الأهمية الانتباه إلى إن الحرب استمرت ستة أيام ، لكنها في مصر كانت انتهت في ساعات بعد ضرب الطيران ، وعمليات الإبادة للجيش المصري في سيناء ، وقد كتب الكثير عن الأسباب والعوامل ، ونتيجتها الإهمال والذاتية وغياب المحاسبة ، وفي الأردن وحسب مذكرات عبد المنعم رياض القائد لتلك الحرب فان شهداء الجيش الأردني ستة عشر فقط ، وان الأوامر صدرت في الساعات الأولى للانسحاب الى خط الدفاع الثاني ؟! وفي سوريا صدر بيان سقوط الجولان قبل سقوطها الفعلي بيوم كامل ، حين كان حافظ الأسد وزير الدفاع و عبد الحليم خدام محافظ للجولان .
لقد هزمت الانطمة العربية ، ونهضت حركة المقاومة الفلسطينية ودعمتها الشعوب باعتبارها رأس حربة النضال الوطني ، واستطاعت الأنظمة فيما بعد احتوائها سواء بالمال او بالحصار فأصبحت جزء من منظومة المؤسسة الرسمية العربية ، وتحركت القوى الدينية بكل أطيافها ، واستفادة من حروب أفغانستان واتخذتها الأنظمة أداة لضرب اليسار وخداع الجماهير باستخدام الدين وتأويلاتهم له .
وفي الخامس من حزيران هذا العام وبمناسبة السنة الرابعة والأربعون للهزيمة ، نشعر للمرة الأولى ان طريق إنهاء هزيمتنا المعنوية والثقافية والسياسية أخذت تظهر ، بفعل تلك الثورات التي أطلقها جيل لم ينظر الى الخلف ، ولم يقبل بالقمع كوسيلة للدفاع ، ولا بالشعوذة الدينية والإعلامية مادة ثقافية له ، وبالتحرر ذاتيا انطلق يحرر وطن من الأصنام ويعيد صياغة التاريخ العربي .
لا زال كثيرون يكتبون حول تلك الثورات ، بل وتتحرك عناصر الثورة المضاد بتعبيراتها الدينية والديماغوجية ، أوساط كمبرادوريه ، وفئات تتجهز لأخذ دور في المرحلة المقبلة ، وهنا اذكر ( لماوتسي تونج ) تشخصيا مبسطاً لحركة الثورة يقول : تعمل البرجوازية الصغيرة على امتطاء الطبقة العاملة لترتفع قامتها وتصل الى مواقع البرجوازية العليا ، لتعود لضرب من رفعها حيث انتقلت هي الى حالة جديدة لم تعد تحتاج فيها التحالف مع الثورة ، في هذا السياق لا يمكن استثناء ( اليسار ) او للدقة الجهات التي تعنون نفسها باليسار ، فإنها أيضا مأزومة ولم تستطع الفعل ، رغم كل المبررات التي تساق، فقد بينت مجرد نخب ، وألان تستنهض ذاتها للحاق بالثورة .
لا يمكن لليمين الرجعي الديني صاحب الخطاب ألترهيبي ، من التمكن لاحتواء الثورة ، والا أصبحت مجرد حركة غير واعية تم اختطافها بسذاجة / سعيكم مشكور / ، ما حركات السلفيين والإخوان في مصر والأردن وسوريا وغيرها سوى محاولات عابثة ، وحراك ناجم عن شعور بالخذلان بعد ان فاجئهم ذلك الحراك الثوري الخالص تماما من ايه عوائق او التزامات تعيق حركته نحو المقرطة والحرية ، وعلى هؤلاء المتنطعين من وعاظ السلاطين الانتباه بأنهم يملكون خطاباً مهترء منذ عشرات السنين ، وكذلك فان قوى اليسار مطالبة بإعادة مراجعة تجربتهم وأسلوب عملهم الذي مارسوه بلا تغير طيلة القرن العشرين ، وإما الثورة فدعوها تنطلق بلا قيود وبلا وصاية فكما قال : ألكسي دي توفيل عام ( 1834 ) وكان احد سجناء الباستيل، حول الديمقراطية / انها مثل أولاد الأزقة تربي نفسها بنفسها / وبالفعل فان للثورة أصبح تجارب يومية حين تأخذ بها تكون قد شقت طريقها بنجاح ، وإمامها الكثير لتنجزه ليس اقلها إسقاط النظام ، حيث يعده سيكون إمامها مهام تعود بالضرورة الى الفاء احتكار الفكر الديني التأويلي للحياة وتقيد حرية الفكر والعمل ، ومواجهة الوصاية والاحتكار السياسي والهيمنة والاستعمارية للبلدان العربية وإنهاء هزيمة حزيران .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟
- الواقع والمطلوب
- اميل حبيبي
- النكبة
- المصالحة الفلسطينية
- في ذكرى ايار
- سقط النقاب عن وجه الانظمة العربية
- لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق
- عن الربيع العربي والمخاطر
- الثورة والوضع الراهن
- العام والخاص في ثورة التحرر العربي
- الثورة حركة تغير في التاريخ
- كل السلطة للشعب
- زمن الثورة وزمن هزيمة الردة
- عاشت ثورة الشعب التونسي البطل
- تحية للشعب التونسي
- لمصلحة من يذبح المسيحين
- تحية لعمال سيدي بو زيد
- عيد الميلاد وفهم الاخر
- هجرة المسيحين او الغربة الوطنية


المزيد.....




- العثور على رفات يُعتقد أنها لرجل متهم بقتل بناته في غابة بأم ...
- إستونيا: ثلاث مقاتلات روسية انتهكت مجالنا الجوي الجمعة
- ما هي حركة أنتيفا ولماذا يستهدفها ترامب؟
- -ملياردير ترامب يستعد للسيطرة على الإعلام- - في نيويورك تايم ...
- تعليق مساعدات ألمانية للسلطة الفلسطينية بسبب اعتراض مشرعين
- ترامب وشي جينبينغ.. رهانات أبعد من -تيك توك- بين واشنطن وبكي ...
- للمرة السادسة.. أمريكا تستخدم الفيتو بشأن حرب غزة
- على الحدود الروسية: مدينة نارفا الإستونية.. معركة الذكريات
- طائرات مسيّرة حرارية تنقذ صغار الغزلان في فرنسا
- عشرات القتلى في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مسجدا في مخيم ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - جورج حزبون - الخامس من حزيران والفجر العربي