أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الحرية والنقاب ...؟














المزيد.....

الحرية والنقاب ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 22:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




ان ما يضحك الجميع لدرجة الإنقلاب إلى الخلف ، والاستمرار في
الضحك ثم السعال هو منظر مظاهرة شعبية عارمة تطالب بالتنحي ، وإسقاط
النظام ونصف المتظاهرين من الرجال ، وبجانبهم صف طويل من الحريم يؤيدن
الرجال بمطلبهم الديمقراطي بتغيير النظام ، وتصور يا رعاك الله أن النساء
المؤازرات منقبات ... نعم منقبات يسترن الجسد بكامله إلا من عينين وخلف
نظارة سوداء ولسن محجبات ... نعم هؤلاء النسوة المنقبات يمثلهم هؤلاء
الرجال الثائرون ، نعم هؤلاء الرجال ونساؤهم منقبات أي معدومات الحرية ،
ومرغمات على التنقب الظلامي ،ولأسباب كثيرة أهمها السيطرة الذكورية
لهؤلاء الرجال على النساء ، وفرض النقاب عليهن جبراً أو عرفاً بقانون
البيئة المسيطر والملزم للمرأة بالتنقب ، أواحتهاداً دينياً لشيوخ أقرب
إلى الجهل اجتهدوا للخلف ، وشرّعوا بتنقيب المرأة ، وانها إرادة الخالق
وفقاً لتفسيرهم ، مع أن الإله خلق آدم ، وحواء عراة إطلاقاً ،
وان هذه الشعوب في مظاهرتها الثورية تنادي بالحرية والديمقراطية ، وهي
في حقيقتها الأيديولوجية لا تعرف من الحرية إلا اسمها ، ومن الديمقراطية
إلا لفظها ، كيف تؤمن شعوب بالحرية ، وهي تحكم على نصف مجتمعها من
النساء بالظلامية لمجرد فرض الرجل سيطرته على المرأة واعتبارها مقودة
برسن الزوج إلى حطيرة العبودية ، ان هؤلاء الثوار الثائرين على نظامهم
، ويطالبونه بالرحيل ، وماهو الجديد الذي سيغير القديم سوى العودة
إلى القديم بقدمه ، وإلى دولة خلفاء ، وإلى حكام رعاة ، وشعوب الرعية
البهيمية لاتتحرك إلا بعصا القيادة ، وعن سلطة حاكمة استبدادية ،
والمحكومين فيه يدعون صباح ، ومساء بدوام تلك القيادة المؤيدة من السماء
وحتى الأرض .... وكيف يفهم دعاة التنقُّب والتنقيب ، والتي في حقيقتها
استبدادية الجذر والمنبت ، كيف يمكنهم أن يوائموا بين الحرية ،
والاستبداد ، وهم يطبقون الأخيرة بحذافيرها في ظل دولتهم المستبدة ،
وعبر سيطرتهم ، وهم على رأس أسرهم يمارسون الاستبداد بحق زوجاتهم
وأبنائهم ، ومن لا يعدل مع أفراد أسرته كيف يمكنه أن يكون عادلاً
مع الآخرين في حال توليه السلطة ، وفي حال استلام هؤلاء الرعية
السلطة كيف سيكون حكمهم ، وثقافتهم العامة ، والخاصـــــــــة هي
استبدادية وبالوراثة .. إلا صورة طبق الأصل ، أو أسوأ من تلك الدولة
التي ثاروا عليها ، فالثورات غير الناضجة والقائمة على العواطف الثائرة
وغير المؤدلجة بالعصرية ، والتقدمية ، والخالية من
التنظيم هي ثورات فوضوية ، وعامل تخلف المجتمعات ، والدول ، والتي لن
تنجح في أي من تلك المسرحيات ( ثورة شعب لا يعرف من الحرية إلا اسمها
) شعوب منقبة ومحجبة ( والحيط الحيط يا رب السترة) ولم تزل تؤمن
بالأساطير والخرافات وتؤمن بعدد لاينتهي من الرجال بعد خاتم الأنبياء بل
، ويقدسونهم ، ويتباركون ، ويتشفعون بهم ويبنون لهم المزارات المقدسة
والقيمون عليها ، وملجأ للتبرع والنذور ، والحج إليها والطواف حول
المقام وبداخله ....؟
كم هو فرق شاسع بين رؤية شباب لبنان الثائر
وهم يطلبون قيام دولة علمانية بعيداً عن الطائفية وشعارهم نريد الخبز
والعلم والحرية ، بينما ألشباب من أنصار النقاب يطالبون تغيير النظام فقط
، والإبقاء على النقاب ، والتخلف ( وعلم إيه اللي انت جاي تقول عليه
..) وعلى الله التوكل بلا علم بلا بطيخ مبسمر ...؟!
وبالمناسبة أهديكم قصة قصيرة من مجموعتي الأخيرة وبعنوان نهيق
الحرية .. : يهب السلطان من نومه منزعجاً ويفاجأ بوزيره ماثلاً
أمامه .. : يا مولاي انهم الغوغاء ..
: غوغاء..!
عن أي غوغاء تتحدث ..؟ : انهم الرعية يا سيدي ... الشعب ...
: وماذا يريد هذا الشعب ...؟ : يرددون كلمة لم أعثر عليها في القاموس
...؟ : كلمة خارج القاموس ..! يعني ( قلّة حياء ) ما هذه
الكلمة ....؟ : الحرية يا مولاي ....؟

السلطان مفكراً .. حرية حرية .. واخ واخ .. حضرتنا يفهم هذه الحرية ..
مصيبة .. الوزير مستبشراً .. : وما هو معنى هذه الكلمة يا سيدي
..؟ : أسألك أيها الوزير .. إذا تركت
الحمير هكذا بلا راعٍ ، بلا مالك أو رقيب ماذا تفعل ، وكيف
تتصرف ...؟
: عفواً يا مولاي.. يعني حمير بلا قيود .. يعني حيوانات ..
: لقد قلتها يا وزير ..؟ حيوانات حرّة ..؟
: انها
ستنهق وتعض وترفس يا مولاي ...؟
: هيا أيها الوزير أصدر الفرمان التالي :
يمنح الشعب حرية كاملة ولمدة اثني عشر ساعة من السادسة صباحاً ، وحتى
السادسة مساءً .. ومن يخالف بعد هذه المدة يخوزق ..؟
(
بعد اثني عشر ساعة) : مولاي السلطان ..الشعب يتظاهر أمام القصر ..؟
: وماذا يريد الشعب هذه المرّة يا وزير ..؟
: يتوسلون السلطان العادل
، ألاّ يعيد سيادتكم إصدار مثل هذا الفرمان ثانية ، لقد كرهوا نهيق
الحرية ...!.



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان ما بين العقل والعاطفة .. ؟
- المرثية الثالثة
- أولاً وأخيراً لاحل إلا بتطبيق العلمانية ...؟
- المراثي 2
- المراثي...؟
- محافظ قنا والضحية فكتور والأب يفترس ابنته واسلم تسلم ... !؟
- هل يمكننا أن نتجاوز ديمقراطيتنا الشرقية ..؟
- المحارق ...؟
- اغتصاب جماعي علني لفتاة وتحت أنظار السلطة في دولة مسلمة ..؟
- الكفرة والملحدون يغيثون الإنسان والإنسانية والمؤمنون يتفرجون ...
- الكاتب عمر الحمود وكابوس الماء ..؟
- هل سيصل العرب بر الأمان بنجاح ثوراتهم العصرية ..؟
- لم نزل عاطفيين وبعيدين عن التفكير المادي العقلاني ...؟
- انقلاب عسكري ، ولكن بدهاء ...؟
- حضارة العقل وجهالة النقل ...؟
- لن تكسبوا من ثورتكم إلا ورقة تداول السلطة ...؟
- وقف تدريس حصة الدين في المدارس العامة واجب وطني ..؟
- تكاثروا ... وان الله يرزقهم ، والقافلة تسير ...؟
- تناسلوا تكاثروا أباهي بكم الأمم بالتخلف والفقر والبطالة ..؟
- الفتاوى السامة وباء ينتشر أين المفر ...؟


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - الحرية والنقاب ...؟