أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح التكمه جي - فرنسا رهينة العرش الصدامي














المزيد.....

فرنسا رهينة العرش الصدامي


صلاح التكمه جي

الحوار المتمدن-العدد: 1010 - 2004 / 11 / 7 - 05:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عرش الطاووس الصدامي وكعكته النفطية كانت محط أنظار بعض الدول ، العرش الذي جعل من نفط العراق بقرة حلوب ، يسيل له لعاب الأخريين ، ويشتري به ضمائرهم ، و يجعلهم رهائن لسياسته الارهابية .

الحكومة الفرنسية و شيراك بالخصوص جعل من شخصيته ، ألعوبة بيد المؤسسة الصدامية ، الزيارة الأولى لصدام إلى باريس ، تفقد بها رئيس بلديتها جاك شيراك ، أمر صدام حينها بشحن السمك المسكوف ،وصنع لشيراك و لوبي النفط الفرنسي ليلة بغدادية من سمك أبي نؤاس المعطر بالنفط العراقي ، لم يكتف صدام بتلك الليالي الشهريارية لشيراك و لوبي شركة توتال الفرنسية النفطية ، و أنما ساهم بشكل فعال في دعم اليمين الفرنسي بخطيه الوسط و المتطرف في حملاتهم الانتخابية ، لم يدم الوقت طويلا حتى قطفت المؤسسة الصدامية ثمار ذالك الدعم اللامحدود لليمين الفرنسي ، وساهم اليمين الفرنسي في إسناد صدام بقادسيته المجيدة و كانت طائرات سوبر الأيتندار مع طياريها الفرنسيين هي الغطاء الجوي المتين للقوة العسكرية البحرية لصدام.
سخرت الإمكانات العلمية و المادية والبشرية في بناء ترسانته النووية و أسلحة الدمار الشامل لنظام الديكتاتورية البائد ، و لم يكتف اليمين الفرنسي بالدعم العسكري و انما شمل أيضا دعم المؤسسة الأمنية لنظام الديكتاتوري وذالك بتسليم نخبة من المعارضين العراقيين إلى النظام الفاشستي البائد و لولا الفضيحة الإعلامية و تحرك منظمات الحقوق الإنسان لأصبح هؤلاء المعارضين من نصيب مكائن الثرم البشري في سجون المؤسسة الصدامية .

لم يبخل الجهاز الصدامي بدعمه لليمين الفرنسي ، فقد سلم كعكة جزيرة مجنون النفطية لشركة توتال الفرنسية ، هذه الجزيرة التي سال لعاب الشركات النفطية الكبرى العالمية للاستثمار بها ، وذالك لكميات الكبيرة من النفط المخزون فيها و الكلفة الرخيصة في استخراج النفط منها ، هذه الصفقة جعلت من السياسة الفرنسية برمتها رهينة لعرش المؤسسة الصدامية بكل أركانها الأمنية و الحزبية و العسكرية .



كعكة مجنون النفطية و كوبوناتها كبلت صاحب القرار الفرنسي و اصبح ساندا رئيسيا لنظام صدام ، ومنع كل الجهود في زوال النظام الديكتاتوري ، وحين بدت بوادر نهاية صدام سارع اليمين الفرنسي الحاكم على تكوين مواطئ قدم له لمرحلة ما بعد صدام ، و كانت مجموعة عبدالجبار الكبيسي وغيره ( المقيم في فرنسا )هم الخيط الخفي للمنظمات الإرهابية المسلحة ، التي تعبث في مقدرات الشعب العراقي و تحاول زعزعة الوضع السياسي الجديد وعودته لزمن العرش الطاووسي ،هذا الحلم الوردي الذي يعيش على أطلاله بقايا النظام الصدام السابق ورموز كوبونات النفط الذي إحدى مصاديقه حزب شيراك اليميني و اللوبي النفطي الذي كان يدور في فلكه .



لم يكتف اليمين الشيراكي بتلك الخيوط الخفية التي نسجها مع المنظمات الإرهابية ،و أنما حاول عن طريق قصية الصحفيين الفرنسيين ،أن يؤسس لوبي خاص به في الخريطة السياسية للعراق الجديد ، وهي تقوم في إعطاء الصبغة الشرعية على المنظمات الإرهابية في العراق ، وذالك حين تطالب في إشراكهم بمؤتمر شرم الشيخ حول الانتخابات العراقية ، و لقاء الاخيرة الذي حدث بين الشيخ حارث الضاري و السفير الفرنسي ، أسفر عن تطمينات من الأول لسلامة الصحافيين الفرنسيين و دور تواجدهم الضروري بين تلك المنظمات الإرهابية



أسفر اللقاء أيضا عن دعم الحكومة الفرنسية باشراك المنظمات الإرهابية في مؤتمر شرم الشيخ المزمع عقده في تشرين الثاني ، ولم يتطرق الاثنان في اللقاء عن الضجة المفتعلة من قبل المنظمات الإرهابية حول قضية الحجاب في فرنسا ، و تسائل الكثير من المراقبين ، هل يا ترى اصبح موضوع منع الحجاب في فرنسا الذي كان سبب الرئيسي للاختطاف الفرنسيين( كما يدعي المختطفين) في خبر كان ؟، أم أن القضية ما هي ألا غطاء لعمل مخابراتي دقيق بين اليمين الفرنسي و رموز المؤسسة الصدامية



فرنسا هي مهد الحرية ،والرحم الذي خرج منه أعمدة الفكر الإنساني في سبيل تحريره من الديكتاتورية و الأنظمة الفاشية من أمثال موريس دو فرجيه العالم الاجتماعي الفرنسي الذي لديه كتابا رائعا حول الديكتاتورية بعنوان ( في الديكتاتورية) وغيره من المفكرين الذي جعلوا من الثورة الفرنسية مفصلا مهما لتحويل مسار الإنسانية من عصر الاستبداد و الطاغوتية إلى عصر الحرية و الانفتاح على الآخر ، هذا البلد الذي له طعم خاص لعشاق الحرية من تسلط الأنظمة الديكتاتورية مثل المؤسسة الصدامية البائدة ، للأسف أصبح القرار الفرنسي رهينة بيد ازلام النظام البائد و منظماته الارهابية التي تعبث في العراق بالفوضى و تستخدم أشد أنواع العنف و تحاول إن تعيد عرش الطاووس الصدامي بثقافة الرعب المتجسدة بقطع الرقاب و غيرها .



أن أمل الشعب العراقي في أن يكون لفرنسا دور خاص في أعاده مؤسسات المجتمع المدني و بناء دولة عصرية للعراق تكون مورد احترام العالم بأجمعه ، وهذا لا يكون عن طرق الأساليب المخابراتية بدعم المنظمات الإرهابية و التي تعلن بصراحة في أد بياتها ، أن الغرض من حركتها المسلحة هي في عودة النظام الديكتاتوري السابق و إجهاض أي عملية انتخابية قادمة يقوم بها الشعب العراقي .



أن أمل الشعب العراقي في أن يستفيد من التجربة الغنية لشعب الفرنسي ، في كيفية تنقية المجتمع من رواسب الديكتاتورية و الفاشية التي ترغب أن يكون المبدأ السائد لحكم الشعب هي ثقافة الرعب و ليس حكم القانون وصناديق الاقتراع

أن أمل الشعب العراقي من الحكومة الفرنسية ، أن تصبح سندا له ضد رموز النظام الصدامي في سبيل تحقيق حريته و رفاهيته ، لا أن تصبح تلك الحكومة رهينة لأحلام عرش المؤسسة الصدامية في سبيل سلب حقوقه و اغتصاب خيراته من الكعكة النفطية الملعونة.

[email protected]




#صلاح_التكمه_جي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار 1546 خفايا و استحقاقات
- القرارات الدولية والخطط الأمريكية في تدويل سيادة العراق
- بورصة العراق لتجارة الموت
- صور الاشمئزاز والحلم الامريكي الجميل
- جرائم البعثيين هي لفرد أم لجهاز متكامل؟
- بين سحل الجثث و سحقها بالدبابات واختطاف الاجانب ،هل ضاعالعرا ...
- ديمقراطية أمريكا الزائفة في العراق
- دلالات التحرك السياسي الأخير لطلبة العراق
- شركاء جريمة عاشوراء وطمس الحقيقة
- الابراهيمي ينقش كلمة(الانتخابات) على يديه !!!
- الفساد الإداري في العراق
- !!!????نحن مع الانتخابات ولكن
- دعوة الانتخابات و ظهور الزبد
- محاكمة صدام والتستر على الجريمة‍
- الاقتصاد العراقي بين الواقع والطموح
- الفوضوية في العراق
- خبز العباس .............. وشمعة مريم
- أسطورة العراق الخيالية
- خبز العباس .............. وشمعة مريم
- العراق أهو شعرة معاوية ما بين الوهابية و الأمريكان


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صلاح التكمه جي - فرنسا رهينة العرش الصدامي