أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - خطاب أوباما في أريزونا














المزيد.....

خطاب أوباما في أريزونا


فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 00:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأملات الرفيق فيدل


سمعته يوم أمس عندما تكلّم في جامعة توكسون، حيث كرّم الأشخاص الستة الذين قُتلوا والأربعة عشرة الذين جُرحوا في مجزرة أريزونا، وبشكل خاص من بينهم عضو الكونغرس الديمقراطية عن هذه الولاية، التي أصيبت بجروح خطيرة متأثرة بعيار أصابها في الرأس.

هذا العمل ارتكبه شخص مختل عقلياً، مسموماً بخطاب الكراهية الذي يعمّ المجتمع الأمريكي، حيث فرضت المجموعة الفاشية "حزب الشاي" (Tea Party) تطرفها على الحزب الجمهوري الذي قاد العالم، في ظل زعامة جورج دبليو بوش، إلى حيث هو اليوم، على حافة الهاوية.

أضيفت إلى كارثة الحروب أكبر أزمة اقتصادية يعرفها تاريخ الولايات المتحدة وديون على كاهل الحكومة أصبحت تعادل بقيمتها مائة بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، وكل هذا يضاف إلى عجز شهري يتجاوز الثمانين ألف مليون دولار وارتفاع جديد في ثمن المساكن التي تضيع بسبب الديون العقاريّة. أسعار النفط والمعادن والمواد الغذائية ترتفع بشكل تدريجي. انعدام الثقة بالأوراق النقدية يزيد الإقبال على شراء الذهب، وليسوا بقليلين الذين يتكهنون بارتفاع سعر هذا المعدن النفيس في نهايات السنة ليصل إلى ألفي دولار للأونصة تروي الواحدة. بل وأن بعضهم يتكهن بوصول سعرها إلى 2500 دولار.

الظواهر المناخية تفاقمت، فسجلت خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية للفدرالية الروسية وأوروبا والصين وأستراليا وشمال وجنوب أمريكا وغيرها من المناطق، مما يعرض للخطر التموين الغذائي لأكثر من ثمانين بلداً من بلدان العالم الثالث، الأمر الذي يتسبب باضطراب سياسي في عدد متزايد منها.

يواجه العالم اليوم قدراً من المشكلات ذات الطابع السياسي والعسكري والطاقيّ والغذائي والبيئي، درجة أن أي من البلدان لا يتمنى عودة الولايات المتحدة إلى المواقف المتطرفة التي من شأنها أن تزيد مخاطر وقوع حرب نووية.

كان هناك إجماع تقريباً على الإدانة الدولية لجريمة أريزونا، التي عكست تعبيراً عن هذا التطرف. لم يكن متوقعاً من رئيس الولايات المتحدة أن يلقي خطاباً انفعالياً ولا هجومياً مضاداً، باعتبار أن ذلك لا ينسجم مع أسلوبه ولا مع الظروف الداخلية ومع مناخ الكراهية اللاعقلانية السائد اليوم في الولايات المتحدة.

ضحايا هذا العمل كانوا بواسل بدون شك، ذوي استحقاقات فردية، وبشكل عام مواطنين بسطاء؛ وإلا لما كانوا يتواجدون هناك، للدفاع عن حق جميع الأمريكيين بالرعاية الطبية والتعبير عن معارضتهم للقوانين التي تستهدف المهاجرين.

والدة الطفلة ابنة التسع سنوات، المتولدة في الحالي عشر من أيلول/سبتمبر، كانت قد صرّحت بشجاعة أن الكراهية مطلقة العنان في العالم يجب أن تتوقف. من ناحيتي، لا يراودني أدنى شك بأن الضحايا يستحقون عرفان رئيس الولايات المتحدة، وكذلك عرفان مواطني توكسون وطلبة الجامعة والأطباء، الذي يعبّرون دائماً بدون تحفظ، عندما تقع حوادث من هذا النوع، عن التضامن الذي يعيش في نفوس أبناء البشر. عضو الكونغرس المصابة بجروح خطيرة، غابرييل جيفوردس، تستحق العرفان القومي والدولي الذي حظيت به. الفريق الطبي واصل اليوم إصدار بلاغات إيجابية عن وضعها.

غير أنها غابت عن خطاب أوباما الإدانة المعنوية للسياسة المُلهمة لارتكاب هذا العمل.

حاولت أن أتخيل ما ستكون عليه ردة فعل رجال من أمثال فرانكلين ديلانو روزفلت أمام عمل كهذا؛ وهذا لكي لا أذكر لينكولن، الذي لم يتردد في إلقاء خطابه الشهير في جيتيسبورغ. أي لحظة أخرى ينتظر رئيس الولايات المتحدة لكي يعبّر عن وجهة نظره التي أثق بأنه تشاركه إياها الأغلبية الساحقة من أبناء شعب الولايات المتحدة؟

لا يتعلّق الأمر بغياب شخص استثنائي عن قيادة حكومة الولايات المتحدة. فما يحوّل أي رئيس تمكّن من الوصول إلى هذا المنصب بمزاياه واستحقاقاته إلى رئيس تاريخي، ليس الشخص، وإنما الحاجة له في لحظة معينة من تاريخ بلده.

عندما بدأ بإلقاء خطابه يوم أمس ظهر عليه التوتر وشدة التقيّد بالأوراق المكتوبة. سرعان ما استعاد رباطة جأشه وسيطرته المعتادة على المنبر ودقّة الكلمات المستخدمة للعبير عن أفكاره. ما لم يقله هو لأنه لم يشأ قوله.

كنص أدبي وكثناء محق لمن يستحقون، يمكن منحه جائزة.

كخطاب سياسي، لم يكن بمستوى التمنيات.

فيدل كاسترو روز

13 كانون الثاني/يناير 2011

الساعة: 7:38 مساءً



#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن الأوان لفعل شيء
- حال الاتحاد
- الأزمة الغذائية الحادة
- قدَر مبارَك محتوم
- التمرد الثوري للشعب المصري
- احتلال ليبيا هو مشروع حلف الناتو
- موقف الإمبراطورية الذي لا يمكن الدفاع عنه
- رقصة أموات الوقاحة
- حرب حلف -الناتو- الحتمية
- حلف -الناتو- والحرب والكذب والصفقات التجارية
- الزلزالان
- الكوارث التي تتهدد العالم
- شهادة حسن سلوك
- قتل بن لادن: الأكاذيب والخفايا
- اغتيال أسامة بن لادن
- التحالف المتكافئ
- الحذاء يعصر قدميّ
- النوايا الحقيقية -للتحالف المتكافئ-
- بين الهجرة والجريمة
- حرب حلف -الناتو- الفاشية


المزيد.....




- في ضعف النظام الإيراني
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- فوز يساري مسلم في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك ...
- اليساري ظهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلد ...
- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...
- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - خطاب أوباما في أريزونا