أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - الحذاء يعصر قدميّ














المزيد.....

الحذاء يعصر قدميّ


فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 20:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأملات الرفيق فيدل


بينما ينبعث دخان إشعاعي من المفاعل المنكوبة في اليابان، وتطلق غواصات نووية وطائرات مريعة المنظر شحناتها القاتلة الموجّهة لاسلكياً على ليبيا، البلد الشمال أفريقي الذي لا يتجاوز عدد سكانه الستة ملايين نسَمة، روى أوباما على التشيليين حكاية مشابهة لتلك الحكايات التي كنت أسمعها وأنا في الرابعة: "الحذاء يعصر قدماي، والجوارب تدفّيني، والقبلة التي أعطيتني، أحفظها في فؤادي".

بعض المستمعين في ذلك "المركز الثقافي" في سنتياغو دي تشيلي غلبهم الذهول.

عندما نظر الرئيس بجزع إلى الجمهور بعدما ذكر كوبا الغادرة، متوقعاً تصفيقاً حاداً، لم يسُد في القاعة إلا صمتٌ جليدي. من محاسن الصدف!! أنه جاءت وراءه تماماً راية كوبا، بين باقي الرايات الأمريكية اللاتينية.

لو أنه التفت لثانية واحدة إلى يمينه لرأى، في ما يشبه الظل، رمز الثورة في الجزيرة، التي أراد بلده الجبار أن يدمرها، ولكنه لم يستطِع.

مما لا شك فيه، يكون أي شخص على درجة ما فوق العادية من التفاؤل إذا توقّع من شعوب أمريكانا أن تصفّق للذكرى الخمسين للغزو المرتزق لشاطئ خيرون [خليج الخنازير]، خمسين سنة من الحصار الاقتصادي القاسي على بلد شقيق، خمسين سنة من التهديدات والأعمال الإرهابية التي كلّفت آلاف الأرواح، وخمسين سنة من محاولات اغتيال قادة العملية الثورية التاريخية.

شعرتُ بأنني كنت مقصوداً في كلماته.

بالفعل، قدمت خدماتي للثورة خلال مدة طويلة من الزمن، ولكنني لم أهرب من المخاطر ولم أنتهك مبادئ دستورية أو أيديولوجية أو خلقية؛ ويؤسفني عدم التمتع بحال أفضل من الصحة لمواصلة خدمتها.

تخليتُ بدون تردد عن كل مناصبي الحكومية والسياسية، بما في ذلك منصبي كسكرتير أول للحزب، عندما ألمّ بي المرض، ولم أسعَ أبداً لممارستها بعد رسالة الحادي والثلاثين من تموز/يوليو 2006، ولا عندما تعافيت نسبياً بعد ذلك الموعد بسنة واحدة، مع أن الجميع ما زال يناديني بذلك تودّداً.

ولكنني ما زلت وسأظل كما وعدت: جنديّ الأفكار، ما دمت قادراً على التفكير وما دمت حياً.

عندما سُئل أوباما عن الانقلاب الذي استهدف الرئيس البطل سلفادور أليندي، والذي دبّرته الولايات المتحدة كما دبّرت انقلابات كثيرة، وعن مقتل إدواردو فريه مونتالفا المحيّر، الذي اغتاله عملاء دائرة المخابرات الوطنية (DINA)، التي شكلتها الحكومة الأمريكية، ضاعت بديهته وبدأ يتلعثم.

مما لا شك فيه بأنه كان محقاً تعليق التلفزيون التشيلي في نهاية خطابه، عندما قال بأنه لم يعد عند أوباما ما يقدّمه لهذه القارة.

من جهتي، لا أريد إعطاء الانطباع بأنني أضمر حقداً على شخصه، وأقل من ذلك شأناً لشعب الولايات المتحدة، الذي أعترفُ بمساهمات الكثير من أبنائه في الثقافة والعلوم.

تنتظر أوباما الآن رحلة إلى السلفادور يوم غد الثلاثاء. سيتعيّن عليه هناك أن يخترع الكثير، لأن الأسلحة والمدرّبين الذين وصلوا إلى هذا البلد الأمريكي الأوسطي الشقيق أزهقوا الكثير من الدماء.

أتمنّى له رحلة سعيدة ومزيداً من الحصافة.

فيدل كاسترو روز

21 آذار/مارس 2011

الساعة: 9:31 مساءً



#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوايا الحقيقية -للتحالف المتكافئ-
- بين الهجرة والجريمة
- حرب حلف -الناتو- الفاشية
- نارٌ يمكنها أن تحرق الجميع
- كارثة اليابان وزيارة صديق ..
- الأفضل والأكثر ذكاءً
- الشمال المضطرب والهمجيّ
- معركة خيرون [خليج الخنازير]
- مداولات المؤتمر
- غيابي عن اللجنة المركزية
- بدون عنف ولا مخدّرات
- درس هايتي
- الإمبراطورية والرجال الآليون
- تأملات الرفيق فيدل: يوم فقراء العالم
- رسالة من القائد العام - فيدل كاسترو
- ساكون في المقدمة
- الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روس، في جلس ...


المزيد.....




- بيان اللجنة التحضيرية للنهج الديمقراطي العمالي بمرتيلفرع مرت ...
- الاشتراكي الديمقراطي والمحافظين في مناظرة حول كيفية كسر العز ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- وزيرة داخلية بريطانيا.. باكستانية حائرة بين اليمين المتطرف و ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- السيناتور الأميركي يرني ساندرز يصف أفعال إسرائيل في غزة بـ-ا ...
- رسالة مفتوحة إلى نقابيي ونقابيات قطاع الصحة
- بتسلئيل سموتريتش: وزير اليمين المتطرف الذي يرى في غزة -فرصة ...
- السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - الحذاء يعصر قدميّ