تأملات الرفيق فيدل: يوم فقراء العالم

فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 09:59
المحور: ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
    

غدا عيد العمال العالمي.
لقد دعا كارل ماركس الى الوحدة تحت شعار: «يا عمال العالم اتحدوا!»، وهذا على الرغم من أن العديد من الفقراء لم يكونوا بروليتاريين. وفي نظرة أشمل دعا لينين الفلاحين والشعوب المستعمرة للنضال صفاً واحداً مع البروليتاريا وتحت قيادتها.

إن الاحتفال بأول أيار تم اختيار موعده ليتفق مع ذكرى العمال الذين استشهدوا في شيكاغو، حين أعلنوا في 1 مايو 1886 الإضراب في بلاد رأسمالية كانت الجماهير العاملة فيها تعاني من البطالة وغيرها من المآسي المتصلة بالأزمات الاقتصادية الكامنة أسبابها في صلب النظام نفسه.

فحقوق هذه الجماهير لم يكن معترفاً بها، والبرجوازية كانت تنظر إلى النقابات نظرتها إلى منظمات ارهابية معادية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي وقت لاحق لجأ الرأسماليون الى سلاحهم المفضّل: سلاح التفرقة وتشجيع الاقتصار على المطالبات الاقتصادية (economism)، بغية تقويض النضال الثورى. فانقسمت الحركة العمالية، وأصبحت المطالب النقابية في ظل الفقر السائد بالنسبة إلى الكثيرين مثابة الهدف الرئيس، الأكثر أهمية من مسألة تغيير حال المجتمع.

وتحولت الولايات المتحدة إلى البلد الرأسمالي ذي الفوارق الأكبر بين دخول الأغنياء والفقراء. وفي ظل هيمنتها باتت أميركا اللاتينية، بدورها، منطقة من مناطق العالم الثالث حيث هوة التفاوت فيما بين الأغنياء والفقراء هي الأعمق. فكان مستوى معيشة الأغنياء فيها يماثل مستوى معيشة الطبقة البرجوازية في بلدان أوروبا المتقدمة. واختفى بين أغنى قطاعات السكان مفهوم الوطن.

وكان لا بد للتصادم الكبير أن يقع فيما بين هذا البلد الواقع شمال جزيرة كوبا والثورة الكوبية. وهم كانوا يقللون من شأن المقاومة البطولية لشعب بلدنا الصغير.وها هم الآن على استعداد ليغفروا لنا إذا كنا نقبل أن نعود صاغرين الى الحظيرة كمثل العبيد الذين بعد أن عرفوا طعم الحرية خضعوا من جديد وقدموا عصا الطاعة للسوط والنير.

إن كوكبنا اليوم يتخبط في قبضة الأزمات الاقتصادية والأوبئة والتغيرات المناخية وخطر اشتعال الحروب وغيرها من المشاكل المتزامنة. وتصبح المشكلة السياسية أعصى على الحل وأعقد، وهناك من يتصور أن الأمم والشعوب يمكن أن تُحكم وتدار مثل الدمى.

لا نستطيع حتى اللحظة أن نقول الكلمة الاخيرة في مستقبل تطور الادارة الامريكية الحالية. هناك عناصر جديدة ذات طبيعة موضوعية وذاتية. ونحن ندرس بعناية ونراقب كل خطوة من خطواتها. نحن لسنا من دعاة إشعال الحرائق، كما يعتقد البعض، ولكننا لسنا أيضا من الحمقى الذين يسهل خداعهم من قبل أولئك الذين يعتقدون أن الأمر المهم الوحيد في العالم هو قوانين السوق ونظام الانتاج الرأسمالي. فمن واجبنا جميعا أن ننهض للنضال من أجل السلام، وليس هناك بديل آخر. ولكن على العدو ألا يبني اية اوهام حول حقيقة أن كوبا لن تستسلم.


ونأمل أن ينضم إلينا للاحتفال بعيد العمال العالمي مع إطلالة كل أول يوم من شهر أيار، هذا العيد الذي نحتفل به منذ 50 عاما، الآلاف من الرجال والنساء من جميع أنحاء العالم. ولم يكن عبثاً أن أعلنا في الأول في كانون الثاني / يناير 1959 أن ثورتنا ستكون ثورة الفقراء بقوى الفقراء ولأجل الفقراء.

وإن نجاحات وطننا في مجال التعليم والصحة والعلوم والثقافة وغيرها من القطاعات، وخاصة قوة شعبنا ووحدته، لتبرهن هذا الأمر على الرغم من كل الحصار القاسي.

فيدل كاسترو روز

في 30 نيسان/أبريل عام 2009

#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل