أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - بدون عنف ولا مخدّرات















المزيد.....

بدون عنف ولا مخدّرات


فيدل كاسترو

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 16:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأملات الرفيق فيديل كاسترو

بدون عنف ولا مخدّرات

تناولتُ يوم أمس عمل العنف الشنيع الذي استهدف عضو الكونغرس الأمريكية غابرييل جيفوردس، والذي أصيب خلاله ثمانية عشر شخصاً بأعيرة نارية؛ فقُتل ستة منهم وأصيب اثنا عشر آخرون بجروح بعضها خطيرة، من بينهم عضو الكونغرس، التي أصيبت في الرأس، ما لم يدع أمام الفريق الطبي خياراً آخر غير محاولة إنقاذ حياتها وتفادي النتائج المحتملة للعمل الإجرامي قدر المستطاع.

ابنة السنوات التسع التي توفيت هي من مواليد ذات اليوم الذي دُمّر فيه البرجان التوأمان، وكانت بارزة في مدرستها. صرّحت والدتها أنه لا بدّ من وضع حد لكل هذه الكراهية.

تبادرت إلى ذهني حقيقة مؤلمة، لا بد وأنها تبعث القلق عند كثيرين من الأمريكيين الشرفاء الذين لم تسمّمهم الأكاذيب والكراهية. كم عدد الذين يعرفون منهم بأن أمريكا اللاتينية هي المنطقة ذات التفاوت الأكبر في العالم من حيث توزيع الثروات؟ وكم عدد المطّلعين من بينهم على مؤشرات الوفيات بين الأطفال والأمهات والامل في الحياة والعناية الطبية وعمل الأطفال والتعليم والفقر السائدة جميعها في باقي بلدان هذا النصف من العالم؟

سأكتفي بذكر مؤشر العنف انطلاقاً من الحادثة البغيضة التي وقعت يوم أمس في أريزونا.

سبق وأشرت إلى أن مئات الآلاف من المهاجرين الأمريكيين اللاتينيين والكاريبيين الذين ينتقلون إلى الولايات المتحدة هرباً من التخلف والفقر يتم اعتقالهم، وفي كثير من الأحيان فصلهم عن ذويهم وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

المال والسلع تستطيع عبور الحدود بحرية، وأكرر، أما أبناء البشر، فلا. خلافاً لذلك، المخدرات والأسلحة تجتاز الحدود باستمرار باتجاه أو بآخر. الولايات المتحدة هي أكبر مستهلِك للمخدرات في العالم، وهي في ذات الوقت أكبر مزوّد بالأسلحة، التي يُرمز لها بالمنظار المنشور في موقع الويب الخاص بسارا بالين أو ببندقية م – 16 التي تظهر في الإعلانات الانتخابية لجندي المارينز السابق جيسي كيلي برسالة ضمنية فحواها إطلاق أعيرة المشط كاملاً.

هل يعرف الرأي العام الأمريكي مستويات العنف في أمريكا اللاتينية، الذي يرافق التفاوت والفقر؟

لماذا لا يتم نشر المعلومات ذات الصلة؟

في مقالة للصحافي والكاتب الإسباني خافيير كانيو تامايو منشورة في موقع الويب “ALAI” ترد معلومات يتعين على الأمريكيين معرفتها.

مع أن ناشرها تراوده الشكوك فيما يتعلّق بالأساليب المتبعة حتى يومنا هذا في مساعي الحاق الهزيمة بالقوة والسلطة اللتين راكمهما كبار مهربي المخدرات، فإن مقالته تقدّم معلومات لا شك في قيمتها، سأحاول إيجازها في بعض السطور.

“… 27 % من الذين يقضون ضحية العنف في العالم هم من أمريكا اللاتينية، مع أن عدد سكانها لا تصل نسبته إلى 9 % من عدد سكان المعمورة. خلال السنوات العشر الأخيرة قُتل مليون و200 ألف شخص في المنطقة نتيجة أعمال عنف.

أحياء فقيرة تغلي بالعنف تسيطر عليها قوات الشرطة؛ مجازر في المكسيك؛ حالات اختفاء قسري (مفقودين)؛ اغتيالات ومجازر في كولومبيا [...] أعلى نسبة من الاغتيالات في العالم تسجَّل في أمريكا اللاتينية.

ما الذي يفسّر هذا الواقع المريع؟

الإجابة على هذا السؤال نجدها في دراسة حديثة العهد أجراها “المجمّع الأمريكي اللاتيني للعلوم الاجتماعية”. يُظهر هذا التقرير كيف أنّ الفقر والتفاوت وانعدام الفرص هي أسس العنف الرئيسية، مع أن تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة الخفيفة يشكلان عاملَين يعجّلان في دورة الإجرام القاتل.

استناداً لما ذكرته “المنظمة الإيبيرية-الأمريكية للشباب” فإن نصف الشباب الأمريكيين اللاتينيين البالغ عددهم أكثر من 100 مليون بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين من العمر لا يتمتعون بفرص ولا بإمكانية الحصول عليها [...] وحسب “اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي” (CEPAL)، فإنّ المنطقة تعاني واحداً من أعلى مؤشرات البطالة الرسمية بين الشباب، إضافة إلى أن واحداً من بين كل أربعة شبان أمريكيين لاتينيين لا يعمل ولا يتعلّم.

واستناداً لما ذكرته “اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي” (CEPAL) فإنّ الفقر والفقر المدقع في أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة لا زالا يصيبان ما نسبته 35 % من السكان. نحو 190 مليون أمريكي لاتيني. وحسب “منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية” فإنّ أكثر من أربعين مليون مواطن قد وقعوا أو سيقعون في براثن الفقر في أمريكا اللاتينية قبل نهاية عام 2010.

وحسب منظمة الأمم المتحدة فإنّ الفقر يوجد عندما لا يستطيع الأشخاص تلبية احتياجاتهم الأساسية للعيش بكرامة: الغذاء الكافي، المياه الصالحة للشرب، العيش في مسكن كريم، العناية الصحية الأساسية، التعليم الأساسي… البنك العالمي يصنّف هذا الفقر مضيفاً أن الشخص شديد الفقر هو من يعيش بدخل يدنو عن الدولار وربع الدولار في اليوم.

وحسب التقرير الذي نشره كابجيميني وميريل لينش عن الثروة العالمية 2010، فإن ثروات الأمريكيين اللاتينيين الأغنياء [...] قد زادت بنسبة 15 % خلال عام 2009. [...] في السنتين الأخيرتين بلغت ثروات الأمريكيين اللاتينيين الأغنياء من النمو أكثر مما بلغته في أي مكان آخر في العالم. يصل عددهم إلى 500 ألف ثري، حسب تقرير كابجيميني وميريل لينش. نصف مليون مقابل 190 مليون. [...] بينما هناك قلة تخزن الكثير، هناك كثيرون لا يملكون شيئاً.

[...] هناك أسباب أخرى تفسّر العنف في أمريكا اللاتينية. [...] للفقر والتفاوت صلة دائماً بالموت والألم. [...] هل هي صدفة يا ترى أن [...] 64 % من الثمانية ملايين الذين قضوا بسبب السرطان في العالم هم من المناطق ذات الدخول الأدنى، التي لا يخصّص لها، بالمناسبة، إلا 5 % من أموال مكافحة السرطان؟

قُل لي بصدق وعيناك في عيناي، هل يُمكنك أن تعيش بدخل يبلغ دولار وربع الدولار في اليوم؟” بهذا السؤال ينهي خافيير كانيو مقالته.

نبأ مجزرة أريزونا يشغل اليوم التعليقات الرئيسية في الوسائل الصحافية الأمريكية.

أخصائيو “المركز الطبي” التابع لجامعة أريزونا، في توكسون، يبدون تفاؤلاً حذراً. فقد أثنوا على عمل طاقم الإنقاذ، الذي سمح بإخضاع عضو الكونغرس للعملية الجراحة بعد 38 دقيقة من إصابتها بالعيار الناري. هذه المعلومات وردت عبر شبكة الإنترنيت بين السادسة والسابعة من عصر اليوم.

وحسب هؤلاء الأخصائيين، فإن “العيار قد دخل من جهة الجبين القريبة جدا من كتلة الدماغ، من الجهة اليسرى للرأس”.

وأكدوا أنه “بوسعها اتباع إرشادات بسيطة، ولكننا ندرك أن الورم الدماغي يمكنه أن يُحدث منحى سلبياً”.

ويشرح الأخصائيون كل واحدة من الخطوات التي قاموا بها للسيطرة على التنفس وخفض ضغط الدماغ. ويضيفون أنه يمكن لعملية الانتعاش أن تستغرق أسابيع أو أشهر. جرّاحو الأعصاب، بشكل عام، والاختصاصات المرتبطة بهذا الاختصاص، سيتابعون باهتمام المعلومات التي تصدر عن هذا الفريق.

الكوبيون يتابعون عن كثب كل ما له علاقة بالصحة، وعادة ما يكونون مطلعين، وسيشعرون بالغبطة أيضاً لنجاح هؤلاء الأطباء.

من الجهة الأخرى للحدود، نعرف المدى الذي بلغه العنف في الولايات المكسيكية القريبة، حيث يوجد أيضاً أطباء رائعون. غير أنها ليست قليلة المرات التي تدخل فيها مافيات المخدرات، المجهّزة بأحدث الأسلحة المنتجة من قبل صناعة الأسلحة الأمريكية، إلى صالونات العمليات لتطلق رصاصات الرحمة.

نسبة وفيات الأطفال في كوبا هي دون الخمسة بين كل ألف مولود حي؛ وعدد حالات الوفاة بسبب أعمال العنف تقل نسبتها عن الخمسة بين كل مائة ألف نسَمة.

مع أن الأمر يخدش تواضعنا، فإنه واجب مرير علينا التأكيد أن بلدنا المحاصَر والمهدد وموضع الافتراء، قد أثبت أن بوسع الشعوب الأمريكية اللاتينية أن تعيش بدون عنف ولا مخدرات. بل وأنها تستطيع العيش، وهذا ما حدث على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، بدون علاقات مع الولايات المتحدة الامريكية. وهذا الأمر الأخير لم نثبته نحن، وإنما أثبتته امريكا بعينها.

فيدل كاسترو روز

9 كانون الثاني/يناير



#فيدل_كاسترو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس هايتي
- الإمبراطورية والرجال الآليون
- تأملات الرفيق فيدل: يوم فقراء العالم
- رسالة من القائد العام - فيدل كاسترو
- ساكون في المقدمة
- الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روس، في جلس ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فيدل كاسترو - بدون عنف ولا مخدّرات