أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - صيف كوردستان ثقافة سياحية راسخة بانتظار أفواج الزوار لمشروعات نابضة بالحيوية















المزيد.....

صيف كوردستان ثقافة سياحية راسخة بانتظار أفواج الزوار لمشروعات نابضة بالحيوية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 16:04
المحور: المجتمع المدني
    


في منطقة الشرق الأوسط متغيرات جوهرية كبرى؛ وربما هناك من ينظر إلى ما فيها من بضع عقبات بوجه الاستقرار ومن ثمَّ في مسألة توافر أجواء سياحية طبيعية.. ومن هذه العقبات ما هو مؤقت وعابر وما يمكن تجنبه ومنها ما يتطلب دراسات معمقة وجهوداً طويلة الأمد.. وفي جميع الأحوال، تبقى السياحة بأشكالها ومساراتها مصدرا مهما للثروة ولإنعاش الحياة وتحريك الدورة الاقتصادية والحصول على مكاسب مفيدة مثمرة أخرى غير تلك المادية..

في بلادنا وفي العقود المنصرمة كان هناك عقبات ليست سهلة أمام دورتنا الاقتصادية السوية.. وفيها تشوهات جعلتنا نعوِّل على مصادر متأتية من الموارد الطبيعية أو الثروات الطبيعية كالنفط ولا غير.. فيما أهملنا ثروات مهمة أخرى تعتمد على قليل من المجهود، نخطط له ونمضي في تحقيق منجز يخدمنا من نواحي متعددة الأوجه..

من الثروات التي ربما أهملت ردحا من الزمن ونشير إليها، السياحة. واليوم هناك منجزات جدية بهذا المجال الحيوي ولكنها منجزات تبقى بحاجة لتطوير وتفعيل.. ففي كوردستان طبيعة خلابة وصيفها يمتلئ بملامح تخدم السياحة فالطقس المعتدل والأجواء المنعشة في معالم سياحية من شلالات وبحيرات وسفوح جبال تغطيها الغابات العامرة ويساتين الخير وسطوع الشمس وكل تفاصيل التضاريس والأجواء من طبيعة يتطلع إليها السائح محليا وإقليميا وعالميا..

كما في كوردستان نهضة عمرانية مهمة حيث التحسن الملموس في طرق المواصلات والاتصالات وحيث الاهتمام البيِّن بالركائز الأساس وببناء المرافق المطلوبة من الفنادق والمنتجعات والاستراحات ومن تحسين جدي لمعالم سياحية في المدن والقصبات واهتمام بفنون العمارة وأشكال العرض في الأسواق التقليدية والمكتبات والحدائق والمنتديات والمسارح ودور العرض السينمائية وغيرها..

إنّ كل ذلك أمر موفور ولكنه يبقى بحاجة لخطط نوعية جديدة متكاملة مع مجريات أنشطة الوزارات كافة.. فعلى سبيل المثال تبقى وزارة الثقافة واحدة من أبرز الوزارات التي ينبغي أن تنسق أنشطتها في ضوء المواسم السياحية إلى جانب وزارات التخصص بالتنسيق مع الهيأة المسؤولة مباشرة عن السياحة..

ومن المفيد على سبيل المثال أن نصل بالإعلان والتعريف إلى السائح بشأن العروض المسرحية المناسبة الموجودة وأن نواصل اجتلاب تلك العروض في التوقيت المناسب للمواسم باستمرار.. ومؤمل أيضا اجتذاب عروض سينمائية استثنائية بمعنى استيلاد مهرجانات محلية وربما إقليمية أو دولية تفضي لاحتشاد سياحي مهم.. ومن الطبيعي أن تجتذب الكرنفالات الجماهيرية الكبرى جمهورا غير تقليدي إذا ما فكرنا بتنشيط الموضوع بتخطيط صائب..

وأجزم أن كوردستان غنية بإمكانات استيلاد مثل هذه الأنشطة والإكثار منها وهي التي ستكون على مدى سنوات معدودة علامة فارقة تجتذب أكبر حشد تخصصي ومعه جمهوره في سياحة لا تقف خدمتها وفائدتها عند المردود المالي بل تتجه إلى فوائد أخرى روحية وتبادل تأثير قيمي هو من مفردات العصر... ولربما كانت مباريات استعراضية باستقدام فرق معروفة عالميا في مختلف الرياضات مناسبة أخرى جاذبة.. وهذه جميعا هي أنشطة استكمالية للسبب السياحي الحقيقي المتمثل في أفضل طقس يحتاجه السائح...

إنّ هذه الأمور كما أشرنا وكما تؤكد الوقائع الملموسة، متوافرة اليوم في كوردستان وستتنامى تدريجا؛ وسينمو معها الوعي الشعبي بالسياحة وأهميتها وأسلوب التعاطي مع توسيعها.. وهذه الإشكالية الأخيرة أي قضية (الوهي الشعبي بالسياحة وأهميتها وآليات التفاعل معها) تتطلب انتباها من مسؤولي التربية والتعليم وما ينتظرهم من أنشطة في المدرسة بدءا بمفردات ومناهج ومتغيرات منتظرة فيها وليس انتهاء بأدوار التدريسيين والإدارات وبرامج الأنشطة اللاصفية.. وعلى المنتديات وجمعيات المجتمع المدني إيجاد فقرات مخصوصة ببرامجها إلى جانب خطة وطنية عامة باسستراتيجيات منسقة يمكنها أن توجه الاستثمارات والأنشطة والخطط بالاتجاه الذي يمنح قضية السياحة مكانا مهما بل أولوية في يوميات المواطن والمسؤول...

ولا يمكن للسياحة أن تتسع من دون هذا الوعي الشعبي بها.. ومن دون التنبه إلى مدخلات التعاطي مع السائح ومع السياحة بالمعنى العام. وللإنصاف لابد من الحديث هنا عن طيبة أبناء كوردستان وروح الضيافة والانفتاح والتفاعل إيجابا مع الزائر ولكن إشارة هذا المقال تتجه لضرورة وضع استرتيجيات وخطط أخرى قصيرة وعاجلة تستثمر اليوم ما ينبغي ألا يفلت باتجاهات بعيدة عن مصايف الروعة والجمال بكوردستان..

وأعتقد هنا أن نضوب النفط يوما، لن يؤثر على بلاد وشعب رسخت فيها مساقات السياحة وأنشطتها.. وأن العلاقات الودية مع الشعوب ومع مختلف البلدان والتعريف بثقافة شعب وبوجوده وبطقوسه وقيمه لن تمّحي في بلاد تعمّد علاقاتها بفتح آفاق العلاقات مع الشعوب عبر منفذ السياحة والعلاقة التي تتوافر في أجوائها وأحضان التفاعل المباشر معها..

و وجود الدليل السياحي، وجود الخرائط وكتيبات التعريف وأشكال الدعاية والإعلان وإيصال الصور والأفلام والتغطيات الصحفية والإعلامية وإجراء الحفلات واللقاءات ونقل الصورة الواضحة لمعالم الاستقرار ولثقافة المضيف في مختلف الأماكن فضلا عن خطط استضافة أفواج السياح هي من المقدمات الأولى التي سيكون الأمر تراكميا في أقرب فرصة بارزا وشاخصا من بين أهم مناطق السياحة عالميا..

إن السياحة ليست نشاطا كماليا، فهي في كثير من الأحيان تمثل علاقة روحية كما في السياحة الدينية.. وكما في السياحة الثقافية وكما في أشكال العلاقة مع أبناء الوطن.. أليس من المهم توفير فرص استقبال المهاجرين في أفواج جماعية وبخطط مبنية على أسس مدروسة؟ أليس من المفيد استضافة أبناء المجموعات الدينية في حج إلى مزارات مقدسة كما عند الأيزديين واليهود والمسيحيين فضلا عن المجموعات الأخرى..؟ أليس مهما ومفيدا التفكير بتخطيط مهرجانات وكرنفالات مخصوصة لهؤلاء ولغيرهم؟

وربما الانتقال إلى التفكير بأسس غير الاقتصادية المادية وغير الروحية الثقافية ربما شؤون غنية أخرى بحاجة لدراسة كما في العلاج في المنتجعات الصحية الطبيعية.. وكما في عقد المؤتمرات الكبرى مع تغطية أي نشاط بطريقة إعلامية مناسبة وعند الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها سيكون لدينا صيف كوردستان العامر لا بعشرات الآلاف ومئاتها بل بملايين السياح سنويا...

والمطلوب اليوم بعد اكتمال المطارات الدولية وأشكال المواصلات والقواعد الرئيسة، المطلوب إدارة سياحية بعقلية تتجاوز الإدارات الحكومية البيروقراطية التي تنتظر المراجعات والمحاسبات والخوانق الروتينية القاتلة بل الاتساع نحو الاستثمار على وفق خطط شاملة وليس عشوائيا..

فهلا انتبهنا؟ وهلا أدركنا أن شعبنا يستحق مكانه ومكانته مثل بقية الشعوب؟

إذاً لنشرع في تداول موضوعات الجذب في الصحافة الكوردستانية بخاصة منها تلك الصادرة باللغات الأخرى المنفتحة على الآخر إقليميا ودوليا.. ولنشرع بتغطيات إعلامية ربما تطلب الأمر فضائيات كوردستانية بالعربية والأنجليزية والفرنسية والاسبانية وغيرها.. ولنبدأ حملات شاملة وواسعة كبيرة تؤسس لمشروع استثماري يدر المال والثقافة والمعرفة والعلاقات الوطيدة والتعريف الأبرز والأهم بكوردستان.. وإنه لأمر يليق بعصرنة وتحديث هما واقع حال يومنا.. وبانتظار أفواج المتطلعين لشاهق الجبال ورائع جمال الشلالات والمصايف وعظيم العلامات والشواخص وطيب الضيافة المشرقة روعة وراحة وأمانا ومتعة نقول مرحى وبالجاهزية التامة للاستقبال ولتفعيل الدراسات الأنجع بالخصوص..

[email protected]



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العفوية والتنظيم في مراحل الانتفاضات الشعبية في بلدان المنطق ...
- المطلق والنسبي بين الأنا والآخر
- اليوم العالمي لحرية الصحافة.. أوضاع مأساوية لصحفيي العراق تت ...
- عن أيّ احتفال يجري الحديث في ظل بشاعات الاستغلال والإلغاء؟
- الصحافة الكوردستانية شمس تبقى إشعاعاتها مضيئة
- بانتظار المعالجة الجذرية: الأنفال جريمة ما زالت حية بضحاياها
- سه رصال عید استذكار الجذور وتجدد التطلعات نحو آفاق الخ ...
- عيد فصح مجيد حيث الخلاص من الآلام وانبعاث أنوار السلام
- الرسالة السنوية لمسرحيي العراق في اليوم العالمي للمسرح 2011
- استهداف مقار الأحزاب الوطنية مقدمة لقمع شامل للحريات العامة ...
- إلى منظمات المرأة وجمعياتها في داخل الوطن وخارجه: اخرجن في م ...
- ستواصل الشبيبة احتجاجها السلمي حتى تطهر المسيرة من أكبر جرائ ...
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر 2 مظاهرات الغضب الع ...
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر 1 عشية انتفاضة شبيب ...
- انتفاضة الشعب العراقي من أجل تطهير المسيرة وتعميد دستورية ال ...
- من أجل ليبيا التقدم والسلام والديموقراطية، لتتوقف أنهار الدم ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 3. ترويع ا ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 2. أخطاء ا ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 1. الواقع ...
- حركة احتجاج الشبيبة العراقية على أوضاعها


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - صيف كوردستان ثقافة سياحية راسخة بانتظار أفواج الزوار لمشروعات نابضة بالحيوية