أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ستواصل الشبيبة احتجاجها السلمي حتى تطهر المسيرة من أكبر جرائم الفساد في عصرنا















المزيد.....

ستواصل الشبيبة احتجاجها السلمي حتى تطهر المسيرة من أكبر جرائم الفساد في عصرنا


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 15:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لن يتنازل الشعب عن حقوقه وحرياته
ستواصل الشبيبة احتجاجها السلمي حتى تطهر المسيرة من أكبر جرائم الفساد في عصرنا
لن يقبل المنتفضون أساليب الترقيع والخداع والتضليل
أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
باحث أكاديمي في الشؤون السياسية
ناشط في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني

مارست حكومة أحزاب الطائفية والفساد الأعلى في العالم، كل محاولات منع الشعب وشبيبته من الخروج في مظاهرات الغضب، فبدأت أعلى رموز تلك الأحزاب في إطلاق دعوات عدم التظاهر تحديدا في يوم 25 شباط يوم الغضب العراقي، وأرفقت دعواتها باتهام باطلة وتوصيف الشعب بأحط وأسوأ ما يلصق بإنسان! فبعد خلط الدين بالسياسة وإلحاق الدولة بالحزب المتبرقع زيفا بالدين، جاءت الإجراءات الآتية تعبيرا عن سياسة الحكومة:
1. طلب مدد أخرى انتظارا لأحزاب الطائفية وزعاماتها كيما تلبي بعضا مما تراه مقبولا لديها من مطالب العشب.
2. ترحيل الأزمات وإلقاء التبعة وقفا وحصرا على الإرهابيين وتركة النظام السابق وعدم الاعتراف بأية مسؤولية واجبة على الحكومة..
3. اتهام الآخر، وكل من يستخدم حقه في الاحتجاج السلمي بالخيانة..
4. توصيف من يهاجم سياسة الفساد وبرامج أحزاب الطائفية التي أذاقت الناس الأمرَّين، بأنه ينفذ أجندة خارجية..

لقد وقعت زعامات الطائفية والفساد في تناقضات وتصريحات لا تدل إلا على خطل التفكير وجهل بآليات الدول المدنية المعاصرة ومفردات العمل الديموقراطي..، فمثلا تحدثت بعض أصواتهم عن أننا في دولة لا دكتاتورية فيها؛ فلماذا المظاهرات؟ وكأن الدول الديموقراطية تمنع التظاهرات وتحظرها!!
وهكذا فإن تلك التصريحات حاولت استغفال الوعي الشعبي بحقه في التظاهر عبر الحديث عن حكومة منتخبة وحكومة شراكة زعمت أن الشعب كله ممثل [مختزل] فيها؛ ما يسمح لها بطلب عدم التظاهر!؟
وطبعا كالعادة فهي تختزل الشعب بنخبة تتحكم به من زعامات ووجاهات ومراجع [المصطنعة منها] التي تتخفى بتلحفها بأردية من لباس القرون الغابرة.. ورجال الدين الأقحاح براء من هذا الادعاء والدين الصحيح نفسه براء من هذه المزاعم..
إن أي عاقل يعرف أن من آليات الديموقراطية والدولة المدنية المعاصرة حريات التعبير عبر أشكال متنوعة منها الحق الثابت في التظاهر وفي إسقاط أية حكومة يجدها الشعب لا تلتزم بما كلفها به من واجبات.. بينما سارعت أصوات ممثلي حكومة المحاصصة العتيدة إلى تحديد ما يجب أن يقوله المتظاهرون من الذين توقعت أنهم لن ينصتوا لدعواتهم في عدم الخروج؛ كما قيدت وحددت ما لا يجب أن تطالب به حناجر أبناء الشعب!

وبقشمريات لفظية كالتي جرت قبل ليلة في طلب عدم التظاهر عادت ذات الأصوات الحكومية لتتحدث عن التظاهرات المشكورة لالتزامها بالروح السلمي وبمحددات مطلبية ترقيعية.. وهذا الخطاب المنافق يكشف:
أولا زيف ادعاءات الاتهامات المسبقة التي أطلقت على المتظاهرين وبطلان مزاعم لا شرعيتها.. وثانيا تؤكد مثل تلك التصريحات لدولة الرئيس ولمعتمديه الناطقين باسم أحزاب الطائفية أنهم يتغافلون عن مطالب التظاهرات في (إصلاح النظام) كونه السبب في مصائبهم، ما يعني أن هذه الحكومة وبرامجها ستبقى سببا في ويلات الشعب ومصائبه؛ لأنها تتعمد غض الطرف عن أصوات الاحتجاج التي خرجت على الرغم من محاولاتها منع التظاهر بوساطة:
1. استخدام آلتها الإعلامية المهولة وكل طاقات وألاعيب مسؤوليها الداعية لعدم التظاهر ومن ذلك تحريم التظاهر دينيا كما تزعم بعض المرجعيات السياسية المتبرقعة بالدين زيفا وبهتانا..
2. إدخال عناصر ميليشياوية وقوات مدربة للتصدي للاحتجاجات الشعبية الجماهيرية الواسعة..
3. تقطيع أوصال المدن والضواحي والقرى ومنع التجول التام والجزئي في جميع أنحاء البلاد.. ومنع كثير من أبناء المدن من الوصول إلى مركز المظاهرات..
4. استخدام سياسة التهديد والوعيد ودس أزلام وعناصر الأجهزة المختصة لتثبيط عزائم المتظاهرين ولتشتيتهم وتفريقهم بطرائق منها تمرير عبارات : وصلت مطالبكم و-أو قيادات التظاهر تطلب انفضاضكم و عودوا إلى بيوتكم فسيجري كيت وكذا بعد قليل، وما أشبه مما لمسه المتظاهرون بأنفسهم من ألاعيب..
5. استخدام العنف في التفريق؛ من استخدام خراطيم المياه إلى استخدام الرصاص الحي والطائرات المروحية وغيرها؛ تلك التي هبطت لمستويات هددت حيوات المتظاهرين مثلما هددت أبرز رموز الشعب والوطن كما في نصب التحرير الذي عادة ما حاول الطغاة تهديمه وتخريبه..
وبدل أن يعلن مسؤولو حكومة أحزاب الطائفية الخضوع لإرادة الشعب على وفق ما تفرضه آليات النظم الديموقراطية، عبروا عن توجهاتهم التي يعدون لها في ليل أظلم بالإعداد للدكتاتورية (الدينية) الطائفية الجوهر؛ بدل ذلك أرسلوا قوات خاصة لقمع الاحتجاجات التي اتسمت بسلميتها بأفضل ما يكون الالتزام بروح سلمي معمد بالوعي ورباطة الجأش تجاه كل الاستفزازات والأعمال المعادية من تلك القوات..

وهكذا لم يتفاجأ المحتجون بما أعقب الاحتجاجات الأوسع في البلاد من إمعان في تجاهل المطالب الرئيسة ومن التمادي في استغفال الناس عبر الحديث عن مطالب هامشية وعبر الحديث عن مزيد من إرسال أبناء الشعب وبناته إلى مصاطب الانتظار والعطالة والتبطل ومن ثم إلى مزيد من الاستغلال وجرئام التصفية والإبادة وتمكين حكومة الطائفية من صنع شرنقتها التي تحتمي بها في مسمى الحكومة الدينية المقدسة التي يحرم المساس بها حتى لو أزهقت أرواح الشعب.. وكأن إزهاق أرواح الناس هو مطلب ديني إلهي لا يمكن الوقوف بوجهه إلا وطاول من يتحداها التكفير والتصفية وهي آلية قصوى ومرحلة جديدة من طغيان فلسفة التخوين والتصفية التي مارستها دكتاتورية الطاغية المهزوم قبلها..
ومن هنا فقد أعقب التظاهرات عمليات ابتزاز من اعتقالات وأشكال تعذيب لا تحصل في أشرس وأسوأ النظم في محاولة لاستباق أية متابعة لمهام الانتفاضة الشعبية..
ومن هنا فإن الرد الموضوعي السليم يكمن في قرار الشعب بمواصلة تحديه للغش والخداع وللتهديد وأشكال الابتزاز والقمع.. وسيخرج في مظاهراته من أجل تحقيق أهدافه في منع سرقة مسيرة عملية سياسية عراقية مختلفة نوعيا عما يجري، ذلك أن ما يجري خلق نظاما للطغيان ولاستغلال الشعب فيما الخيار الشعبي يروم حكومة مدنية ديموقراطية بحق تعالج مشكلاته وتستجيب لمطالبه..
إن مهمة المظاهرات الجديدة المستمرة يوميا وتلك التي أولها في الرابع من آذار الربيع والخير والسلام في بلادنا، تكمن في الآتي:
1. فضح الجرائم التي ارتكبتها الحكومة وبعض قوات خاصة بأحزاب الطائفية من قتل وترويع وتعذيب للمواطنين ومن اعتقالات وأشكال ابتزاز ..
2. فضح جرائم التخريب التي ارتكبتها بعض حكومات محلية وعناصر معروفة في مجالسها من حرق وتدمير في المباني العامة وفي إتلاف الوثائق التي تدين تلك العناصر وفسادها.. والمطالبة بالتحقيق في ماهية ما يجري إتلافه من وثائق وفي خافية ما تدينه من جرائم..
3. المطالبة بتعويض الضحايا ومحاسبة القتلة والمجرمين بكل ما يحدده القانون الإنساني والجنائي الوطني بالخصوص..
4. المطالبة باعتذار رسمي من أعلى مسؤولي الدولة عن الاتهامات التي أطلقت بحق المتظاهرين وعن الأفعال الإجرامية المنافية للقانون ومن ذلك أشكال التضليل التي أطلقتها بيانات وبلاغات المسؤولين حتى مستوى دولة الرئيس ومكتبه مما مورس بحق المحتجين..
5. المطالبة بوضع أسقف زمنية قصيرة لتنفيذ المطالب الآتية:
أ‌. تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة بشأن جرائم الفساد لا تستثني من سلطتها أحدا..
ب‌. تقديم برامج محددة بأسقف زمنية بشؤون الخدمات بكل مفرداتها لا تتجاوز زمنيا الصيف القابل..
ت‌. تشكيل لجان برلمانية بمشاركة ممثلي المحتجين ووفود تفاوضهم لوضع التعديلات الدستورية التي كان ينبغي أن تتم في أول أشهر مسيرة العملية السياسية وجرى التعطيل عمدا من حكومة أحزاب الطائفية والمصالح الخاصة..
ث‌. يلتزم البرلمان الحالي ببرنامج استثنائي عاجل بسن كل التشريعات والقوانين التي تم ركنها على الرف لسنوات بعيدة وذلك تحضيرا لاستكمال المؤسسات الدستورية الوطنية كافة..
ج‌. إعداد القوانين اللازمة لمجلس الاتحاد كونه يمثل نصف البرلمان العراقي مع تشريع قانون أحزاب يحظر الأحزاب على اسس عنصرية عرقية دينية طائفية ويعد لانتخابات وطنية بأسس الدولة المدنية الديموقراطية..
وبخلاف حال تلبية هذه المطالب الجوهرية فإن الجماهير الشعبية ستواصل برامجها الاحتجاجية وستصعد من نمطها وسعتها ووسائلها السلمية بما يفرض وقف جرائم الفساد الكبرى في نهب الثروة الوطنية واستباحة حياة المواطنين من أبناء الشعب المبتلى بحكومة الطائفية ونيران فشلها في كبح الإرهاب بل مشاركتها في جرائمه..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر 2 مظاهرات الغضب الع ...
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر 1 عشية انتفاضة شبيب ...
- انتفاضة الشعب العراقي من أجل تطهير المسيرة وتعميد دستورية ال ...
- من أجل ليبيا التقدم والسلام والديموقراطية، لتتوقف أنهار الدم ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 3. ترويع ا ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 2. أخطاء ا ...
- رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير: 1. الواقع ...
- حركة احتجاج الشبيبة العراقية على أوضاعها
- بين المدني والديني في المجتمع المعاصر
- حول النداء من أجل حركة ديموقراطية جماهيرية متحدة في العراق
- الأحزاب والحركات الدينية: إفراز للأوضاع المرضية ولانعدام مؤس ...
- حول مهام الثقافة العراقية اليوم بين الرسمي والشعبي والتخصصي؟
- اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين بين سندان الإرهاب وابتزازه ...
- رسالة البرلمان الثقافي العراقي بشأن الوضع الثقافي العام في ا ...
- نصف قرن من الاحتفال باليوم العالمي للمسرح
- دعم ثابت لحق تقرير المصير لشعب كوردستان
- رسالة مفتوحة: لنوقف أنشطة قوى الظلام وأعداء الحرية في العراق
- أولوية حقوق الإنسان والثقافة الحقوقية!
- رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة.. تهنئة وآمال وتطلعات
- الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - ستواصل الشبيبة احتجاجها السلمي حتى تطهر المسيرة من أكبر جرائم الفساد في عصرنا