أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة.. تهنئة وآمال وتطلعات














المزيد.....

رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة.. تهنئة وآمال وتطلعات


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 23:52
المحور: المجتمع المدني
    




تحل السنة الهجرية الجديدة محملة بالمتناقضات من آلام وأوجاع وأوصاب ومن أفراح آمال وطيدة بالتقدم إلى عالم جديد يسوده السلم والانعتاق من سطوة الجناة والقتلة من الطغاة وقوى الإرهاب الدموي التي باتت تمضي بفرقها الانتحارية رافعة رايات فلسفة الموت والسوداوية وإيقاع أقسى الخسائر في يوميات الإنسان المسالم مسلما كان أم غير مسلم... ويتشرذم ويتشظى المسلمون بين طوائف تنغلق على نفسها فتفضي إلى عزلتها بعضها عن بعضها الآخر بل تتحول بأوضاعها إلى اختلاق الحساسيات والتوجس وإلى خطاب استفزازي يتقدم فيه روح الاتهام والعدائية ومن ثمّ الاحتراب والتقاطع الدمويين!

إن الأغلبية الصامتة من المسلمين، تتطلع للتحول بمثل هذه المناسبات الحولية كما رأس السنة الهجرية إلى أوجهها المشرقة المبتسمة الملأى بالآمال في تحقيق المسرات ورفع معنويات أبنائها وبناتها وتلبية مطالبهم في الحياة الحرة الكريمة التي لا يشوبها ظلم أو حيف أو ضيم..

إننا إذ نتبادل اليوم التهنئة بميلاد عام هجري جديد يفتتح زمن المسرات بانتهاء سنة هجرية تختتم زمن الآلام والصراعات والتناقضات؛ لنتطلع إلى تعزيز وعي المسلمين التنويري كيما تغادر الأغلبية الصامتة السلبية وأوضاع الاستغلال والآلام وتتخذ الموقف المتنور من قضاياها التي باتت في مفترق طرق بين زمن أكثر سوداوية وبشاعة وآخر أكثر أمنا وسلاما وتحررا من قيود الجمود والتخلف، تلك التي فرضتها مافيات الدم والموت وتقاليد زمن الظلمة والماضوية..

إن التهنئة بعام هجري سعيد تستوحي قيمها من قيم الهجرة الأولى في خلقها التلاحم بين أبناء الديانات الإبراهيمية وتعميده بأفضل العلاقات الإنسانية الصادقة القائمة على احترام الجوار والعيش المشترك وهو ما ينبغي تمثله اليوم في وعينا وفي ممارساتنا وفي تأمين سبل عيش آمن يرفض ويدين كل أشكال العنف والرعب والترهيب بأشكاله المادية التصفوية الدموية والمعنوية بضغوطها الهمجية على وعي الناس ووضعهم كرها تحت فلسفة القطيع في مسيرة من الاقتتال والتدمير والتخريب...

نهنئ جميع مسلمي الأرض بعام هجري جديد.. ونتطلع وإياهم إلى وعي جديد مختلف نوعيا، يُعلي قيم التسامح والإخاء والتعايش السلمي.. كما يُعلي فلسفة احترام الآخر وقبول التعددية والتنوع سواء في الرؤى والمعالجات والاجتهادات أم في الوجود الإنساني ومن ثم يتحول بالمسلمين من الفرقة والتشرذم بين طوائف منغلقة محتربة إلى تعددية مذهبية تجتهد لتسهيل النص وتطبيقاته وتتداخل متلاحمة في أعمق تجليات الاتحاد والخشوع الديني القويم في تبني القيم السمحاء لرسالة المهاجرين الأوائل في دين التسامح والسلام وإكرام الإنسان المستخلف على الأرض ليعمرها ولينهي الخراب والقوى الساعية في دروبه...

أيها الأحبة من مسلمي جميع الشعوب

تبادلوا التهاني لأن الهجرة الأولى جاءت ببشائر الخير وليس عكسه وابتدرت استقبال المهاجرين بأناشيد المحبة والوداد والتعاضد.. فأعْلِنوا تمسككم بقيم دينية صحية صحيحة تتمثل في تحقيق أفضل عمار في وجودكم.. وأنتم في مختلف بلدانكم ليكن عامكم هذا عام قرار شجاع برفض التبعية لكائن من كان ممن قد يودي بكم إلى الاحتقانات والاحتراب ومن أولئك الذين يصورون الدين طقوسا تمتلئ آلاما واستعبادا للنفس وجلدا لها في ذنوب لم ترتكبها وفي بكائيات ونواح حرّمه الدين نفسه وأمر الإنسان أن يحيا حياته فلا حزن فوق ثلاث "الحديث النبوي الشريف الذي يوصي بألا يبقى عزاء أكثر من ثلاث ليال"فيما يريد لنا بعضهم أن نحيا العمر أحزانا وأن نوقع بأنفسنا الألم ليل نهار وسنة بعد أخرى والحق أن العمر لبارئه أُمِر الإنسان أن يملأه خيرا ومسرة ويريد أولئك أن يجعلوا من أيام السنة شدائد قاسية حزينة سوداء.. فكل فرد منكم يملك عقله وحنكته عبر تجاريبه وهو يرى ما يحل به يوميا ويمكنه اتخاذ القرار الحاسم في ركوب طريق الصواب والرشاد والفطنة..

توجهوا إلى صلاح الأنفس والبيئة وخذوا قراركم في العمل والبناء [فعامل يعمل خير من ألف عابد"حديث نبوي شريف"] ففي العمل والبناء سعادتكم ومسراتكم وميراث تتركونه لبناتكم وأبنائكم.. فلقد أُنْهِكت الأنفس من أجواء ترقب الواقعة السوداء تعقب الأخرى الكأداء؛ وتاقت اليوم إلى مصالحة مع الذات وبناء جسور المحبة وتبادل أعمق مشاعر الثقة..

إنَّ الدين لله وكلُُ يعرف طريقه إلى ربه الذي لا يقبل وساطة في الوصول إليه.. أما بيوتنا أوطاننا فهي الأرض التي اُسْتُخلِف الإنسان عليها يعمرها فيجني ما يزرع وزرعكم الثقة والتسامح والمصالحة والوعي بصواب القرار هو أول تباشير عامكم الواعد خيرا..

أجمل التهاني وأروع الأماني بعام هجري جديد

وليكن عامكم هذا عام إعمار الذوات الموجوعة وبيوتها المخربة فتسكنوا أروع جنان تشيدها أيديكم، أيدي البركة..

ومبارك عامكم عاد عليكم باليُمن والخير والبركات





أ.د. تيسير عبيدالجبار الآلوسي

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

مستشار رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها
- الإحصاء السكاني في العراق بين منطق الضرورة والتجيير؟
- صلات الأحزاب السياسية وزعامتها بالناس بين الحقيقة والادعاء؟
- الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم
- الطائفية السياسية في العراق الجديد
- الطائفية بين خطل الأسس الفكرية ومخاطر الممارسات السياسية
- في العام الدراسي الجديد: آلام متكررة على كواهل الطلبة وعوائل ...
- جرائم بحق التنظيم النقابي تمثل علامة فاضحة على استعادة آليات ...
- الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية
- محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في ال ...
- الخطأ في العلاقات الإنسانية بين صواب المعالجة وبعض الأحكام ا ...
- الخطاب التبريري ومسؤولية الكشف عن الحقائق
- الانقلاب على الدستور تهديد للعملية السياسية
- بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إ ...
- حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق ال ...
- سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات ...
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - رسالتنا في السنة الهجرية الجديدة.. تهنئة وآمال وتطلعات