أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية















المزيد.....

الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 15:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يبدو العراق الجديد أرضا خصبة لمشروعات البناء بكل تنوعاتها واتجاهاتها. وباتت أسباب القلق والخشية من الأوضاع الأمنية تتساقط وتحديدا في تلك المناطق التي يسود فيها الاستقرار مثلما يتنامى فيها التطور بالانتهاء من أشكال السلبيات و-أو العقبات والثغرات التي لربما رافقت الانطلاقة المعقدة لمسيرة إعادة الإعمار في بداياتها. وما تجدر الإشارة المهمة إليه هنا هو حال الأمان وانتعاش أجواء السلم والحريات العامة التي تعمّ ربوع إقليم كوردستان العراق بالخصوص.

وكوردستان اليوم تتمتع بصلاحيات واسعة في إدارة أوضاعها ومشروعات البناء كافة، بالاستناد إلى آليات العمل الفديرالية في العراق الجديد. إذ توجد حكومة محلية وبرلمان منتخب ومؤسسات صارت تمتلك خبرات ملموسة وخطط وتطلعات عمل جدية مهمة. ويضاف إلى هذه السمات البنيوية سمات تتعلق بطبيعة المشروعات المتاحة فيها وهي بين مستويين الاستراتيجي منها وتلك المرتبطة بالأحجام المتنوعة الأخرى.. فهنا يمكن الحديث عن بناء ركائز بنيوية اقتصادية كبرى كما يمكن الحديث عن مشروعات إسكان وصناعة وزراعة وسياحة بأحجام مختلفة ومضمونة المردود...

ففي مجالات السدود والكهرباء والمواصلات والاتصالات المنطقة بحاجة لاستثمارات بعيدة المدى.. وفي مجال الإسكان نجد حركة البناء تتطلب جهودا استثمارية ليست قليلة وهي في ظروف عمل مؤاتية بسبب من توافر المواد الأولية وسهولة النقل وانخفاض أسعار مواد البناء نسبيا.. وفي مجالات التصنيع يجري فتح الفرص واسعة للاستثمارات في قطاعات متنوعة وسوقها منتعش ويتنامى بقوة.. وفي مجالات الزراعة تتعاظم إمكانات استثمارات كبيرة بخاصة مع طبيعة الأرض وتوافر المياه وتوجهات تشجيع القطاع ووضع أولوية مخصوصة له..

وليس لهامشية أو ثانوية المكانة جرى تأخير ذكر قطاع السياحة؛ ولكن للأهمية ولحجم نوعي للطاقات الاستثنائية المميزة نضعه بشكل مستقل في الإشارة. إذ معروفة الإمكانات الهائلة لجمال الطبيعة الخلابة والمناظر المتفردة في المنطقة والعالم.. إلى جانب الأجواء المعتدلة والأنسام العليلة صيفا ومساحات الاصطياف الشتوي وفرص ممارسة الرياضات المعروفة.. فأنت تجد الشلالات والوديان والأنهر والجبال وتنوعات تضاريسها وطبيعتها ما يفتح مجالا لمئات المشروعات السياحية.. وجمهور هذه المشروعات موجود محليا في الإقليم وفي محافظات العراق إلى جانب بلدان إقليمية معروفة بحاجتها إلى سوق الاستثمارات وإلى ميادين الاصطياف والسياحة الأقل كلفة والأفضل بوسائل الوصول والارتياد..

مثل هذه الصورة، تتسابق إليها دول وشركات عالمية وتحاول جهات إقليمية ولوجها وأخذ قصب السبق فيها.. إلا أن أفضل الاستثمارات وأنجحها ستكون تلك المتأتية من البلدان العربية ومن دول الخليج العربي تحديدا.. نظرا للخلفية المخصوصة للعلاقة بين العراق ومجموع الدول العربية ونظرا لأهمية الاستفادة من حال اللقاء الجغرافي ومن القرب الذي يتيح امتيازات مهمة للمستثمر الآتي من المنطقة..

سيضاف إلى جانب هذا طبيعة العلاقات التاريخية وتبادل الثقة والمصالح المشتركة وكون ميدان الاستثمار معروف تماما للمستثمر ويمتلك عميق العلاقات الإنسانية والاقتصادية معه. وطبعا لابد من الإشارة إلى ما ينفتح من آفاق مستقبلية كبيرة...

إنَّ أي تفكير في إعادة تطبيع العلاقات العربية العراقية يلزم أن يكون مدخله الحقيقي كامنا في تبادل المصالح على أساس من الاحترام وعلى أساس من تبادل المنفعة.. وفي اللحظة التاريخية القائمة فإن العراق مقبل على أكبر عملية بناء تجري في بلاد منذ عمليات البناء التي تلت الحرب العالمية الثانية بأوروبا.. وهي فرصة مؤاتية من جهة للاستثمار الاقتصادي الحر الآمن القادر على الأداء التشغيلي الصائب والأكبر ربحا.. ومن جهة أخرى على عقد أرضية متينة للصلات الطبيعية بين بلدان المنطقة..

ومن الطبيعي ألا تنتظر عملية التطبيع في العلاقات خطوات قد تمضي بطيئة إذا ما انتظرنا نهايات الأمور في العاصمة وبقية مناطق العراق الملتهبة نسبيا.. والصحيح يكمن في البدء بهذه العلاقات من المتاح حيث البوابة الكوردستانية المستعدة لأكبر الاستثمارات.. وحتى بهذا الشأن لا ينبغي انتظار الدعوات المنطلقة من داخل العراق وداخل إقليم كوردستان إذ الأفضل أن تبادر البلدان العربية والجهات الاستثمارية فيها لاقتراح ما يمكنها عمله في قطاعات وميادين بكر تنتظر المبادرات الشجاعة..

والشروع بالمبادرة أمر مطلوب من دول الجوار العربية والخليجية تحديدا لأنها وسيلة من وسائل دعم العراق الجديد ومسيرة عمليات البناء وإعادة الإعمار فيه.. وهذا الدعم يأتي من مدخل مهم يتطلع إليه المواطن العراقي مثلما تتطلع إليه الحكومة أقصد هنا ميادين وقطاعات العمل. وينتظر أن يكون الأداة لمزيد من الاستقرار ومردود ذلك على استقرار المنطقة بأسرها وإعادة الفاعلية لدولة مهمة (العراق) في حركة الاقتصاد والعلاقات إقليميا ودوليا..

إن كل ما عدا هذا التصور سيبقى متلكئا ضعيفا وهزيل المردود وسيفقدنا ممرات علاقات استراتيجية مؤملة بين البلدان العربية والعراق حاضرا ومستقبلا.. وسينحو باتجاهات ربما سلبية النتائج على جميع الأطراف..

من هنا وتأسيسا على ما مرّ ذكره، ينبغي أن تنهض العلاقات الاقتصادية وتفعيل الاستثمارات الكبيرة والصغيرة وفي مختلف القطاعات بمهمتها فورا بلا تأخير.. ولابد من أجل ذلك من فتح القنصليات العربية بخاصة بوجود الملحقين في شؤون التجارة والأنشطة الاقتصادية المحتملة، ولابد من منح الصلاحيات المناسبة والجهود الاستثمارية المنتظرة.. أما جهات الاستثمار فلربما كان مفضلا ومفيدا أن تتقدم بعروض وخطط وتصورات ميدانية بطلبات أولية لدراسات على الأرض يعقبها رسم الخطط التي تساعد مؤسسات الإقليم على التعاطي معها في ضوء ما يلائم خطط البناء بكل مفاصلها..

وللمستثمر أن يعرف طبيعة القوانين والمؤسسات التي سيتعامل معها وهو أمر مطلوب وما يقال هنا أن حكومة الإقليم أصدرت كثيرا من التسهيلات وغطائها القانوني فضلا عن توفير مستلزمات الحركة والعمل المؤاتية ويؤمل إيجاد ملتقى مخصوص سنويا مع مؤتمرات عمل قطاعية شاملة وتخصصية..

فهلا تفكر المستثمر العربي؟ وهلا تفكرت المؤسسة الرسمية العربية، الدول العربية، وحكوماتها بأهمية المبادرة العاجلة لتعميد العلاقات العربية العراقية بقواعدها المادية المتينة وبالاستفادة من هذه الفرصة المؤاتية لتشغبل الطاقات الاستثمارية ومعالجة كثير من التلكؤات التي تعترض سوق الاستثمار في ضوء الأزمة العالمية لكنها بالمقابل هنا في حال من الانتعاش والحركة والحيوية؟

الأمر متعدد الأوجه، ولكن الوجه الذي لا يقبل الجدل ولا التأخير هو خيار أن نبدأ مبادرتنا فعليا وميدانيا عبر بوابة مستقرة ومهمة وكبيرة هي تعميد العلاقات عبر البوابة الكوردستانية الأكثر أمانا وسلامة وثمارا إيجابية...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في ال ...
- الخطأ في العلاقات الإنسانية بين صواب المعالجة وبعض الأحكام ا ...
- الخطاب التبريري ومسؤولية الكشف عن الحقائق
- الانقلاب على الدستور تهديد للعملية السياسية
- بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إ ...
- حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق ال ...
- سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات ...
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
- آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية
- دور المعارضة في ضبط تطبيق الدستور .. ما العمل في مطب أزمة تش ...
- موقع ألكتروني توثيقي للمنجز الأدبي الفني العراقي
- حملات تنتظر مساهمات كل صوت وطني إنساني نبيل
- مجلة الصوت الآخر... ترنيمة كوردستانية ملأى بالجمال، غنية بال ...
- لمن ستذهب أصوات الهولنديين من أصول أجنبية؟
- انسحاب القوات الأمريكية بين الأجندتين الأجنبية والمحلية.. في ...
- بعض برامج الأنشطة الثقافية لمنظمات المجتمع المدني العربية في ...
- مشروع جائزة الجواهري للشعر العربي


المزيد.....




- أسرار وتكات عمل الحواوشي باللحمة في البيت بنفس نكهة وطعم حوا ...
- رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يؤكد الفشل في تقليل التضخم ...
- وزير المالية المصري: الأولوية القصوى هي خفض التضخم إلى نطاق ...
- صندوق النقد الدولي: النفط الروسي يُباع في السوق العالمية فوق ...
- البنك الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد التونسي إلى 2.4% في ...
- 4 وجوه جديدة تنافس هالاند وصلاح على الحذاء الذهبي في الدوري ...
- مع استمرار الحرب.. ما هي فرص انقاذ الاقتصاد السوداني؟
- اضافة مزايا الواتس الذهبي 2024 غير موجودة في اي واتساب تاني ...
- البنك المركزي: اقتصاد روسيا ينمو في الربع الأول بوتيرة أسرع ...
- الجزائر تبرم صفقة طاقة مع السويد


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية