أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد الوجاني - الفرق بين الهبات (بتشديد الباء) او الانتفاضات وبين الثورة















المزيد.....

الفرق بين الهبات (بتشديد الباء) او الانتفاضات وبين الثورة


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 23:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل ما حصل بمصر وتونس ويحصل الآن بسوريا وليبيا واليمن يعد ثورة ام انتفاضة ام نعتبره هبات (بتشديد
الباء ) العوام الذين ضاقوا درعا من جبروت حكام خربوا الحرث والنسل ، ولم يترددوا في استباحة التقاليد والأعراف وخرق القوانين التي وضعوها بأنفسهم ،همهم تعطيل عجلة الإصلاح والتطور ولو أدى الأمر إلى التآمر على الثوابت والمصالح الإستراتيجية للدولة ، مثلما فعل حاكم مصر لما انخرط وبدون تحفظ في خدمة مخططات واشنطن باريس لندن وتل أبيب بالمنطقة، وما اهتمامه بقضية الأسير الصهيوني شاليط لإطلاق سراحه ، وإهماله لمصير الآلاف من الفلسطينيين والعرب الذين يقبعون في سجون إسرائيل منذ عشرات السنين ، وغلوه في فرض الحصار الظالم على غزة ، ومنع البواخر المحملة بالمساعدات ورموزها مثل روجي غلاوي ، ورفضه استقبال الزهار وزير خارجية الحكومة الفلسطينية رغم انه انتخب ديمقراطيا من قبل الشعب ،في الوقت الذي يسارع هذا المتكبر الطاغية الى تهنئة شارون ونتانياهو على فوزهما في الانتخابات .. لخ من نماذج من هؤلاء الحكام الذين استرخصوا كل شيء ، فقط للحصول على مباركة واشنطن لتأبيد حكمهم ، وتجاهل جرائمهم ،وبتفويت السلطة الى الأبناء والأحفاد. واذا كانت الثورة تعني تحطيم ودك مؤسسات الدولة السابقة وبناء مؤسسات دولة جديدة ،فان هذا التجاوز لم يحصل في الحالة العربية ،حيث ظل النظام قائما ، في حين حصل التخلص فقط من الرئيس والبعض من بطانته التي قدمت لبعض المحاكمات الصورية كأكباش فداء ،وليستمر النظام بنفس الآليات التي سادت قبل سقوط الرئيس وليس النظام. عندما حصلت الثورة الروسية في 1917 دكت صرح القيصرية والقيصر وأقامت دولة جديدة اشرف على إنشاءها الشيوعيون وأعوانهم الذين أسسوا لدستور العمال والفلاحين ،وأسسوا للجيش الأحمر الذي عوض جيش القيصر، كما ثم تغيير كل شيء يرمز الى فترة القيصر، وبما في ذلك تجريم ممارسة العبادة والدين . ان نفس الشيء حصل بعد نجاح الثورة الإيرانية التي حلت دولة اسلاموية فاشية محل إمبراطورية آل بهلوي التي لم تحسم انتسابها الى جانب رجال الدين ام الى جانب العلمانية المفترى عليها في تلك الحقبة من حكم الشاه لإيران . هكذا لما جاءت الثورة حطمت دولة وأقامت نقيضها دولة أخرى ، خاصة وقد ركزت على إلغاء دستور الشاه وتعويضه بدستور الملالي ، وحلت الجيش الذي كان يغلب عليه الطابع الميكانيكي التقليدي المؤطر من طرف الانجليز والأمريكان ، ولتؤسس محله لجيش آخر رغم تبنيه تركبة الجيوش التقليدية ، فانه ركز على المليشيات الموازنة للجيش والتي تعد صمام أمان ضد بعض الانقلابات التي تنظمها قوى طامحة للعب دور اكبر على مسرح الحياة السياسية الإيرانية. لقد تغير شكل الدولة من الإمبراطورية الإيرانية الى الجمهورية الإسلامية التي تعمل لها جماعة العدل والإحسان . ان نفس الشيء يلاحظ أثناء الثورة الماوية في سنة 1949 التي غيرت وجه الصين خاصة ، بعد الثورة الثقافية نحو دولة شيوعية معارضة للامبريالية رأسمالية كانت ام (اشتراكية ) . إذن هل قطعت التغييرات التي حصلت في بعض البلاد العربية مع شكل الدولة القائم ، وأحدثت بديله شكل دولة مغاير ؟ ثم أين موقع شباب التغيير في مصر وتونس من الحكومة والجيش الذي تربى في حضن الرؤساء السابقين و لا يزال يواصل التغيير المضاد بطرق أبانت عن حقيقة المؤسسة العسكرية في مصر كما في تونس ؟ . ان ما حصل بتونس ومصر ليس بثورة بل انتفاضة جماهيرية أطاحت بشخص ان كنا نحن في المغرب قد مللنا من النظر الى وجهه البشع،فكيف سيكون الحال لأبناء مصر وللشعب المصري. السؤال اين هي قيادة ( الثورة ) من الحكومة و الجيش لا شيء . فأين هو التغيير الذي ردده المنتفضون لا شيء . الجيش والقيادة العسكرية التي رقاها مبارك وعملت معه ، لا يمكن ان تفرط في ولي نعمتها ،لأنه ان حصل تكون قد انساقت بالمرة وراء المتظاهرين ، وتكون قد خانت بيولوجيتها المعادية للشعب . وللقول فان السبب في عدم مواجهة الجيش للمتظاهرين لم يكن بفعل ان الجيش مع الشعب ،بل لان الأوامر بعدم إطلاق النار صدرت من القيادة العليا التي تتحكم في الجيش المصري التي هي البنتاغون ، لان الإدارة الأمريكية التي ضاقت ضرعا من مبارك ،وتيقنت بحتمية ذهابه سواء بفعل الهبات او بسبب التقدم في السن وربما حتى الموت، قد خططت لإبقاء الجيش المصري تحت امرأتها من خلال الالتفاف على المتظاهرين وتوجيههم بما تريد واشنطن وبطريق غير مباشر إسرائيل . الم يعلن أعضاء المجلس العسكري تمسكهم بجميع الاتفاقيات المبرمة مع تل لبيب مثل كمبدايفد المذلة للسيادة المصرية وللجيش المصري ؟ الم تعلن الحكومة التي لا علاقة لها بمطالب شباب التغيير، أنها تلتزم بالمعاهدات الدولية الموقعة في ظل حكم مبارك ؟ الم تخرج سوزان مبارك من السجن رغم اعترافها باختلاس الأموال بطرق غير مشروعة ، وادخل الى السجن شباب التغيير ؟ الم يحافظ المجلس العسكري على دستور مبارك مع بعض التعديلات التي عرفتها بعض فصوله لدر الرماد في العيون ؟ الم تبقي الحكومة المصرية على الاتفاقية التي تنظم تصدير الغاز لإسرائيل بأثمان تفضيلية عن سعرها العادي في السوق العالمية ؟ من هنا نسجل ان من أخطاء حركة التغيير في مصر ، أنها تفتقر الى الايدولوجيا ، تفتقر الى التنظيم القادر على ضم دعاة التغيير في قالب واحد لفرض شروط التغيير بدل الانصياع ومن غير إدراك لمقالب المجلس العسكري الذي يراهن على الوقت لإخماد الهبات ثم سهولة اختراق الحركة من قبل تنظيمات لها أجندة لا علاقة لها بالإصلاح وبالتغيير مثل حركة الإخوان الانتهازية التي تستعد للمرحلة المقبلة بالمشاركة في الانتخابات للسيطرة على المجتمع ، والسلفية التي تعمل من اجل نظام قروسطوي موغل في الفاشية والرجعية. ان نفس السؤال نطرحه عما حصل بتونس ويحصل في اليمن وسورية و ليبيا.
والى حين القطع مع نظام مبارك الذي أذل مصر حين أصبح زيناوي رئيس إثيوبيا يستهزأ بها ويتهكم عليها ، فان المستفيدين من خيرات مبارك التي هي خيرات الشعب المصري ، سوف لن يسمحوا بتغيير يعيد لمصر أمجادها القومية والعربية. وستستمر اللعبة ، لكن بأساليب أخرى ، وأدوات أخرى. لقد ابعد مبارك وبعض معاونيه ، لكن النظام لم يسقط ، لا يزال باقيا ، في الجيش ، في الحكومة ، في المؤسسات وفي الدستور . اذن ما حصل ليس بثورة بل انتفاضة وإلا كيف نفسر انتقال العديد من المسئولين الذين عملوا لأكثر من أربعين سنة مع القدافي، الى معارضين انقلبوا عليه مع بداية التفجير الشعبي من بنغازي؟ هل هؤلاء مقتنعون بأفكار التغيير التي تريد التأسيس لدولة جديدة ،ام أنهم انقلبوا على شخص القدافي الذي تلبدت سماءه بالسحب الى درجة الاكفهرار ، وحتى لا يفوتهم الركب وتسحب منهم الامتيازات انقلبوا على شخص القدافي ليضمنوا لهم مكانة في القاطرة الجديدة ليواصلوا النهب والاستفادة بطرق وان كانت انتهازية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سيكون اللقاء التشاوري لحراك 20 فبراير؟
- قرار انضمام المغرب الى مجلس التعاون الخليجي
- شعبوي شعبي وشعوبي
- سوق عكاظ
- الديمقراطية العربية
- اسامة بن لادن مشروع شهيد
- خريف ثلاث اوراق مغربية
- بدعة المجلس التأسيس لإعداد الدستور
- تنفيذ الاحكام القضائية ( المادة الادارية )
- مغالطة التاريخ ( الحركة الوطنية )
- ملك يسود ولا ( يحكم )
- ازمة الفكر العربي ( المعاصر )
- هل يمكن الحديث عن مشروع ايديولوجي عربي ؟
- رواد عين العقل العربي بين التنظير الإيديولوجي والعمل السياسي
- هل تدق طبول الحرب في الصحراء ؟
- حركة 3مارس1973 خنيفرة مولاي بوعزة
- الطائفية في لبنان
- دول الحق والقانون
- من يحكم الله ام الشعب ؟
- الرئيس المستبد المريض معمر القدافي


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد الوجاني - الفرق بين الهبات (بتشديد الباء) او الانتفاضات وبين الثورة