أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الجامعة العربية ورياح التغيير














المزيد.....

الجامعة العربية ورياح التغيير


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 01:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاجدال في ان اسقاط ترشيح مصطفي الفقي عن منصب الأمين العام للجامعة العربية خبر سار، اثلج الصدور مصريا وعربيا على المستوى الشعبي، كون المرشح امتدادا لنظام ساقط تطارده جرائم الفساد المالي والسياسي، فضلا عن الاستبداد وجرائم ضد الانسانية والتفريط في المصالح الوطنية وتكريس التبعية والارتهان لكل من واشنطن وتل أبيب.
واسقاط الفقي بدأ، بلا شك، داخل مصر بالوقفات الاحتجاجية ضد ترشيحه، وبالقضايا التى رُفعت أمام المحاكم، وبضغط الرأى العام المصري عبر مثقفيه ونشطائه، الذين قالوا لا لموظف في نظام مبارك، وأحد خدامه المخلصين حتى آخر لحظة، الذي فجأة قام بتلوين خطابه كمئات غيره بعد الثورة، مدعيا أنه كان أحد فرسان المعارضة للنظام، واهما أن ذاكرة الناس تنسى من هو وأدوار أمثاله في الحياة السياسية، وكيف أنه قبل بعضوية مجلس شعب بالتزوير الأمني، و كان يلهث وراء أي موقع رسمي أو شبه رسمي ، وأنه إذا اخذته الحماسة في حوار صحفي، وسقطت منه سهوا عبارة تمس النظام، كان يسارع بتكذيب ما هو مسجل، والتكفير عن زلات اللسان التى تفضح ما وراء الغرف المغلقة، بمزيد من محاولات إثبات الولاء والطاعة للحكم الفاسد المستبد.
ومشكلة الفقي أنه يعيش وهم أنه مثقف لا يشق له غبار، وليس موظفا سلطويا، وأنه اذكى من غيره، و بدلا من التخفي والصمت كأقرانه من رجال مبارك الذين يحملون عارا ليس بعده عار، بإنتسابهم لنظام سيذكره التاريخ والذاكرة الشعبية بكل اشمئزاز كصفحة سوداء ، ما زال يتصور أنه يستطيع التكيف السريع مع الوضع الجديد، وعرض خدماته لمن يقبل بها، وأن عمله بجوار مبارك كسكرتير مكنه من نسج علاقات عربية قوية تؤمن له إعتلاء منصب الأمين العام للجامعة، غير أن الواقع أسقط هذا التوهم الساذج ،وأثبت أن مصر مبارك لا رصيدا عربيا لها، ومكانتها مهزوزة، لذا رشحت قطر أصغر الدول العربية منافسا للمرشح المصري بلا تردد، وحصل انقسام عربي غير مسبوق، كان المخرج منه عرض قطر نفسها سحب مرشحها إذا تم طرح مرشح آخر غير الفقي، فكان نبيل العربي الذي ينتمي لمصر ما بعد مبارك، والتأييد الواسع الذي له دلالته على صعيد وضعية قلب العروبة قبل وبعد ثورة يناير.
غير أن هذا الترشيح لم يرق لي كثيرا، من منطلقين أولهما الرغبة في عدم خسارة العربي كوزير للخارجية المصرية خلال المرحلة الانتقالية في مصر، حيث ساهم وجوده خلال الشهور القليلة الماضية في إحداث درجة من الانقلاب على نهج وزير خارجية مبارك أحمد أبو الغيط ذي الخطاب والسلوك الديبلوماسي اللذين لا يليقان بدولة في حجم ومكانة مصر، وعلى نحو كرس للصراعات وإفساد المصالح المصرية والتماهي مع الأجندة الأمريكية والصهيونية، و الخشية الآن من الإتيان بأحد رجال نظام مبارك أو بطانة ولي عهده لشغل هذا الموقع الحيوي لمصر ما بعد الثورة، وبشكل ينذر بضياع فرصة إستعادة مصر لمكانتها الأقليمية والدولية، و إفساد خطوات عودتها إلى حضنها العربي وعمقها الأفريقي، وكذلك جهود تلطيف الأجواء مع أيران، ووقف نهج الاستسلام للعدو الصهيوني، ودعم القضية الفلسطينية بشكل جدي.
أما المنطلق الثاني، فهو الرغبة في أن تطال رياح التغيير هذه المؤسسة القومية، حيث أن الاصرار على كون أمين عام الجامعة العربية مصريا بإعتبار مصر دولة المقر، وفقا للعرف السائد، وليس لأحكام الميثاق، فأمر يجب التخلص منه، إذا أردنا تكريس نهج الديمقراطية في العمل العربي المشترك، الذي ينبغي أن يكون على أسس مؤسسية، وليس على أعراف تتلاءم مع الفكر القبلي، وليس مع القواعد العصرية.
وتدوير هذا المنصب أمر بالغ الأهمية في هذا السياق، خاصة أنه مطلب تعالى خلال السنوات الماضية، على نحو يثبت مفهوم المساواة وتكافؤ الفرص والتطور الحقيقي في الفكر وآليات العمل.
يبقي، الحديث عن وضعية الجامعة العربية ذاتها، التى ترى أصوات عديدة، وأنا منهم، أنها دخلت مرحلة الموت السريري من سنوات بعيدة، خاصة مع غزو العراق، وأنها عجزت عن مواجهة التحديات الهائلة التى تواجه الأمن القومي العربي، ولم تحقق مصالح وطموحات الشعوب العربية في حدها الأدني، وسط حجم الاختراقات الخارجية العديدة لهذه المنظومة، ثم التحالفات الجديدة التى تبدو كما لو كانت إنقلابا من الداخل على مؤسسة الجامعة العربية المتمثل في ضم كل من الاردن والمغرب لمجلس التعاون الخليجي، على نحو يضعنا عمليا أمام بديل مرتقب للجامعة العربية، ومنظومة ملكية أمنية في الأساس، مكرسة لإحتواء رياح التغيير ونار الثورات العربية، وهذا هو التحدى المنتظر للجامعة العربية ولأمينها العام الجديد.
فهل بمقدور العربي أن ينجح في تجاوز كل هذه المآزق، و العمل على إحياء الجامعة العربية كمؤسسة جامعة لمصالح الدول والشعوب على كافة الأصعدة، وقائدة للعمل العربي المشترك سلما وحربا وتحالفا ومواجهة، أم أنه سيغرق في تفاصيل بيروقراطية بروتوكولية لمؤسسة ذات هيكل فارغ لا يراد لها دور ولا مكانة حتى بين أعضائها وليس أعدائها فحسب؟!



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوبي الديكتاتور مبارك وسيناريو هدم المعبد
- الحركات الاسلامية بين استغلال الديمقراطية ونسف الدولة المدني ...
- المثقف السوري واختبار ثورة الشعب
- اعادة سيناء الى حضن مصر الجديدة
- جمعة محاكمة المفسدين وسبت عقاب الثوار
- ثوار سوريا واليمن وليبيا والواجب الاخلاقي
- عودة الروح الثورية وفضيحة الاخوان السياسية
- جنرالات الاخوان والتآمر على الثورة
- ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية
- جمع مليون توقيع لكتابة دستور مصري جديد لجمهورية برلمانية
- شعب التحرير وحرب نظام سقطت شرعيته
- صحوة مصر الشعبية وكلاب حراسة النظام
- حين تصنع الشعوب التاريخ وتُسقط الديكتاتورية
- فقه الاولويات الغائب عن النظام العربي
- حين تغيب الرؤية الناضجة ويحضر الارتباك والشخصنة
- فيلما -ابن بابل- و-المنطقة الخضراء-:رسالة مؤدلجة وابتزاز عاط ...
- القضية الفلسطينية بين أعداء السلام وأعداء أنفسهم
- عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي
- حين يدافع الآخر عن قضايانا ونقف ضدها؟!
- قريب منك:حين نفقد البصيرة ونستردها بالحب


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الجامعة العربية ورياح التغيير