أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية















المزيد.....

ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 01:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"ارفع رأسك..." من ثورة يوليو إلى ثورة ينايرالشعبية

*محمود عبد الرحيم:
"ارفع راسك فوق.. انت مصري"، هتاف ردده المصريون بانتشاء، بمجرد علمهم برحيل الديكتاتور الدموي مبارك، هتاف يحمل أكثر من دلالة يتقدمها الشعور بالفخر الذي فارقنا طويلا، والاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن(مصر) دون تفرقة على أساس الدين أو العرق أو الطبقة الاجتماعية التي كرسها نظام مبارك عبر سنوات، وفق قاعدة "فرق تسد" المتوارثة من الحقبة الاستعمارية، حيث كان، فعلا، يتعامل مع الشعب المصري بالمنطق الاستعماري الذي لا هم له سوى نهب خيرات البلاد واذلال العباد، وبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد، حيث كان رهانه الرئيس على الخارج، كما سلفه السادات.
وأهم ما في هذا الشعار العفوي والعميق الدلالة، الاحالة إلى الكرامة إلانسانية التى تستدعي إلى جوارها مبادئ الديمقراطية والعدالة الأجتماعية، والاحالة التاريخية إلى ثورة يوليو 1952، ومقولة الزعيم جمال عبد الناصر:"ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعباد".
صحيح اننا كناصريين شاركنا مثل غيرنا من القوى الوطنية في هذه الثورة دون ابراز لهوية ايديولوجية، وبجوارنا الاخوان المسلمين والماركسيين والليبراليين و الالاف، وربما الملايين غير المنضوين تحت اي تيار سياسي،غير أن روح ثورة يوليو كانت حاضرة في الاغاني الحماسية لأم كلثوم وعبد الحليم المنتمية لهذه الحقبة الثورية، وبطريقة غير مباشرة في استدعاء لحظة تنحي ناصر، وامتلاكه الشجاعة لاتخاذ هذا القرار وتحمل مسئولية نكسة تحسب على عبد الحكيم عامر، والمؤامرة الدولية التى شارك فيها الاتحاد السوفيتي حليف مصر في ذلك التوقيت، إلى جانب الولايات المتحدة وقوى اقليمية، فيما كان الديكتاتور العجوز مبارك يرفض بصلف وعنجهية الرحيل ويصر على البقاء ولو على جثث خيرة ابناء شعبه، ويأبي الاعتراف بالمسئولية عن اخطاء جسام، إن لم تكن خطايا كبرى ارتكبها هو وعصابته.
وربما الاستدعاء الآخر، يأتي من المقاربة بين نظام ناصر الذي تحالفت كل من واشنطن وتل ابيب وقوى رجعية تتقدمها السعودية لمعادته وتدميره، فيما هذه الاطراف كانت هي الداعمة لنظام مبارك حتى آخر لحظة، وتتباكى عليه باعتباره حليفا ذهبيا والأكثر ضمانة لأمن إسرائيل في المنطقة ولاستقرار اوضاع تنهض على التبعية والتخلف الحضاري.
حتى صناعة هذه اللحظة التاريخية تبدو متشابهة مع اجواء ثورة يوليو، من حيث اشتراك كل من الشعب والجيش في حسم خيار التغيير، حين وصلت الاوضاع إلى الطريق المسدود، وتكاثف القمع فهيأ الاجواء للانفجار الحتمي، صحيح أن في 1952 المبادرة كانت لضباط الجيش الوطنيين، ثم لحقت بهم كل طوائف الأمة، وفي 2011، كانت الخطوة الأولى من نصيب الشعب الغاضب ، ثم كانت المؤازرة من الجيش، لكن في الحالتين كانت الثورة بيضاء، وتأثيراتها تتجاوز مصر إلى محيطها العربي والافريقي بل والعالم اجمع، وهدفها القطيعة مع الماضي الملوث، وميراث التبعية والافقار والمهانة، والرغبة في بناء مستقبل افضل للوطن والمواطن، وفي الحالتين كانت الثورة نتاج نضالات طويلة وتلاقي الظرف الذاتي مع الموضوعي، ولم تأت من عدم، أو بمحض الصدفة، دون تراث نضالي ممتد، وتضحيات متوالية، وهو ما يجب ان يستوعبه "شباب التحرير" الذي يدعي بعض منهم ممن لم تتجاوز تجربتهم السياسية الاسابيع أو الشهور، أنهم اصحاب الثورة، ومفجروها، والمستحقون وحدهم لحصاد ثمارها، متجاهلين أدوار أخرين سبقوهم أو كانوا بجوارهم في الميدان من أول يوم، تحت خطر الاعتقال أو الموت.
وأود أن اتوقف قليلا، عند حديث النظام ورجاله وابواقه عن ضرورة الخروج المشرف لمبارك وتكريمه باعتباره رمزا وطنيا وقائدا عسكريا يستحق رحيلا لائقا، أو حديث مبارك نفسه حتى آخر خطاب له عن الاياد الاجنبية والاجندة الخارجية للثوار، والموقف الشعبي منهما، حيث كان الرد بليغا ومبدعا يأخذ تجليات عدة يوميا، وتنقله شاشات التليفزيون على الهواء يوميا.
فالجماهير الذي تعالى عليها مبارك وتجبر، واصلت الضغط حتى النهاية، وابدت استعدادا للتضحية لآخر لحظة، ما جعل حلم الديكتاتور العجوز بالبقاء حتى يكمل فترته الرئاسية اضغاث احلام، والصوت الهادر في ميدان التحرير وميادين الاسكندرية والسويس ومدن مصرية اخرى في الدلتا والصعيد "ارحل..ارحل".."مش هنمشي.. هو يمشي" زلزالا يدك حصنه غير المنيع، والحصار الذي وصل إلى القصر الرئاسي، بمثابة الازميل الذي يكسر بصلابة وعزم الصنم الذي صنعه مبارك لنفسه وتصور بجهالة وغباء ان الشعب سيسجد له ويقدم له القرابين، لمجرد دغدغة العواطف بعبارات بلهاء وادعاءات كاذبة عن الوطنية والتاريخ المشرف والانجازات التى لاظل لها من الحقيقة.
وقد استدعى المصريون الذاكرة الشعبية في العقاب، فقاموا ب"تجريس"مبارك ليل نهار طوال فترة صمودهم في الميدان، منهم من قام بوضع اسمه على حذائه أو من وضعه على لعبة على هيئة حمار، أو من بات ينادي عليه باعتباره مجرما هاربا مطلوبا للعدالة، ليردوا على دعاوى"هيبة الرئيس" ، ولأن الشعب فاض به الكيل واستفزه عناده واستعلائه قرر ليس فقط خلعه، وأنما محاكمته واعدامه، وعبر عن ذلك بتعليق دمية قماشية مشنوقة له ولنظامه، أو وضع صور له ولاركان نظامه لكل واحد منهم صفة "القواد" أو الحرامي" أو "المزور" وهو "كبير العصابة"، أو السير في جنازة رمزية له، وتشييعه باعتباره مات أو تم اعدامه شعبيا.
اما ادعاء مبارك وجود اياد اجنبية واجندات خارجية تحرك "ثوار مصر"، فكان الرد عليه في الشعارات القوية المتكررة التى تسخر من اسقاط ارتباطه باسرائيل وامريكا على المحتجين"يا مبارك يا جبان.. يا عميل الامريكان" ، "كلموه بالعبري.. مبيفهمش عربي".
فأين الخروج المشرف؟.. ولمن كان الانتصار للديكتاتورالعنيد وآلة قمعه الامنية واعلامه المضلل، أم لصمود هذا الشعب وتضحياته التى جعلت مبارك يخرج مذموما مدحورا، وجعلت الشعب يحصد الحرية والكرامة التى يستحقهما، وتبجيل كل العالم له.
بقي أن نحذر من هؤلاء الانتهازيين من الاعلاميين والفنانين والرياضيين والساسة والقادمين من الخارج، الذين يتقافزون الآن كالقردة يريدون ان يسرقوا ثمار الثورة التى تتبرأ منهم، فمعظمهم قبل أيام كانوا يسبحون بحمد مبارك ويتباكون عليه ويهاجمون صناع الحرية والكرامة، ومثلهم هؤلاء الطامحين الذين يريدون احتكار ثورة شعب وخصخصتها لحساب افراد او جماعات يدعون فضلا ليس لهم.. في حين أن الفضل الأول والأخير للشهداء الذي يجب ان ننحني اجلالا لدمائهم الذكية التى كانت قربان هذه الثورة.
وبقي ان نأمل الا يخيب الجيش املنا في تحول ديمقراطي حقيقي وتنفيذ عاجل لمطالب الجماهير التى دفعت الغالي والنفيس ثمنا لها، حتى لا نكون قدمنا تضحيات مقابل فقط ازاحة ديكتاتور، وابقاء النظام الفاسد المستبد القادر على خلق الف ديكتاتور.
*كاتب صحفي مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمع مليون توقيع لكتابة دستور مصري جديد لجمهورية برلمانية
- شعب التحرير وحرب نظام سقطت شرعيته
- صحوة مصر الشعبية وكلاب حراسة النظام
- حين تصنع الشعوب التاريخ وتُسقط الديكتاتورية
- فقه الاولويات الغائب عن النظام العربي
- حين تغيب الرؤية الناضجة ويحضر الارتباك والشخصنة
- فيلما -ابن بابل- و-المنطقة الخضراء-:رسالة مؤدلجة وابتزاز عاط ...
- القضية الفلسطينية بين أعداء السلام وأعداء أنفسهم
- عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي
- حين يدافع الآخر عن قضايانا ونقف ضدها؟!
- قريب منك:حين نفقد البصيرة ونستردها بالحب
- -عندما نرحل-:صراع الهوية الملطخ بالدم
- عباس والتلاعب بالاستحقاقات الوطنية
- -مرحبا-:حلم المهاجر الغارق في البحر الأوروبي
- رؤية الحقيقة بدون النظارة الأمريكية
- -هيروشيما- توثيق سينمائي للجريمة وتحاشي للمجرم
- السلطة بين المراوغة والشاميرية
- ابناء بينوشيه:المناضلون ودفع الثمن مرتين
- قمة سرت التهريجية واهدار المصالح العربية
- حين يكون للاستغلال ورثة وللنضال حصاد


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية