أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام غصيب - الماركسية هي نقيض الصهيونية













المزيد.....

الماركسية هي نقيض الصهيونية


هشام غصيب

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 12:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يدعي بعض المثقفين والسياسيين أن أكثر المثقفين العرب ميلا إلى التطبيع مع العدو الصهيوني هم الماركسيون. ويحاولون تبرير ذلك بالاستناد إلى الطابع الأممي للماركسية. ولبيان تهافت هذه الادعاءات، فإني أورد الملاحظات الآتية:
ليس كل من يسمي نفسه يساريا أو شيوعيا هو ماركسي. فالماركسي هو من يعتمد التراث الفكري الماركسي الكلاسيكي (ماركس وإنغلز تحديداً) مرجعية له في الفكر والعمل. وأعني بذلك أنه لا يعتمد هذه المرجعية صنما، مجرد صنم، للتقديس والتبجيل، وإنما أساساً وقاعدة للمنهجية التي يتبعها في التحليل والتفكير والممارسة. وبهذا المعنى، فإن كثيراً من اليساريين والشيوعيين يخرجون من إطار الماركسية ولا يرتقون إليه. ذلك أن كثيراً من الشيوعيين اعتمدوا الدبلوماسية السوفييتية واعتبارات عملية أخرى مرجعية لهم. أما التراث الفكري الماركسي فكان مجرد زينة يتحلون بها تعبيراً عن ولائهم للمركز السوفييتي، ولم يكن مرجعية يستمدون منها المواقف والممارسات. وبعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، رأى أولئك الشيوعيون أن مصلحتهم الفئوية الضيقة تقضي تغيير مرجعيتهم من الدبلوماسية السوفييتية إلى الاشتراكية الديموقراطية الأوروبية المتواطئة مع الإمبريالية بخطابها الليبرالي الزائف. فإذا أدركنا هذا التمييز الضروري بين “اليساريين” والماركسيين، تبين لنا مدى تهافت الادعاءات المشار إليها آنفاً بصدد الماركسيين. فالخلط بين الماركسيين والذين سموا ويسمون أنفسهم يساريين هو الأداة التزويرية التي تسخر من أجل إلصاق تهمة لا تقل بشاعة عن الخيانة بالماركسيين. ذلك أن عدداَ ملموساً من “اليساريين” المزعومين، أمثال إميل حبيبي، انخرطوا بالفعل في عملية التطبيع الخيانية مع العدو الصهيوني، مع أن عدداً كبيرا آخر رفض ذلك على أساس ماضيهم النضالي المجيد وبرغم آيديولوجيتهم الليبرالية المتهافتة. أما الماركسيون، فهم، بالضرورة وبحكم مرجعيتهم، في طليعة المناهضين للتطبيع وللكيان الصهيوني. فلا مناص من مناهضة الماركسي الجدير بالاسم للصهيونية وادعاءاتها.
إن الماركسي يسعى إلى أن يكون في طليعة الحركة المناهضة للرأسمالية والإمبريالية، تلك الحركة التي تهدف إلى تدمير الدولة الإمبريالية الرأسمالية وتحويل المجتمع العالمي إلى الاشتراكية فالشيوعية. ووفق التحليل الماركسي، فإن الصهيونية هي حركة استعمارية استيطانية عنصرية تنفذ المشروع الإمبريالي في المنطقة العربية عبر تنفيذها المشروع الصهيوني. بذلك، فإنها تؤدي دوراً رئيسيا في تفتيت الأمة العربية، ولجم قوى الإنتاج العربية، والحيلولة دون تشكل الأمة العربية على أساس قوى الإنتاج الحديثة، أي دون تشكل الذات العربية الحديثة، وضرب حركة التحرر القومي العربية ومنعها من استكمال تشكيلها ومن تحقيق أهدافها المتمثلة في الوحدة القومية وتحرير الموارد العربية من الهيمنة الإمبريالية لصالح الجماهير العربية (الاشتراكية والديموقراطية)، وضرب أي قوة عربية استقلالية صاعدة، ومساندة الإمبريالية الغربية في نهب الوطن العربي. وعليه، فإن الصهيونية وإسرائيل هي آلية أساسية من آليات الهيمنة الإمبريالية على الأمة العربية وإعادة إنتاج حالة الشلل والوهن والتفتت التي تعاني منها أمتنا. بذلك يرى الماركسيون أن الكيان الصهيوني ليس مجتمعاً طبيعيا نشأ تاريخيا نشوءاً طبيعيا على أرض محددة، وإنما هو كيان مصطنع ركبته الإمبريالية والصهيونية لأداء أغراض عدوانية معينة، ومن ثم فهو يتحدد كليا بوظائفه الإمبريالية. إنه جزء لا يتجزأ من أجهزة العنف الإمبريالية التي يسعى الماركسيون إلى تدميرها. وعليه، فإن تحقيق الأهداف الماركسية في المنطقة العربية يستلزم بالضرورة تفكيك الكيان الصهيوني وإزالته من الوجود. كما إن إدراك الماركسيين لجوهر الكيان الصهيوني يمنعهم من التعامل مع هذا الكيان وقواه بصورة طبيعية، أي كما يتعاملون مع المجتمعات الأخرى (التركية والإيرانية واليونانية والإسبانية والهندية وما إلى ذلك)، وإنما يحتم عليهم ألا يطبعوا مع هذا الكيان وأن يناهضوا هذا الكيان العدواني بشتى الطرق المتاحة.
إن الماركسي يسعى إلى تفكيك الكيان الصهيوني في سياق سعيه إلى تحطيم الإمبريالية والرأسمالية وإعادة بناء الأمة العربية على أسس ديموقراطية واشتراكية موحدة. فكيف يعقل أن يقبل الماركسي على التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو يسعى إلى نسف قاعدة هذا الكيان وأساسه؟ لذلك، فإنه يمكن القول إن الموقف من الكيان الصهيوني ومن التطبيع معه هو محك من محكات الماركسية واختبار لماركسية المرء. وأعني بذلك أن هناك تناقضا منطقيا في القول بأن الماركسيين هم أكثر من يقبلون على التطبيع. ذلك أن رفض الكيان الصهيوني ورفض التطبيع معه هو نتيجة ضرورية لمقدّمات الماركسية. لذلك فإن قبول التطبيع يعني بالضرورة الخروج عن الماركسية. فاليساري أو الشيوعي الذي يقبل بالتطبيع لا يمكن أن يكون ماركسيا من حيث المبدأ. فإذا كان هناك عدد من العرب ادعوا في يوم من الأيام أنهم ماركسيون، مثل المتصهين إميل حبيبي، لأنهم رأوا في ذلك مصلحة لهم، فإن هذا لا يعني مطلقاً أن الماركسيين هم أكثر من يقبلون على التطبيع مع العدو الصهيوني. إن المصالح الذاتية هي التي دفعت أمثال المتصهين إميل حبيبي من تخوم اليسار إلى تخوم السلطة الصهيونية.
إن أي تحليل علمي منصف للماركسية لا بدّ وأن يقود إلى النتيجة بأن الماركسية هي النقيض الشامل والحقيقي للصهيونية. ولا يمكن للماركسي أن يعترف بحق إسرائيل واليهود في أرض فلسطين، ليس فقط لأن مثل هذا الاعتراف يعني القبول بالغزو والعدوان على شعب عريق آمن، ولكن أيضاً لأنه يعني الاعتراف بخرافات اليهود العنصرية (أرض الميعاد، شعب الله المختار، وما إلى ذلك)، تلك الخرافات التي ترفضها العقلانية الماركسية جملة وتفصيلا. فليس هناك فكر يعارض الصهيونية كما تعارضها الماركسية. إن الماركسية تعارض الصهيونية في الجوهر والصميم.



#هشام_غصيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعاً عن الماركسية
- لغز الكتلة
- محنة المادية اليوم
- فجر العقل الجدلي
- من فلسفة الثورة إلى علم الثورة
- نحن وعقيدة التنوير
- المكان بوصفه مادة
- تميز العقلانية المادية
- مشروعنا الفلسفي
- هندسة ريمان
- المعزى التاريخي للحضارة العربية الإسلامية
- من الفلسفة إلى علم الإنسان
- فلسفة ماركس
- سمير أمين مستغرباً
- هشام غصيب في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: من الثورة ا ...
- جدل العلم والثورة
- الفلسفة والجماهير
- الشيوعية وفخ الوجودية
- المغزى النهضوي للفلسفة
- الاستغراب وتحدي الحداثة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هشام غصيب - الماركسية هي نقيض الصهيونية